أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر الناصري - إن أردنا ان نكون: لا شيء خارج النقد والمراجعة














المزيد.....

إن أردنا ان نكون: لا شيء خارج النقد والمراجعة


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 14:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد تصريحات لأعضاء في مجلس النواب العراقي، عزت الشابندرعن دولة القانون وفرهاد الأتروشي عن التحالف الكردستاني، تضمنت إنتقادات واضحة للمرجعية الدينية في النجف ودورها في العراق ومساعيها لان تكون فوق الدولة، فإن حالة من الإستنفار قد عمت في المؤسسات الدينية ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي وسارع عدد من السياسيين العراقيين للتعبيرعن إدانتهم لهذه التصريحات وتبرأهم من مطلقيها وأعلنوا عن تمسكهم بالمرجعية المذكورة وقداستها التي لا تمس.

ما قاله الشابندر والأتروشي بخصوص المرجعية الدينية في النجف، ليس بالجديد ولا هي التصريحات الاولى ومن المؤكد انها لن تكون الأخيرة فقد سبقهما الى ذلك الكثير من السياسيين والكتاب والمفكرين والمثقفين او الذين خرجوا من سلطة المرجعية المذكورة ويخوضون صراعات فكرية ونقدية عميقة ضد سطوتها ونهجها بشجاعة كبيرة فتحولوا الى قوة أضافية لقوة التيار المدني والعلماني في العراق.

ربما، سنكون امام فرصة جديدة لتسليط الضوء على المرجعية الدينية ومكانتها ودورها في المجتمع وما تقوم به من ممارسات من اجل ان تكون مرجعية الدولة ومرشدها الأعلى وان تكون الناطق بإسم الشعب على حد قول أحد أفرادها. فرصة لإعادة طرح الأسئلة التي يراد لها ان تبقى طي الكتمان، عن الأموال والثروات الطائلة التي تحوزها هذه المرجعيات من الخمس والزكاة والنذور والتبرعات...الخ. عن أسلمة المجتمع والدفع بقوى الإسلام السياسي الخاضع لها لتصدر واجهة المشهد السياسي وتدخلها في كتابة دستور يكرس سلطتها ويجعلها رقيبا على الدولة ومفسرا للقوانين والتشريعات فيها. عن الآثار الإجتماعية والسياسية للكثير من الفتاوى التي أصدرتها سابقا وتأثيراتها على السلم الأهلي " الشيوعية كفر وإلحاد " على سبيل المثال لا الحصر وفتاوى كثيرة اخرى عززت من الإنتقادات التي توجه الى المرجعية وتدخلاتها في الحياة السياسية وانحيازها لأطراف سياسية محددة.

تمكنت المجتمعات الغربية "اوربا تحديدا" من تحقيق نهضتها وتقدمها وتطورها الثقافي والإجتماعي وحققت مستويات متقدمة في قضايا الحقوق والحريات، لأنها وضعت كل المقدسات الدينية والإجتماعية وتشكل أرضية للقمع والإستعباد، تحت طائلة النقد الحاسم وسعت للحد من سلطة الكنيسة وانهاء تدخلات رجال الدين في السياسة العامة وحرمانهم من التدخل في حياة الأفراد وفي التربية والتعليم والقضاء...الخ ولم تخلق مقدسات جديدة، دينية، طائفية، قومية وعشائرية وتحصنها من النقد او تدافع عنها تحت ستار القداسة او الاعراف والتقاليد والارث الحضاري.

من المؤكد ان ما نقوله هنا ليس بالجديد وتم تكراره وترديده من قبل الكثير من الكتاب والمثقفين ومن المعنيين بأمر الدولة المدنية. ولا بأس من تسليط الضوء عليه من جديد والتذكير به، عسى ان تُفتح كوة في جدار المقدسات وانها خاضعة مثل كل الظواهر الدينية والإجتماعية والثقافية للنقد والمراجعة.

مكانة الدول في عالم اليوم تقاس بمدى الحقوق والحريات التي يتمتع بها سكان هذه الدولة او تلك وقدرتهم على التعبيرعن آرائهم ومعتقداتهم بحرية وكرامة وأمان وبمكانة ورسوخ السلم الأهلي الذي يشكل المهمة الأساسية للدولة وان ذلك لا يتحقق الا بالإعتراف بمدنية الدولة وإيجاد الآليات الدستورية والقانونية الحاسمة التي تمنع تدخل الدين والمؤسسات والمرجعيات الدينية والمذهبية والطائفية في حياة الإنسان وأختياراته ورغباته.

ولذلك فان المجتمعات والدول العربية والإسلامية ومنها العراق، اذا ما ارادت ان تحقق المكانة السياسية والحضارية والثقافية التي تبحث عنها في عالم اليوم، فان عليها ان تعيد النظر وبقوة بإرثها الذي يشجع على الإستعباد والقمع والنظر بدونية للإنسان وحياته وتطلعه للعيش بحرية وكرامة، وبالمقدسات الكثيرة التي تم إيجادها وإحاطتها بخطوط حمراء لا يجوز المساس بها وان مجرد التفكير بتجاوزها سيعرض صاحبها للقتل والتكفير والتسقيط السياسي والإجتماعي. على الدولة ان تقوم بإخضاع المؤسسات الدينية المختلفة لسلطاتها وقوانينها النافذة.

ان الإنسان وحرياته الفردية والمدنية وكرامته هي المقدسات الحقيقية التي يجب احاطتها بخطوط حمراء وان المس بهذه المقدسات تحت اي مسمى، ديني ، قومي، طائفي، عشائري وحزبي، يعد انتهاكا يجعل من مكانة الدولة وهيبتها تحت طائلة السؤال.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان وزارة الداخلية : لننتظر أيام المحنة القادمة
- المالكي ذَب البراءة
- الرسالة التي تبعثها تظاهرات الناصرية
- صرخة ضد حكم الأحزاب الإسلامية في العراق
- الى شباب حملة تمرد و شباب مصر الثوار وقواها التحررية والثوري ...
- ماذا يعني أن تكون نائباً برلمانياً في العراق؟
- عن إينانا، بنين، نبأ وعبير، عن الطفولة المستباحة في العراق..
- البوكسات أهون من الإرهاب
- يا أهالي محافظة ذي قار: أما شبعتم فقرا وذلا؟
- سوق الإنتخابات مابين -أبو القاعة وزوجة المرحوم-
- الحرية لأحمد القبانجي
- فخ التكنوقراط ..احذروا يا أهل تونس !!!
- هل توجد معارضة سياسية في العراق ؟
- مشهد في واقع ملتبس: إهانة شيوخ عشائر الجنوب في الرمادي!!!
- المنبوذون : هل تنجح السينما في إعادة صياغة العلاقات الشائكة ...
- جرائم غسل العار: عار الدولة ،عار العرف العشائري
- نظام المحاصصة الطائفي سبب كل مصائبنا في العراق، لنحاكمه الآن
- دعونا نلعب كرة قدم
- الفلم الدنماركي ( المطاردة) : الإنسان طريدة الأعراف وخيال ال ...
- مركز المالكي – اقليم البارزاني


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر الناصري - إن أردنا ان نكون: لا شيء خارج النقد والمراجعة