أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان حسين أحمد - موسوعة المناوئين للإسلام - السلفي - والجاليات الإسلامية - المتطرفة -: خيرت وايلدرز، عضو البرلمان الهولندي، ومؤسس - جماعة وايلدرز















المزيد.....

موسوعة المناوئين للإسلام - السلفي - والجاليات الإسلامية - المتطرفة -: خيرت وايلدرز، عضو البرلمان الهولندي، ومؤسس - جماعة وايلدرز


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1196 - 2005 / 5 / 13 - 10:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" الإسلام والديمقراطية لا ينسجمان ليس اليوم حسب، وإنما في المليون سنة القادمة. "
غالباً ما توصف الشخصيات السياسية والثقافية التي تناصب الإسلام عداءً مستحكماً في هولندا والعالم الغربي بأنها " مثيرة للجدل "، ولكن الدارسين والمحللين الأوروبيين لا يذهبون أبعد من ذلك في البحث والتقصي عن أسباب هذه الانتقادات القوية، " المنفلتة "، التي تستجير بطابع التعميم السطحي الذي لا يفرّق بين " الثقافة الدينية المتزمتة" و " الثقافة الإسلامية المتفتحة " التي تتصف بطابع التسامح. ولعل عضو البرلمان الهولندي السيد خيرت وايلدرز هو أحد هذه الشخصيات اليمينية المتطرفة التي لا تكف عن الإساءة إلى الإسلام والمسلمين كلما سنحت له الفرصة. وحينما يسأل سائل: أسبب هذا العداء يرجع إلى مقتل المخرج السينمائي الهولندي تيو فان خوخ في الثاني من نوفمبر 2004 على يد مسلم متطرف يحمل الجنسيتين الهولندية والمغربية، أم أن هذا الموقف المتشدد لوايلدرز يعود إلى أبعد من هذا التاريخ تحديداً؟ ولكي نلج هذه المسألة الإشكالية من هذا الباب نقول إن مشكلة السيد وايلدرز لا تكمن في ردود أفعاله الفورية " الانفعالية " جراء أغاليط " فردية " قد تُرتكب في أي مكان في هذا العالم، وأنا لا أبررها مطلقاً، ولكني أقول إن المشكلة تكمن في ذهنيته، وتصوراته " السلبية " المسبقة عن الدين الإسلامي خاصة، وعن المسلمين على وجه العموم. ولكي نكون دقيقين جداً في التعاطي مع قضية وايلدرز لا بد من أن نعرّج على مجمل القضايا الخلافية التي أثارها في حزبه الليبرالي السابق " حزب الشعب للحرية والديمقراطية ". ويعرف المعنيون في هذا الشأن أن السيد وايلدرز قد اتفق مع رفيقه في الحزب، السيد أوبلات، على تجديد هذا الحزب، بحسب زعمهما، وضخ دماء جديدة فيه عن طريق الدعوة لأن يكون أكثر يمينية. وقد حمل وايلدرز في جعبته عشرة مقترحات لعل أبرزها هو ألا تلتحق تركيا في الاتحاد الأوروبي، وتصبح عضواً فيه. أما المقترح الثاني فهو تقليل الميزانية المرصودة إلى المساجد الإسلامية " المتطرفة " إلى النصف، وطرد الأئمة السلفيين المتطرفين.، وثالثها هو دعوته إلى وقف الهجرة من البلدان غير الأوروبية، أي الإسلامية مدة خمس سنوات كي يستطيع المجتمع الهولندي احتواء المهاجرين ودمجهم بما يتوافق مع التقاليد والقيم الهولندية. وهناك آراء أُخَر لا مجال لمناقشتها في هذا المجال الضيق، ولكن دعونا نتفحص التصريحات الإعلامية التي يطلقها هذا البرلماني الشاب " 42 " والتي استفزت الكثير من المسلمين على وجد التحديد. يصرّح وايلدرز من دون تردد أو حرج قائلاً: " أنا أؤمن بأن الديمقراطية والإسلام لا يتوافقان تماماً، وسوف يبقيان دائماً متنافرين. وليس هناك بلد ديمقراطي واحد في الشرق الأوسط، أو يحكمه القانون.". وفي لقاء صحفي آخر زاد الطين بلّة حينما قال: " إن الإسلام والديمقراطية لا ينسجمان ليس اليوم حسب، وإنما في المليون سنة القادمة. ". ومن هذا التعميم اللامعقول بأن الإسلام لا يستطيع أن ينسجم مع الديمقراطية خلال مليون سنة قادمة نكتشف " قصور رؤيته " للمتغيرات الكثيرة التي تعصف بالعالم كله، فهناك العديد من البلدان الإسلامية فيها انتخابات حرة، نزيهة، وتجري تحت إشراف الأمم المتحدة. ولا أدري ما هو الاعتراض على الطبيعة القانونية التي تحكم بلدان الشرق الأوسط؟ أيعني أن بلدان الشرق الأوسط تعاني غياب القانون؟ وهذا التصوّر غير دقيق تماماً، لأن بلداناً مثل الأردن، ومصر، والكويت، والبحرين، والسعودية هي بلدان محكومة بالقانون، وتجري فيها انتخابات قد تكون ليست حرة، أو مشروطة برؤى وتصورات محددة لا تنتمي بالضرورة إلى التقاليد والقيم الغربية، ونحن لسنا راضين عنها تماماً، ولكننا نثق بأن الخطوات الأولى الصحيحة قد بدأت، ولا يمكن لهذه الأنظمة " المتأبدة " أن تبقى ملتصقة بكراسي السلطة، وإنما يجب أن تستجيب لروح العصر ومتطلباته الجديدة. ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن أغلب الدول العربية قد فصلت بين الدين والدولة، فالدين لله، والوطن للجميع. صحيح أن الحريات الشخصية والسياسية والثقافية مُستلبة في أغلب البلدان العربية، ولكن الجماهير العربية العريضة لم ترتكن إلى الصمت، فها هي الانتخابات البلدية تجتاح مدن المملكة السعودية كلها، وقبلها خطت الكويت والبحرين خطوات جادة باتجاه الديمقراطية، وستتسنم المرأة الخليجية مراكز حساسة في البرلمانات ومجالس الوزراء، وسيكون حالها غير مختلف عن حال الرجل، وهذا ما تصبو إليه النخب العربية. وفي مصر خرج آلاف المتظاهرين مطالبين بعدم توريث الحكم، وفتح الانتخابات على أكثر من مرشح واحد تأكيداً لمبدأ تداول السلطة. وها هم اللبنانيون الذين كانوا يتمتعون بأجواء متقدمة من الديمقراطية سابقاً، لكنهم سينتخبون بعد بضعه أسابيع حكومة وبرلماناً جديدين بعد الانسحاب الكامل للقوات السورية المتواجدة في لبنان. وإذا كان السيد وايلدرز يشير من طرف خفي إلى الأحزاب السلفية المتشددة التي تتبنى فكرة الجهاد، وطرد المحتلين الأجانب فإن عليه أن يدرك جيداً أن هذه الأحزاب السلفية قد نشأت في ظل الحاضنة الأمريكية التي لولاها لما وجدت هذه الأحزاب طريقها إلى الحياة. وكلنا يتذكر كيف وفّرَ الأمريكان كل السبل والمستلزمات لتأمين وصول هذه الأحزاب المتشددة إلى أفغانستان، وشجعتها على فكرة " الجهاد " لطرد المحتل الروسي " الكافر " من الأراضي الأفغانية، ومحاربة الأحزاب اليسارية في عموم المنطقة، ثم قلبت لها ظهر المجن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ويضيف السيد وايلدرز قائلاً " أنا أعتقد أننا كنا متسامحين إلى أبعد حد مدة طويلة من الزمن. وخاصة عندما تكون متسامحاً مع أناس غير متسامحين، لذلك فقد حصدنا هذا اللاتسامح. ". لا شك في أن هولندا هي بلد متسامح، لكن هذا لا ينفي أنها قد طردت عدداً كبيراً من الإيطاليين والأسبان بعد الحرب العالمية الثانية، واستعاضت عنهم بأناس مسلمين " يوصفون دائماً بأنهم بسطاء، وسذّج، وغير متمدنين " جاءت بهم من المغرب وتركيا للإفادة منهم في مشروع مارشال لأعمار هولندا وأوروبا التي دمرتها الحروب. فكيف يكون هذا الإنسان البسيط الذي جاء يعمّر هذا البلد، ويتقاضى أجوراً على عمله بطبيعة الحال، غير متسامح؟ ألأن مسلماً واحداً ارتكب جريمة بشعة " نحن نرفضها وندينها جميعاً، بحق مخرج هولندي معروف؟ وهل يمكن تعميم هذه الجريمة على المسلمين المقيمين في هولندا كلهم لأن " محمد بويري " ارتكب هذه الجريمة النكراء؟ الجواب، هو لا، بطبيعة الحال، لأن الجهات الأمنية المختصة عليها أن تتعاطى مع هؤلاء الخارجين على القانون، ولن يعترض أحد من المسلمين المقيمين في هولندا أو سواها من بلدان العالم الغربي، فيما لو اتخذت هولندا أي إجراء بحق الأجانب الذين " يربكون النظام، أو يهددون الأمن القومي ". المفارقة هنا، أن بعض الوزارات المتخصصة قد طالبت بترحيل مثل هؤلاء القتلة الأجانب كحل نهائي للأزمة، ولكن هذه الوزارة الموقرة لم تقل لنا ماذا سوف تفعل بحق فولكيرت " الهولندي الأصل " الذي اغتال بيم فورتان، الشخصية السياسية الأشهر في هولندا، في وضح النهار، يا ترى سترحّله هو الآخر؟ وإلى أين؟ ومع ذلك فإن نبرة الاحتجاج لن ترتفع إذا ما اتخذت الجهات الأمنية أي قرار بحق الخارجين على القانون بصرف النظر عن جنسياتهم، وعقائدهم، وانتماءاتهم. الشيء المهم هو ألاّ يؤخذ الكل بجريرة البعض، والتعامل الحضاري لا يعترض عليه الجميع. وإن أمن الوطن واستقراره، وتقدمه هو مسؤولية الجميع، مواطنين أصليين كانوا أو مهاجرين. لا شك في أننا سنقف بوجه كل الذين يعملون على تقويض الديمقراطية، لأن الديمقراطية هي ضمان لحقوق الأقلية قبل الأكثرية، ولا شك في أننا جميعاً نناهض كل أشكال التطرف والفاشية، ولكن البلدان المتحضرة لا تقبل أن تطرد " مجرماً مع سبق الترصد والإصرار " من دون محاكمة. فالقانون فوق الجميع في بلدان العالم المتحضر الذي يحترم حرية الإنسان، ويكفل حقوقه، فكيف يتم الطرد في " دولة القانون " من دون العودة إلى القانون نفسه كما يقول وايلدرز. " أنا أومن بأن الناس الذين يناهضون الديمقراطية في بلدنا، والذين يتبنون هذا التطرف الإسلامي الفاشي لا يستحقون ديمقراطيتنا، ولا يستحقون حقوق دولة القانون. ومن دون الحاجة " إلى الذهاب إلى المحكمة " يجب أن يقبض عليهم، ويطردوا من هذا البلد. " إذاً، هذا المقترح الذي يقدمه السيد خيرت وايلدرز هو بحد ذاته " خرق لدولة القانون والديمقراطية " فكيف يطالب الجهات الأمنية أن تتخذ هذا الإجراء من دون الرجوع إلى القضاء الهولندي؟ حينما وصف وايلدرز الديانة الإسلامية بأنها " متخلفة " ولا تنسجم مع روح العصر من وجهة نظره، ولا تتساوق مع الديمقراطية، وما إلى ذلك من توصيفات لاذعة غير دقيقة، كان عليه أن يتوقع ردود أفعال عاجلة، ومتشنجة، لأن أحكامه نفسها كانت سريعة، وموتورة، وفيها تجنّي على الأغلبية الساحقة من المسلمين والتي ترفض أعمال العنف، وتشجبها، وتتقزز منها، بل وتطالب الجهات المعنية أن تنزل بمرتكبيها أقسى العقوبات ولكن ضمن الإطار القانوني. ولأن هذه المجموعات السلفية الصغيرة، أو أوكار الجريمة المنظمة لجهة مرجعيات دينية سلفية، والتي تعيش خارج هذا الكوكب، وتحاول أن تحدث انقسامات حادة بين المجتمع الهولندي والجاليات الإسلامية، هذه المجموعات هي أشبه بالأورام السرطانية التي يجب أن تُستأصل ما دام أنها تربك النظام، وتهدد أمن المجتمع برمته، ولعل إرسال رسائل التهديد بالقتل أو الذبح، عبر وسائل الاتصال الإليكتروني السريع التي أرعبت السيد وايلدرز، كما أرعبتنا نحن المهاجرون، هي سلوك أهوج، وغير حضاري على الإطلاق. فالذي يضيق بحرية الرأي، والحياة المتفتحة على وفق القيم والمعايير الهولندية عليه أن يجد له مكاناً بديلاً ينسجم مع عاداته وتقليده وقيمه الثقافية، ويجنّب هذه البلدان الآمنة شرور تصرفاته، وأوهامه الجهادية. ونحن المثقفون في الجاليات الإسلامية نأسف لأن السيد وايلدرز يعيش في مخبأ سرّي، ولا يستطيع أن يلتقي زوجته إلاّ مرة أو اثنتين في الأسبوع، ولا يعرف أين يقضي ليلته، ولا يتمكن من زيارة أصدقائه، أو يظهر في مكان عام، ولا يستطيع أن يذهب إلى البرلمان الهولندي في لاهاي إلاّ في سيارة مدرّعة، ولا يترجل إلا وهو مُحاط بعدد من الحراس الشخصيين، وقد بلغ خوف الجهات الأمنية عليه أن وضعته في " ما يشبه الزنزانة " في معسكر " زيست " الذي سبق أن سُجن فيه الليبيان عبد الباسط المقراحي والأمين خليفة فحيمة المتهمان بتفجير طائرة لوكربي. كما اختبأت أيان هيرسي علي، المناوئة للإسلام أيضاً، في سفينة حربية في أمستردام. لنطّلع على رأي السيد وايلدرز وحقيقة مشاعره الداخلية عن هذه الملاحقة التي سببت له أرقاً ومخاوف لا حدود لها على حياته، وحياة عائلته، لكنه بحسب تصريحاته لن يخضع لرسائل التهديد الكثيرة قائلاً: " ولكنني لن أضع أية قيود على حريتي في التعبير عن رأيي، بل بخلاف ذلك، سأكون أقوى، وأكثر صلابة في قول الأشياء التي يتعيّن عليَّ أن أقولها، لأنه إذا اخترنا أن نخفف لهجتنا، أو نتوقف عن الحديث عن هذه الأشياء، فإن الناس الذين يستعملون العنف، والرصاص، والسكاكين لتحقيق أهدافهم سوف ينتصرون.". لقد تغيرت حياة السيد وايلدرز بسبب بعض التصريحات الرنانة التي لا تستند إلى حقائق دامغة، ولا ترتكز على معلومات دقيقة، وأعتقد أن الغرض من هذه الضجة التي أحدثها خيرت وايلدرز هو كسب المزيد من الشعبية والشهرة وخصوصاً أنه أقدم على تأسيس حزبه أو مجموعته السياسية التي يتوقع أن تحقق رقماً قياسياً مقتدياً باللعبة التي اتبعها زميله السياسي بيم فورتان الذي حصل على ثمانية مقاعد في البرلمان وجاء في التسلسل الرابع بعد الأحزاب الثلاثة المهمة التي هيمنت على أكثرية مقاعد البرلمان. لنتأمل كيف يعيش وايلدرز بعد رسائل التهديد الثلاثين التي تطلب رأسه، وتبشّر القاتل بـ " 72 حورية من حوريات الجنة. . قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان. . كأنهن الياقوت والمرجان.". يقول وايلدرز: " لقد تغيّرت حياتي بالكامل. أنام بشكل سيء جداً.. أعني أن تفكر في أن شخصاً ما يخطط لقتلك هو شيء لا يمكن أن يبعث على الراحة. " وأضاف: " وعلى رغم هذه الحماية المتوفرة لدي، فأنا خائف، وحتى عندما أتحرك على أرضية مبنى البرلمان، لا أشعر بالراحة. ". إنه لشيء مؤسف حقاً أن يشعر الإنسان بأنه مُطارد في وطنه، تلاحقه كوابيس الموت حتى عندما يضع رأسه على الوسادة بعد تعب نهار برلماني مليء بالنقاشات الحادة، لكن وايلدرز يتشاءم كثيراً حينما يصل إلى هذه النتيجة القاسية حيث يقول: " إن اليوم الذي يصبح فيه المسلمون أكثر من المسيحيين في هولندا، سوف أغادر هذا البلد فيما إذا كنت برلمانياً أو لا. " وأوضح قائلاً " لأنني لا أشعر وقتها بأن هولندا بلدي. " ثم يعود وايلدرز ليؤكد أنه ليست لدية مشكلة مع أغلبية المسلمين " المعتدلين، والذين لا علاقة لهم بالإرهاب. " ولكنه يعتقد أن على الحكومة الهولندية أن تحذو حذو بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، هذه البلدان الثلاثة التي اتخذت إجراءات صارمة جداً لتَحول دون نمو الأقلية الإسلامية المتطرفة " والتي تقدّر بنسبة %10 من تعداد المسلمين في البلدان المذكورة. ولا أدري لماذا يشعر وايلدرز بأنه قد خسر وطنه بسبب أحداث متباعدة زمنياً تستحق الرصد، لكنها لا تستدعي كل هذا القلق على وطن بكامله:" أنا متأكد أننا سنخسر بلدنا، إذا لم نكن قد خسرناه فعلاً، وإذا لم نعرف من هو المسؤول، وما هي الحدود لقانوننا، وماذا يحدث، ومتى يتجاوز الناس على هذه الحدود والعلامات.". وحينما ضاق وايلدرز ذرعاً بهذه الإجراءات الأمنية قرر العودة إلى عمله البرلماني، ولكن بسيارة مصفحة، ومع ذلك فإن الخوف لم يغادر قلبه تماماً. فبعض الصحف قالت " إن اثنين من الشرطة يرافقانه حتى في داخل مكتبه أو يحيطان به في جلسات البرلمان! " لنقرأ ما يقوله وايلدرز عن حقيقة مشاعره الراهنة:" أنا سعيد لأنني أستطيع أن أقوم بعملي في البرلمان، ولكن في اللحظة التي أغادر فيها هذه البناية لا أستطيع أن أذهب إلى البيت. أنا لا أستطيع أن أرى عائلتي بالقدر الذي أريده، ولا أستطيع أن أزور أصدقائي، ولا أن أظهر في مكان عام. لقد انقلبت حياتي رأساً على عقب. " ثم يقول وايلدرز مستغرباً: " المفارقة هي أن الناس الذين يهددونني يتنزهون في الشوارع بحرية، بينما الناس المُهدَّدون يقبعون في السجن تقريباً. نحن نعيش في ظل حرب غير معلنة وهؤلاء الناس يحركهم شيء واحد هو أن يقتلوا كل شيء يمثلنا أو يرمز لنا." وعلى رغم هذه التهديدات الخطيرة إلاّ أن المستقبل السياسي لوايلدرز يبدو مشرقاً، وواعداً بالكثير من المفاجآت، لعدة أسباب أبرزها هو مناوئته للإسلام، ومعاداته للمهاجرين، ومحاولة الحد من تدفقهم، وطرد المشتبه في تورطهم بأعمال إرهابية، أو حتى أولئك الذين لم يرتكبوا جرائمهم " المؤجلة " بعد. ولعل زياراته المتكررة لأمريكا وإسرائيل ومحاولاته المستميتة من أجل كسب دعمهما غير المحدود لتنفيذ مشاريعه العنصرية، أو اليمينية المتطرفة في الأقل، هي خير دليل على نياته المبطّنة، أو المعلَنة على حد سواء.
سيرته الذاتية:
ولد خيرت وايلدرز في 6 سبتمبر عام 1963 في مدينة " فينلو " الهولندية.
التحصيل العلمي:
- المرحلة المتوسطة للتعليم الثانوي العام " مافو " جامعة القديس توماس في فينلو.
- المرحلة العليا للتعليم الثانوي العام " هافو " جامعة القديس توماس في فينلو.
- كورس في الضمان الاجتماعي في معهد التربية في أمستردام.
- شهادة في القانون من الجامعة المفتوحة.
- دورة إدارية للخريجين 1992.
المناصب التي شغلها:
- مساعد في قسم المعاهدات لمجلس صندوق التأمين الصحي عام 1986 إلى 1988.
- مساعد قانوني في مجلس الضمان الاجتماعي عام 1988 إلى 1990.
- موظف في التأمين مختص بالشؤون الاجتماعية، والسياسة الاجتماعية- الاقتصادية، وكاتب خطب " حزب الشعب للحرية والديمقراطية " من 1990 إلى أغسطس 1998.
- عضو في المجلس المحلي لمدينة أوتريخت من 1 أكتوبر 1997 إلى أبريل 1998.
- عضو في البرلمان الهولندي من 25 أغسطس 1998 إلى 23 مايو 2002.
- عضو في مجلس النواب الهولندي منذ 26 يوليو 2002 إلى 2 سبتمبر 2004.
- منذ 2 سبتمبر 2004 أسس وايلدرز حزباً مستقلاً أسماه " جماعة وايلدرز " وحتى الآن. ".
- أدى الخدمة العسكرية الإلزامية في المدة المحصورة بين سبتمبر 1983 إلى 1984.
- هواياته الرئيسة القراءة والكتابة. نشر العديد من المقالات في الصحف اليومية الهولندية، ومن بين أبرز المقالات التي نشرها في صحيفة " الفولكسرانت " بتاريخ 23 أكتوبر 2004 هي مقالته المعنونة بـ " وايلدرز يفكّر مع وايلدرز ".
- انتمى خيرت وايلدرز إلى حزب الشعب للحرية والديمقراطية " VVD " منذ عام 1989 إلى 2 ديسمبر 2004.
- أسس حزبه الخاص به تحت عنوان " جماعة وايلدرز " في 2 ديسمبر 2004
بريده الإليكتروني البرلماني هو: [email protected]



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراسل الذهني بين فيلمي (ان تنام بهدوء) و(معالي الوزير) الك ...
- الرئيس الجيورجي ميخائيل ساكاشفيلي والثورة الوردية: حليف أمري ...
- فرايبيرغا، رئيسة لاتفيا الحديدية: تتخلص من تبعية الصوت الواح ...
- -المخرج فرات سلام في شريطه التسجيلي الجديد - نساء فقط
- صمت القصور - فيلم من صنع امرأة: كشف المُقنّع وتعرّية المسكوت ...
- في زيارته الثالثة لأوروبا خلال هذا العام جورج بوش يحتفل باند ...
- سمفونية اللون - للمخرج قاسم حول: شريط يجمع بين تقنيات الفيلم ...
- الروائي بختيار علي لـ - الحوار المتمدن -: النص لا يخضع لسلطة ...
- في جولته الجديدة لكل من لاتيفيا وهولندا وروسيا وجيورجيا جورج ...
- التشكيلي سعد علي في معرضه الجديد - المحبة في مدينة الليمون - ...
- الملكة بياتريكس في يبويلها الفضي: لا نيّة لها للتخلي عن العر ...
- نزلاء حتى إشعار آخر - للمخرج فرات سلام: فيلم تسجيلي يقتحم قل ...
- المخرجة الإيرانية رخشان بني اعتماد: - سيدة أيار - إدانة صارخ ...
- التشكيلي ستار كاووش لـ ( الحوار المتمدن):أنا ضد المحلية البح ...
- المخرج هادي ماهود في فيلمه الجديد - سندباديون - أو - تيتانك ...
- جهاد أبو سليمان في فيلمه التسجيلي - أستوديو سعد علي -: رؤية ...
- أول امرأة هولندية تُصاب بجنون البقر، وتسبب هلعاً جماعياً
- المخرج العراقي ماجد جابر في فيلمه التسجيلي الجديد - المقابر ...
- الفنانة التشكيلية حنان عبد الكريم في معرضها الأخير: من الرمز ...
- الروائي العراقي اليهودي شمعون بلاص لـ - الحوار المتمدن -:عند ...


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان حسين أحمد - موسوعة المناوئين للإسلام - السلفي - والجاليات الإسلامية - المتطرفة -: خيرت وايلدرز، عضو البرلمان الهولندي، ومؤسس - جماعة وايلدرز