أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - هشام عقراوي - تركيا بين جنة أوربا و نار عبدالله اوجلان و حقوق الكورد














المزيد.....

تركيا بين جنة أوربا و نار عبدالله اوجلان و حقوق الكورد


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1197 - 2005 / 5 / 14 - 10:50
المحور: القضية الكردية
    


قرار المحكمة الاوربية لحقوق الانسان بشأن أعادة محاكمة عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكوردستاني المحكوم علية بالاعدام في تركيا و المسجون في سجن أنفرادي بجزيرة (أمرالي) لا تمر فوقها سوى طيور النورس، قد لا يكون قانونيا فقط و قد يكون أعتبار هذا القرار جزءا من عملية الدفاع عن حقوق شخص حوكم بصورة غير عادلة هي الاخرى سذاجة في فهم هذا العصر و سياسة الدول الاوربية و لا أقول الشعوب الاوربية.
فكما لم يكن تحويل حكم الاعدام الذي صدر بحق أوجلان الى السجن المؤبد، منبعثا من ايمان السلطات التركية بعدم أنسانية حكم الاعدام، بل أتى من الضغط الذي مارستة الدول الاوربية على تركيا و طمعا منها بالدخول و الانضمام الى الاتحاد الاوربي، بنفس الطريقة فأن استعداد تركيا لاعادة محاكمة أوجلان سوف لن تكون حسب القانون. بل ان تركيا و حسب قول بعض المراقبين ستحاول أحداث تغيير في قوانينها كي نصبح منسجمة مع المعايير الاوربية.
في هذا التناقض الذي تحاول فيها أوربا حل قضية سياسية بشكل أنساني، و تحاول فيها تركيا الدخول في الاتحاد الاوربي عن طريق أبقاء اوجلان حيا و من ثم نقله الى سجن في داخل تركيا بدلا من الجزيرة النائية، في هذا التناقض يبقى الصراع الكوردي التركي في حالة مد و جزر و حالة قتال و لا حرب و لا سلم . و تبقى تركيا تأمل في و تحلم بالدخول في جنتها الموعودة. محاولة الاستفادة الى ابعد الحدود من الورقة الكوردية.
الواضح في السياسة التركية أنها تتصرف من مبدأ التحايل على الاتحاد الاوربي و أقناعها بالموافقة على قبول تركيا عضوة كاملة، من دون أن تجري تغييرات جذرية في الواقع الاجتماعي و القانوني في تركيا. بكلمات أخرى فأن تركيا تحاول أجراء اصلاحات كارتونية من أجل أقناع أوربا و الحصول على موافقتها.
عدم أنطلاق تركيا من موقع الايمان بالتغييرات تعرضها الى التذبذب السياسي. الذي ينعكس على تصرفاتها الدبلوماسية و على علاقاتها بالعالم . فنراها تارة تقترب من الدول الاسلامية و العربية في حركة مكشوفة للضغط على الاتحاد الاوربي من أجل تخفيض سقف مطالبها الاصلاحية.. و تارة أخرى تقترب من امريكا و اسرائيل لنفس الغرض .. و بعد كل جولة مكوكية في الموقف السياسي تعود مرة أخرى الى أحضان اوربا.
الطفولية في السياسة التركية و تذبذبها تصطدم بعقلانية أوربا التي تتصرف كالانسان البالغ والهادئ الذي لا يبالي بالحركات الطفولية و تعرف أن الطفل مهما أبتعد فأنة سيعود في العصر أو في الليل الى أحضان بيتة و الا عاش تائها في الاقبية المظلمة.
تركيا لا تدرك ان الاوربيون أستطاعوا الانتظار حوالي 30 سنة كي يبنوا أتحادا رزينا و ثابتا و متوازنا و بأمكانهم الانتظار 30 سنة أخرى لحين دخول تركيا الى الاتحاد الاوربي. تركيا لا تدرك أن ثقة أوربا بتركيا مهزوزة اصلا. فتركيا ستكون الدولة الاسلامية الوحيدة بينهم. و هي التي تمتلك أقتصادا مهزوزا و كثافتة سكانية و قوة عاملة هائلة تجعل من الاحزاب الاشتركية الديمقراطية التي تحكم أوربا تفكر الف مرة قبل ان توافق على دخولها الى الاتحاد.
دفاع اوربا عن الكورد و اشتراطهم تحسين ظروف الكورد الثقافية و الاجتماعية و الادارية لا يأتي من رغية أوربا في الاعتراف بحقوق الكورد . و اذا كانت تركيا دولة مأهلة من كل النواحي للدخول في الاتحاد الاوربي لقبلوها دون تردد و دون الاكتراث بالكورد و أعادة محاكمة عبدالله اوجلان.
السبب الرئيسي لمحاولة تركيا حل القضية الكوردية في تركيا تعود الى الدلائل السياسية لاعتراف تركيا بحقوق الكورد. ففي اللحظة التي تعترف فيها تركيا بحقوق الكورد تصل أوربا الى قتاعة مفادها أن تركيا تستطيع التعامل مع القوميات الاخرى في الدول الاوربية. فمن غير الممكن أن تستطيع دولة التعامل بشكل حضاري مع الدول الاخرى في الوقت الذي لا تسطيع حل مشاكلها و الاعتراف يحقوق شعب يعيش مع الاتراك في دولة واحدة.
هذا لا يعني بأن تركيا لا تدرك نوايا الاتحاد الاوربي، و لكن الشئ الذي لا تدركة تركيا هو كيفية اطمئنان اوربا لدخول تركيا في الاتحاد و أن الكورد هم صمام الامان لهذة الثقة.
تركيا تدرك ايضا أن عدم تطبيقها لقرار محكمة حقوق الانسان الاوربية بصدد اعادة محاكمة أوجلان تدخل هي الاخرى في صميم العلاقة بين الطرفين و أنها اي تركيا ستتأخر عن اللحاق بهذا الاتحاد لو حاولت او أصرت على عدم تنفيذ قرار المحكمة الاوربية و لهذا السبب راينا أردوغان يصرح مباشرة بعد صدور قرار أعادة المحاكمة، أن تركيا ستحترم قرار المحكمة الاوربية و لكنها في نفس الوقت قالت بأنها ستغير قوانينها بحث تسد الثغرات التي تطرقت اليها المحكمة الاوربية. و هذا يعني حسب السياسة التركية أصدار قرارات تجعلها تستطيع الالتفاف قانونيا على قرارات المحكمة الاوربية قدر الامكان.
الملم لسياسة الدول الاوربية التي تختلف جذريا عن السياسة الامريكية، يدرك أن توقيت دخول تركيا في الاتحاد الاوربي مرتبط مباشرة بأطمئنان أوربا لتركيا ذلك الاطمئنان المرتط مباشرة بالقضية الكردية... توقيت دخول تركيا في الاتحاد الاوربي مرتبط ايضا ببقاء الاتحاد الاوربي بشكلة الحالي . فدخول 10 دول أخرى مرشحة في الاتحاد تجعلة يفقد مركزيتة و بالتالي قد يقلل الاتحاد الاوربي من شروطة الانضمام الية. بكلمات أخرى قد يتحول الاتحاد الاوربي الى كونفدرالية ضعيفة. الاحتمال الاخر هو عدم استطاعة تركيا التخلص من التعصب القومي و دولة القومية الواحدة الامر الذي سيؤخر التحاقها بالاتحاد الاوربي ... في ظرف كهذا فان سياسة التأرجح هي الاكثر أحمالا لتركيا....



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلما شاهدت التحقيقات مع الارهابيين أتذكر جلادي صدام
- الدفاع عن حرس صدام و جحوشه و معادات البيشمركة
- أحلام عصافيريه لوكالة أخبار النعامة
- الذي يرفض كردستانية كركوك اليوم سيرفضها حتما غدا ايضا
- المافيا و تجارة المجرمين
- ما بين المعارضة و الارهاب و القتل المبرمج.
- أخطاء قائمة (السيستاني) فوائد لدى البراغماتي علاوي
- الجعفري أنهزم أمام معظلة كركوك قبل أن يستلم المنصب
- السيد الجعفري بين التناقضات و التحديات
- حقوق المسيحيين و الئيزديين لدى (بعض) اَيات الله الطاهرين
- !!هل السيد علاوي بعثي أم أنه بعثي وأن لم يكن منتميا
- الديمقراطية تعني أعطاء الشيعة حق أدراة العراق
- (لنسميها (ديمقراطية التوافقات
- !!!!أين الذين يدعون بمساندة اليزيديين و المسيحيين
- الشعب الكردي قرر الاستقلال
- الكرد الفيليون و محاولات ابعادهم عن بني جلدهم
- البرلمانيون الملثمون، مهزمون قبل المواجهة
- لماذا تتهرب الاحزاب الرئيسية من القضية الامنية
- هل ستنتهي الانتخابات بالتزوير و فوز حلفاء أمريكا؟؟؟
- الشيزوفرينيا السياسية لدى الاحزاب العراقية


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - هشام عقراوي - تركيا بين جنة أوربا و نار عبدالله اوجلان و حقوق الكورد