أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - ابن تيمية(الخالد)














المزيد.....

ابن تيمية(الخالد)


مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 21:44
المحور: القضية الكردية
    


كنا نعتقد نحن الكرد أن حلبجة بأنفالها،نقرة السلمان,سوق الفتيات لمفاوز الخليج وملاهي شارع محمد علي،ستكون آخر الجراح في خاصرة خيالنا المثخن بالجرح أصلا والمضمخ برائحة الدم اللزجة.
نسينا أوتناسينا(إعياء وإرهاقا)مايحضره دهاقنة الموت ومهندسوا الأرواح في مغاور تورا بورا وقندهار،أقنعنا أنفسنا أنهم بعيدون عنا في سذاجة طفولية أنستنا أننا نحن أكثر من رددنا(أن العالم أصبح قرية صغيرة)وعليه ما يجري في جنوبه قد يصل لشماله بأسرع من رفة العين،وكأن البراق عاد مجددا لا ليسري بأحد ما هذه المرة معارج السماوات بل لينقل لنا أنفاس ابن تيمية إذ يفتي للسلطان بإعمال السيف والصولجان.
الآن ونحن على بعد بعد خمس وعشرين صفعة من حلبجة النازفة برائحة التفاح ومؤنفلوها المغيبون في طي الرمال يتكرر المشهد أكثر دموية،أكثر إرهابا ،أكثر إيلاما في النفس.يصرخ طفل صغير على مدارج سدرة المنتهى في وجه ملاك الموت،(لماذا أحضرت أطفال حلبجة برائحة التفاح وأحضرتني بحد السكين،الأجنة في أرحام أمهات حلبجة اللواتي استنشقن الرائحة الذكية فلم يشعرن بأنفسهن إلا وهن في ظلال الملكوت،كانت تلك الأرحام وسائل سفر مريحة للأجنة نحو عرض السماوات والأرض,بيما أجنة أطفال تل حاصل وتل عرن أخرجوا من بطون الأمهات حفاة عراة تحت حر قيظ آب اللهاب،فتحولت تلك الأرحام لوبال على ساكنيه كخيمة تعصف بها الرياح من كل صوب).
القرى الكردية تتعرض للإبادة الممنهجة تحت سمع وبصر العالم المتمدن بكل عهره وتعريه،بنفس الفتوى اللعينة لابن تيمية,كنا نمني النفس أن(الثورة)ستزيل عنا تهمتنا التي لم يمتلك النظام القمعي الجرأة والشجاعة بتوضيح ملابساتها والتي مفادها أننا خونة سنقطع جزءا من الجمهورية وضمها لدولة أجنبية(دون أن نعرف من هي تلك الدولة وستأكلنا الحسرة لنعرفها من النظام قبل رحيله),لكن(الثورة)ثبتت التهمة وأضافت لها تهمة التكفير،عقوبة الخيانة كانت السجن بينما عقوبة الخيانة مع التكفير هي القتل والسلب والنهب والتهجير وووو.
ما نتعرض له من ذل وهوان وإرهاب أكثر إيلاما ليس لأن أطفال وضحايا حلبجة ماتوا موتة رحيمة باستنشاق رائحة التفاح,بل لأن أطفال حلبجة حينها استجلبوا عطف العالم مع القضية الكردية في الوقت الذي لم يكن للكرد أي كيان,بينما أطفال تل حاصل وتل عرن المبتورة ضحكاتهم الثرة لايستحقون من(الكيان الكردي)حتى بيان استنكار,وأطفالنا الجائعون من ديريك حتى عفرين يصرخون في وجه الآباء والأمهات(ألم تقولوا لنا أنا لنا أخوة في مشرقنا سيفتحون لنا بوابات قلوبهم؟فلماذا يغلقون في وجه جوعنا بوابات تجارتهم؟هل الفيفتي فيفتي أهم من ضحكاتنا في بورصة رهاناتهم؟)
نحاول (كاذبين)أن نخدع طفولتهم(لا تحزنوا فالمؤتمر القومي الكردستاني برعاية الكاك سيفتح بوابات الأمل)لكنهم بحسهم الطفولي يرددون بشماتة شقية قصيدة لمظفر النواب عنوانها(قمم).
غرب كردستان بوابة الأمل لكل الأجزاء و فيها ستحسم خيارات الكردي في سيمفونيته النضالية المريرة،لذلك يتعرض لهذه الشراسة والبربرية،قتل على الهوية،خطف،سلب،نهب وكل ما يخطر بخيال الإجرام التي إن بعث نيرون حياً لوقف مشدوها تجاهها.المؤتمر الكردستاني أمام مفترق طرق تاريخي رغم أنه التجربة الكردية الأولى،فإما تبني مآسي غرب كردستان أو الانخراط في لعبة الموت الممنهج على شعبنا،والساسة الكرد عليهم إقناع أطفالنا أنهم فعلا يمثلون مناغاة الأسرة الساهية عن أحزان اليوم الطويل،أو عليهم أن يقتنعوا أن هؤلاء الأطفال لا يثقون بهم إلا بصرخة التحدي التي تخرج من أعماقهم لحظة انبلاج الحياة من رحم الموت.



#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آب ضيفا في رحاب تموز
- ارحموا عزيز قوم ذل
- كوباني الحسودة الغيورة
- المثقف؟؟؟؟
- حاصر حصارك لا مفر
- تموز يا حبيب عشتار
- نعم للإرهاب
- عامودا،غربة المكان عن الزمان
- شتم الذات كرديا
- عامودا ستسقط الرهان
- اللبلابيون


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - ابن تيمية(الخالد)