الموت الرابع!!
(الفصل الأخير من مسرحية أحمد النعمان)
على خربة خالية إنتصبت أعواد بجلود عديد مهترئة كخيال المآتة. على أقدم جلد منها مكتوب: (خادم باقر إبراهيم) وعلى الثاني: (أنا والبعث في خندق واحد) وعلى الثالث: (مراسل خليل الجزائري) وعلى الرابع: (مراسل مصطفى الدوغجي وجميل يوسف وشاكر) والخامس: (تحيا البريسترويكا) والسادس: ( عاش أبو نبيل) والسابع: (الرفيق القائد بوش والرفيق النائب الكَلَبي).
وغير بعيد عنها وقف الدكتور أحمد النعمان الذي كانت له هذه الجلود، وهو بهيئة شبة آدمية ينظر إليها خائبا خسرانا. ومن بعيد تناهى غناء مصحوب بعزف على العود، يقول:
يا أحمد النعمان ما ألـكعــك من ذات أطباء أرى مرضعك
إذْ تُنكر الأنعامَ نِهرانـَـهــا فالخس من حذيانهـا مصفعك
للحــر صدر البيت يلهو بـه أطرافه أو بعدُهـا موضعـك
لو جازك المذبوب عن قرحـة بالبشِّ تستعطيـه كي يُلطِعـك
حتى لخنزيرٍ رجــا تابعــا لبّيـت يا مولاي إنـّي معـك
كم مرة داهنت ذا نعمــــة كم مرّة غيـّرتــه مرجعـك
كم من مُسيئيـل تملقتــــه كالخادم الجاثــي على أربعك
كم من صنيعٍ تبتَغــي مدحـه في إزدراءٍ باهــتٍ يسمعـك
صدَّاً وتنديداً وهشّ العصـــا من ترتجيــه لقمـة يمنعـك
قد لاحظوا الحرمان من شحمـة للجري حثـّـا خلفهم يدفعـك
والسر يا نعمان في حكمـــة مضمونهــا مسترشدٌ منبعك
قد قالها الأعراف فيمـا مضى ( الكلب لو جوّعته يتبعـك )
والى أستاذنا المبدع حمزة الحسن أقول: (( إن النعمان مات كبشر، ومات كسياسي، ومات كأديب. ومشاريعه فطست، ورغم كل مداهناته ها هو يبتدئ عقده السابع ولم يعد متاحا له غير التشاتم ليبقى له ذكرا. فلا تمنحه هذه الفرصة! دعه يموت للمرة الرابعة! ))
وإلى الأستاذ الفاضل محرر موقع (كتابات) أقول: (( أنا لن أهاتر النعمان ثانية، لمجرد أن أولوياتي لا تشتمله! و أمانة الله بعنقك وسأشكوك بها إلى منكر ونكير أو سأقتطع من حسانتها لو خنتها يوم القيامة. وهي أن لا تحذف أية كلمة مما سيقوله أحمد النعمان بحقي لاحقا! دعه يكتب ما يريد فالأمر محسوم سلفا، إذ لا يخرج من المهتوك غير الشتيمة!))
وإلى القراء أقول: (( عذرا هذا ليس ديدني وليس مستواي، لكنى إضطررت له، فبعض الحلم عند الجهل للذلة إذعان، والنعمان ليس جاهلا فحسب، بله يحتضر بائسا أيضا ))