أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد رجب - ماذا يحمل العراق - العربي - للكورد والقوميات الأخرى ؟















المزيد.....

ماذا يحمل العراق - العربي - للكورد والقوميات الأخرى ؟


أحمد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 1198 - 2005 / 5 / 15 - 12:03
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في هذه الأيام وبعد تشكيل حكومة السيد ابراهيم الجعفري يردد البعض من الاخوة العرب أكثر من العروبيين والبعثيين عبارات العراق العربي، والعراق جزء من الأمة العربية، والوطن العربي للعرب، ولا يكتفون بذلك، بل يتهّجمون على الشعب الكوردي والشعوب العراقية الأخرى، ويصفونهم بصفات غير لائقة وكلمات بذيئة، ومن الغريب أنّ جماعة الجبهة التركمانية التي تحركها أيتام أتاتورك في تركيا تقف معهم وتساندهم.
بعد مخاض عسير ومرور ثلاثة أشهر على الإنتخابات العراقية، والدخول في مفاوضات ومحادثات، والهرولة نحو الذين أرادوا الفشل لهذه الإنتخابات التي شهدها العراق لأول مرة في تاريخه، والتوسل إليهم بالمشاركة في الحكومة المزمع تشكيلها من القوائم الفائزة. وبعد عقد عدة جلسات والأخذ بنصيحة وزير الدفاع الأمريكي رونالد رامسفيلد الذي تدخل في الشأن العراقي، وأكّد على إشراك العرب السنة، وهم خليط من هيئة " علماء " المسلمين وبقايا حزب البعث الساقط، استطاع السيد ابراهيم الجعفري تشكيل حكومة ناقصة، والتي يحاول البعض تسميتها بحكومة الوحدة الوطنية.
بعد الإعلان عن حكومة " الوحدة الوطنية " وفي أول أيامها رأيناها تتهّرب من بعض الإستحقاقات، وفي طليعتها ما حدث عند إداء القسم الذي جاء هو الأخر ناقصاً، وذلك بسبب حذف كلمات تشير إلى العراق الديموقراطي الفيدرالي ( الإتحادي ) عن قصد، الأمر الذي أدّى بالمخلصين من العرب والكورد وأبناء القوميات الأخرى والأحزاب الكوردستانية إنتقاد هذه الخطوة التي جاءت عن دراية كاملة، ولما شعرت الحكومة بالحرج إضطرت إلى عقد جلسة أخرى وإعادة القسم بصورة صحيحة، وغير مبتورة !!، وكانت هذه خطوة إيجابية.
وبالرغم من أنّ العراق أصبح ولأول مرة في تاريخه عراقاً إتحادياً ( فيدرالياً ) حسب القسم المعلن في الأعلام المقروء والمسموع والمرئي، لم يشر السيد رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري في أول خطاب له بعد إعلانه الحكومة إلى الحقوق القومية العادلة للشعب الكوردي، وحقوق القوميات المتآخية الأخرى. وفي الوقت الحاضر يضم العراق الإتحادي العراق وكوردستان.
لا بدّ من القول بأنّ الإنتخابات التي جرت في نهاية كانون الثاني من العام الجاري كانت خطوة كبيرة وهامة لبناء عراق ديموقراطي فيدرالي إتحادي، وكانت الإنتخابات ثمرة من ثمرات القوى والأحزاب العراقية والكوردستانية التي ناضلت وقارعت النظام الدكتاتوري البائد.
ومنذ اليوم الأول في التحضير للإنتخابات إنبثقت قائمة التحالف الكوردستاني التي ضمت الأحزاب الكوردستانية والحزب الشيوعي الكوردستاني وأحزاب وشخصيات أخرى، وناضلت القائمة واستطاعت من جر أوسع الجماهير الكوردستانية في الداخل والخارج نحو الإنتخابات، واستطاعت من إحراز تقدم في حصولها على أصوات جيدة لا يستهان بها، بهدف أن ينقل دور الكوردستانيين إلى مرحلة متقدمة. ونتيجة للإنتخابات حصل الكورد على منصب سيادي، ونائب لرئيس الوزراء، وآخر لرئيس الجمعية، ووزراء.
انّ الكورد والقوميات الأخرى والأطراف المشاركة في قائمة الإئتلاف الكوردستاني كانوا ولا يزالون ينتظرون حل جميع مشاكلهم، وفي مقدمتها تطبيع الأوضاع في مدينة كركوك وحل مشكلة الذين عادوا إليها، ومشكلة العرب الذين أتى بهم النظام الدكتاتوري البائد.
يحاول الشوفينيون العرب والطورانيون الأتراك إستخدام كلمات وعبارات جارحة ضد الكورد والقوميات الأخرى، ويزعمون بأن " الأكراد " دخلاء على المنطقة !!.
ان مشاكل الكورد لا تتوقف عند منصب سيادي أو نواب أو وجود وزراء في الحكومة العراقية، إذ أنّ للكورد مشاكل عديدة ومتنوعة، فالمشكلة الكوردية الرئيسية هي مشكلة شعب محروم من حقوقه القومية، مشكلة شعب سلبت أرضه، وأحتل وطنه، مشكلة أمة حرمت من حقوقهاالمدنية والسياسية، مشكلة أمة جزئت وشتت، فبدون الإعتراف بالأرض لا يمكن الإعتراف بالشعب.لأنّ الأرض جزء من كرامة الأمة ورمز لوجودها، وهناك حقيقة واضحة فبدون جغرافيا لا يمكن كتابة التاريخ.
يحاول الأعداء البحث عن كل شيء يضر بالكورد ويؤذيهم، فلهم مخيلة مملوءة بالروائح الكريهة، وهي كالوباء القاتل، ويتمسكون بحجج واهية، وينسجون روايات وأقاويل كاذبة، فتارة يزعمون أنّ العراق بلد عربي، وتارة أخرى يزعمون بأنّ الفيدرالية تؤدي إلى تقسيم العراق و " الأكراد " يحاولون بناء دولتهم الخاصة.
على أعداء الكورد أن يعلموا بأن الحق إلى جانب الكورد في إنشاء دولتهم كوردستان، فقبل 85 سنة، وبالضبط في 10 آب عام 1920 عقدت معاهدة سيفر الدولية بين تركيا ودول الحلفاء، وتمّ فيها إقرار الحقوق القومية للشعب الكوردي بما فيها تشكيل دولة كوردية، لكن شوفينية كمال أتاتورك والمصالح الإستعمارية تطلبت إلغاء هذه المعاهدة بالتوقيع على معاهدة لوزان عام 1923. كما أنّ عليهم أن يعلموا بانّ الشيخ محمود الحفيد شكل حكومة، وقد إعترفت الحكومتان العراقية والبريطانية بحكومة الشيخ الجليل عام 1922، وكانت عاصمتها السليمانية، وأصبح الشيخ محمود ملكاً، وتمّ رفع العلم الكوردي، وفي 19 تموز 1924 احتلت القوات البريطانية مدينة السليمانية وأسقطت حكومة الحفيد، وألحقت كوردستان الجنوبية قسراً بالعراق.
نعم لقد تمّ إلحاق كوردستان بالعراق العربي عملياً نتيجة ضغط الإستعمار البريطاني في عصبة الأمم التي صادقت على القرار عام 1925، بالرغم من رفض الشعب الكوردي.
يتهم الأعداء الشعب الكوردي بأنّه شعب غريب عن هذه المنطقة ناسين أو متناسين بأنّ الكورد ينتمون إلى أعرق أمم الشرق الأوسط الذي يعتبر مهداً للحضارة القديمة، ولا تزال دراسة التاريخ الكوردي غير وافية، الأمر الذي أوجد مختلف الآراء حول أصل الكورد وتطورهم التاريخي، ويعمد بعض المؤرخين إلى تفسير الحقائق التاريخية تفسيراً مغلوطاً للتوصل على أحكام لا أساس لها في محاولة للبرهنة على أنّ الكورد من أصل سامي أو تركي، فهم لا يقرون بوجود مستقل للأمة الكوردية، ويشوهون التطور التاريخي.
انّ أعداء الشعب الكوردي يرددون ودون توقف بأنّ العراق جزء من الأمة العربية، وهذا الإدعاء ليس بجديد، فالدستور المؤقت الأول في 27 تموز 1958 في المادة الثانية قد أعلن :
العراق جزء من الأمة العربية، نعم لقد أقرّ الدستور ذلك دون أي إعتبار لوجود القومية الكوردية في العراق، ودون إعتبار بأنّ كوردستان الجنوبية المحتلة ( المحررة الآن ) لا يمكن أن تكون إلا جزءاً من كوردستان. إذ كيف يمكن أن يكون الشعب الكوردي في كوردستان الجنوبية الذي هو جزء من الأمة الكوردية جزءاً من الأمة العربية.
لقد أكّد البعثي المنهار سعدون حمادي في جريدتهم الصفراء " الثورة " بأنّ العراق : شعب واحد، وليس مجموعة من الشعوب. فإذا قلنا الشعب العربي، والشعب الكوردي، لماذا لا نقول الشعب الكلداني الآشوري السرياني وهكذا بالنسبة للشعوب الأخرى القاطنة في العراق، وهل نسى الشوفينيون العرب سيدهم الدكتاتور الأرعن عندما أطلق عبارة الشعوب الإيرانية، لأن الحمهورية الإيرانية حالها حال العراق فيها الفرس والآذريين الأتراك والكورد والبلوج والأرمن والعرب وغيرهم.
وعلى هؤلاء الأعداء أن لا ينسوا بأنّ رئيسهم العروبي عبدالسلام عارف زعم بانّ " الأكراد " هم عرب من سلالة ( كرد بن عامر )، وهذا إنكار صريح بوجود الشعب الكوردي كقومية مستقلة لها تاريخها ولغتها وحضارتها وأرضها وثقافتها، والأهم من كل ذلك شعورها القوي كأمة.
وقال المجرم أحمد حسن البكر رئيس الجمهورية العراقية :
ان الهدف الرئيسي للجمهورية العراقية هو تأسيس دولة الوحدة العربية، وأشار في المادة الثالثة ـ ب ان أرض العراق أرض واحدة غير مجزأة ونصون وحدتها، وأمّا المادة الخامسة ـ أ ـ العراق جزء من الأمة العربية.
وقال البعثي مرتضى الحديثي عضو القيادة القطرية لحزب البعث الساقط : ان دستور المستقبل ينص بان العراق جزء من الأمة العربية، وأن الشعب العراقي بعربه وأكراده هم جزء من الأمة العربية.
إذا أراد المرء أن يدرس هذه المواد بحذر ويقظة، ويدقق في مزاعم القادة العراقيين الذين حكموا العراق يعلم بأنّ الحكام ينظرون إلى الكورد كجزء من العرب، لذا فإنّ الكورد عملوا ويعملون ضد هذه التفاهات، وان الكورد ليسوا جزءاً من أمة أخرى، وان أرض كوردستان ليست جزءاً من أرض العرب أو أرض أي محتل آخر.
بعد إنقلاب 8 شباط الأسود عام 1963 جاء في تصريحات مجلس قيادة الثورة : ان " ثورة رمضان المباركة كانت موجهة ليعود من جديد تصميم العرب والأكراد على خدمة الوطن والأمة العربية دون أي تعصب أو أفكار شوفينية ".
لقد قام إنقلابيو 8 شباط بإعدام خيرة المناضلين والشيوعيين عرباً وكورداً ومن القوميات الأخرى، وكان نصيب الشعب الكوردي كبيراً، إذ قام الجلادون سعيد حمو، طه الشكرجي، صديق مصطفى، بدرالدين علي وغيرهم بعد فترة من حكم حزب البعث الحاقد، وتثبيت أقدامهم في السلطة بدفن الكورد وهم أحياء، واستخدموا لعملهم الإجرامي والجبان البلدوزرات وخاصةً في السليمانية وكويه.
كان عبدالسلام عارف قومياً متغطرساً، شوفيني النزعة، يحيك المؤامرات ويحب الذات، كان عدوانياً يكره الشعوب العراقية الأخرى فهو الذي قال : نحن لا نعطي أي شبر من أرض وطننا العربي لأي كان، وسيبقى الوطن العربي للعرب !!. وكان في تصريحاته يطلق على الشعب الكوردي كلمة العصاة، وكثيراً ما كذّب وقال :
ان العصاة الكرد لم يعد لهم وجود.
وبعد مماته بأيام في 13 نيسان 1966 وحسب الوراثة الشائعة في العالم العربي اصبح أخوه عبدالرحمن عارف رئيساً للجمهورية العراقية، وسارع الرئيس الجديد يصرح بوجوب ( حل القضية الكوردية ) على أساس من الحكم الذاتي، يضمن للكورد ممارسة اللغة والعادات والمحافظة على التقاليد قائلاً : انّ الكرد إخوان لنا وهم مخلصون جداً لوحدتنا الوطنية. هكذا يكّذب الأخ أخاه.
ان معاداة نضال الكورد في سبيل الحرية خلال القرنين الأخيرين وبتللك الصورة البشعة أصبحت صفحة معاداة ملطخة في تاريخ الإنسانية.
ان عدداً كبيراً من الجوالة وأصدقاء الكورد يعتقدون أنّ هذه المسألة ليست مشكلة أقلية ناس مهاجرة متأخرة بدائية، بل إنّما هي نضال قومية لا تقل من حيث اليقظة والتنظيم الداخلي من قومية أخرى.
وعلى الجميع أن يعلموا بأنّ بريطانيا عندما اعترفت بمستعمراتها، إعترفت بكوردستان قبل الإعتراف بدول أخرى، وفي ذلك الوقت عام 1918 لم يكن العراق دولة.
انّ أعداء الكورد ينشطون هذه الأيام ويدلون بتصريحات للنيل من الشعب الكوردي، وهم لا يبخلون علينا، ويتحدثون باسم العرب ويقولون بلا خجل : ماذا يريد الأكراد ؟ ألم نمنحهم الحكم الذاتي ؟ ألم نشكل لهم مؤسسات الحكم الذاتي التشريعية والتنفيذية ؟
يجب على هؤلاء الشوفينيين العرب أن يعلموا بأنّ الكورد قد ناضلوا لسنوات عديدة في سبيل الحكم الذاتي، وقدموا تضحيات جسام في سبيل تحقيقه، وليعلموا أيضاً بأن أسيادهم كانوا مجرمين جهلة، يحملون الحقد والضغينة إتجاه الشعب الكوردي، لأنهم لم ولن يسمحوا لنا نحن الكورد بالحصول على الحكم الذاتي بدون تقديم التضحيات، وليعلموا بأنّ الحكم الذاتي لم يتطّلب كل المآسي المريرة التي دفع ثمنها الكورد من تضحيات وقرابين، حيث لم يكن الحكم الذاتي حقاً قومياً قط، وإنّما هو حسب التعريف القانوني مجرد تقسيمات إدارية لمجموعة من المحافظات لها سمات جغرافية أو إقتصادية متميزة.
ان الحكم الذاتي ومن ثمّ الحكم الذاتي الحقيقي كان شعاراً ودساً دنيئاً أبتليت به الحركة التحررية الكوردية. لقد حرمنا شعار الحكم الذاتي من الدعم الدولي لقضيتنا، لأننا قلنا بأنّ هذه القضية داخلية، ولا يحق لأحد التدخل في حلها.
الكورد وحسب دعاة الغل العربي الشوفيني متهمون بأنهم يريدون الإنفصال، علماً بأنّ الإنفصال لا ينطبق على حالة الأمة الكوردية، لأنّ كوردستان كانت محتلة من قبل العروبيين من قومويين وبعثيين، وكل ما أرادته الأمة الكوردية هي تحرير وطنها، وتقرير مصيرها بنفسها، والتعايش مع كافة الأمم على أساس الأخوة والمساواة والعدالة.
انّ اصطلاح إنفصال غير صحيح من النواحي التاريخية والجغرافية والإستراتيجية فيما يتعلق بحالة كوردستان التي كانت محتلة، إذ أنّ حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره لنفسه، وبحرية فوق أرض وطنه كوردستان لا يعد إنفصالاً مجرداً بحد ذاته، إنّما في الحقيقة والواقع تحريراً وإسترجاعاً لأرضه التي أغتصبت منه، وحقّه المهضوم، فالشعب الكوردي لا يسلب شيئاً من أحد، ولا يفصل جزءاً من أراضي أي دولة، ولا يغتصب حقاً من أي جهة، ولا يسعى وراء الإمتيازات على حساب أي أمة، إنّما يسترجع ما سلبه وأغتصبه الآخرون.
انّ الأنظمة الرجعية والدكتاتورية المسلّطه على كوردستان رددّت وترددّ كلمة إنفصال للتلاعب بعواطف ومشاعر شعوبها، ولأنّ كلمة إنفصال لا تعبر عن الحقائق التاريخية على أساس أنّ كوردستان اليوم والتي تعني وطن الكورد محتلة.
ليعلم أولئك الذين يطلقون الكلمات جزافاً، وينعتون الكورد بأنّهم غرباء عن هذه المنطقة بأنّ كوردستان كانت موّحدة ومستقلة ضمن إمبراطورية ميديا الكوردية عام 612 قبل الميلاد، وكوردستان الموّحدة إلى عام 1514 حين تمّ تقسيمها لأول مرة بعد إنتصار السلطان سليم الأول على الشاه الصفوي في معركة جالديران.
لقد مارست الأنظمة العراقية المختلفة صهر الكورد في بوتقة القومية العربية، ولا يخفى على أحد القصد من هذا التشويه، ومن الإجراءات المرافقة له. فالذين يضطهدون الأمم والشعوب الأخرى ويجزئون أوطانها بحاجة إلى نشر الأكاذيب التي يبررها الإضطهاد والسيطرة على أراضي الغير.
لقد شرَع مجلس قيادة الثورة لحكومة البعث الساقط بمعزل عن الشعب العراقي الدستور المؤقت، وأعطى وفق الفقرة ـ أ ـ من المادة 42 الصلاحية لمشرعيها إبادة الشعب الكوردي، وحرق أراضيه، وقتل أبنائه دون مراعاة الضمير الإنساني والمواثيق الدولية.
لا ينسى الكورد أبداً محاولات النظام الدكتاتوري المستمرة في العراق لإجبار أبنائهم بالإنضمام إلى حزب البعث القمعي وحركته باسم الدفاع عن الثورة والوطن، وتوهيمهم بأنّهم ينتمون إلى حركة إنسانية، لا حركة تعريبية شوفينية إرهابية، كما لا ينسون محاولاته البائسة لتوطين الفلاحين المصريين العرب محل مليون كوردي هجّرهم النظام الدموي إلى صحاري الجنوب وقسم كبير منهم إلى إيران. ومن هذا المنطلق إنطلق الدكتاتور صدام حسين في سياسته الرعناء بحرق قرى وقصبات كوردستان، وشن حرب إبادة شاملة إلى درجة وصلت إلى إستخدام المواد الكيمياوية في المدن والقرى الكوردستانية ومثال ذلك مدينة حلبجة في 16 آذار/ مارس عام 1988 وأسفرت عن إستشهاد أكثر من 5000 خمسة آلاف كوردي، وقياساً لهذا العدد المخيف يسجل التاريخ بأنّ عنصرية النظام العراقي تفوق أضعافاً مضاعفة عنصرية أي مجرم آخر في التاريخ المعاصر، وبالإمكان إستخدام ( العنصرية الصدامية ) للتأكيد على الغل الشوفيني القومي، حيث تأتي مباشرة بعد نازية أدولف هتلر.
لم يكتف النظام الدموي المنهار بحرق القرى والقصبات واستخدام السلاح الكيمياوي المحرم دولياً أمام أنظار العالم وكل الأنظمة العربية الرجعية والشمولية ، بل إنتهج ضد الكورد سياسات عنصرية شوفينية بحته، فبدلاُ من الثالوث " المقدس " للبعثيين الأشرار وحدة، حرية، إشتراكية السيء الصيت، إستخدم ثالوثاً مخزياً : تهجير، تعريب، تبعيث.
يرى بعض الأعداء ومنهم المدعو منذر الموصلي من مخابرات ودوائر الأمن السورية بأنّ الوطن العربي هو الوعاء الكبير الذي ينضح منه الأكراد قوة الدعم المادية والروحية في العالم الموحش المعادي من حولهم، ومنذر الموصلي هذا يعلم قبل الآخرين بأنّ الكورد قد غرقوا في هذا الوعاء عندما هوجموا بالمواد الكيمياوية، وسكت " إخوتنا " العرب، ولزموا جانب الصمت. ( هذا على الجانب الرسمي للأنظمة العربية الرجعية والدكتاتورية )، امّا من ( الجانب الشعبي، فإنّ الكتاب والفنانين العرب من أمثال غالي شكري، والمخابراتي منذر الموصلي، وزمرة المهرجين غسّان الإمام، جمال الأتاسي، وعادل إمام، و " الأديب " السوري الكبير في هذيانه زكريا تامر وأخرين تطول بهم القائمة، يقفون بكل صلافة وحقد ضد تطلعات الشعب الكوردي وهم الذين أعتبروا المجرم صدام حسين بطلاً قومياً وبريئاً من جميع الأعمال الإجرامية التي يراد إلصاقها به، وإذا أراد الخيرين من أبناء الشعوب العربية والشعوب الأخرى الوقوف على حقيقة من حقائق هؤلاء الشرذمة الضالة نورد لهم فقرة مما تفوه به " الأديب " الكبير زكريا تامر عن حلبجة وكوردستان :
( شو كردستان يا أخي ,أنتم عراقيين ولكم كأي عربي عراقي حقوق المواطنة, الا انتم وكل ما فعلتم وتفعلونه منذ البداية ولحد الآن أعمال شغب وعمالة الاستعمار ,انتم عملاء الاستعمار).
علينا نحن الكورد أن نقف صفاً واحداً ونثبت للآخرين ماذا تعني كلمة كوردستان، وهل ان نضالات أبناء كوردستان كانت أعمال شغب !!، وسوف نسمع خلال الأيام القادمة كلمات وعبارات أخشن وأغلظ، وإلى حلقات قادمة حول الدستور واستحقاقات الكورد وكوردستان والشعوب العراقية في العراق الإتحادي.
14/5/2005



#أحمد_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يعيش الأطفال في كوردستان؟ وماذا يأكلون؟ وهل لديهم لعب أط ...
- الطبقة العاملة تقف ضد الظلم الإجتماعي وتناضل في سبيل حقوقها
- ضحيتم من أجل الشعب والوطن وستعيشون في قلوبنا
- لماذا ولمصلحة من يجري خلط الأوراق في العراق
- بيشمركة كوردستان وأنصار الحزب الشيوعي العراقي يحرّرون مدينة ...
- كيف ينظر الوطنيون والتقدميون العرب إلى حقوق الكورد ؟
- في الذكرى 71 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي : سيبقى صوت الشعب ...
- صديق - للشعب الكوردي ينحاز إلى صدام حسين بحثاً عن الشهر
- في الذكرى 25 لمعركة قزلر الباسلة. - أيام النضال تشهد على تضح ...
- إلى متى يستمر الهجوم الشرس على حقوق الكورد ؟
- أين يقف الكورد من تصريحات الشواذ ؟
- هل تؤّدي الإنتخابات إلى ترسيخ الإستقرار السياسي في العراق
- سأنتخب قائمة إتحاد الشعب للتآخي القومي واحترام المعتقدات الد ...
- من يقف وراء الهزيمة المنكرة للجيش العراقي
- إلى متى يستمر قتل المسيحيين وحرق الكنائس ؟
- الحوار المتمدن شمعة تنير الدرب لوصول الإنسان إلى غاياته السا ...
- الجبناء يشنّون من جديد هجوماً على قوى الشعب الوطنية
- حفل تأبيني كبير في ستوكهولم للشهيد البطل وضاح ورفيقيه
- المجرمون القتلة من أيتام وبقايا الدكتاتورية المنهارة يغتالون ...
- لماذا يدعو حسن الطائي إلى رجم الشاعرة الكوردية فينوس فائق ؟


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أحمد رجب - ماذا يحمل العراق - العربي - للكورد والقوميات الأخرى ؟