|
الله الشبح
أحمد عفيفى
الحوار المتمدن-العدد: 4186 - 2013 / 8 / 16 - 12:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تحذير: " هذا المقال لا يحمل تقدير أو يحفل بقدسية، لذا أرجو من الأخوة المسلمين عدم قراءته، ألا هل بلغت، اللهم فأشهد عليهم "
الله في الأسطورة الإسلامية؛ هو عبارة عن شبح، شبح شكلا و شبح موضوعا، ولن تجد مسلما واحدا شاهد ذلك الشبح، باستثناء سيد الخلق وسيد العالمين وسيد الفضائيين، محمد بن عبد الله، وشاهده في رحلة مشبوهة ومحفوفة بدجل من مستوى متقدم يحسد عليه، ومملوءة بخرافة بينة، كخرافة أن جبريل الأمين، لا يمكنه أن يخترق سدرة المنتهى، الوزير الأول لله، وذراعه اليمنى منذ الأزل، لا يمكنه أن يتقدم لرؤية الله، وإلا أحترق، ويبدو أنه كان يتواصل مع الله منذ خلقه عبر البريد الإليكتروني أو السكايبي، في حين أن بإمكان سيد الكائنات الأرضية و الكائنات الفضائية أن يخترق ويرى ويتكلم بل ويشرب شاي، وإمعانا بالدجل الذي من عجب يصدقه بل ويؤمن به الملايين يجد اسمه مكتوبا على العرش منذ الأزل، وكأن النجار الذي صنع العرش هاشمي من قريش، يجد اسمه ويلاحظه بكل ذلك الوضوح، في الوقت الذي لم يرى جيدا كينونة هذا الله، الذي لم يعبر عنه حتى بعد رؤيته سوى بأنه كشاف قوي لا ينطفئ نوره.
ويذهب محمد بعد ذلك للتسكع بالجنة، ليقابل من تحديدا، ويتخذ عنه صلاته، موسى نبي اليهود، ولمن لا يعلم فصلاة اليهود هي صلاة المسلمين، نفس الحركات والسكنات والسجدات، أو لنكن منصفين، فصلاة محمد هي صلاة اليهود، ولمن يرغب بالتحقق، عليه زيارة موقع يوتيوب الكافر اليهودي، ذلك الذي أسسه قردة وخنازير، ليخدم ملايين البشر الطبيعيين، ويتخذ عن موسى أيضا فيما أتخذ من تراث اليهودية نقلا حرفيا للإسلام، قبلة اليهود، بيت المقدس أورشليم القدس، تلك التي ظل يتوجه إليها بصلاته حتى يستميل قلب اليهود الثابت على توراته، ولما يئس، قرر التخلص منهم ومن قبلتهم وطردهم من المدينة شر طرده، وهو المهاجر اللاجئ الضيف عليهم، خوفا منهم ومن خطرهم المستمر المحدق كأهل كتاب سماوي منافس لمعجزة وثائق الغار التي عكف على اقتباسها من كتبهم وكتب غيرهم.
ولأن الله شبح؛ ويعشق الإثارة، كأبطال الأفلام الأمريكية، فهو لابد يفتعل مزيدا من التشويق بلا مبرر، كأن يطلب من موسى أن ينظر للجبل، فإن احتمل الجبل رؤيته، فسوف يتجلى له، بالوقت الذي لم يكن بحاجة لكل تلك المؤثرات البصرية حتى يتهرب من لقاء المسكين الساذج، وكان يمكنه ببساطة أن يرفض التجلي أو يمكنه ببساطة أكثر أن يتجلى له بصورة لطيفة وطبيعية، فما هو الشيء المخزي أو المهلك في رؤيته، إلا لو كان شبحا كما أوردنا، أو أنه يخجل أن يظهر بصورته الحقيقة، تلك التي ربما لا تليق بإله، فيسقط من قلب ونظر بلايين المشدوهين والمتعلقين بأستار محبته وكينونته، وتخرج به صورته الحقيقية، عن ملايين الصور المقدسة و المكدسة و المتخيلة، تلك التي يسبغها عليه عشاقه ومريديه والمؤمنين به، من كمال وجلال وعظمة ونور، إلى آخره من صور يصورها العقل المؤمن لنفسه كيفما شاء، حتى ترضى ضميره وإيمانه، ولتكن كينونة الشبح كيفما تكون، طالما هناك خيال بشري، يمكنه تقديس وإجلال ما لا يرى.
الله في أردأ تجلياته الشبحية، هو رقيب وعتيد بحياتك، وناكر ونكير بموتك، ونفسك اللوامة، وذلك الشبح المخيف المسلط على حياتك طول الوقت، فيحشر نفسه بأدق تفاصيل حياتك، ماذا تفعل، ماذا تأكل، ماذا تشرب، وكأنك قاصر أو فاقد للأهلية، أو كأنك منتج خرج من المصنع الإسلامي، ويجب أن تتم برمجته على نفس برنامج التشغيل، فينفي عنك منذ ميلادك صفة الآدمية و الأهلية، ويحولك لرقم أو كود، كالموجود على ظهر المنتجات حتى يتم بيعها والتصرف بها والتعرف عليها، ويحول حياتك لجحيم من الممنوعات و المحرمات، فتضطر آسفا لارتكابها، لأنك رغما عنه ودونا عن إرادتك ليس منتج، أنت بشر، إنسان، أنت قيمة متفردة ومتمايزة عن غيرها من القيم، ويستحيل تطبيق نفس البرنامج الجامد العتيق عليك، دون تحديثات، فحتى برامج الآليات يتم تحديثها كل فترة، إلا البرنامج الشبحي الإسلامي، فهو كأسطورة تجديد الخطاب الديني، الذي يشبه تماما تجديد كسوة الكعبة، فأنت لن تأتي بجديد من خطاب جامد وثابت وموغل في القدم والدجل.
أنت كينونة عاقلة، لها وعي وإدراك ومشاعر ورغبات، لا يمكن بحال، وليس بالضرورة أن تنطبق عليها برامج التشغيل الشبحية الطاغوتية، تلك التي لم تفرز سوى تاريخ أحمق من الجمود والجهل والغباء الموروث، وفي أقوى حالاتها أنتجت تاريخ من الغزو والاحتلال والاستيطان وقمع الهوية، حتى أن الناس والأمم أصبحت تهرب من ذلك الشبح إلى أشباح أخرى شيعية وصوفية وعلمانية، بعيدا عن هذا الطاغوت الشبحي المسلط على عقولها ورقابها وتاريخها وحياتها، في محاولة منها للتخلص من ذلك الكابوس الضاغط على حياتها، ذلك الكابوس الذي لا يكترث بشيء سوى عظمته وقوته وقدسيته وجلاله وصفاته الحسنى والصلاة له والدعاء له والحج له وكل شيء له، وربما لم يكن ينقصه سوى سلسلة يربط بها كل مسلم حتى لا يغادر صغيرة أو كبيرة من أجل إرضاءه، رغم أن تلك السلسلة موجودة، ولكنها غير ظاهرة، سلسلة نفسية طويلة وغليظة، بطول 1400 عام، وغلظة رب هلامي لم ولن يراه أحد.
#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله البشري
-
الحيرة الحمقاء
-
عقل المُلحد دليلُه
-
فصيل وثني
-
تاريخ زائف
-
الرب الشرقي
-
هل أتاك حديث الزنديق
-
تحصيل حاصل
-
في البدء كانت الفتنة
-
العُهدة العُمرية
-
ساديزم
-
أخطر الأسلحة
-
علماء مُلحسون
-
الجنس ليس حرام
-
سمّن كلبك يأكلك
-
لو كان الرَبُّ رجلاً لقتلته
-
بطُل السحر يوم حنين
-
نكسة الحُديبية
-
حقيقة الخُدعة
-
كتاب الفوضى السماوي
المزيد.....
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
-
الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين
...
-
وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي
...
-
سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
-
سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|