أياد السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 13:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سنّة العراق لا تنجرفوا مع الإرهاب
كتبنا كثيرا وصرخنا عاليا وطالبنا مرارا بحل هذه الحكومة الفاشلة وحل أجهزتها الأمنية المتداعية وإعادة بنائها من جديد على أسس وطنية ومهنية , وحذرّنا من الإرهاب والجماعات الإرهابية , وقلنا إنّ الدماء ستوّلد دماءا والقتل سيوّلد القتل , وانهيار الأمن سيحرق الجميع , لكن وللأسف الشديد غاب منطق العقل والحكمة ونجحت قوى الإرهاب في تجنيد الآلاف من شباب سنّة العراق وتجنيدهم تحت راية تنظيم القاعدة الإرهابي , بدفع من قوى عربية وإقليمية تريد حرق العراق على غرار النموذج السوري وتدمير البلد برّمته .
نعم أنا اتفق وإياكم أنّ الحكومة فاشلة والأجهزة الأمنية مخترقة والقادة الأمنيون فاشلون والجهد الاستخباراتي ضعيف جدا , لكن بالمقابل من يقوم بتفخيخ وتفجير هذه الأعداد الهائلة من السيارات المفخخة ؟ وأين يتم إعداد هذه المفخخات ؟ ومن يحتضن الإرهاب والقاعدة ؟ ومن الذي يقدّم لها الأموال والدعم ؟ لا أعتقد انّ ساذجا سيقول أنّ الأكراد أو الشيعة هم الذين يقومون بهذا القتل والتدمير .
فمن المؤكد أنّ الذي يقتل العراقيين في الشوارع هم الإرهابيون من تنظيم القاعدة , ومن المؤكد إنّ تنظيم القاعدة لا يظمّ سوى المتطرفين من السنّة , ومن المؤكد أنّ حواضن هذا الإرهاب موجودة في مدن وقصبات السنّة , ومن المؤكد أنّ عددا غير قليل من السياسيين السنّة على صلة بهذا الإرهاب والقتل , وهذه حقائق يعرفها الجميع .
أنا لست طائفيا ولا أفرق بين شيعي وسنّي , لكنّي لا أقبل لسنّة العراق أن يحتضنوا ويدعموا الإرهاب ويشعلوها حربا طائفية لا تبقي ولا تذر , فالإرهابيون من مجرمي القاعدة يسرحون ويمرحون في مدن وقصبات أهل السنّة تحديدا , والانتحاريون العرب ينامون في بيوت أهل السنّة , والمستهدفون بالقتل هم الشيعة فقط , وهذا الإرهاب سنّي قاعدي فقط .
فماذا تريدون يا سنّة العراق ؟ تعالوا نتحدث بالمكشوف ؟ هل تريدون السلطة لكم فقط كما كنتم في السابق ؟ أم تعتقدون أنّكم أسياد والآخرون عبيد ؟ وهل فكرّتم يا عقلاء سنّة العراق ماذا سيجرّ عليكم هذا الإيغال في القتل ؟ سأكون صريحا معكم يا سنّة العراق , إذا ما نجح الإرهاب لا سامح الله في مخططه الرامي لإشعال الحرب الأهلية , فالخاسر الأكبر من هذه الحرب ستكونون أنتم , لأنكم الاضعف والاقل عددا , وإذا نجحت الأجندات الشيطانية في تقسيم البلد , فأيضا انتم الخاسر الأكبر , لان موارد العراق ليست في اراضيكم , وستعيشون في ليل بهيم .
فارجعوا إلى رشدكم ولا تنجرفوا مع الإرهاب وتكونوا حواضن له , فالصبر بدأ ينفذ , والمارد على وشك الخروج من القمقم , ولا تراهنوا بأكثر من هذا , فالاجساد والاشلاء المتطايرة في الشوارع ورائحة الدماء تنذر بيوم لا أحد يعرف ماذا سيكون ومتى ينتهي .
أياد السماوي / الدنمارك
#أياد_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟