|
الدولة بين الحكم واللطم
ثائر الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 4180 - 2013 / 8 / 10 - 18:00
المحور:
حقوق الانسان
يبدو ان حادثة هروب السجناء من سجن ابي غريب ،بشكل جماعي لعدد تجاوز ال(500) مائة ارهابي حسب قول وتصريح الجهات الامنية المعنية بالامر،وهنالك انباء تقول العدد أكثر بكثير مما تتصوروه ،لكن التصورالمهم والمحصلة النهائية عندي انهم فروا لجهات مجهولة وحتى ان البعض قد وصل لحواضن الدول التي غذتهم بافكار القتل دون مبرر ،او اي واعز اخلاقي او انساني يمنعهم بارتكاب المعصية ،فالأكثر من (10) سنوات والقوات الامنية تطارد بين المدن والقصبات فلول الارهاب مع الدعم المعلوماتي الذي كان يقدم من القوات الامريكية عبر شبكات التقنية الحديثة ،هولاء الارهابين قتلوا اعز الاحباب الى قلوبنا من السنة والشيعة والتركمان والمسيحة والصابئة ،لم تفرق شفرة سكاكينهم بين الدم العراقي ،الذي ملء شوارع أزقتنا وإحياؤنا ليترك اثاره المؤلمة في نفوسنا ،فنساء ارامل وامهات ثكلى ،وشيوخ زادهم المرض مرضاً بفقدانهم العزيز على قلوبهم ، كنت انتظر انا وغيري من الملايين من العراقيين ان تكون بشرى تزف الينا بتنفيذ حكم الاعدام بحقهم جراء ما ارتكبت ايديهم من افعال وحشية بحق الابرياء العزل ،فعيناي لاتستطيع نسيان تلك الصور المروعة من تفجير سيارة مفخخة وكيف تتناثر الاجساد مقطعت الاوصال هنا وهناك ، والبعض منهم اكتفى أهله بتذكار منه بسبب عدم وجود جثته من شدة العصف ، لكنني فوجئت بحدوث عملية اقتحام على السجن المحصن واخراج السجناء بما سمي (هدم الاسوار) والغريب بالموضوع ان العملية استمرت لمدة (3) ساعات متتالية دون ان تصل اليهم الإمدادات العسكرية من طائرات وجيش وقوات سوات ذات المهمات الخاصة ،والسؤال اين ذهبت كل تلك الحشود العسكرية في تلك الساعات العصيبة ؟ كيف يسمحون لانفسهم ان يتركونا نواجه الموت والمصير المجهول لأعتى القتلة وهم طلقاء يخططون حتى يستبيحوا دماؤنا من جديد ،وينتهكوا الاعراض ويسلبوا منا اعزما نملك ،فقواتنا البطلة نريدهم لمثل هذه الظروف الصعبة والمثل القائل (المن تريد الحيل ياخو سكينة) ،لاان تبرز عضلاتها على ضعيفي الحال ممن نسى هويته في بيته او من تصرف بخشونة معهم اثناء التفتيش ، لقد هربوا ليوصلوا رسالة الى المنطقة باسرها والعالم ان هنالك غزوات قادمة على الطريق لتحقيق النصر المبين ، كيف توارى عن الانظار هذا العدد الهائل ،علماً ان جهاز المخابرات الوطني ابرق برقية تفيد بوجود الهحوم على السجن وبمختلف الاسلحة ، والصمت مطبق ولا احد من مجيب ،الجواب هو هل نحن قادرون على ادارة الدولة ومؤسساته كدولة وليس كحكومة وان تكون لها بنى تحتية قوية ذات ركائز فولاذه لا تنحني امام متغيرات كثيرة وتحديات تعصف بها من اعداء التغيير،يجب ان تكون هنالك ثورة عارمة في الاصلاح وعلى كافة الصعد وعلى وجه الخصوص في صفوف القوات الامنية وبمختلف انواعها ،حتى في شهر رمضان الذي هو شهرالطاعة والرحمة والغفران لم تفارقنا احزان من نحبهم ،ولم يهدأ نباح كلاب القتلة الذين لم يراعوا حرمة هذا الشهر الشريف عند الله ، وافجعونا وعلقت لافتات السواد على بيوتنا ،ولاضربات استباقية موجعة تقوم الحكومة بها على مواقع الارهاب وتقلينهم درساً يعلمون من خلاله ان الله حق ،والتصريحات النارية على قدم وساق دون تطبيق من السلطة التشريعية والتنفيذية، وهنالك من يرمي الكلام علي ويسمعني بشكل غير مباشر بمحاورة صديقه ،الم اقل لك ان الجماعة علمهم مقتصراً في ادارة بناء الدولة على اللطم وضرب ،الزنجيل والتطبير في الطقوس والشعائر الحسينية ، تلك هي النظرة السائدة عند ذوي النفوس الضعيفة الذي تحاصرهم عقدة التغيير الذي حصل بعد انهيار النظام الدكتاتوري ،وكيف يصبح النائب عريف والنائب ضابط قائد فرقة بدرجة لواء في الجيش الجديد ،وعبدالسادة وعبد الزهرة وعبد الحسين وزراء ووكلاء وزارة ومدراء عامون في التشكيلة السياسية الجديدة ، فظاهرة ممارسة الشعائرالحسينية وانتشارها بكثرة والسير على الأقدام في ذكرى اربعينية الامام الحسين عليه السلام ،وذلك لانها منعت من الممارسة لعقود طويلة من الزمن باعتبارها ثورة صامته ضد فساد الطغاة ،وليس فيها شيء من العيب والتجاوزعلى حقوق وحريات الاخرين فالكل تجمع انساني له خصوصياته وثقافته التي يعتز بها ،فمشكلة الإخفاقات المتكررة في الجانب الامني سببها هنالك متواطئين خانوا ضمائرهم وإنسانيتهم واخلاقهم ،وباعوا شرف المهنة ،مقابل ثمناً بخس،فضلاً هنالك اشخاص غير مهيئين لتلك المناصب تنقصهم الخبرة والمعرفة ،فالهاربين الوحوش وان استطاعوا الهروب من العدالة والتخفي من عدالة الحكومة فعدالة الله بالمرصاد ستلاحقهم اينما حلوا وفي اي بلد لجأوا اليه ،لكننا سنستمر في اللطم والبكاء على مصائب اهل البيت فهم رموزنا ورموز كل الأحرار الرافضين لمنهج العابثين بمقدرات شعوبهم ،وسنعيد بناء تشكيلة صفوفنا من جديد ونفوت الفرصة على المتربصين بنا والقائلين لنا الحكم ولكم اللطم .
#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ايهما اقوى المسؤول ام مدير المكتب ؟
-
كلا لنهج الطغاة المستبدين ،ونعم لطريق الاصلاح والمصلحين
-
الدولة المدنية ،والدولة الدموية ،ودولة الرسول وعلي
-
الشعوب العربية ومحنة الابداع
-
ثقافة الحوار وادب المناضرة
-
المعلم بين سطوة المستبد وبناء الدولة
-
اخلاقيات رجال الاعمال والتحول الديمقراطي
-
عمائم رحمة ،وعمائم نقمة
-
دماء جديدة ،ودماء قديمة
-
قرار زيارة أمي للإمام الرضا بأثر رجعي
-
علي وغاندي وثقافة الحب والتسامح الى اين ؟
-
ثورة هادئة وثورة صاخبة
-
سيارات مفخخة وخطابات ملخمة
-
وعاظ وطغاة من يصنع من ؟
-
خطوط ساخنة وخطوط شائكة
-
القرار العراقي والقرار الامريكي والاقيلمي
-
فساد اخلاقي وفساد سياسي
-
العراق مشروع دولة ام بناء حكومة ؟
-
سلطة المثقف وسطوة المستبد
-
بلال وروزة وعبدالسادة وعقدة بناء الدولة
المزيد.....
-
الأمم المتحدة تعلن مواصلة الأونروا عملها رغم الحظر الإسرائيل
...
-
الأمم المتحدة: الدعم السريع احتجزت شاحنات إغاثة في دارفور
-
RT ترصد خروج الأسرى من معتقلات إسرائيل
-
جماعة حقوقية في بنغلاديش تتهم الحكومة بالفشل في حماية الأقلي
...
-
وسط تواجد مكثف للجيش الإسرائيلي.. لحظة وصول الدفعة الثالثة م
...
-
-القسام- تبث مشاهد تسليم الدفعة الثالثة من الأسرى الإسرائيلي
...
-
الأمم المتحدة: الدعم السريع احتجزت شاحنات إغاثة في دارفور
-
مبعوث ترامب: صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة يتقدمان بشك
...
-
وصول 9 معتقلين أفرج عنهم الاحتلال إلى قطاع غزة
-
نتنياهو يطالب الوسطاء بضمان سلامة الأسرى
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|