أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عصام خوري - انعكاسات المشهد المصري على المنطقة الشرق اوسطية














المزيد.....


انعكاسات المشهد المصري على المنطقة الشرق اوسطية


عصام خوري

الحوار المتمدن-العدد: 4186 - 2013 / 8 / 16 - 08:12
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


انتقدت الجمهورية الاسلامية الايرانية الثورة الثانية في مصر، وعدتها انقلابا على الشرعية متماهية مع طرح الرئيس المخلوع مرسي، في حين ابتسمت اسارير شريكها الاسد في دمشق وصنف الحدث المصري كانتصار له على حركة الاخوان العالمية. في حين رحبت كل دول الخليج العربي بالحدث المصري باستثناء دولة قطر التي استغربت احتجاز الرئيس مرسي، واما العاهل الاردني فلم يكتف بالمباركة، بل زار بنفسه القاهرة مهنئا، وساعيا لتلطيف الاجواء بين العسكر والاخوان.

ماذا يحدث في منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط:
الجميع كان يصنف حدث الربيع العربي على انه ربيع اسلامي سياسي، والجميع توقع توغل هذا الفريق في الحكم لمدة لا تقل عن دورتين انتخابيتين كحد ادنى، الا ان ما حدث في مصر قلب كل المفاهيم، وجعل الكثير من الساسة يعيدون ترتيب اوراقهم. ولعل اول تلك الدول كانت قطر التي تنحى ملكها لنجله الشاب.
ان التحول السياسي في قطر ليس تحولا عبثيا او هادئا، بل هو مؤشر حقيقي لضرورة ضخ مشروع شبابي ناضج في هذه المجتمعات الهرمة. والتحولات السياسية في دول الربيع العربية "العسكرية منها" لم تنجح بمساعي الرعيل القديم من معارضة الخارج بل نجحت بجهود الجيل الثالث "16-35 عاما"، صحيح ان الرعيل القديم هو من طفى على الواجهة الاعلامية في الفضائيات والجرائد، لكن هذا الرعيل لم ينجح في ما يسمى "جبهة الانقاذ المصرية" بتحريك الشارع، انما من استطاع حشد الجماهير المصرية يوم 30/6/2013 كانوا شباب حركة تمرد...
باختصار شديد ما تشهده المنطقة العربية ليس تنافسا بين الاحزاب الدينية والاحزاب القومية على قيادة المنطقة، بل هو مخاض طويل ستنتهي فيه احلام كل الاحزاب القومية والاسلامية السياسية بان تصبح ذات يوم احزابا ذات شأن هام في دولها.
فتجربة العراق الفجّة التي انتهت بتدخل عسكري سافر قضى على الحزب القومي الاهم في المنطقة الى حيث لا رجعة له، هو ذات النتيجة التي ستحصل في عموم الدول التي تشهد مشروع الربيع العربي، نعم عموم الاحزاب التقليدية الهرمة ستنهار قريبا، لكن ليس عبر تدخلات عسكرية خارجية بل بمباركة شعبية كبيرة، فالشعوب ملت من الخطاب الخشبي لهذه الاحزاب ولكل زعاماتها.
من هذا الاساس نرى متظاهري الاخوان يضربون من قبل المصلين في جامع الازهر، واللافت للامر ان من يحميهم من الموت ضربا هو الجيش المصري الذي يهاجم من قبل متظاهري الاخوان في قصر الاتحادية. الاسلام المعتدل يجب ان يظهر، ولن يظهر هذا الاسلام بشكله المنطقي والواسع الا بعد التماس مدى فشل مشروع الاسلام السياسي المتعصب.
الامر ذاته نراه في سوريا وضمن المناطق التابعة للجيش الحر، فالشارع رفض مشاريع اسلامية متطرفة كدولة العراق والشام الاسلامية، لا بل اشتبك معها عسكريا في كثير من المناطق، فالمجتمع السوري يريد الافضل وليس العودة لعصور غابرة. المضحك في هذا الامر ان الحكومة السورية راهنت على هذا الموقف ظنا منها انها كسبت ورقة ضد التنظيمات العسكرية الاسلامية التي كبدت الجيش النظامي خسائر جمّة، بينما تناست ان هذا الشارع هو ذاته من رفضها وهو من نزع صور الرئيس لكونها تمثل حقبة لا يريد العودة ايضا لها..

الدول الامنية عموما تمتلك شرعيتها من تكريس ثقافة الخوف في مجتمعاتها بينما القوة الشعبية تمتلك مشروعيتها من خلال المحافظة على ثقافة الجرأة على المجابهة....
العالم العربي اليوم كسر كل القوالب الجاهزة وهو لن يستقر بسرعة. فممارسة الحدث مختلفة تماما عن التنظير حوله، وعلينا جميعا ان نتذكر ان الثورة الفرنسية العظيمة لم تعط للمرأة الحق بالانتخاب خلال الجمهورية الخامسة أي بعد 46 عاما، من عمر ثورة استغرقت عشر سنوات.
كما أن الجمهوريات الفرنسية اللاحقة لم تنظر للعصر الملكي الا كجزء رديء من تاريخها، وهو ذات الامر الذي ستعيشه الشعوب العربية اللاحقة عندما تسخر من حقبة الديكتاتوريات العسكرية والأمنية التي حكمت آباؤهم.



#عصام_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرمل الفلسطيني موطن الاستثمار وموطن القهر
- «جنيف2» آتٍ بتغييرات حقيقية… أم تكرار للوهم؟
- رسالة للرئيس بشار الأسد
- دراسة حول: تعديل المناهج التربوية والسلوك التربوي في الجمهور ...
- النقاب في سوريا إشكالية أم واقع اجتماعي
- ابعاد موازنة المحكمة الدولية
- التعصب أم الخوف!!...
- الدراما السورية هذا العام
- دراسة: حزب البعث العربي الاشتراكي والتحول نحو رجال الأعمال
- السعودية والحرب النووية
- الفخ بين موسوي ونجاد
- الحاخام الراباى وواقع اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية
- المدرسة القادرية في سوريا
- المدرسة الخزنوية في سوريا
- الوجه الآخر في السياسة الإسرائيلية
- بناء الشخصية الإرهابية
- الفقر والإرهاب
- باجور ودعت طالبان باكستان
- نبحث عن بطل
- على شفير الهاوية الاقتصادية...سوريا //الجزء الثاني//


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عصام خوري - انعكاسات المشهد المصري على المنطقة الشرق اوسطية