أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الله البشري














المزيد.....

الله البشري


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 4180 - 2013 / 8 / 10 - 17:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




تحذير:
" هذا المقال دون المستوى؛ فعلى الإخوة المسلمين المصابين بالمازوشية، ممن يتفضلون بقراءة مقالاتي، عدم قراءته أو التعليق عليه، حرصا على مشاعرهم الدينية المرهفة، وكفى الله المسلمين شر الدونية "

الله؛ كائن ما ورائي، كائن غيبي، لا أحد شاهده، لا أحد سمعه، ولا أحد لمسه، الله بأغلب الثقافات أو الديانات التي تُسبغ عليه لقب الله، تصوره دوما بصورة بشرية، بل بصورة ذكرية، وكأنه يجب أن يكون الله ذكرا، الله بصورته البشرية، هو فقر مدقع بمخيلة الأدعياء ممن أدعوا التواصل معه، فهو تارة يطلب موسى لأربعين يوما ليملى عليه الوصايا العشر، مما يوحى لك بفراغ ذلك الله، الذي يحتاج أربعين يوما كاملة، ليملى على موسى عشر وصايا فقط، وهو من خلق الكون في ستة أيام، ثم قرر أن يلتقط أنفاسه كأي ذكر في اليوم السابع، أو في السبت كما يحلو لليهود أن يمنحوه أجازته.

الله في الإسلام؛ أكثر ذكرية و بشرية، فهو له ساق ويد ووجه، وربما عقلية محمد المحدودة، أو بشريته المفرطة، هي ما جعلته يصور الله كالإنسان، تماما كما يصور صناع السينما، الكائنات الفضائية، بصورة بشرية، ساق ويد ووجه، فمن أين سيأتي الإنسان بصورة كائن ما ورائي لم يراه! الله أيضا كائن يعاني من فراغ هائل بوثائق الغار التي ألفها محمد، ولكي يسد ذلك الفراغ، فهو يملأه بما يهوى محمد، فيزوجه تسعة، رغم أنه بمواضع أخرى كان على عجالة بها، يزوج المسلم من أربعة فقط، ويحلل الغنائم أو السرقات لمحمد، ويحلل نساء الغير لمحمد، ويفيء عليه من فضل الكفار المشركين، أصحاب المال و التجارة والأرض، حتى يتفرغ محمد لقيادة عصابته الدينية الوليدة المسلحة.

الله باليهودية يقابل موسى، ويقوم بمهمة جبريل، فيعرض الوحي على موسى، ربما لأن جبريل كان مشغولا بعرض وحى آخر على مختل آخر، بالوقت الذي يتفرغ اليهود لعبادة العجل، والله وملائكته غافلين عن الإله العجل، حتى ينزل موسى ليفاجأ به، ولأن الله مُسنّ مُخرف بنظر اليهود، فهم لا يقتنعون به، ويفضلون عليه صنم من الذهب، فيغضب الله كأي ذكر مراهق، ويرسل عليهم الجراد والقمل والنمل، ويحولهم أو يقول لهم كونوا قردة خاسئين، ولا أحد يدري على وجه التحديد لماذا يجد الله متعة في الإهانة والتحقير، فيكفيهم أن يكونوا قردة، ويكفي المسيحيين أن يدفعوا الجزية، لا داعي لأن يكون اؤلئك خاسئين وهؤلاء صاغرين.

الله في صورته الدينية التقليدية، عبر الديانات الثلاث الصحراوية، كهل يرتدي جلباب ويعفي لحيته، تماما كالكهنة و العرافين و السحرة و الأعم الأغلب من شيوخ الصحارى، ممن كان لباسهم الجلباب ولحيتهم مرسلة دوما، الله يستوي على عرش أو كرسي، كما يستوي الأكاسرة و القياصرة، فبما أنه هو الله، وشيخ مهيب بنفس الوقت، فلابد له من كرسي، ولا داعي لأن يفترش خيمة، بل يمكنه أن يضع الناس و الحوريات بخيام بالجنة، على افتراض أن كلامه لن يصل لأناس تقطن ببنايات متحضرة ولن يستهويها حديث الخيام، الله يجعل من أتباعه حتى اليوم، بعد قرون من جلبابه ولحيته، بنفس المظهر المبكي المزري المضحك، جلباب ولحية وجهل مطبق وكراهية مقدسة.

الله في الإسلام؛ متفرغ لملاحقة حياة المسلمين، فهم يجب أن يصلوا له خمسا، ويقرؤون له أذكار الصباح والمساء، ويدعونه في السراء والضراء، ويذكرونه قبل دخول الخلاء، وقبل الاختلاء بأزواجهم، وقبل أن يفجروا أنفسهم بالأبرياء في سبيله، الله عبء لا يُطاق على عاتق المسلمين، فهم يجب أن يدافعوا عنه، ويحسنون من صورته أمام العالم، ويتوبوا إليه من آن لآخر، قبل أن يدركهم الموت، فتجد المسلم يحمل الله على كتفيه من المهد حتى اللحد، ولأنه الله، فالمسلم يرحب بتلك الملاحقة وذلك العبء، ويعتبره حبا خالصا لله، ووفاء بنعمة التي لا تعد ولا تحصى، والتي من ضمنها دوما الفقر والمرض والجهل، وتلمس الأعذار له والثقة بحكمته، وكأنه فرضا وجبرا وقسرا، أنه يجب على المسلم الإنسان، أن يكون حاضرا دوما، من أجل ذلك المسن المخرف الموغل في العمر والعجز.

الله كائن ما ورائي؛ خفي، غير موجود، الله كائن تخيُلي، وصورته بالأديان، هي محض إسقاط ليس إلا، فأنت ستجده بكل ثقافة أو ديانة، مختلف تماما عن صورته بالأخرى، فلكل ديانة رجالها وظروفها وكهنوتها، ولكنه في الإسلام تحديدا، ذكر غضوب ومنتقم، يذكر القتل ستة وتسعين مرة بوثائقه، شره للجنس وعاشق للسلطة ونهم للمال، فضولي إلى أبعد حد، إلى الحد الذي يجعله يبارك ويشرف على اللقاء الجنسي بين المرء وزوجه، ونرجسي أكثر من نارسيس نفسه، فيصف نفسه بتسع وتسعين صفة، ويجد متعة في خضوع وخنوع ومذلة العبيد باليوم والليلة، ولا يفهم أكثر مما تراه عينه، فالأرض مستوية، والقمر منير، والأرض كروية والقمر جسم معتم، والشمس تجري لمستقر لها، والسماء مرفوعة بلا عمد، وكأن أحدهم لم يخبره أن السماء فراغ ليس بحاجة لأعمدة.

الله إسقاط ضحل، على شخصية ونزوات ورغبات محمد ، الذي لم يفلح بإتيان معجزة واحدة، وقال أن معجزته هي القرآن، والقرآن بالفعل معجزته، فهو من عكف على تأليفه قرابة العشرين عاما، وأقنع به قومه، ونظرة قريبة متجردة على حياة محمد، ستؤكد لك أن الله ذكرا بشرا بدويا عاش بالجزيرة العربية في القرن السابع، ولم يسكن قط بالسماء السابعة.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحيرة الحمقاء
- عقل المُلحد دليلُه
- فصيل وثني
- تاريخ زائف
- الرب الشرقي
- هل أتاك حديث الزنديق
- تحصيل حاصل
- في البدء كانت الفتنة
- العُهدة العُمرية
- ساديزم
- أخطر الأسلحة
- علماء مُلحسون
- الجنس ليس حرام
- سمّن كلبك يأكلك
- لو كان الرَبُّ رجلاً لقتلته
- بطُل السحر يوم حنين
- نكسة الحُديبية
- حقيقة الخُدعة
- كتاب الفوضى السماوي
- الرب كافر


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الله البشري