أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مجدى زكريا - الوجهان المتضادان للنار (1-2)














المزيد.....

الوجهان المتضادان للنار (1-2)


مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 13:02
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


يمكن ان تكون النار صديقا او عدوا , فيمكن ان تجدد الطبيعة او تخربها. لكن النيران الكبيرة يمكن ان تصير قوة مدمرة جدا من الصعب السيطرة عليها.
وما حدث فى اندونيسيا عام 1997, احد الامثلة لضراوة النيران المدمرة الممتدة مسافات شاسعة. ففى تلك السنة , خربت حرائق الاحراج البلد , اذ احدثت اضرارا جسيمة فى الارض والاقتصاد واصابت بالاذية صحة الناس. كما ان الدخان المتصاعد من هذه الحرائق امتد الى البلدان المجاورة - مؤثرا فى ما يقدر فى 75 مليون شخص. وتشير التقارير ان 20 مليون شخص عولجوا بسبب حالات كالربو , انتفاخ الرئة , والامراض القلبية الوعائية و بالاضافة الى مشاكل فى العيون والجلد.
وفى سنغافورة ارتفعت نسبة التلوث الى مستويات تنذر بالخطر. فقد غطى الدخان المدينة. قالت واحدة من السكان خائفة ان تخرج من منزلها المكيف هواؤه : " جميعنا سجناء فى منازلنا ". وفى الايام الاسوأ , لم يتمكن الناس من رؤية الشمس بسبب سحب الدخان التى غطتها. وهناك امثلة عديدة حدثت بعد هذه الماساة وفى بلاد اخرى.
النار واحدة من قوى الطبيعة الفعالة. فحريق الاحراج الهائل يمكن ان يغير شكل الارض , يغير التوازن بين انواع النباتات , يغير الجماعات الحيوانية والنباتية. ويهدد الحياة والممتلكات.
ويمكن للحريق الشديد ان يزيد احتمال التحات. فعندما تتعرض الارض للامطار الغزيرة التى غالبا ماتلى صيفا حارا و تجرف التربة المكشوفة, وتتأثر بذلك انواع النباتات. فبعض الانواع الحساسة اكثر تموت. فيما تتكيف الانواع الاخرى جيدا. ولكن من المؤسف ان النباتات التى تنمو هى عادة الاعشاب الضارة غير المرغوبة التى من شانها ان تحتل الارض على حسابات النباتات المحلية.
تهدد ايضا الحيوانات التى تعتمد على نباتات محلية معينة. فالثدييات المحلية فى اوستراليا , كالكوالا والابوسوم الثعلبى الذنب, هى من الانواع المعرضة للخطر التى يمكن ان تنقرض بسهولة اذا دمرت النيران جزءا كبيرا من بيئتها الطبيعية. وخلال السنوات ال200 الماضية , خسرت القارة الاوسترالية 75 فى المئة من غاباتها المطيرة و 66 فى المئة من من الغابات الاخرى , 19 نوعا من الثدييات و 68 نوعا محليا من النباتات , ومعظمها غير موجود فى اى مكان فى العالم.
ومع امتداد حدود المدن الى الاحراج المجاورة لها , يصير الناس معرضين اكثر لتاثيرات حرائق الاحراج المدمرة
هناك عوامل عديدة مسؤولة عن الحرائق التى لا يمكن السيطرة عليها. واحد العوامل الطبيعية هو نمط الطقس المرتبط بالنيتيو, ظاهرة مناخية تسبب دوريا طقسا حارا وجافا حول العالم. والبلد الذى يختبر طقسا جافا فى غير اوانه ناتجا عن تاثير النينيو, يكون فى ظروف مثالية لنشوب حريق.
ولكن فى اكثر الاحيان , يكون البشر الطائشون هم المسؤولون عن الحرائق الضخمة. فاحراق الاراضى الطبيعية عمدا يعتبر جريمة فى بلدان كثيرة. ويقدر ان الاحراق العمدى او العرضى كان وراء اكثر من نصف الحرائق فى الغابات التى تملكها الحكومة فى نيو ساوث ويلز , اوستراليا.
ان السلوك غير المسؤول الذى يسئ الى البيئة هو عامل اخر يؤدى الى حرائق خطيرة. فبازالة الاحراج وقطع الاشجار و تصير الغابات قابلة للاشتعال اكثر . فطبقة " الوقود " المكونة من المواد النباتية الميتة والجافة التى تؤجج النار تزداد بالحطام الخشبى الناتج عن عملية قطع الاشجار. كما ان قطع الاشجار يزيل ظلة الشجر , فتصل اشعة الشمس الى طبقة " الوقود " وتجففها. وحينما تشعل شرارة هذا الخليط السريع الالتهاب . يصير بسهولة الحريق الناتج فوق نطاق السيطرة.
يمكن للاعتبارات الاقتصادية ايضا ان تزيد من من خطورة مشكلة الحرائق الكبرى. اتبعت اندونيسيا اسلوب " هشم واحرق " لقرون فى الزراعة دون ان يكون له تأثير يذكر على توازن الطبيعة. فعندما يستخدم المزارعون النار بدقة وطريقة مضبوطة , يكون لها تقريبا التاثير نفسه فى البيئة كالذى للحرائق الطبيعية. ولكن فى الفترات الاخيرة , اتبع كثيرا هذا الاسلوب الزراعى التقليدى و وذلك لاهداف صناعية. فبسبب الطلب العالمى المتزايد على منتجات كزيت النخيل قطعت الغابات لتستبدل بنباتات سريعة النمو ومريحة. والطريقة الاسهل والارخص لتنظيف الارض هى بحرق نباتها الطبيعى. لذلك يحرق الناس الاف الهكتارات دون الاخذ فى الاعتبار الفوائد الطويلة الامد للاحتفاظ بمناطق واقية من الغابات.
فى المقالة القادمة سأتحدث عن الوجه المفيد للنار.



#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة اليونانية - هل أغنت المسيحية ؟ (2-2)
- الفلسفة اليونانية - هل أغنت المسيحية ؟ (1-2)
- الحياة - ثمينة ام عديمة القيمة ؟
- الوثيقة العظمى وسعى الانسان نحو الحرية
- حكم رجال الدين _ هل هو الجواب ؟
- هل يمكن للتماثيل ان تقربكم اكثر الى الله ؟
- توقير التماثيل - موضع نزاع
- ما معنى ان يدير المرء الخد الاخر ؟
- مشاعر الذنب - هل هى سيئة دائما ؟
- لماذا الخوف من اله المحبة ؟
- هل الخوف ردئ دائما ؟
- كتاب حرم كتبا اخرى
- صفحة واحدة تخترق الظلمة كنجم
- افرح بامرأة شبابك
- استفيدوا من حياتكم الى اقصى حد
- الجميع يستفيدون من الرياضيات
- ماذا نتعلم من الاطفال ؟
- الالغاز الالهية وقصد الله
- كيف تنشط ذاكرتك ؟
- الغراب الأسحم - ماذا يميزه ؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مجدى زكريا - الوجهان المتضادان للنار (1-2)