زياد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 16:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"ليس الفتى من قال كان ابي بل الفتى من قال ها انا ذا" مثل نتداوله في مجالسنا ونستأنس به في حديثنا عن اللزوم , لكن هل نؤمن به والايمان يعني اننا نطبقه ونتعامل معه كقانون يمس حياتنا اليومية ؟.
التغيرات التي يمر بها مجتمع هي وليدة تراكمات كمية ينتج عنها تحول نوعي وليست نتاج من وسط فارغ , وهذا ان دل على شيء فيدل على ان تطور وتقدم الشعوب لا يأتي من التقاعس والتململ والسكون .
المقطعان اعلاه لا يبدو انهما مرتبطتان من الناحية الخبرية ولكن الارتباط وثيق ومدروس على الصعيد الموضوعي , فمجتمعاتنا دوما ما تمجد بالتاريخ وتتعكز عليه لتسكن الم اليوم وتبرر جراح المستقبل فيتحول الماضي الى افيون لا مفر منه , وليس من الغريب اننا نسمع كذلك في احاديثنا " لو كان فلان مازال على قيد الحياة لفعل كذا وكذا " .
ان تسقيط الماضي على الحاضر هو مقتل للمستقبل فما حدث في السابق هو تجربة علينا دراستها واستنتاج الصواب والخطأ منها , فلا احداث تتكرر ولا اليات متشابه ولا يمكن ان يولد جيفارا مرتين .
كل تفاصيل الحياة التي سبقتنا هي كتاب نقرأه ونهتم لاحداثه ونحاول من خلالها صقل خبراتنا وتوسيع مداركنا لفهم ما يدور من حولنا ومحاولة لتغير الواقع او السمو به لمرتبة أعلى ,وهذا يعني ان وعي الانسان لا يكتمل الا بدراسة الموروث البشري والتدقيق في احداثة .
فلو تحدثنا عن زمن ما سنجد ان الظروف والمعوقات التي كانت موجودة هي من أنجبت هذا التغير او ذاك وليست بالضرورة ان تكون مشابه لما نحن فيه الان ,فحين نقول اننا بحاجة الى ثورة للتغيير (على سبيل المثل لا الحصر )هل يجب ان نكرر ما قام به البلاشفة في اكتوبر عام 1917او تسقيط ما قام به الجيش والشعب العراقي في تموز عام 1958!, فلكل حادث حديث ولك مقام مقال واستنساخ الماضي هو عملية جراحية فاشلة لا تؤدي الا لطريق الموت .
#زياد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟