سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 13 – الإيمان بفعالية الدعوات!!!

توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 11:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هذا الإيمان مستمد من اليقين بأن الله له قنوات مفتوحة مع بعض الناس مثل الأمهات الصالحات وبعض الناس الأتقياء الصالحين وخاصة الفقراء منهم والمعدمين؛ لذا فإن دعواتهم له بخصوص أي شئ أو أي شخص تستجاب سريعاً أو بعد حين! أيضا دعوات الناس في الأماكن المقدسة أثناء الحج أو في الأضرحة والأديرة المختلفة، أو دعوات الناس وقت هطول المطر؛ ويتمادى الأمر الى الإيمان بأن للحيوانات والطيور البكماء دعوات يستجيبها الله لصالح بعض الناس!


نجد بعض الناس حينما يمرون بالنهر أو بحيرو معروف أن أسماك تعيش بها؛ نجدهم مسوقين لإلقاء بعضاً مما معهم من طعام أو فاكهة في النهر لا رحمة في الأسماك ولكن طمعاً في دعواتهم؛ لأنه قد تكونت لديهم عقيدة بأن هذه المخلوقات دعواتها مستجابة لدى الله! ومن يربي طيور وحيوانات في مزرعته أو فوق سطوح المنازل، فهو يتفنن في إطعامهم ليس فقط لأجل تسمينهم للذبح بل أيضاً حتى يحصل على حسنات ودعوات هذه البهائم بالبركة!! هذا الموضوع برمته سواء عن طريق حيوانات أم بشر يدخل نطاق باب ( التفائل الذي سبق وتحدثنا عنه في أكثر من حلقة سابقة)!!

فالإنسان حينما يفعل الخير لأمه وأبيه، فهو ينتظر دعواتهم له! ومن يعطي السائل والفقير في الشارع، فهو ينتظر دعوته؛ ويا ويل من لا يدعي له! وكأنه يشتري الدعوات من المساكين!! فهناك دوماً من يفعل الخير أملاً وطمعاً في الحسنات والدعوات لا حباً في العطاء والخير!


يدخل هذا الأمر في إطار الشفاعة التوسلية عند المسيحيين وتناولتها بالتفصيل في المقالة السابعة في هذه السلسلة ( سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 7 – الإيمان بشفاعة القديسين !!! ....... الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372261 ) وأقتبس من تلك المقالة ما قلته هناك بخصوص هذا الأمر الذي يحث الأنسان على اللجوء للأخرين لأجل الدعاء والصلاة من أجله؛ بأن المسيح أكد في ( أنجيل متى 6 : 5 – 8 ) على أن الله يستمع لصلاة الفرد! ويستجيب سريعاً له بحسب الوعد الكتابي في سفر المزامير (و ادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني (مز 50 : 15) ) ، فلماذا أرجوكم تصرون على أن الله يستجيب لصلاة الجماعة أكثر من صلاة الفرد؟! هل يمكن لوي ذراع الله لإجباره على الاستجابة بإكثار عدد المصليين والمتشفعين؟! الا يعلم الله ما في الصدور قبل أن نسأله؟! وهو يعلم ما لخير البشر فلماذا من فضلكم ينتظر الله حتى يكثر عدد المصليين ليستجيب؟! أليس الفرد كافياً لاقناع الله أن يستجيب؟! بل ما فائدة الصلاة أساساً إن كان الله سيفعل ما هو صائب من وجهة نظره؟! ولماذا تعب الانسان أساساً في الصلاة!!!


فاللوجوء للغير لأجل الدعوات، أو عمل الخير للغير لأجل الدعوات، حتى ولو كان الخير موجه للحيوانات يدخل في نطاق دائرة التفائل (سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 4 – الإيمان بالتفاؤل والتشاؤم !!! ..... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372083 ) حيث يؤمن الفرد إيمان كامل بأن البعض عنهد دالة عند الله ومقربين له، لذا تكون دعواتهم مستجابة؛ فيدخل الأنسان في دائرة الترقب والتوقع والإيحاء بأن الدعوات بالخير واليمن والبركات تم إستجابتها؛ مما يجعله يشعر بالسعادة والإيجابية التي تساعده في تحقيق أمور يرى أنها إستجابة للدعوات وليست نتيجة لشعوره بالإيجابية! فحينما يتفائل انسان بشئ أو أمر يجد يومه سعيداً لان العقل الباطن يزيد من فرز المواد الكيميائية المسببة للسعادة واليقظة فنجد الانسان منفرج الاسارير فينجح يومه! والعكس صحيح فهناك من يتشائم من شخص او أمر ما، ولأنه مقتنع تماماً بالاثر السلبي لهذه الامور عليه، لذلك تضعف المواد الكيميائية فى الدم المسئولة عن السعادة والحيطة من قبل العقل الباطن، ولذلك نجد الانسان لا يؤدي مهامه اليومية بتركيز ويفشل يومه ويخسر الكثير بسبب تجهمه. ويزداد ايمانه بالتشاؤم من ناحية اخرى بسبب هذه النتائج وبذلك يعيش سجين اطار عقيدة التشاؤم!

بإختصار، حينما يحدث الخير هو في الحقيقة بسبب التفكير الإيجابي للإنسان وتأثير هذا على العقل الباطن الذي يدفع الأنسان لا شعوريا نحو تحقيق أمانيه، وليس بسبب فاعلية الدعوات سواء كانت موجهة للمسيح أو الله أو لكريشنا أو تموز أو لزيوس...أيّ كان هذا الإله!!


ويرتبط إرتباط وثيق بهذا الموضوع قضية الدعاء الفردي أو الصلاة وهل لها فعالية من قبل السماء، أم أن فعاليتها تنبع من إيجابية والحالة العقلية للمصلي!!




14- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 14 – الإيمان بفعالية الدعاء أو الصلاة!!!






مقالات سابقة في السلسلة:

1- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 1 – الإيمان بالجن والعفاريت !!!....... الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=371574 )
2- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 2 – الإيمان بالعين والحسد !!!...... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=371836 )
3- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 3 – الإيمان بالسحر والشعوذة !!!...... الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=371984 )
4- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 4 – الإيمان بالتفاؤل والتشاؤم !!! ..... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372083 )
5- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 5 – الإيمان بالتنجيم!!! ...... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372099 )
6- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 6 – الإيمان بكرامات الأولياء والقديسين !!! ..... الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372245 )
7- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 7 – الإيمان بشفاعة القديسين !!! ....... الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372261 )
8- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 8 – الإيمان بالظهورات النورانية!!! ...... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372395 )
9- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 9 – الإيمان بروحانية التعزية والنشوة الدينية!!! ..... ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372471 )
10- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 10 – الإيمان بالتكلم بالألسنة Glossolalia !!! ..... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372523 )
11- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 11 – الإيمان بالهداية أو التحول الديني!!! ...... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372606 )
12- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 12 – الإيمان بقوى التسبيح والإنشاد الديني!!! .... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372648 )

#توماس_برنابا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات