لندن - أخبار الشرق
دعا حزب كردي سوري "كوادر الحركة الوطنية الكردية" في البلاد إلى التوحد والالتفاف حول "مشروع الحزب الأم، الحزب الديمقراطي الكردستاني - سورية، الحزب الشرعي الأول الذي تأسس عام 1957 من قبل ثلة مخلصة من خيرة مناضلي الشعب الكردي".
وقال بيان صادر عن حزب "البارتي" (الحزب الديمقراطي الكردستاني في سورية) في ختام اجتماع استثنائي عقدته هيئته القيادية أمس السبت في ألمانيا، "إن خطوتنا هذه دعوة جادة وملتزمة لاعادة إحياء حزبنا المشترك، حزبنا الموحد، بعد أن يئس شعبنا من هذا التمزق الرهيب في صفوف حركته الوطنية خلال الثلاثين سنة الأخيرة ومن الفشل الذريع الذي منيت به قيادات الحركة وعدم تمكنها من تحقيق أي هدف من أهداف شعبنا العادلة في كردستان سورية ".
وأوضح البيان أن الحزب أقر ضرورة "العمل لتحقيق شعار الديمقراطية لسورية، والحكم الذاتي لكردستان سورية، وتعديل مبدأ الإدارة الذاتية الوارد في دستور الحزب بمبدأ الحكم الذاتي، وطرح مشروع حول الحكم الذاتي في المرحلة القادمة من نضال الحزب على أساس علمي وواقعي يتلاءم مع التواجد القومي الكردي في سورية كثاني قومية من حيث الحجم السكاني بعد القومية العربية".
كما قرر "تشكيل لجنة لإعادة صياغة دستور الحزب بما لا يتعارض مع ثوابت الحركة الوطنية الكردية في كردستان سورية والأساس الديمقراطي السياسي والتنظيمي للحزب". و"تحديد أسلوب العمل مع القوى الديمقراطية السورية من مختلف التيارات الفكرية والتجمعات السياسية في البلاد، تلك التي تعمل من أجل بناء سورية ديمقراطية حرة ومزدهرة، تُصان فيها حقوق الإنسان وتتحقق العدالة الاجتماعية ويتمتع شعبنا الكردي بحقوقه القومية المشروعة كجزء ثابت من مجموع الشعب السوري".
وقررت الهيئة القيادية في الحزب الكردي المعارض المحظور في سورية "وضع الثوابت والأصول الضرورية لفتح أي حوار مع السلطة القائمة في البلاد بما يتفق بشكل تام مع أهداف الحزب المعلنة، وذلك بهدف دفع العملية الديمقراطية إلى الأمام"، و"تحديد إطار العلاقات مع أطراف الحركة الكردستانية على أساس الدعم والاحترام المتبادل ورفض مبدأ التدخل لأي طرف كردستاني في الشئون الداخلية للحركة الوطنية الكردية في كردستان سورية، والمساهمة في التحالفات الكردستانية القائمة على أساس التطابق التام بين سياسة الحزب في المجال الكردستاني والأهداف المعلنة للحزب في دستوره المطروح".
وقرر الحزب تنشيط العمل التنظيمي داخل البلاد وخارجها، وتوسيع دائرة الشباب المنظم، وتفعيل العمل الإعلامي بإصدارة نشرة دورية جديدة، وتوسيع نشرة "صوت كردستان" التي يصدرها حالياً لتصبح مجلة دورية سياسية ثقافية باللغتين الكردية والعربية. ويصدر الحزب حالياً نشرة بالألمانية تحمل اسم "كردستان انفو ريبورت".
ويُعتبر إدراج "البارتي" مصطلح "الحكم الذاتي لكردستان سورية" خطوة سياسية غير مسبوقة، استبدلها الحزب بمبدأ "الإدارة الذاتية" للمناطق الكردية، إذ أعلن في ختام بيانه "تعالوا نناضل معاً من أجل: الديمقراطية لسورية والحكم الذاتي لكردستان سورية". ومن غير المعروف ما ستكون عليه ردود فعل السلطة والأحزاب السياسية السورية المختلفة على هذه الخطوة التي تذكّر بتجربة الحكم الذاتي الكردية في "كردستان العراق".