الولايات المتحدة منحازة للاخوان في مصر

ادم عربي
كاتب وباحث

الحوار المتمدن-العدد: 4186 - 2013 / 8 / 16 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الولايات المتحدة منحازة للاخوان في مصر
يبدو ان كل العالم يتصارع على منطقة الشرق الاوسط وتحديدا الممرات المائيه والثروات الهائله من النفط ، في ظل تردي عربي رث ليس وليد الساعه وانما نتيجة عقود من حكم عصابات العسكر التي سيطرت على الحكم واهلكت الحرث والنسل ، سالخةَ اي فرصة لتنميه لشعوب تلك المنطقه ، بل الوصول بها الى حضيض التخلف والرجعية .

يُخطا من يظن ان الغرب يحارب الاسلام ايا كان ، سياسي او غير سياسي ، كذلك يُخطا من يظن ان الغرب والصهيونيه هما العدو لتطلعات شعوب هذه المنطقه ، بل يتعدى ذلك الجيران من الفرس والترك كقوميات عريقه في التاريخ لها اطماعها التي تريد تقاسمها مع اسرائيل في هذه المنطقة ، فجميع هذه القوى لن تجد افضل من الاسلام السياسي لتنفيذ جرائمها بحق شعوب المنطقة ، والرجوع بها الى غياهب الظلام والرجعيه والتخلف ، لان هذه الجماعات المؤمنه بشريعة السماء لم تغادر موقعها منذ 1400 عام ، وهي بالتالي بما تملك من ايدولوجيه جامدة ، لا تمتلك اي مشروع غير مشروع السماء ، مما يُبقينا في ظلام لالاف السنين ما دامت تلك الجماعات في الحكم ، فالايدولوجية لا تعني اكثر من تغييب العقل والجمود والتحجر ، وهي فلسفه مثاليه لفظتها فلسفات اكثر عمقا واكثر تطورا وعلميه .

يفضح جميع القوى الرجعيه بشكل صارخ ما يجري الان على الساحه المصريه ، فاوباما ادى بتصريحه ولم تستطيع الكاميرا اخفاء نشوته وهو يقدم النصائح والتهديد للشعب المصري ، حيث ادان اوباما بشدة استخدام القوة لفض الاعتصامات ، وتمسك بالحديث عن الديموقراطيه وحقوق المراة ، كما وان حكم الاخوان يفهم الديموقراطيه وحقوق المراة ، وبناءا على ذلك اعلن اوباما عن الغاء المناورات العسكريه مع الجيش المصري ، ودعا الى رفع حالة الطوارئ فورا دون اي تاخير ، وتابع اوباما قائلا " وتابع اوباما قائلا ان الانتقال من حكم عسكري الى الديمقراطية يتطلب وقتا، وان هذه العملية ستكون صعبة وليست هناك أي ضمانات. واشار الى ان هذه العملية تستغرق في بعض الدول أشهرا، أو سنوات أو حتى أجيالا." .

لا يقل الموقف التركي دموةً عن الموقف الامريكي ، فها هو اردوجان يطلب لجنة تحقيق امميه للتحقيق بالمجازر التي ارتكبها الجيش ويطالب بانعقاد جلسة لمجلس الامن ، انتصارا للاخوان ، ويبدو الموقف الايراني لا يشذ كثيرا عن الموقف التركي في صراع المصالح والاطماع ، فمن المرشح والارجح ان تدعم ايران الاخوان في مصر ، وان بدا الامر غريبا ، لكن في لغة الاقتصاد لا يوجد اي غرابة ، فدعم الاخوان تكريس للتخلف واستبعاد مفهوم الدولة القوميه لدى العرب ، على اعتبار ان الاخوان ضد القومية .

على ان الولايات المتحدة ليست الله على الارض ، وعلى الشعب المصري والقوى التقدميه خوض الامتحان بنجاح ، فالقوى التي انسجمت مع الجيش في تحييد الاخوان ، يبدو الموقف منسجما مع تطلعات القوى التقدميه وخصوصا حركة " تمرد " ، الا ان الامر لا يبدو اكثر من اختطاف الثورة مرة اخرى من حضن شرعيتها ، وكان ذلك واضح من التردد والصمت والتاييد الامريكي لحركة السيسي ، كان على حركة تمرد الاستمرار بالثورة وعدم السماح باختطافها ، خصوصا وانها عبر ملايينها وحشدها فعلا وصلت السلطة .

#ادم_عربي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات