على الشعوب ان تتجنب التصرف كقطيع

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 11:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

حدثني صديق لي في يوم من الايام ...عن حادثة او نكبة حلت به ...فقد اخبرني بحادثة حلت به ونبرات الحزن والالم تعتصره ...قال لي انت تعلم الضائقة المالية التي امر بها بسبب الحصار الذي فرضته امريكا على الشعب العراقي ..؟؟
وللخروج من هذه الضائقة ..اقترضت من اهلي واصدقائي بعض المال واشتريت 25 خروف ونعجة لتربيتهم في مزرعتي ...وكنت انوي بيعهم في عيدلاضحى المقبل لغرض التربح .. واستفيد منها في معيشة العائلة ومحاربة الغلاء ..
وبحسرة وهو يقاوم الاجهاش بالبكاء .. وقال لي قد لا تصدق من قال ( الفكر – الفقير – صعد فوك البعير وعضه الجلب ) بربك ..اني ردت ( اداويها واذا بي اعميها ) ..واليك القصة ..
واستطرد بسرد القصة .. اليوم الصبح ..جاءتني زوجتي ام محمد واخبرتني ان الخرفان مبيوكة (مسروقة ) ...وكان الخبر كصاعقة ونزلت على رأسي ..فصحت وناديت على الصغار والكبار للخروج والتفتيش عنها في بستاننا وفي البساتين المجاورة ..
وبعد فترة جاءت احدى بناتي لتخبرني ( الخرفان ميتات ) ...فسألتها بلوعة ...كلهن ؟؟؟ اجابت بالم ( اي يابه ) ...
-;- ولج مومعقولة كلهن يموتن مرة وحدة ؟؟؟
-;- ابويه كلهن غركانات بالحوض مأل المي ؟؟
-;- مو معقولة كلهن يجيتن بالماي ويموتن ؟؟
وعندها استطرد وقال ابومحمد ...وعندما اخبرت صديقي و جاري المسن ابو حاتم عن المصيبة .. عندها اجابني وشرح لي ومن تجاربه في الحياة ...ان من ميزات قطيع الاغنام ...انهم يمشون ويركضون ورة (الجعيدة ) والجعيد ة هذا خروف يمكن تسميته بالقائد للقطيع ...اينما يذهب ..يلحقه كل القطيع ..ويبدو ان الجعيدة قد خاف من حيوان ما ..كان يكون كلب غريب ... فركض ورمى نفسه بالحوض ولحق به بقية القطيع ..فمات الجميع غرقا ..
وهنا اكمل صاحبي ابو محمد وهو يتكلم بمرارة ..( بربك تقبلها يا ابو حميد ؟؟؟ جنت بوحدة ..صرت باثنين ) ..( اني ردت احل ضائقتي وحاجتي ومشاكلي المالية ..وهسة والان افكر شلون راح اسدد وارجع دين العالم اللي مطلوبه ؟؟؟...انى لله وانى اليه راجعون ) ..
ما حدث بالامس في مصر الحبيبة ...من قتل وحرق وتدمير ..وقبلها في الصومال وافغانستان والعراق وسوريا وليبيا ..والله واعلم سيصل الدور على ايران وتركيا والسعودية ..تؤكد ان شعوب منطقتنا المتخلفة ومن كل الاديان ومن كل الطوائف والمذاهب ...تلعب نفس دور قطيع الخرفان سالف الذكر ...وللاسف واقولها بصراحة ان من يلعب دور (الجعيدة ) للجماهير هو رجل الدين او السياسي الذي يركب الموجة االدينية ( المسيس) سواء اكان ...مسلم او مسيحي او يهودي ...
تذكروا يااخواني ..ان من مات او سيموت مستقبلا في مصر ...هو بسبب تعنت رجال دين الذين لم يستجيبوا لنداءات العقل ومصلحة ومستقبل شعبهم وانما ركبوا رؤوسهم ..فاقحموا الدين في السياسة ..وحقيقة دوافعهم انانية شخصية مرضية سلطوية دنيوية .. واقولها بصراحة ان دين الاسلام ودين المسيحية و حتى دين اليهود براء منها ومنهم ..
والا ما معنى او الغاية من حرق 14 كنيسة في يوم واحد وفي كافة انحاء مصر ؟؟ الغاية اشعال الفتنة الطائفية ..لكي يذبح المصري اخيه المصري ... وقبل اشهر قتل الشيخ حسن شحاذة ...لماذا ؟؟؟
لكي يقتل المسلم أخيه المسلم ؟؟
وبالامس يقتل من يدعون الاسلام احد قساوسة المسيحيين في سوريا ؟؟؟ ويوميا يقتل رجل دين من هذه الطائفة اوتلك في العراق ؟؟ او يفجر جامع او حسينية وعلى رؤوس المصلين من هذه الطائفة أو تلك ؟؟ الهدف اصبح واضحا وضوح الشمس ..
والاغرب من كل هذا ترى جموع الناس تركض وبدون وعي او عقل او ادراك ..وراء دعوات الفتنة والقتل والحرق والتشريد ..الا تبت اياديكم يا اعداء الشعوب واعداء الانسانية ...
ويوما بعد يوم يتأكد لي شخصيا ...صدق ما قال الفيلسوف ماركس ( الاديان افيون الشعوب ) ..ولهذا ادعوا كل مؤمن بالاديان ..ايا كان دينه ومذهبه ...ان يبعد الدين عن السياسة والتسيس ..وعن السلطة والحكم ..
وبكل الم وحزن وحسرة ...ان شعب مصر الحرة الابية ...مصر العروبة ...مصر سعد زغلول وعرابي وعبد الناصر يقادون كقطيع الخراف ويدفعون الى المحرقة ويحرقون كالعميان ...لان زيد من الناس يريد التحكم برقاب المصريين عن طريق الدين ..
اللهم احفظ الفقراء والمساكين ...من جشع الاغنياء وكيد السياسين ..
اللهم احفظ مصر واهلها ...
اللهم احفظ سوريا واهلها ...
االلهم احفظ العراق واهله ....اينما حلوا او ارتحلوا ...

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات