|
من السيد مواطن عراقي الى الخادم رئيس الوزراء
شاكر العينه جي
الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 23:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من السيد مواطن عراقي إلى الخادم رئيس الوزراء
تحياتي بما انك ارتضيت لنفسك من خلال قبولك بمنصب رئيس الوزراء أن تكون خادما لنا نحن السادة أفراد الشعب، و كونك أصبحت على راس جهاز الخدمة المدنية المتهرئ الذي وعدتنا بإصلاحه كما وعد عرقوب أخاه عندما أتاه يسأله طعاما فقال له عرقوب إذا أطلعت هذه النخلة فلك طلعها فلما اطلعت أتاه فقال له عرقوب دعها حتى تصبح بلحا فلما صار بلحا أتاه فقال له دعها حتى تصبح رطبا فلما صارت رطبا أتاه فقال له دعها حتى تصبح تمرا فلما أصبحت تمرا سرا عليها عرقوب تالي الليل وقطعها ولم يعط أخاه شيئا ! فماذا نتوقع منك بعد ثمانٍ عجاف بدأناها نتأمل و قضيناها نتبهذل و خاتمتها بانت على مشارفنا ؟ و ها نحن ننظر إليك انت و فريق الخدم البائس الذين اخترتهم لخدمتنا و إدارة مصالحنا تحملون المناجل بايديكم اليمنى و " التبليات" باليد اليسرى و تتهيأون لصعود نخيلنا و قد كبرت كروشكم و ترهلت أجسامكم من المال السحت الحرام. أنا متأكد أنكم في صلواتكم تدعون الله أن يدخلكم الجنة رغم كل خطاياكم و فاتكم أن أول أنبياء الله ادم طرد من الجنة لخطيئة واحدة ارتكبها و كتب عليه و على بنيه من بعدها الهلاك الأبدي فلا تظنوا أن الله غافل عما تفعلون. هل قرأت الوصايا العشرة التي انزلها الرب على موسى و بني إسرائيل أم أن كرهك لهم منعك من أن تقرأها؟ فالثالثة تقول "لا تنطق باسم الرب ألهك باطلا" و السادسة "لا تقتل" و السابعة "لا تزن" و الثامنة تقول "لا تسرق" و التاسعة تقول "لا تشهد على قريبك شهادة زور" و بما انك رئيس جهاز الدولة الوظيفي و قائده و كونك سمحت لمرؤوسيك الأصغر منك من خدم سادتكم الشعب و اللذين يعملون بتوجيهاتك أن يفعلوا كل ما نهى الله عنه فانك المسؤول الأول عن حالنا و هواننا و لا نقبل أن تتهمنا انت بالعبثية و البعثية و الأجرام و الفساد فالناس على دين ملوكهم انت رب بيتنا و الدف بيدك و كلنا نرقص على أنغام ما تنقر. نحن كنا ... نعم كنا نتأمل أن تصلح ما بدأه المفسد الأكبر سلفك الدكتور المتفيهق الطائفي الذي أرسي أسس و دعائم الطائفية و الانقسام و الاستقطاب الديني و المذهبي و العرقي في البلاد و هو يهذر بالشفافية و الفدرالية، و لكن يبدو انك استحليت منافع ما أرسى و خبرت دهاليزها و عرفت كيف تستخدمها لمنافعك و منافع حزبك ضاربا بحذائك الأسود اللماع عرض الحائط آمال و تطلعات الشعب الجائع المعذب الذي توهم لوهلة من الزمن انك خادمه الأمين و أنك من سيمنحه الفرصة أن يرى القانون يسود في دولته كما يحلو لك أن تصف نفسك. أين الأمن الذي وعدتمونا به و نحن ما نزال نتلفت كلما خرجنا من بيوتنا و نقتل داخل محلات عبادتنا؟ أين الخدمات التي وعدتمونا بأصلاحها، هل من المقبول و نحن في السنة العاشرة من بعد القضاء على النظام الدكتاتوري أن نعيش في اقذر عاصمة في العالم ؟ و نشرب الماء الملوث ؟ و تخنقنا أكوام الأزبال و قواتكم الأمنية البعيدة عن التعامل الحضاري و التهذيب. هل يعقل أن نبقى بلا كهرباء بسبب فساد العصابة التي مكنتها أنت من رقابنا؟ أم أن انخفاض إنتاجنا النفطي حصل بدون أن تعلم ؟ أم و أم .... لا تقل إن هذا نقدا هداما بل انظر إلي نفسك و إلي بطانتك المخجلة التي من حولك و لا تتعكز على الوضع الأمني الذي ما ساء الا من سوء أدارتك و ابتعادك عن الحكمة في التعامل معه. فبدلا من أن تكون أبا" للجميع حانيا" على أبناءك مهما كانت خطاياهم فهم أبناؤك أولا و أخيرا" و إصلاحهم بالمحبة هو أول واجبات الآباء تجاه ألأبناء، نراك أمعنت في تقسيم الشعب ألي شرفاء (و هم جماعتك ظالما" أو مظلوما") و أعداء أنجاس و هم كل من يختلف معك في الرأي و الفكر و المذهب و القومية . لن تنطلي علينا محاولاتك الساذجة المكشوفة للنأي بنفسك عن الأكراد أو تقليدك للعلمانيين قبيل الانتخابات فنحن نعرف معدنك و تيارك الفكري/ السياسي الذي تربيت فيه و تقوده الآن، فهو ديني طائفي أخرق كغيره من التيارات الدينية المريضة كل ما هنالك انك ترتدون بدلات و أربطة عنق حريرية بدلا من العمائم و الجبب. لن نقول لك و لخدمنا من تابعيك اتقوا الله فينا فأنتم مسؤولون عنا، فانتم لا تعرفون الله و لا المسؤولية و لو كان لديكم ذرة من الإحساس لفاضت جباهكم عرقا" و لما نمتم الليل خجلا" و حزنا" على ما فعلتموه بنا و ما لم تفعلوه لنا. و لا يكفينا أن تقول أنا اشعر بمشاكلكم و اعرف معاناتكم لان وصف المشكلة لا يعني حلها، و رحم الله امرئ عرف قدر نفسه و تنحى عن قيادة المركب لمن يجيد قيادتها قبل أن تغرق بمن فيها. اخجلوا من أنفسكم فقد جعلتموها كسروية بألقابكم و دولكم و معاليكم و سيادتكم بدلا من أن تخشوشنوا و تكونوا اكرم الناس عند الله بتقاكم. و أخيرا و بما انك لم تخدمنا كما يجب و ما فتأت تدافع عن فشل و فساد عصبتك و جمعك بدلا" من أن تقومهم، وهذا إخلال بواجبك الذي عينتك أنا وبقية المواطنين من اجل القيام به، فاني كمواطن حر أمارس حقي الدستوري المكفول و انهي خدماتك بالنسبة لي و اطلب منك أن تذهب لتبحث لنفسك عن عمل يليق بقدراتك انت و جمع المهرجين الذين تقودهم و لا تقل أني تجاسرت عليك فانت جئت لخدمتي كمواطن و لم تفعل، و أنا ند لك أمام القانونين السماوي و الوضعي كوننا من خلائق الله و مواطنين متساويين في الحقوق و الواجبات و إن كنت لا تعرفني فانا اعرف قدر نفسي و من اكون، و ألأيام و صناديق الاقتراع و يوم ألحشر بيننا سجال . ملاحظة: إلي المواطن في العراق الديمقراطي: في بلد ديمقراطي عادي بأمكانك تقريع أعلى مسؤول في الدولة لأنك جلبته لموقعه و انت تدفع راتبه و هو مكلف بخدمتك فلا تخف منه بل هو الذي يجب أن يخشاك ويسترجي رضاك!
#شاكر_العينه_جي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صَدَقت سوزان و كَذَب نوري
-
الفنانة صباح و مستقبل العراق
-
في نهاية عامها العاشر ديمقراطية العراق تحتضر
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|