أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - اسألوا الشعب ماذا يريد: اشتراكية.. أم دمقراطية – (2)















المزيد.....

اسألوا الشعب ماذا يريد: اشتراكية.. أم دمقراطية – (2)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4184 - 2013 / 8 / 14 - 13:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اشتراكية البعث.. ودمقراطية الاسلام السياسي*..
" لسنا نصبو إلى الحرية لنعيش في الفوضى، أو نرجع الى ظلام القرون الوسطى."- ميشيل عفلق
"اذا سئلت عن تعريف للاشتراكية فلن أنشده في كتب ماركس ولينين وانما أجيب: «انها دين الحياة، وظفر الحياة على الموت. فهي بفتحها باب العمل أمام الجميع، وسماحها لكل مواهب البشر وفضائلهم ان تتفتح وتنطلق وتستخدم، تحفظ ملك الحياة للحياة."- ميشيل عفلق
أليس غريبا أن تتشابه السيناريوهات العربسلامية من حيث الأهداف والأساليب وأنواع الماكياج والكسسوارات الملحقة لتسويق [عَفَن] مغلف بقشرة حضارية/ حداثية أوربية. فقد ساهمت الأصباغ الاشتراكية والاستعارات الشيوعية في تأثيث خطاب الأحزاب القومية العربية [البعث، الناصرية] ومنحها الجاذبية اللازمة لاكتساح عقول الطلبة في المدارس والجامعات والنساء والعسكر، لتصبح التيار الأيديولوجي الثوري الأول والأكبر، في مجرى القومية العربية التحررية في القرن العشرين-حسب لغة الخطاب ذاك-.
ان مراجعة المكتبة القومية وأدبياتها السياسية، نجدها طافحة بالتنظيرات المنهجية المعاصرة وما يختلط فيها من اتجاهات قومية، ماركسية، اشتراكية، عربية، وجدليات المركزية الدمقراطية، والدمقراطية المركزية، والأيديولوجيا التحررية الثورية، وشرعية العنف الثوري، والثورة الشاملة، والانقلاب الذاتي، وتغيير الواقع الفاسد، والاصلاح الزراعي، والتأميم، والجمعيات النقابية والمهنية، والانضباط الحزبي، والالتزام والالزام، والمنهاج والنظرية.. إلخ. والغريب.. أن ذلك الخطاب القومي استطاع الجمع بين ثالوث متناقض، اشتمل على..
1- الحداثة والاشتراكية- وكلّ أدوات وتقنيات العمل الماركسي الشيوعي.
2- التاريخ العربي المجيد والتراث الحضاري، والاسلام ثورة على الواقع الفاسد.
3- معاداة الاستعمار والصهيونية والرجعية.
ورغم التماهي الكبير بين البعث والناصرية، إلا أنهما حافظا على استقلاليتهما في عيون الناس، بينما كان كلّ منهما يحمي الآخر. وساهم الاثنان في الضرب بيد من حديد على محاولات تسييس الدين والأحزاب الدينية.
واليوم.. إذ يحل الخطاب الديني - محل الخطاب القومي السابق-، وتبرز السلفية حاملة مشعل الاسلام والعروبة، - بدل حزب البعث في قيادة حركة التحرر القومي العربي- .. تدخل المنطقة في سيناريو جديد أو مرحلة جديدة من سيناريو متعدد المراحل، يحتوي الشرق الأوسط ويتحكم في متغيراته وتياراته الرئيسة، بمسميات وأدوات وأغطية تبدو مختلفة، لكنها غير جديدة، إذا استعدنا قراءة خريطة المجريات السالفة والراهنة جيدا.ً
*
ظروف الأمس واليوم..
ظهرت فكرة القومية ردّا على السياسات العثمانية التركية، واقترنت بالحداثة ردّا على المضمون الديني الرجعي للدولة العثمانية. ولكي لا تتهم حركة القومية بالتغريب والانسلاخ عن المحلية، صار التعويل على التراث القومي الذي سرعان ما اتخذ الاسلام محورا مركزيا لحركته.
المفارقة هنا تتمثل بين الخطاب القومي التركي الذي نبذ الاسلام باعتباره ظاهرة دخيلة على التراث التركي، بينما تلبّس الخطاب العربي بالدين باعتباره مركز تراثه العروبي. واضعا نفسه بذلك في إشكالية عويصة في موقفه من الدين..
الدين حركة رجعية ضدّ التطوّر..
الدين هوية ثقافية..
حزب البعث مدين للبيئة الثقافية السورية الأكثر انفتاحا، والحافلة بالسمات والملامح المسيحية. وكان لأبناء سوريا دور ملحوظ في ريادة النهضة العربية منذ القرن التاسع عشر وسيما في المجال السياسي والثقافي. ومن أولئك كان انطون سعادة وميشيل عفلق مؤسسي أكبر حزبين في القرن العشرين. ووجود شخص مسيحي على رأس جماعة سياسية في وسط ذي أغلبية اسلامية، يبرر ظهور تلك الميول والشطحات الاسلاموية في كتاباته وفي عقيدة الحزب، لتامين نجاحه وانتشاره عربيا.
لكن هذا أيضا ليس كافيا، لفهم انزياح فكر البعث نحو الدين. فالبعض يرى أن المبرر الرئيس لظهور حركة البعث، هو لمواجهة المدّ الشيوعي الذي اكتسح الشام والعراق منذ العشرينيات. وكانت الأفكار الشيوعية والاشتركية ومعاداة الاستعمار قد انتشرت قبل ظهور حزب شيوعي عربي في سوريا والعراق. وكانت الدعاية المضادة تسم الشيوعية بالالحاد والفوضوية والتخريب. وكانت السفارات [السوفيتية والبريطانية] ومراكزها الثقافية ومنشوراتها، وراء حرب الأفكار والشعارات تلك.
ويلحظ أن المعادلة المزدوجة التي رهن حزب البعث فكره بها، هو التصدي للشيوعية، برفع ورقة الدين من جهة دون أن يكون حزبا دينيا، وتبني الفكرة الاشتراكية دون انخراط في حركة الأحزاب الشيوعية والماركسية (الكومنترن). ان أدبيات حزب البعث التي لا تنطوي على عقيدة أو نظرية أو فكر أيديولوجي واضح وثابت، انما هو خلطة عجيبة تجمع كلّ شيء ولا شيء في نفس الوقت. أنه يعني كلّ شيء ولا شيء في وقت واحد. وعلى خلاف كتابات انطون سعادة الواضحة، لا يمكن الخروج بشيء محدد من كتابات ميشيل عفلق الانشائية.
لكن هذا الكوكتيل الفكري المتناقض المنسجم، ساعد على تحقيق استقطاب جماهيري واسع، جمع بين أبناء الطبقات الكادحة الحالمة بتحسين مستوى حياتها، وبين الجماعات التقليدية والمحافظة. وبغض النظر عن بعض القرارات والمنجزات الشعبية المستعارة من التجارب الشيوعية والاشتراكية ممثلة في التأميمات والاصلاح الزراعي ومجانية التعليم والصحة والتخطيط المركزي للاقتصاد والعمل، ممثلة في السنوات العشر الأولى، فأن السنوات اللاحقة من الحكم البعثي اهتمّ بالمحافظة على السلطة وبناء الجيش والمؤسسات الأمنية، دون التفات للأفكار والأدبيات النظرية.
بالمقابل يلحظ، ظهور نقلة جديدة في التنظير الحزبي والسياسي خلال الحكم، تترسم أفكار –الحاكم- وسياساته وتحوّلها إلى نظريات ومنهاج عمل جديد. فالتنظير، والتأليف الحزبي والأيديولوجي استمرّ خلال الحكم، رغم ان سياسات الدولة والحزب كانت خاضعة للظروف المحلية والتكتيكات السياسية، أكثر من تعويلها على أمور النظرية والعقيدة.
وعلى صعيد الظروف.. ارتبط ظهور الأحزاب الوطنية القومية بمرحلة كانت البلاد خاضعة للاستعمار الغربي، مما منحها (شرعية وطنية) على مستوى الهوية والشارع. وكان خطابها الثوري التحرري المناوئ للأحلاف والسياسات الاستعمارية، مبررا إضافيا يقاربها من الاتحاد السوفيتي وبلدان المعسكر الاشتراكي.
وقد نجحت تلك الأحزاب في أداء دورها سواء في المرحلة الاستعمارية، أو عقب الاستقلال. فكان سقوطها ونهايتها ايذانا بانتهاء مرحلة الاستقلال والوطنية، وفاتحة عهد جديد من الاستعمار والتبعية وتلاشي فكرة الوطن والقومية، بما يخدم صعود الهويات المحلية ونشأة الأقاليم الخاضعة لأجندة خارجية اقليمية، والسابحة جميعا في مياه السياسة والمصالح الأمريكية. [العراق نموذجا..!].
وبالنظر إلى فكرة القومية العربية في القرن العشرين.. نجد أنها، نشأت في بيئة مسيحية منفتحة، ثم تقمّصت ملامح أسلاموية في نموّها وانتشارها، وانتهت إلى تبني السلفيّة- أسوأ نسخة في الخطاب الاسلامي، في مواجهة الاسلام الشيعي في العراق. وإذا كان البعث قد تبنى الدين كهوية أو وسيلة للحد من التمدد الشيوعي العربي، فأنه بالنتيجة خسر هويته العلمانية، منحدرا من الحداثة إلى الرجعيّة الدينية، ملتقيا في مربع واحد مع الوهابية والقاعدة!!.
*
القومية والاشتراكية..
عملت الحكومات العربية الجمهورية نهج تطبيقات اقتصادية واجتماعية من تجارب الأنظمة الشيوعية والاشتراكية، سواء كان ذلك نابعا من وعي (أولئك) الحكام بواقع المجتمع وحاجاته الحقيقية، أم وسيلة للتقارب مع الاتحاد السوفياتي ومجموعته الأشتراكية، لتأمين ردود الفعل غير الودّية لحكومات الغرب. وقد تفاوتت تلك التطبيقات في سلسلة قرارات ثورية، مثل..
طرد الشركات الأجنبية والاستثمارات الغربية من البلاد..
تأميم الموارد والطاقات المحلية والانتاج الصناعي الوطني..
تطبيقات الاصلاح الزراعي..
قرارات تحديد الملكية..
التعليم الالزامي والمجاني، ومحو الأمية..
التأمين الصحي والرعاية الصحية للأمومة والطفولة..
تجارب أولية لتنظيم الأسرة
كنت مصر الناصرية [1952- 1970] هي باكورة تلك التطبيقات قاطبة، تلتها تطبيقات اشتراكية في العراق، بين بدايات الجمهورية (1958- 1963) وحكم البعث الأول (1968- 1978)، التجربة الجزائرية الأولى (1965- 1978 )، والتجربة الليبية (1969- 2002)، وتجربة البعث في سوريا (1970- 1999)،.
لم تشكل أيّ من تلك التجارب مشروعا متكاملا أو ناضجا، وبقيت في عمومها الأغلب، تعبيرا عن نوايا حقيقية صادقة، لكنها افتقدت الفكر الاقتصادي الميداني الذي يوفق بين مستلزمات الواقع وطبيعته من جهة، وبين الامكانات الوطنية وحجم التطلعات المناسبة. وعند طرق هذا الجانب، ينبغي استحضار حجم الظروف الاقتصادية والتحديات السياسية التي أحاطت تلك التجارب الوليدة خلال تلك الفترة العصيبة من الزمن العربي، الذي حاول الجمع ما بين النهضة والحداثة والاستقلال.
ورغم الأحكام السائدة والظالمة اليوم عن فشل تلك التجارب، فلا بدّ من النظر بعين الاعتراف، إلى حجم التنمية الثقافية والصحية، وتحسن مستويات المعيشة وتقدم مظاهر المدنية خلال تلك الحقبة الوجيزة، برغم عقابيلها الوبيلة –من الداخل والخارج-، ناهيك عن عودة المرحلة (الاستعمارية)عقبها، وعمله على تدمير كلّ منجزات ما سبقها –العراق نموذجا-.
*
الدكتاتورية وتقويض التجربة..
كان استلام صدام حسين للمركز الأول في قيادة الدولة والحزب والحكومة، تقويضا للتجربة السياسية والمشروع الاقتصادي والنهضة الثقافية للبلاد. فسرعان ما أدخل البلاد في سلسلة حروب اقليمية ودولية، [1980- 1991]، لتعقبها حقبة حصار اقتصادي دولي اقليمي مناف للانسانية والأعراف الدولية [1991- 2003]، كانت تمهيدا للاستعمار العسكري الأميركي المباشر للعراق، وتغييبه من الخريطة الدولية والأقليمية، ليتمرغ في مستنقع الصراع الطائفي المحلي وتطبيقات الاسلام السياسي بنسختيه الشيعية على مستوى الحكم، والسلفية الوهابية على صعيد الشارع، ناهيك عن التحالف الكردوسرائيلي لخدمة سياريوهات جيوبولتيكية مشتركة.
وفي خضم الهيمنة الأميركية على المنطقة، تأتي طروحات الدمقراطية مجرد شوكولاته مسمومة يتم بها تخدير شعوب المنطقة، فيما هم يفتقدون أدنى ضمانات الحياة والأمن والاستقرار، وكأنهم.. شبعوا من كلّ شيء، ولم يعدْ، ينقصهم.. غير لعبة (الدمقراطية).



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسألوا الشعب ماذا يريد: اشتراكية.. أم دمقراطية – (1)
- الدمقراطية الشعبية.. والدمقراطية الشكلية (3)
- الدمقراطية الشعبية.. والدمقراطية الشكلية (2)
- الدمقراطية الشعبية.. والدمقراطية الشكلية (1- 2)
- أميركا..الاسلام.. الارهاب!
- الأناركية.. وتقويض دور الدولة
- اللغز.. لم يحدث اليوم، قد يحدث غدا!.
- لماذا المشروع الأميركي نجح في العراق ولا ينجح في مصر؟!..
- الثورة والثورة المضادّة
- عندما رأيت..
- ثقافة الاعتذار السياسي
- دعوات المصالحة الوطنية.. لماذا الآن!!
- تستحق كلّ التفويض أيها القائد النبيل!.
- ازهار حكمة البستاني- مجموعة شعرية جديدة للشاعر والناقد وديع ...
- الدين.. والسيرة (3-3)
- الدين.. والسيرة (2-3)
- الدين.. والسيرة (1-3)
- الدين.. والدراسة / 2
- الدين.. والدراسة/1
- الدين.. والبيئة..


المزيد.....




- -تلغراف-: الروح المعنوية في الجيش البريطاني عند أدنى مستوى
- نزليهم لاطفالك وفرحيهم حالا!!.. الترددات الطفولية والتي تخص ...
- المقاومة الإسلامية في العراق: هاجمنا بالطيران المسير فجر الي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تعلن استهداف هدفين للاحتلال في ش ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تنفذ هجومين بالمسيرات على هدفين ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تنفذ هجومين بالمسيرات على شمال ف ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف بالمسيرات 3 مواقع إسرائي ...
- أطفالك مش هتعمل دوشه من الآن.. تردد قناة طيور الجنة 2024 الج ...
- مصر.. رأس الطائفة الإنجيلية يوضح دور الكنيسة في مواجهة ظاهرة ...
- النمسا: طلاب يهود يمنعون رئيس البرلمان من تكريم ضحايا الهولو ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - اسألوا الشعب ماذا يريد: اشتراكية.. أم دمقراطية – (2)