عدنان فارس
الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 22:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الديمقراطية ليست مُلك حزب او فئة.. إنها مُلك شعب في بناء مستقبل أفضل... وعليه فلا ينبغي لـ (الديمقراطية) أن تكون مَطيّة ودابّة تركبها فئة "الاخوان المسلمين" للزحف بمصر نحو عصور الظلام!
ان كبح جماح (تنظيم الاخوان المسلمين) وتسلطهم في مصر على يد الشعب المصري وبمعونة مؤسسته العسكرية إنما يشكل مساهمة تاريخية في (تعديل وتصحيح) مسار وتوجه مايُطلق عليه "الربيع العربي" في بعض دول الشرق الاوسط... الاسلام السياسي نشأ في مصر ولكن في مصر 3 يوليو 2013 سيلقى الاسلام السياسي حتفه.. مما سيكشل انتكاسة تاريخية لكل أنظمة وتنظيمات الاسلام السياسي في العالم!
لقد ابتكرت البشرية، نتيجة لتراكم الخبرات والمعارف في الصراع ضد جبروت الطبيعة وضد الاستغلال والاستبداد والاستعباد داخل المجتمعات، ابتكرت وسائلَ وأدوات متجددة لتوفير حياة أفضل لشعوبها قائمة على أساس أرقى التكنيك المادي والمعنوي وفي مختلف المجالات.. ومن أهم هذه المجالات وأكثرها تأثيرا في حياة الشعوب هو المجال السياسي الذي ينظم العلاقة بين مواطني الدولة وسلطتها... إنها الديمقراطية السياسية التي تعني أن الشعب ينتخب حكّاماً جديرين بقيادته نحو المستقبل وليست وسيلة لتسلّق حكّام يستغفلون شعبهم ويقودونه الى الوراء.. وأي وراء!
واليوم فإن الشعب المصري وقواه السياسية الحقيقية وبمعونة (مهنية) المؤسسة العسكرية المصرية يتعضون بما حدث في مصر على مدى سنة كاملة من حكم وتسلّط الاخوان المسلمين وكذلك يتعضون بما حدث ويحدث في ايران والعراق وغيرهما على يد من نصّبوا أنفسهم (أولياء الله) تحت ستار الديمقراطية والانتخابات المستعجَلة.. اقول أننا نرى اليومَ أن الشعب المصري يُعيد للديمقراطية مضمونها الشعبي وبريقها الوهّاج لإنارة الطريق نحو مستقبلٍ أفضل وأكثر إشراقاً.
على جماعات الاسلام السياسي، أنظمة وتنظيمات، أن يسمعوا ويعوا بأن عصر الفتوحات والغزوات والتسلّق الى السلطة باسم الاسلام قد انتهى منذ مئات السنين وعليهم، إن هم سياسيون حقاً، أن يتقدموا لشعوبهم ببرامجَ سياسية وليس باستنساخ منافق لتشريعات الهية.. وإلّا فإنكم آخر من يحترم الله وآخر من يصون حقوق ومستقبل عباد الله!
#عدنان_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟