أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - الديمقراطية .. فاتنة أم فتنة














المزيد.....

الديمقراطية .. فاتنة أم فتنة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 20:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في علاقتنا مع الديمقراطية هناك بالتأكيد ثمة خلل كبير, وعلينا أن نجده, كأن يكون فينا, فربما نحن الذين نعيش خارج زمنها, أو أن يكون فيها, فربما هي التي تعيش خارج زماننا.
التجارب العربية مع الديمقراطية بداية من لبنان ومرورا بالعراق وعبورا إلى دول المغرب العربي لم تنتج لحد الآن ما يؤكد على نجاحها. وربما يكون القارئ قد سبقني إلى الإعتقاد أن الديمقراطية فقدت قدسيتها وما عاد هناك خوف لإنتقادها, أو حتى في الهجوم عليها. فقبل سنين جرى تصنيم الديمقراطية بشكل مخيف حتى وصل إلى حد الهيام الصوفي بها, أو جرى تأليهها على طريقة (عبدتك لا خوفا منك ولا طمعا في جنتك), لذلك كان الإقتراب منها يجري وكأنها الحق الذي دونه الباطل.
وكان من الطبيعي ان يجري الكلام عن الديمقراطية وكأنها إفتح يا سمسم, وكاد الهوس بالديمقراطية أن يصبح مرضا, وخاصة لدى الكثير من المثقفين, لكونها أتت بعد مرحلة من حكم دكتاتوري مجرم ومخيف وقمعي إلى أبعد الحدود. وأدى ذلك إلى أن تستمد الديمقراطية قوتها من شر الدكتاتورية وليس من قدرتها الذاتية على إنتاج الخير, وحينها لم يكن بمقدورنا أن نضع أنفسنا خارج حالة الإنبهار التي أفقدتنا القدرة على رؤية الحقيقة من جهاتها الستة, إذ غالبا ما يكون الإنبهار سببا لإغفال الحاجة إلى تقصي الجوانب السلبية حينما يتسبب بريقه بخطف الأبصار.
وفي المرحلة الحالية, وبعد أن بان عجز الديمقراطية بنسختها العراقية فإن هناك ثمة من يحاول إقناعنا أن التخلي عن الديمقراطية معناه بالحرف الواحد العودة إلى الدكتاتورية, وكأنما لا وجود لخيار ثالث بين الخيارين.
وأيضا فإن هناك من يحاول أن يشرح لنا كيف أن الغرب لم يصل إلى ما وصل إليه من نعيم ديمقراطي إلا بعد أجيال وأجيال, ناسيا أو متناسيا أن نهضة الغرب, وحتى في جانبها السياسي, لم يكن مرده إلى الديمقراطية وحدها, وإنما هي ترجع بشكل أساسي إلى نشاطات ذات طابع إقتصادي, وإلى تحولات إجتماعية وثقافية عادة ما تنتج من تلك النشاطات وتتراكم بعد ذلك لتساهم بدورها بإنتاج نشاطات جديدة.
أما الديمقراطية فقد كان دورها يتركز في كونها مجموعة الآليات والوسائل والأفكار, سواء تلك التي تكفل تطور النظام الإقتصادي والإجتماعي, أو تلك التي تضمن تنظيمه بشكل لائق. ولذلك فعلت الديمقراطية ما يفعله ضابط الإيقاع في معزوفة سيمفونية متلازمة الأدوات ومتجانسة النغمات, والذي تكون مهمته توزيع أدوار العازفين ومنع وجود النغمات النشاز. ولولا وجود فرقة العزف وأدواتها وآلاتها وسلمها الموسيقي وموضوعة العزف ونوطتها لما كان بمقدور قائد الأوركسترا أن يؤدي دوره. بل لما وجدت وظيفة من هذا النوع.
بيننا من يقول, أن العيب لا يكمن في الديمقراطية ذاتها بل أنه يكمن فينا, فما دامت الديمقراطية قد نجحت نجاحا باهرا في الغرب, فلا بد وأن يكون فشلها في بلادنا مقترنا بعجزنا نحن عن الإرتقاء إلى مستوى ممارستها.
والمشهد في النهاية, كما ترسمه صورة هؤلاء, هو ذلك الذي يقول : لدينا ديمقراطية ولكن لا يوجد لدينا ديمقراطيون, وهذا دون شك شبيه بالقول: في بلادنا يوجد مسلمون ولكن لا يوجد إسلام, أما في بلاد الغرب فيوجد إسلام ولكن لا يوجد مسلمون.
ومعنى ذلك واضح تماما ويراد به الرد على كل من يفتي بضرورة فصل الدين عن السياسة, حيث المقصود هو القول أن العلة ليست في تطبيق الدين على السياسة, وإنما هي في من يطبقه, ولذلك فإن حجة العلمانيين والحالة هذه هي حجة باطلة. ومن الغريب أن ما يقولونه حول وجود إسلام في الغرب من دون مسلمين هو ذاته الذي يؤكد على أن بمقدور العلمانية بناء منظومة الأخلاق بالمستوى الذي عجز الإسلامويون عن تحقيقه.
وما الذي يدفع أشخاصا للدفاع المستميت عن تجربة لم نرى منها ما يؤكد حتى هذه اللحظة أن بإمكانها أن تكون بديلا إيجابيا لتجربة الدكتاتورية اللعينة. الجواب هو واحد من إثنين, فأما أن يكون الشخص مستفيدا تماما من هذه الديمقراطية كإستفادة نفعيو الدكتاتورية من دكتاتورهم.. أو أن يكون الشخص قد أدلج الديمقراطية بعد أن حولها, من أسلوب لهدف, إلى هدف قائم بذاته ولذاته, فأغفل بالتالي حقيقة أنها قد تكون صالحة في مرحلة ما وغير صالحة في مرحلة أخرى, وذلك وفق إعتبارات تأخذ حصيلة ما على الأرض من بنى ثقافية وإجتماعية وإقتصادية, وما إذا كان بإمكان تلك الحصيلة أن توفر للديمقراطية مكانة أساسية لخدمة تلك البنى.
لكن في ظل وجود مجتمع قبلي وجاهل وطائفي, ومتخلف إجتماعيا, ومندحر إقتصاديا, ومغيب تاريخيا, وفاقدا للهوية, فإن الإتيان بالديمقراطية هو أشبه بالإتيان بقائد أوركسترا وتكليفه بقيادة جوق موسيقي من نمط فرقة حسب الله.
والديمقراطية هي فاتنة دون أدنى شك, غير أن بإمكانها أن تتحول إلى فتنة حينما تتجول بلباسها البكيني في شوارع قرية متخلفة لا يرى رجالها ساق إمرأة إلا بعد الزواج



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخوان مصر.. نجاح في الفشل
- عوامل ساعدت الأخوان على الفوز في إنتخابات الرئاسة المصرية
- كيف صارت الخيانة مجرد إختلاف في وجهات النظر
- وما زال الحديث عن المؤامرة الخارجية مستمرا
- المطبخ لا الطباخ يا دولة الرئيس
- عن مصر والعراق .. وعن شعب بدون شعب
- صندوق الإنتخابات وقرآن معاوية ..
- موالاة مرسي.. خوف من الفتنة أم حرص على الشرعية
- المصريون وصندوق الإنتخابات.. خرجوا له أم خرجوا عليه ؟!.
- حزب الله والموقف من الثورة السورية.. بين الصحيح السياسي والخ ...
- الساحة السورية ..صدام الأخلاق والسياسة
- هل ستأكل جنسيتك الثانية من عراقيتك
- أردوغان .. بين أسلمة العلمنة وعلمنة الإسلام
- الأزمة التركية .. أزمة إسلام سياسي
- الشاطر حسن والرقص مع الذئاب
- نصف الحل ونصفه الآخر
- بعيدا عن عروض العضلات.. هذا رأي بما حدث في الأردن
- القنينة والسدادة والغازات الطائفية السامة
- فن التخويف بالقاعدة
- الدكتاتورية الممكيجة


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - الديمقراطية .. فاتنة أم فتنة