أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أوهام السعادة















المزيد.....

أوهام السعادة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 21:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من قال -لك- بأن المتخلفين ليسوا سعداء في حياتهم أو أنهم يعيشون في أجواء من التعاسة؟ربما أنهم مرتاحون أكثر منك ومني...لا تصدق هذا عنهم..هذا كله إشاعات ليس لها دلالة من الصحة,الذين ندعي أنهم غير سعداء لسببٍ ما,نجد بعد التمحيص بأنهم سعداء لذاك السبب نفسه وهم ليسوا بتعساء..وفي أغلب الأحيان آراؤنا فيهم تكون عبارة عن أوهام تخرج من رؤوسنا,المتخلفون سعداء جدا أكثر منك ومني علما أننا ندعي أنا وأنت بأننا أذكياء ومتقدمين ومتطورين,ولماذا نسعى إلى تغييرهم طالما أنهم يشعرون بالسعادة؟لماذا نجهد أنفسنا ونذهب إليهم متحملين عناء السفر لنقول لهم أنتم غير سعداء في حياتكم؟!!!! ونحن في الأصل نبحث عن التقدم والتطور من أجل أن نرتاح في حياتنا القصيرة الأجل وبنفس الوقت نحاول تغيير حياة غيرنا من الناس دون أن نستشيرهم ودون أن نسألهم مثلا:هل ترغبون في تغيير حياتكم؟طبعا الإجابة دائما تكون مقرونة بلاء,وهذا يدل على أن تشخيصنا للمرض ليس بمحله أو ليس هنالك مرض مطلق,وجيراني المحيطون بي كلهم سعداء أكثر مني رغم أنني أدعي بأنني تقدمي أكثر منهم,ودائما نبحث عن التغيير من أجل إشباع رغباتنا ونزواتنا,ولكن غيرنا يرى بأن بحثنا عن التطوير ما هو إلا جنون وحماقة والأفضل لنا أن نعيش على ما عاش عليه أسلافنا,أي أن نعيش على دين الآباء والأجداد.

و نحن مثلاً أو في حقيقتنا الداخلية تعساء في حياتنا لأننا محتارون بما عندنا من عقل ووعي كما أوضح ذلك الشاعر(صلاح جاهين) في رباعياته, فالعقل النظيف بدل أن يريحنا من التعب ومن الشقاء نجده يسهم إسهاما كبيرا في إتعابنا وهو السبب الرئيسي في شقائنا وأصحاب العقول المحترمة والنظيفة نجدهم دائما خائفين ومتوترين وقلقين جدا على حياتهم,وأصحاب العقول الخفيفة والأغبياء نجدهم مرتاحين جدا ومبسوطين جدا في حياتهم إنه ليس من الضروري أن يكون المتخلف تعيسا جدا في حياته,ربما هذا الشعور بالتعاسة نابعٌ من نظرتنا نحن للمتخلف أو للمختلف معنا في الرأي, فنظرة الإنسان دائما للمختلف معه في الرأي دائما تكون نظرة فيها الكثير من الشفقة على المختلف معه في الرأي,لذلك الذين نعتقد بأنهم متخلفون دائما ما نعتقد أو ما نضيف إضافة جديدة على الموضوع وهي أنهم تعساء جدا في حياتهم ونعتقد سبب ذلك اختلافهم معنا في الرؤيا وفي طريقة الحياة,فالسعداء في الحياة يعتقدون أنهم وحدهم على صواب وباقي الناس على خطأ غير أن هنالك الملايين من الناس سعداء جدا في حياتهم رغم أنهم مختلفون معنا.

ونحن لا نملك الحقيقة المطلقة فربما أن من نعتقد بأنهم متخلفون,نعم,ربما أنهم غير متخلفين وربما أنهم على حق ونحن المتخلفون وليسوا هم, وكما قال هيغل:التطور لا يعني أنه الأفضل,ودائما الأفكار الجديدة دائما ما نتصور أنها تقدمية وحديثة وأنها هي الأفضل على عكس المثالية الهيغيلية,ودائما ما نعتقد بأننا نحن المتقدمون غير متخلفين,أي أننا متطورون لذلك نعتقد بأننا سعداء جدا أو نظرة الناس إلينا من بعيد توحي لنا بأننا سعداء جدا في حياتنا غير أننا لسنا كذلك, فحتى نحن غير سعداء والقلق يغزونا من كل اتجاه والخوف يسيطر علينا وفي الثانية الواحدة نفكر ب100ألف قضية وقضية لذلك نحن ليس من الضرورة بمكان أن نكون سعداء,إننا أشقياء بما نملك من مواهب عقلية وفكرية.

الأذكياء غير سعداء, أو ليس بالضرورة أن يكونوا سعداء بسبب ذكائهم , والنساء الناشطات في مجال حقوق المرأة أغلبيتهن غير سعيدات في حياتهن الزوجية والنساء غير الناشطات وغير الملتفتات لمسألة حقوق المرأة نجد أغلبيتهن سعيدات جدا في حياتهن الزوجية,رغم أنهن لا يعرفن شيئا عن حقوق المرأة,فبمجرد عدم معرفة تلك النسوة بحقوق المرأة فهذا لا يعني أنهن غير سعيدات أو أنهن مثيرات للشفقة, فاللواتي يعرفن حقوق المرأة ويسعين خلفها هن غير سعيدات في حياتهن,وقد نجد ناشطات نسويات سعيدات في حياتهن والمسألة نسبية غير أننا من المهم معرفته جيدا هو أننا يجب علينا أن لا نعتقد بأن المتخلفين غير سعداء في حياتهم فقط لأن نظرتنا إليهم أنهم غير متقدمين وغير متطورين,فهذه النظرة يجب أن نغيرها,ومن ثم,ليس من الضروري بمكان أن ندعي نحن الأذكياء بأننا سعداء في حياتنا فقط لأن غيرنا أوهمنا بأننا أذكياء, فالسعادة لا تحتاج إلى ذكاء ربما حظ وربما شيء آخر غير الحظ وغير البخت والفتح بالفنجان والضرب بتخت الرمل والفتح بالمندل, فهنالك من الناس من يصفونا بأننا أغبى طبقة اجتماعية خلقها الله على وجه الأرض,والبيئة التي أعيش فيها كلهم أو 80% منهم يعترفون بأنني غير مرتاح في حياتي لأن عقلي هو الذي يتعبني,والجميع قالوا لي:لو أنك مثل هؤلاء الناس لكنت أسعد رجل في هذا المكان,إذا العالم الآخر يرانا بمنظار آخر,فكما نتوهم نحن بأنهم أشقياء وأغبياء كذلك هم أيضا ينظرون لنا بأننا أغبياء ومتخلفون,هذا عدى عذاب الآخرة الذي يهددوننا به.

كل واحد من هؤلاء الناس اعتاد على طريقة حياة معينة واعتاد على أنواع الطعام واعتاد على البيئة التي يعيش فيها وتطبع مع المناخ العام والحياة السائدة بين الناس لذلك الفقراء سعداء بفقرهم والأغنياء سعداء بغناهم وبثرائهم,والمجانين سعداء بجنونهم حتى أنهم لا يعترفون بأنهم مجانين بل أن غيرهم هم المجانين.

ولكن النقطة الفاصلة بيننا وبين الطرف الآخر هو محاولة وصولنا للمضطهدين لنقول لهم بأنكم يا سادة يا كرام مضطهدون جدا في حياتكم وأنتم غير سعداء وينقصكم الكثير,وبأن نقول لهم أيضا بأن غيركم سرقوا ثروة الوطن وباعوكم وباعوا مقدرات وطنكم وباعوا قمحكم ومياهكم وباعوا ثروتكم الوطنية, والنقطة الفاصلة فعلا هي تلك التي نحاول فيها أن نذكر النساء بأنهن مضطهدات وغير سعيدات في حياتهن وبأن الرجل يمتاز عنكن في كثير من الأشياء وما عليكن إلا المناضلة والمجاهدة في رفع الظلم عنكن, إننا فعلا معشر الكتاب نحشر أنوفنا في كل موضوع,ولكن صدقونا لولانا لبقيت كل نساء الوطن العربي يعتقدن أنهن سعيدات,نحن من أيقضهن من سباتهن الشتوي الطويل,ونحن من قال للفقراء أنكم فقراء,تخيلوا معي أن الفقراء ما كانوا ليعرفوا أنهم فقراء لولا أننا نحن من أعلمهم بهذا السر الخطير,كذلك العبيد في الماضي لم يكونوا ليعرفوا بأنهم عبيد إلا بعد أن قال لهم الكتاب:أنتم عبيد,عندها فقط استيقظوا وعرفوا أنهم عبيد وتأكدوا بأنهم ما كانوا سعداء في الماضي بل كانوا تعساء.

نحن دائما ما نشعر بآلام الآخرين ونبحث لها عن علاج ولكن في الحقيقة هل مشاعرنا صادقة؟هل الذين نقول عنهم بأنهم غير سعداء فعلا هم غير سعداء؟ هل نحزن على أولئك الناس أم كما تقول أمي:لا تحزن إلا على حالك,كل الناس عايشه أحسن منك


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=261963

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=219258



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهادات الجامعية في العلوم الإسلامية
- الإسلام والعقل والعلم والمنطق
- طريقة صنع نبيذ العنب
- موازنة الأردن
- لا يوجد عندي عيد
- هل الطلاق شريعة سماوية؟
- خطأ علمي في القرآن
- رأيتُ فيما رأيت
- حكمة من التوراة
- ما الفائدة من ختم القرآن
- القرآن هو السبب
- هل القرآن فعلا كتاب الله؟ 2
- هل القرآن فعلا كتاب الله؟
- أمريكيا والإسلام
- التعب الفكري
- نشرنا الغسيل
- أنا مليونير حقيقي
- فشلوا في تربيتي
- الكفار هم خير أمة أخرجت للناس
- نحن أكذب أمة عرفها التاريخ


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - أوهام السعادة