|
جرايد گبل 55
صوفيا يحيا
الحوار المتمدن-العدد: 4180 - 2013 / 8 / 10 - 17:02
المحور:
الصحافة والاعلام
الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا The bedouins are the worst in disbelief and hypocrisy (سورة التوبة 97) كأني بهم أختلفوا * جعل الله كيدهم بينهم.. شيمهم البداوة والثأر والغدر والفرار من شرف المسؤولية..
في مثل هذه الأيام من عيد الفطر 1416هـ شباط 1996م استدرج صدام صهريه حسين كامل وشقيقه صدام كامل من الأردن وقتلهما غيلة وغدرا وصبرا كما فعل الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان الذي أعطى الأمان لابن عمه فقتله بسيفه بيده بقصره كما يروي المسلسل التاريخي الحجاج بن يوسف الثقفي:
http://www.youtube.com/watch?v=JclQWAcLgKE
وفي العام السابق في (عيد محمد الجمعة) الدامية الموافق آخر أيام عيد الأضحى 17 أيار 1995م واقعة غزوة صدام على عشائر الدليم أشبه بمجزرة عصابته زبانيته في قرية كردية دمرها على أهلها فهجروها كما في حلقة ختام شهر رمضان أمس من مسلسل (رباب): امرأة حرة عراقية متأبية الفرار عبر حدود العراق إلى إيران حد الاستشهاد!.. على خلفية قتل صدام للواء الركن تركي إسماعيل سلطان الدليمي من عشيرة البونمر (شيخها لم يشارك في لقاء صدام آخر أيام عيد الأضحى ذاك العام احتجاجا على مجزرة غزوة صدام لهم!) المتمرد في معسكر أبوغريب آمر كتيبة 14 تموز في الجيش المنحل مسلكيا بعثيا ثم المحل تنظيميا لاحقا بقرار الغازي الأميركي بريمر!.. جمعة عيد الأضحى تلك، تلتها خمسة أيام دلست عليها دعاية حزب صدام الفاشي، برقية: أهالي الرمادي على العهد باقون.. "جدد أهالي مدينة الرمادي وقوفهم المطلق خلف راية الله أكبر (راية الله أكبر، مازالت بعد عشر سنوات من فرار صدام منتحل أعلى رتبة عسكرية مهيب ركن في الجيش المنحل- المحل!، هروبه الأول عبر حدود العراق الغربية، عبر نهر الفرات إلى سورية خريف 1959م ثم إلى مصر) التي رفع لوائها صدام دفاعا عن العراق العظيم"!.. جمعة عيد الأضحى تلك، اعتلى فيها شيخ الطريقة الرفاعية الشيخ حسين عبوش البدراني، منبر جامع الرفاعي في مدينة الرمادي في خطبته: «إن الضرب في الميت حرام.. وما شاهدناه اليوم من تشويه وعبث بأجساد هؤلاء الناس حرام. وإذا كانوا مجرمين حقا فالقانون والمحاكم هما الفيصل في ذلك (كتب صدام على جثامين أربعة من أبنائهم؛ مجرم متآمر.. كما كتب على علم العراق؛ الله أكبر!..).. إلى المقبرة!.. الله أكبر وله الحمد!.. الله أكبر على الطغاة»، اقترح البعض من أهالي الدليم دفن «محمد مظلوم الدليمي» بدون غسل لاعتباره شهيدا!.. إنهم أشراف.. إنهم في الجنة (ردا على محافظ الأنبار آنذاك القائل؛ إن هؤلاء خونة ومجرمون بعد عادة إطلاق الرصاص) و رد العشائر الدليمية على قوات طوارىء صدام فولت الأدبار في الأنبار!..
حتى جاءت قوات ابنه عدي (فدائيو صدام)، مساء ذلك اليوم لتقع مجزرة عيد الأضحى ثم مجزرة عيد الفطر في العام التالي لتصفية صهري صدام، ثم تصفية صدام في عيد الأضحى، ثم عودة عشائر الأنبار في عيد الفطر أمس للتنديد بخليفة صدام، تهديد المالكي الذي يؤاخذ لأنه نفذ حكم الإعدام بسلفه صدام فجر عيد الأضحى، وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين!- (الحديث)..
فر عبدالإنجليز آل سعود من آل رشيد إمارة جبل شمر: تأسست عام 1834م في نجد بمدينة حائل (شمال وسط الجزيرة العربية)، على يد كل من عبدالله العلي الرشيد وأخيه عبيدالعلي الرشيد، وتوسعت الدولة في السنوات اللاحقة لتأسيسها حتى أصبحت تضم في العقود الخمسة الأخيرة من القرن التاسع عشر (1850- 1902م)، جميع الأقاليم النجدية. أقصى اتساع لإمارة آل رشيد في عهد «محمد العبدالله الرشيد» ويعود نسب أسرة آل رشيد إلى آل جعفر من (عبدة) من قبيلة شمر.. المصادر: نشأة إمارة آل رشيد- د. عبدالله بن صالح العثيمين- الطبعة الثانية. يقول الباحث Armstrong في كتابه (Lawrence of Arabia 1962) المنشور عام 1936 THOSE were days of danger and constant alarms. The country round the town of Riad itself was full of raiding parties of uncontrolled bedouin. Away to the north the Shammar tribes had united under one Mohamed ibn Rashid, a capable, ambitious man, who had made his capital in the town of Hail and who coveted Riad and the other rich villages of Nejd. يقول المغيري في كتابة المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب: وكانت عبدة ثلاثة بطون آل جعفر، وآل فضيل، وآل مفضل، ومن آل جعفر آل علي فخذ، وكانت لهم الرياسة قديما، وآل خليل بطن، ومن آل خليل الرشيد بطن، ومن الرشيد آل عبدالله، وآل عبيد، وانتقلت الرياسة من آل علي في عبدالله بن علي بن رشيد، إلى أولاد عبدالله طلال، ومنهم بن طلال بن نايف بن طلال بن عبدالله بن علي الرشيد. ومن آل عبدالله عيال سعود بن عبدالعزيز بن متعب بن عبدالله. ومن آل عبدالله محمد بن عبد الله بن علي بن رشيد الذي قتل ابن أخيه بندر بن طلال، لما قتل أخاه متعب. وآل عبيد منهم حمود بن عبيد بن علي الرشيد واخوانه. المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب الموسوعة الشاملة. يقول الباحث Armstrong في كتابه (Lawrence of Arabia 1962) في وصف عبدالعزيز الرشيد The Rashid was short, dark, lowering in looks, brusque in manner-;- a harsh, unlovable man and ungenerous. He had no patience and no ability to handle the tribesmen. He understood force only. He ruled by force. He fought for loot. He was a freebooter and a destroyer.
يعبر آل سعود وصباح عن لعبة البادية برقصة (عارضة) سيرك الجنادرية مع الهجن ومسوخ مرتزقة صحراء نجد عرعر نقرة السلمان.. ابن سعود قتل قبل قرن من زمن البداوة ابن الرشيد.. ليؤسس الدولة الوحيدة في عالمنا اليوم تحمل اسم أسرة، السعودية، السيف في رايتها، ولفظ الجلالة، جلالة خادم الحرمين الشريفين!.. قبل 110 سنوات وصل نائب ملك بريطانيا العظمى في شبه القارة الهندية درة التاج البريطاني Lord Curzon درة خليجها البصرة ليلقي خطابا في مشايخ خليج البصرة لاحتواء صراعاتهم الأشبه بالمحاصصة العراقية اليوم، الخطاب نشر في لندن بعنوان (السياسة البريطانية في الخليج)، وذلك عام 1975م راجع (ظافر غريب) تجده أدناه: "إن الحكومة البريطانية قامت خلال المائة سنة الماضية إنشاء نظام لحفظ السلام العالمي، وقد وافقتم على أحكامه. ونتيجة لهذا قامت بينكم وبين حكومة الهند علاقات، وأصبحت بمقتضاه الحكومة البريطانية هي السيدة والحامي في بلادكم دون أي قوة أخرى. إن بريطانيا العظمى كانت هنا قبل أن تطأ أي قوة أخرى على هذه المياه. ولقد كان كل شيء فوضى، وكنا نحن الذين منحناكم نظاما. وكانت التجارة مهددة، وكان أمن أسركم مهددا، وكنا نحن الذين منحناكم الحماية. عليكم أن تتذكروا أن امبراطوريتنا الهندية العظمى تقع على مقربة منكم، وواجبنا أن نحميها، وأن نحميكم أنتم أيضا. نحن الذين فتحنا المسالك البحرية لسفن الأمم الأخرى كي تجيء إليكم هنا في سلام. إننا لم نغتصب أرضا لكم، ولم ندمر سيادتكم، وإنما حافظنا على ذلك كله.. واستقلالكم سوف يضمن طالما بقي نفوذ الحكومة البريطانية فوق أي نفوذ هنا":
http://www.youtube.com/watch?v=arJM9arp7gg
دائرة المعارف الإسلامية طبعة عام 1960م الصادرة عن جامعة Leiden الهولندية العريقة تشير إلى أن فرع آل صباح دخل في عراك مع غيره من فروع (العتوب) و(عنزة) وكان أن جرى إبعاده عن (نجد) ومطاردته خارجها، فرحل بخيامه وأغنامه شمالا إلى منطقة (أم قصر) في العراق، لكنه هناك عاد يواصل غاراته على طرق القوافل، مما دعا الحاكم باسم الخلافة في بغداد إلى طرد (آل صباح) من (أم قصر) بسبب شكاوى الفلاحين وسكان القرى، وكان الرحيل من (أم قصر) ولكن الذين رحلوا لم يكن بمقدورهم أن يعودوا إلى (نجد) بسبب ثاراتهم القديمة هناك وتوقفوا في منتصف الطريق أمام الكويت. وكانت الكويت قد برزت بسبب مينائها الطبيعي إلى فارس وإلى العراق، وتكون فيها مجتمع من التجار كانت حياة معظمهم فوق السفن، أو لصيد السمك أو الغوص لأجل اللؤلؤ. وفي ظرف الغياب وراء البحر فإن عائلات المسافرين تحتاج إلى الحماية، ووجد تجار الكويت أن (آل صباح) يستطيعون القيام بهذا الدور مؤتمنين عليه، وكان أن تم الاتفاق معهم والتراضي. لم تكن الأسرة حاكمة بالمعنى المعروف، ولكنها كانت مختارة لمهمة مقابل جزء من أرباح التجارة.
كتب السيد رشيد رضا منشىء مجلة (المنار) في مجلته مجلد 16 ص398: مسألة علاقة الشيخ مبارك بالدولة العلية والإنجليز «كنا نسمع المنافقين من رجال الدولة يصفون صاحب الكويت بالخيانة للدولة ويعيبونه بطلب حماية الإنجليز فسألته عن ذلك فقص علي قصة سألت عنها بعد ذلك السيد رجب نقيب البصرة مندوب الحكومة إليه، فكان جوابه موافقا لجواب الشيخ مبارك ثم ذكرت ما قاله للشيخ فهد الهذال شيخ قبائل عنزة في العراق إذ كنت في ضيافته على نهر الفرات فصدق ما قاله الشيخ مبارك.. أنه في أواخر مدة حكم عبدالحميد ساقت الدولة بعض العسكر من عربان ابن الرشيد إلى قرب الكويت وأرسل المشير فيضي باشا السيد رجب النقيب ومعه نجيب بك ابن الوالي (لعله أخوه) إلى الكويت فبلغاه أنه قد صدرت إرادة سنية بوجوب خروجه من الكويت إلى الإستانة أو إلى حيث شاء من ولايات الدولة العثمانية والحكومة تعين له راتبا شهريا يعيش به». آل صباح من العتوب نزحوا إلى الزبارة على ساحل قطر عام 1752م حدود حاضرة الثراء والترف والفن البصرة، وكانت الكويت ميناء تابع لميناء البصرة استخدم أحيانا بديلا له، وقالم جواره مركز سكاني صغير بني فيه حصن أطلق عليه اسم كويت يعني حصن تصغيرا لمثله صعودا إلى وسط واسط العراق كوت.
قبل قرن عام 1913م، اتفاق تركيا وبريطانيا على استقلال الكويت عن سنجق البصرة.
الشيخ مبارك بن صباح الصباح (1840- 28 تشرين الثاني 1915م)، حاكم الكويت السابع الحقيقي. تولى الحكم في 17 أيار 1896م. ولُقب «بمبارك الكبير». ازدهرت الكويت في عهده تجاريًا، وشيدت فيها أولى المدارس النظامية، كما شُيد في عهده أولى المستشفيات الطبية. وتنص المادة الرابعة من الدستور الكويتي بأن جميع حكام الكويت من بعده هم من ذريته بأبنائه وأبناء أبنائه. والدته هي لولوه بنت محمد بن إبراهيم الثاقب ابنة أمير الزبير.
الشيخ جراح بن صباح الصباح (1845- 17 أيار 1896م)، كان شريك أخوه محمد بن صباح الصباح في حكم الإمارة. تم اغتياله مع أخيه الشيخ محمد على يد أخوهم الشيخ مبارك، وقد قتل على يد ابن أخيه الشيخ جابر المبارك الصباح والشيخ محمد على يد الشيخ مبارك. وكان ذلك ليلة 25 ذو القعدة 1313هـ الموافقه ليوم 17 أيار 1896م. إن دواعي النفرة واسباب الخلاف بين الشيخ مبارك وبين أخوية الشيخين محمد وجراح تعود إلى تفاوت في المبادئ والتباين في الميول والاختلاف بالأخلاق والطبائع. فالشيخ محمد رجل طيب القلب مسالم لا يتعرض بالأذى لاحد كان، ومع ذلك فقد كان ضعيف الإرادة مغلوباً على أمره غير ميال لكسب الشهرة وبعد الصيت مقتنعا بما هو تحت يده لا يطمع بالمزيد على ذلك. والشيخ جراح رجلاً محباً للمال حريصاً على جمعة شديد الحذر على التفريط به لا يلهوه عن الانصراف لجمعه أي سبب آخر مهما تعالى أو سما. بينما الشيخ مبارك كان محباً للمجد إلى درجة الإفراط. شجاعًا مقدامًا، كريما لدرجة التفريط. بالإضافة إلى ما يتمتع به من دهاء ومسايرة الناس واستمالتهم. ألقى الشيخ محمد بن صباح الصباح مقاليد الحكم جميعها في الكويت إلى يوسف الإبراهيم حتى صارت له الكلمة العليا ولم تعد تسمع كلمة آل صباح مما أغضب الشيخ مبارك هذا الوضع وأثار حماسة، بالإضافة إلى ميول أخوية إلى العثمانيين بينما رأى الشيخ مبارك المصلحة مع البريطانيين. وقد باءت جميع محاولة الشيخ مبارك لإستمالة اخوية بالفشل، وباءت محاولات السيد خلف النقيب للإصلاح بينهم أيضا بالفشل. وأدى ذلك إلى اغتيالهما في ليلة 25 ذو القعدة 1313هـ الموافقه ليوم 17 أيار 1896م، حيث قتل الشيخ محمد على يد أخيه الشيخ مبارك، بينما قتل هو على يد ابن أخيه الشيخ جابر المبارك الصباح. كان يسود الكويت في العقد الأخير من القرن 19م حالة توتر وقلق ولم يكن الأمن فيها مستتبا, يحكمها أمير كسول ضعيف الشخصية هو الشيخ محمد الصباح الذي يؤمن بسياسة عدم التدخل ولم يكن قادرا أو حتى راغبا في صد الأتراك الذين ينتهكون حرمة أراضيه من الشمال ولم يكن كذلك قادرا على السيطرة على قبائل مطير والعجمان ولا صد قبائل شمر والظفير الذين كانوا يغيرون على حدوده من الغرب, وأصبحت الحدود في حالة من الفوضى بسب الغرات والغارات المعاكسة وكانت "الخاوه" الضريبة تفرض على كل من يدخل أو يغادر الكويت. وكان أخ الشيخ وصديقه الوفي "جراح الصباح" أكثر منه كسلا وضعفا, وتربط بين الاثنين صداقه متينه ويسيران جنبا الى جنب وكل منهما يكيل المدح للخر ولم يكن هناك اثنين في الدنيا أكثر منهما عجزا وضعفا. هناك شابان طموحان هما"مبارك الكبير" الأخ الاصغر للحاكم وثاني من البصرة اسمه "يوسف بن عبدالله الابراهيم" من اصحاب الاملاك الاغنياء في البصرة. وكان مبارك صغيرا حساسا نحيلا له عينان كعيني الصقر نشأ في الصحراء ويستطيع أن يضرب بسرعة البرق إذا لزم الأمر كان لا يفتأ يهاجم أخويه محمد وجراح لضعفهما وفي المقابل كان يوسف الابراهيم وغدا طموحا وأدرك كيف تسير الامور واستطاع بما أوتي من مكر وسعة حيلة أن يغدو ممن لا يستغني الحاكم عنهم ويصبح رجله المفضل وكبير وزرائه. ولا يتورع عن شيء في سبيل تحقيق اغراضه الشخصية. كان يوسف من أنصار الأتراك وقد رأى يوسف في عيني مبارك العدو الوحيد فأشار على الحاكم بأن يبعث مبارك أميرا على البادية لصد القبائل على الحدود لما يتمتع به من قوة وفي الوقت نفسه"أجعله دائما منشغلا وبحاجة للمال تصفو لك الأمور يا طويل العمر" وقد عمل بنصيحته وأرسله للبادية بالفعل. وقد كن مبارك كرها شديدا ليوسف لكنه تمكن من كسب محبة واحترام رجال الصحراء ولم يمض وقت طويل حتى جمع حوله أشجع رجال قبيلتي "العجمان" و" الرشايدة". ولكنه دوما بحاجة للمال للتزود بالطعام والذخيرة وكان يعود للكويت بين حين وآخر ليطلع اخويه على ما حققه ويستخدم كل ذريعة للحصول منهما على المال والتي قوبلت بالرفض فطلب منهما 10 الاف روبية للزواج والاستقرار في الكويت فقالا: العدو على الابواب كم أنت كسول سنناقش التماسك بعد سنة اذهب الان للعمل". وعاد مبارك للصحراء والحقد يملأ قلبه لكن هذه المرة لتحقيق خطة تدور في خاطره منذ زمن: قتل أخويه ومعهما يوسف الابراهيم. بقى مبارك في الصحراء طوال صيف 1896م ثم قرر التنفيذ كان الناس في الكويت ينامون فوق اسطح منازلهم لحرارة الجو وكان محمد وجراح يقيمان في نفس القصر في أعلى الكوت الذي يقع في قلب مدينة الكويت,ويطل على البحر ومبارك يعرف جغرافية القصر جيدا وكان يوجد جسر علوي عبر طريق ضيق يؤدي الى جناح السيدات في قصره المجاور, ولم يكن لقصر الشيخ سوى مدخل رئيس واحد, عدا الباب الخلفي للنساء. أطلع مبارك ولديه سالم وجابر على خطته والاثنان في سن المراهقة غير انهما كانا جريئين ومستعدين لأية مغامرة كبيرة أسرع مبارك الى مدينة الكويت مع ولديه ومعه سبعة من محاربي العجمان منهم (فلاح بن حجرف واخوه شلاش بن حجرف وسيف بن كمعي واخوه قرينيس بن كمعي وباتل بن شعف) والرشايدة على ظهور الجمال وعرّف بنفسه عند وصوله للبوابة الرئيسية قبل ساعة من منتصف ليلة 17 ماي 1896م فهو أخو الامير ويحمل اخبارا هامة. انطلق مبارك ورفاقه بسرعة في شوارع المدينة النائمة الى ان وصل الى الاسطبل الاميري الواقع قرب سوق المدفع وهناك ربط جماله وانطلق خلسة على قدميه الى القصور. وعند وصوله لبوابة القصر دخل بصمت واجتاز مع رجاله حرم القصر وعبر الجسر الى قصر أخويه وبعد أن أغلق الباب عبر الجسر بإحكام وأمر ابنه الاصغر"سالم" أن ينزل الى اسفل القصر مع اربعة من رجاله ويحتلوا البوابة الرئيسية ومدخل الحرم الخلفي من الداخل. وكانت الاوامر الى سالم أن يقتل أو يسجن أي عبيد مسلحين يجدهم في غرفة الحرس الصغيرة المجاورة للبوابة وأن يقوم بمهمته بصمت تام مهما كلف الأمر. ونجح سالم في مهمته ولم يصدر منه ما يعكر صفو سكون الليل. المشهد الثاني فكان ارسال الابن الاكبر "جابر" مع اثنين من رجاله عبر السطح الى السطح المجاور حيث اعتاد جراح أن ينام إلى جانب زوجته وكانت الاوامر لجابر تقضي بأن ينتظر اشارة البدء وهي عبارة عن طلقة بندقية قبل أن يغتال جراح وهو نائم بضربة سيف أو خنجر. وفي نفس الوقت انطلق مبارك مع أحد رجاله الرشايدة الى سطح محمد حيث ينام بمفرده اقترب مبارك من سرير اخيه بحذر ثم رفع البندقية وأطلقها مباشرة على جانب أخيه النائم ولم تكت قاتله فاستيقظ مذعورا ورأى مبارك يستعد لاطلاق النار ثانية فصاح".. أخوي..أخوي كيف يمكنك.." فأصابته الطلقة الثانية في رأسه. جراح استيقظت زوجته ورمت بنفسها على زوجها فقام الرجل المرافق لجابر بتطويقها بيديه وقذفها وأتم جابر المهمة بنجاح. وفيماعدا طلقتين متفرقتين وهي اصوات مألوفة في ليل الكويت لم يكن هناك ما يبعث على الريبة ولم تعرف المدينة النائمة شيئا عما يحدث. وبعد نجاح الجزء الأول من خطته أمر ابنه سالم أن يقوم بحراسة مدخل القصر, ثم اتجه الى منزل "يوسف الابراهيم" القريب من قصر الحكم لكن ابراهيم لم يكن موجودا يقال أنه شعر باحساس ينذره بالخطر في الليلة الماضية للحادثة (علم بالخطر من احدهم) فانطلق بقارب شراعي الى الصبية عبر جون الكويت حيث يمتلك منزلا ريفيا صغيرا لكنه لم يمكث فيه طويلا وانطلق ليلا على صهوة جواده الى البصرة. شعر مبارك بكدر كبير لافلات يوسف الابراهيم لكنه أسرع الى منزله وتوضأ وصلى وأكل ثم توجه الى قاعة المشيخة الكبيرة الملاصقة لقصر وجلس هناك بانتظار طلوع الفجر. سالم أغلق بوابة القصر وحذر سكانه من النساء والعبيد من اصدار أي صوت أو الاتصال بأحد من خارج القصر مهددا اياهم بالموت. وعند طلوع النهار وبعد ذلك بقليل جريا على العادة بدأ افراد عائلة الشيخ وكبار التجار بالتوجه الى مجلس المشيخة كل اثنين او كل ثلاثة لتحية الصباح للحاكم وكم كانت دهشتهم عظيمة عندما لم يروا احدا من الحرس المعتادين في مكانه المعتاد, بل وجدوا بدلا منهم ثلاثة من البدو مدججين بالسلاح, يقفون خارج الشرفة في صمت رهيب دخل الزوار المجلس واحدا واحدا وبعد التحية المعتادة:" السلام عليكم يا محفوظ" اتخذوا امكنتهم في المجلس وهم يشعرون بالقلق لرؤيتهم مبارك بوجهه المتجهم يجلس على عرش الامارة,وابنه جابر يقف بجانبه. واخذ الرجال يتوافدون وهم يلقون التحية من دون أن يسمعوا جوابا مما جعلهم يخشون الخروج والتزموا الصمت في اماكنهم وعندما امتلأ المكان جرد مبارك سيفه ببطء ووضعه على ركبتيه وقال بلهجة خشنة: "يا اهل الكويت ويا ابناء العمومة ليكن معلوما لديكم أن أخي محمد وأخي جراح قد توفيا بالامس وأن أحكم البلاد بدلا منهما فإن كان لدى أحد منكم ما يقوله فليتقدم ويقوله". وعم المجلس الصمت لمدة عشر دقائق ثم صاح مبارك على الخدم وقال: "أحضروا لي سعود ابن الشيخ محمد" نفذ الرجال الامر ووقف سعود وكان فتى في السادسة عشر من عمره امام عمه مبارك وقد ألجمت الحيره والقلق لسانه, فخاطبه مبارك قائلا: "اذهب لغسل ابيك وعمك واعدهم يا بني للدفن فقد قضى الله أن يموتا الليلة الماضية" وقف الفتى كالتمثال ولم يتحرك فحدق مبارك في وجهه برهة من الزمن ثم تدحرجت دمعتان من عينيه وقال:" يا اخوتي يا اخوتي.. كم اتمنى أن ذلك لم يحدث" ثم امر سعود بلهجة قاطعة" اذهب وافعل ما امرتك به".
الذين خرجوا من الكويت الى الزبير (الرشيدية) والبصرة هم فرعين:
ذرية محمد بن صباح بن جابر الصباح (ومنهم مايسمى بافرع العذبي واليوسف والجراح والسعود) ذرية جراح بن صباح بن جابر الصباح (وله ولد وحيد وهو حمود وهم مايسمى فرع الحمود الجراح).
خرجوا من الكويت بعد ان قتل الشيخ مبارك الكبير اخويه محمد وجراح عام 1896م ووثب على الحكم.
من ذرية محمد الصباح:
الشاعرة د. سعاد محمد صباح المحمد الصباح (خوالها الثاقب) رجعت الكويت عام 1960م او قبلها بقليل بزواجها من الشيخ عبدالله المبارك الصباح. علي الخليفة العذبي المحمد الصباح (خواله البسام) وزير النفط السابق ومالك جريدة و قناة الوطن رجع الى الكويت اواخر خمسينيات القرن الماضي. الشيخة د. ميمونة الخليفة العذبي المحمد الصباح أستاذه في التاريخ رجعت الى الكويت اواخر خمسينيات القرن الماضي. الشيخ احمد اليوسف السعود المحمد الصباح رئيس اتحاد كرة القدم السابق. الشيخ علي جراح صباح المحمد الصباح وزير النفط السابق. الفريق الركن خالد جراح صباح المحمد الصباح نائب رئيس الاركان. العميد مازن جراح صباح المحمد الصباح في المباحث الجنائية. مشعل جراح صباح المحمد الصباح رئيس امن الدولة السابق. الشيخ سعود ناصر السعود المحمد الصباح وزير الاعلام والنفط السابق.
#صوفيا_يحيا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جرايد گبل 54
-
جرايد گبل 50
-
جرايد گبل 49
-
جرايد گبل 48
-
جرايد گبل 47
-
جرايد گبل 46
-
جرايد گبل 45
-
جرايد گبل 43
-
جرايد گبل 42
-
جرايد گبل 41
-
جرايد گبل 40
-
جرايد گبل 39
-
جرايد گبل 38
-
جرايد گبل 37
-
جرايد گبل 36
-
جرايد گبل 35
-
جرايد گبل 34
-
جرايد گبل 29
-
جرايد گبل 28
-
جرايد گبل 27
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|