أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - الضلالات الدينية وخطأ وخطيئة البرادعى















المزيد.....

الضلالات الدينية وخطأ وخطيئة البرادعى


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 18:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دخل علم النفس العديد من المجالات ، فمنذ بدايات تاسيس مدرسة علم النفس مع فرويد والذى تعرض فيه للاضطرابات السلوكية للانسان ، ثم جاء بعده كارل يونج ليخرج من دائرة الانسان الفرد الى الدائرة الاوسع ليشمل الجماعات الانسانية المختلفة والذاكرة الجمعية المتوارثة لها ، وبعدها تعددت مباحث علم النفس لتشمل علم نفس الاقتصاد والاجتماع والتاريخ وحتى علم النفس التربوى والادبى والرياضى ........... الخ ، ويبقى علم النفس الدينى فى عالمنا العربى والاسلامى على الاقل دون اى دراسات سواء بحثية جماعية او جتى جهود فردية .
لم يتعرض احد لعلم النفس الدينى ، لا اقصد تاريخ الاديان والاسباب التى ادت الى نشوئها فقد كتب فيها البعض ، ولكنى اقصد الاسباب النفسية للرغبة فى التدين فى مقولة ( لو لم يكن الله موجودا لاخترعناه ) والاسباب التى تجعل من المنظومة العقلية للانسان – الحديث على الاقل - ان تؤمن بغيبيبات ربما تكون متناقضة مع ابسط القواعد العلمية المتعارف عليها الان ، ثم الاثار النفسية السلبية التى يؤدى اليها الاغراق فى حالة التدين .
وانا فى هذه المقالة لست بصدد وضع اسس لعلم النفس الدينى ، فهذا خارج اختصاصى ، وان كنت استطيع ان اجيب بايجار عن :
1) الاسباب النفسية للرغبة فى التدين : تكمن فى رأييى فى حلم الخلود الانسانى فى ان يعيش حياه اطو لان لم يكن فى الدنيا فيكون بعد الموت ( ونلاحظ ان المصرى هو اول من اخترع العالم الاخر ، وعندما نعرف – علميا - ان متوسط عمر المصرى القديم كان لايزيد عن ثلاثون عاما بسبب مجهود الزرع والحصاد وحمل الاحجارلبناء الاهرامات والمعابد والمسلات بالاضافة الى مرض البلهارسيا القابعه فى مياه النيل منذ القدم ، نستطيع ان نعرف لماذا اخترع العالم الاخر التى تضمن له عمرا اطول فيه ) وعندما نقرا القرآن نجد الآية التى تتحدث عن الطريقة التى استطاع بها الشيطان غواية آدم الى المعصية قائلا ( ) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ) 120 سورة طه ، نعرف ان الرغبة الانسانية فى الخلود كانت لدى الانسان منذ بدايته الاولى بالاضافة الى الملك الدائم والمستمر ( الذى لايبلى ) ، فرغم ان الله حسب الايتين السابقتين لهذه الاي قد وفر له فى الجنة ( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ( 118 ) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( 119 )سورة طه ، وهذه الحقيقة كانت معروفة وكامنه فى النفس البشرية اقوى من الطعام والشراب وكان يعرفها النبى ايضا وقد قرأها على الناس قرآنا .
اذن هى الرغبة فى الخلود فى عالم آخر فيه مالا عين رات ولا اذن سمعت تعويضا عن ظلم وشقاء الدنيا ، وهو نفس الوتر الحساس الذى مازال يلعب عليه رجال الدين حتى الان .
2) الايمان بالغيبيبات التى قد تتصادم مع ابسط نظريات العلم الحديث هو اساس الايمان الذى سيؤدى بالقطع الى الخلود والتعويض .
هذا عن اسباب الايمان ، اما ايجابيات الاديان فرجال الدين يرددونها علينا منذ نعومه اظفارنا وحتى الان على منابر المساجد فى الصلاة وفى المقررات الدراسية وفى القنوات الفضائية ...... الخ ، ولكن لم يقل لنا احد شيئا عن سلبيات الاغراق فى الحالة الدينية ( انا هنا اتحدت عن الاغراق فى الحالة الدينية التى ظهرت وتنامت فى مصر خلال الاربعون عاما الماضية بفضل الوهابية المستوردة من جزيرة العرب والتى كانت من اكبر دعائم جماعة الاخوان المسلمين فيما بعد فى الانتشار بين الناس والتى سبق وان وضحتها فى مقال كتبته منذ ثلاثة سنوات قبل الثورة بعدة شهور فى مجلة روزا اليوسف المصرية بعنوان " الوهابيون يزرعون والاخوان يحصدون " ، ولا اتحدث عن حالة التدين الفطرى البسيط الذى نشأنا عليه قبل ان تغتاله الوهابية )
اما عن سلبيات الاديان، فعلى المستوى الشخصى كانت الاتكالية وتكريس مفهوم العبودية والغاء الارادة البشرية جزئيا مع المتعدلين وكليا مع المتشديين ........ الخ ولكن ماهو التاثير السلبى اذا دخلت هذه الجماعات المجال السياسى تحت غطاء الديمقراطية ومخزونها الثقافى يحمل :
** ديكتاتورية الاقلية : قامت الاديان اصلا على مبدا الاقلية المؤمنه امام الاغلبية الكافرة ، ونظرا لانتشار كل من المسيحية والاسلام اصبح المعتقد لدى المؤمنين بها ان الاقلية المؤمنه انتصرت فى النهاية دون ان يعرفوا ان عدد سكان العالم يتجاوز السته مليارات فى حين اصحاب الديانتين لايتحاوز الاثنين ونصف مليار اى بنسبة حوالى 40 % ودون ان يعرفوا ايضا ان اتباع بوذا وحده يقارب تعداد الديانتين ، ولكنهم يقيسون العالم بمقياس الشرق العربى فقط ، فكلمة العالم والعالمين التى وردت فى القرآن كثيرا تعنى هذه المنطقة وليس العالم بمقاييس اليوم ( الكرة الارضية ) ومن هنا فان الديمقراطية فى ظل هذه الاعتقادات الدينية ليس لها مكان ، فالغلبة فى النهاية تكون للاقلية المؤمنه ضد الاكثرية الكافرة .
** الفرقة الناجية والاعتقاد فى الصوابية المطلقة والحقيقة المطلقة فى الاديان ايضا وهى السبب الرئيسى فى تعدد الاديان الابراهيمية الى ثلاثة اديان ، وهى وراء انقسام اهل الدين الواحد الى عدة مذاهب وكل مذهب الى عدة فرق وهى اساس كل الصراعات الدينية حتى الآن .
الضلالات الدينية :
نتيجة التضارب بين الاكتشافات العلمية الحديثة وين ماقررته الاديان ( دارون ضد آدم ، كوبرينكس ضد بن باز فى كروية الارض ، الانفجار الكبير ضد على " العرش استوى " ، مليارات السنين ضد السته ايام ......... الخ ، ناهيك عن تضاربات كثيرة بين التاريخ الدينى وعلم التاريخ الحديث ) نتيجة هذا التضارب يحدث مايطلق عليه علم النفس بالاضطرابات الذهانية لنرى امامنا فى النهاية انسانا يعانى من مرض الفصام Schizophrenia ( وقد سبق لى وان كتبت فصلا كاملا عن انفصام الشخصية فى العقلية الاسلامية فى كتابى الاول ، واستكمله بفصل آخر فى كتابى الاخير الجاهز للطيع لولا الظروف الحالية )
ومن ابرز اعراض هذا المرض الانفصامى هو الضلالات Delusions وهو اعتقاد خاطئ يؤمن به المريض إيماناً راسخاً لا يقبل الجدل فيه.
وتوجد عدة ضلالات منها:
1ـ ضلالات الاضطهاد Persecutary
2ـ ضلالات العظمة Grandiose
3 ـ ضلالات الـتأويل أو التلميح أو الإشارة
4ـ ضلالات العلل البدنية (توهم المرض) Hypochondriacs
5- الضلالات الفكرية : وهو مايهمنا فى هذا الموضوع حيث ان اعراضه تنطبق تماما على هذه الجماعه وتعريفه انه ( هو نوع من انواع الاضطرابات الذهانية والتي يفقد فيها المريض الاستبصار ويعيش في عالم ممن الأوهام والأفكار الخاطئة )
وقد اظهرت فترة حكم جماعة الاخوان فى مصر خلال عام واحد كل هذه التناقضات الفكرية التى ادت الى الانفصام ، الذى ادى الى مايمكن ان نطلق عليه مرض ( الضلالات الدينية ) بين ادعاء الديمقراطية والايمان فى نفس الوقت بدكتاتورية الاقلية المؤمنه امام الاغلبية الكافرة . ثم اعتقادهم فى الصوابية المطلقة وانهم اصحاب الحقيقة المطلقة مما جعلهم فى صدام بين
كافة القوة السياسية فى مصر وجعل الجالس على كرسى الحكم فى الاتحادية يدخل فى صدام علنى ومكشوف ضد معظم اركان الدولة المصرية وعلى راسها القضاء والنيابة العامة والاعلام ثم كافة الاحزاب السياسية الاخرى واصحاب الاتجاهات اليسارية والقومية والليبرالية والعلمانية

ثم كان ماكان وخرج المصريين يرفضون حكم هذه الجماعة المريضة نفسيا والمتصادمه مع كل امانى الشعب فى الديمقراطية والحرية التى قام من اجلها بثورة 25 يناير ليتجلى لنا مرة اخرى وبقوه هذه المرة مدى الضلالات الدينية التى تعيش عليها هذه الجماعة من رفض للحوار ورفض النزول على ارادة الجماهيرتحت وهم الاقلية المؤمنه وبانهم رغم قلتهم الا انهم جماعة الاسلام ليعيدوا الى الاذها ماردده انصار بن حنبل فى الصراع بينهم وبين المعتزله حين قالوا ان شيخهم بن حنبل رغم انه كان وحيدا الا انه كان جماعه وحده لانه على الحق وحده ( هل يصلح هذا الفكر مع الفكر الديمقراطى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ) ثم التهديد بحرق مصر- وهو ماحاولوه ولكنهم فشلوا فيه بفضل تصدى الشرطة والجيش يساندهم الشعب فى معركة المصير هذه .
تصدى الدكتور محمد البرادعى للمصالحة ضمن آليات التفاوض المعروفة التى اكتسبها من خلال عمله فى المنظمات الدولية والتى تسير ضمن مبداين :
- الاول ان تكون مائدة المفاوضات ترجمه لما يحدث على الارض ومقياسا لقوة كل من المفاوضين ، وبقدر قوة كل منهم على الارض يكون نصيبة على مائدة المفاوضات
- الثانى : فى حالة تعادل القوه على ارض الواقع يتم الوصول الى عملية تنازل متساوية للطرفين
ولكنهم رفضوا اى تنازلات الا ان يرجع رئيسهم الى الحكم ويتم العمل بالدستورلنعود الى نقطة الصفر كأن الملايين التى حرجت ضدهم هى الملايين الكافرة امام القله المؤمنه وكان الله ناصرهم رغم قلتهم والملائكة معهم وجبريل يرفرف على اعتصامى رابعه والنهضة
فكان خطأ البرادعى انه يتعامل بآليات التفاوض المتفق عليها حسب موزاين القوة على الارض مع جماعة لها موزاين فوة اخرى فى السماء – آتيه لاريب فيها ...!!! - تحت الوهم المرضى لـ (الضلالات الدينية )
وكان خطأه الثانى انه اراد ان يتعامل بمقاييس حقوق الانسان مع جماعة لاتؤمن الا بنفسها فقط لاغير ولا تقيم اى اعتبار للآخر المختلف معها دينيا او سياسيا .
اما خطيئته فهى انه استقال حتى يحافظ على صورته لدى الغرب كرجل متحضر لايقبل استعمال القوة امام المعارضين دون ان يراعى مصلحة مصر ودون ان يدرك انه امام جماعة ارهابية بكل المقاييس ولايصلح التعامل معها بآليات التفاوض المعروفة ولا بنرجسية حقوق الانسان .
وتنتصر الارادة الجماعية المصرية ولا تغرق مصر فى بحور الدم الذى توعدونا به والتى صدقها البرادعى لتخسر هذه الجماعة فى لعبة مقامرة غبية صورها لهم وهم الضلالات الدينية كل شئ بداية مقر فخيم فى المقطم وحزب سياسى وجريدة وفضائية ومغانم وابهة الحكم واحلام السيادة والنصر لنراهم يتساقطون واحدا راء الاخر ليقضوا بقية حياتهم خلف اسوار السجون .



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الانسان وحقوق البشر
- خواطر رمضانية ( الحلف الثلاثى واللواء صلاح حتاته والاخوان )
- ردا على مقالة خير اجناد الارض للزميل يونس : نعم .. مصر خير ا ...
- كيميت تنهض من جديد وحورس يحلق فى سمائها
- العودة للقرابين البشرية فى أبو النمرس
- ردا على مقالة خير اجناد الارض للزميل يونس : نعم .. مصر خير ا ...
- ( حور محب - السيسى ) هل يتكرر التاريخ ؟
- مرسى بين ايزيس المصرية والبعولة العربية
- القول الاخير فى سباق الاسلمة والتنصير
- الاخوان بين السندان الامريكى والمطرقة السلفية
- مرسى بين سخرية القدر وسخرية المصريين
- ردا على مقال زميلى الاستاذ / لطيف شاكر
- مرسى وشرعية الصندوق
- تأملات فى الشخصية المصرية : الرجل الفهلوى
- حول لقاء ( مرسى – الليثى ) واشكالية الحكم الدينى
- هل يطيح الجيش المصرى بحكم الاخوان ؟
- تاملات فى الشخصية المصرية : الابن العاق 2/2
- الى السيد اوباما : الاخوان على خطى الحبيب
- مرثية وطن .. قبيل الرحيل
- جحافل الامن المركزى واليد الحديدية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - الضلالات الدينية وخطأ وخطيئة البرادعى