سوريا مسؤولة عن كشف مصير شاكر الدجيلي

زهير الدجيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1197 - 2005 / 5 / 14 - 09:33
المحور: حقوق الانسان
    

مثلما اختفت آثار جريمة اغتيال القائد الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو في سوريا عام 1959، اختفت اثار القائد الشيوعي العراقي شاكر الدجيلي في سوريا في 31/3/2005. ورغم الفارق الزمني الكبير بين القتل والاختفاء، ورغم سقوط الكثير من دول المخابرات الفاشية في عصرنا، فان بعضها ما زال يحافظ على تقاليده العريقة في اختطاف المناضلين واخفاء آثارهم. في زمن فرج الله الحلو كان ضابط مخابرات سوري اسمه عبدالحميد السراج، يحكم سوريا باسم الوحدة العربية، وبروح تلك الوحدة اخضع فرج الله الحلو للتعذيب بعد اختطافه وقتله بعد ساعات، ولكي يخفي آثار الجريمة قام بإذابة جثته بالأسيد. لكن سقوط وحدة المخابرات فيما بعد اماط اللثام عن جريمة اغتيال فرج الله الحلو وجرائم اغتيال مئات المناضلين العرب المدافعين عن حقوق الانسان على ايدي المخابرات آنذاك في عهد السراج. اما في الزمن الحالي، فإن الدكتور شاكر الدجيلي لم يكن يدرك ان الكثير من الامور ما زالت على حالها. دخل سوريا قادما من استكهولم في 31/3/2005، على امل المغادرة الى العراق ليلتحق بعمله حيث يعمل مستشارا اقتصاديا للجمعية الوطنية العراقية بعد اجازة قصيرة. لكنه وبعد اتصال هاتفي بزوجته من دمشق اختفى، كأن ارض دمشق انشقت وابتلعته. فمعلومات الحكومة السورية، والسفارة العراقية في دمشق والسفارة السويدية ومنظمات حقوق الانسان تؤكد ان الدجيلي لم يغادر سوريا مطلقا بعد ذلك التاريخ، لا عبر المطارات، ولا عبر المنافذ الحدودية، والمنافذ الحدودية العراقية تؤكد انه لم يعبر اليها من سوريا. وكل الدلائل التي توفرت للسفارة العراقية باعتباره مواطنا عراقيا وللسلطات السويدية باعتباره حاملا للجنسية السويدية تشير الى انه ما زال في سوريا منذ ذلك التاريخ. لقد استعملت الحكومة العراقية والحكومة السويدية وكذلك الحزب الشيوعي العراقي كل علاقاتهما الدبلوماسية مع السلطات السورية مرفقة بظنون تشك بوجوده في واحد من المعتقلات لاحذ اجهزة المخابرات. دون تحديد، او قد يكون قد اختطف من جهات تعمل ضد النظام الجديد في العراق بعلم تلك الاجهزة، لكن الوقت مضى دون ان يعثر عليه او الحصول على خبر عنه. مشكلة الدكتورشاكر حسون الدجيلي الذي كان ناطقا باسم الحزب الشيوعي العراقي ومديرا للجنة العلاقات الوطنية فيه والمستشار الاقتصادي للجمعية الوطنية العراقية. انه كان يكثر من التصريحات والمقابلات الصحفية التي تروج للديموقراطية والحرية واعادة بناء العراق الذي دمرته التجربة البعثية ويكثر من الحديث على امل عراقي يكبر بمرور الايام، لا يستبعد ان تكون هناك جهات في سوريا تكره الدجيلي وتصريحاته ودوره الوطني في تحرير بلاده من دكتاتورية صدام وتجربة حزب البعث التي دمرت العراق والامة العربية. لهذا تحرص تلك الجهات على ارسال المزيد من المتفجرين والمتفجرات الى وطن الدجيلي لتدميره، وتحرص على اختطافه واختطاف امثاله. ان مصير الدكتور شاكر الدجيلي بات من مسؤولية السلطات السورية، وهذه المسؤولية تحتم عليها السعي للكشف عن مصيره ما دامت كل الادلة الرسمية لديها تؤكد انه لم يغادر سوريا، فهل تكشف سوريا عن مصيره وليس لها مصلحة ان تصبح حكايته مثل حكاية فرج الله الحلو؟

#زهير_الدجيلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات