أحمد عبدالمعبود أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4186 - 2013 / 8 / 16 - 13:28
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
انتحار البر ادعى رئيس جمهورية الضمير !!
كم كنت أتمنى أن أكتب هذا السطور و أنا معجبا كعادتي ببعد نظر د / البر ادعى في القضايا الوطنية و مادحا لراجحة عقله في المواقف و القضايا السياسية في الأيام الخالية و التي على آثارها نال ثقتي و ثقة أمثالي من الساسة و الحكماء و التف حوله الشباب كأب روحي لهم و مترجما لأفكارهم و محققا لأحلامهم فلقبوه بملهم الثورة المصرية فكان لسانهم الناطق بتحقيق أهداف ثورة 25 يناير بعد تعديل مسارها الديمقراطي في 30 يونيه فلا أحد ينكر عليه انه أول من حرك المياه الراقدة في مصر من أجل التغيير في 2008 و الوقوف أمام مبارك في عز عنفوانه والمتصدي لمرسى و جحافله بعد إعلانه الدستوري الدكتاتوري و الذي كان على أثرة أن انتهت دولة ( الإخوان المسلحة ) أي دولة الطغيان و عزل مرسى بعدما انهارت الدولة على يديه اقتصاديا و عسكريا و أمنيا و اجتماعيا ولكن من المفارقات الغريبة أن ينتحر البر ادعى سياسيا و بهذه الصورة الهزلية و هو في عز مجده بعدما أنصفه القدر لكنه يغتر بنفسه و يخطئ الحسابات فيهدى للأمريكان و الأوربيين و الإخوان الإرهابيين نصرا و يطعن ثورتنا بخنجرا يضعها في مقتل بتسرعه في اتخاذ هذا القرار الخاطئ و في هذا التوقيت القاتل فنسف كل المكتسبات التي تحققت لمصر على يديه منذ تصدره للمشهد السياسي و مشاركته في ثورتين الأولى ضد الفساد و الثانية ضد الاستبداد وبعد أن أكرمه الله بعودته للمشهد السياسي محمولا على الأعناق بعد حملات التشويه التي تعرض لها على يد خصومه و معارضيه بعدما طالته الألسنة بكل ما هو قبيح و خسيس ليعود مستردا لكرامته و مدعوما بتوفيق من الله نائبا لرئيس الجمهورية و بإرادة شعبية بعد تصحيح مسار ثورة 25يناير و لكن حسن نيته و مثاليته المعهودة بانحيازه للإنسان و الإنسانية بعيدا عن الخلافات الحزبية فتبنى فكرة عودة التيارات الدينية أو الإخوان تحديدا للمشهد السياسي دون إقصاء برغم خلافهم الفكري معهم ولكنه فضل أن ينتحر سياسيا بسبب طريقة فض اعتصام رابعة العداوية و النهضة بهذه الطريقة و في هذا التوقيت بحجة استخدام الشرطة للعنف و كأنه لا يحيا في مصر ففضل الانسحاب و ترك الميدان و تخاذل و تخلى من المسئولية الملقاة على عاتقة من رجال تمرد و جبة الإنقاذ و 30 يونيه و غيرهم ليكون ممثلا لهم في رسم خارطة الطريق مع الرئاسة ولسان حالهم و لكنه فضل الخروج من المشهد بأكمله دون استشارة لهؤلاء و دون تفكير إلا في نفسه حتى يظل نجم الشباك الأول و حديث الجماهير في مصر و لم يتذكر أن لولا وقوف هؤلاء بجواره ما تصدر المشهد اليوم بعد انسحابه من معركة الرئاسة باسم الدستور و الضمير الوطني الذي اتضح بعد ذلك انه الضمير الشخصي النرجسي و ليس الوطني المصري فلماذا استيقظ ضميره الآن بعد رحلة عناء و كفاح من أجل المصالحة الوطنية و عودة جماعة الإخوان المسلحة إلى طاولة المفاوضات في الوقت التي لا تعترف و تؤمن هذه الجماعة الإرهابية إلا باسلوب واحد و وحيد و هو العنف الممنهج فمساحة العقل عندهم لا تسمح بالحوار بل تسمح بالسحل والذبح لكل من يعارضهم و تصدير المشهد للمجتمع الخارجي بأنهم ضحايا السيسى و ليسوا جناه في محاولة منهم للاستقواء بالخارج بعد تأكيد قادتهم على ذلك المطلب أكثر من مرة و لأن وطنهم هو الجماعة و الجماعة عندهم أغلى من مصر بحدودها الجغرافية و شعبها النبيل
كيف صرخ عليك ضميرك عندما فضت الداخلية الاعتصام بعد جهود دولية و محلية أنت مهندس عملياتها و التي باءت بالفشل فلم يصرخ و لم يئن ضميرك و عندما فوض الشعب السيسى لمقاومة العنف و الإرهاب أو مذبحة كراسة و ما تلاها من تنكيل و تعذيب بالأموات و تعذيب المصريين في رابعة و قطع أصابع الطفل ابن العشر سنوات لارتكابه جريمة حمل صورة الفريق السيسى أين كان ضميرك اعتقد انك لم تتحين الوقت المناسب لتقديم استقالتك لتخطف معها كعادتك قلوب الملايين من المصريين و للمرة الأولى لك أن تأخذ قرارا مصيريا كهذا و لم تقف الدنيا و لم تجلس كما عودتنا لأنك نسفت نفسك نسفا بتمسكك بالغة الحوار التي طال أمدها مع أناس لا يعرفون إلا العنف فكان الانتحار السياسي لك و اعلم أن الحياة لا تقف على أحد و أن من صنعك من المخلصين سوف يأتي بأعظم منك فمصر التي أنجبت زويل و نجيب محفوظ و عبدا لناصر و السادات قادرة على إنجاب من هو قادر على تحمل المسئولية و يقدرها و لا يتخاذل في تحملها مثلك و يكفيك أنك أنت من صنعت نهايتك المؤسفة بيديك و يكفيك ما تناله من عتاب و استهجان و خيانة و عمالة و غيرها من التهم التي أعلم أنها لا تمت لك بصله لكنها ضريبة التشفي فيك أو نتيجة للمحبة التى كانت لشخصك و بدلا من أن تقابل المحبة بالمحبة قابلتها بالخذلان و اللامبالاة أما نحن فيكفينا أن نلوم ضمائرنا على ثقتنا بك و على كل موقف دافعنا فيه عنك و عن وطنيتك التي عصفت بها إلى أدراج الرياح من أجل أن يقال أن البر ادعى رئيس جمهورية الضمير فقد قيل و لكن بعد أن خسرت نفسك و مؤيديك بفشل ذريع لا يرقى لمثلك فوداعا يا من شمر عن ساعديه و استعان بالله و ارتدى حذامة الناسف و قبل أن يفجره في وجه الأعداء وجهه في نفسه فوداعا يا من كنت حبيبي 0
#أحمد_عبدالمعبود_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟