اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
الحوار المتمدن-العدد: 4180 - 2013 / 8 / 10 - 01:27
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الاقتصاد السياسي هو علم يدرس العلاقات الاقتصادية بين الناس اثناء عملية إنتاج و توزيع و تقسيم و تبادل و استهلاك الخيرات المادية في شتى مراحل تطور المجتمع البشري, و الاقتصاد السياسي الماركسي اللينيني هو علم طبقي حزبي حيث انه يبحث السنن الطبيعية لتطور العلاقات الاقتصادية بين الناس من منطلق جماهير العمال و الفلاحين و الفئات الاخرى من الكادحين, و حيث انه يدرس مسائل الملكية و أجر العمل و الأرباح, فهو يمس المصالح الجذرية الاقتصادية و السياسية للناس, و من ثم لا يمكن ان يكون واحدا بالنسبة للطبقات الاجتماعية ذات المصالح المادية المتضادة.
و اذ درس كارل ماركس قوانين الإنتاج الرأسمالي كشف النقاب عن التناقض الأساسي في الرأسمالية: بين الطابع الاجتماعي للانتاج و الشكل الرأسمالي الخاص لتملك وسائل الإنتاج و الثروة, و لقد اثبت في مؤلفه الرئيسي (رأس المال) على نحو علمي حتمية انهيار الرأسمالية و سقوطها.
وواصل فلاديمير لينين في الظروف التاريخية الجديدة نظرية ماركس و انجلز, و هو قد برر علميا أن الامبريالية هي المرحلة العليا و الأخيرة للرأسمالية.
و لدى الاقتصاد السياسي مفاهيمه وقوانينه المحددة كما هو الحال تماما بالنسبة لأي علم.
و القانون العام الشامل الاقتصادي لتطور أي مجتمع هو قانون توافق العلاقات الانتاجية مع طابع تطور القوى الانتاجية.
3-1 القوى الانتاجية و علاقات الإنتاج:
لقد عرفنا ان نشاط العمل هو اساس حياة البشرية, و اي شكل من اشكال العمل يتحقق بواسطة اية ادوات و ماكينات و أجهزة اي أدوات العمل و وسائل العمل, و أدوات العمل ليست موجودة جاهزة في الطبيعة, و ما من احد قادر على صنعها الا الإنسان, غير أن صنع ابسط شيء, مثل الفأس, لا يتطلب ادوات العمل وحدها, مثل المطرقة و المسمار و المنشار الخ, بل يتطلب ايضا وجود قطعة من الخشب, و قطعة حادة من المعدن, و بعبارة أخرى نجد ان ما يوجه اليه عمل الإنسان هو مادة (موضوع) العمل, ان وسائل العمل و أدوات العمل و موضوع العمل تمثل وسائل الإنتاج. و حتى يمكن بدء الإنتاج يحتاج الأمر الى اناس ذوي مهارات معينة للعمل, و يرجع الى الناس الدور الحاسم في الإنتاج, و هذا مفهوم بالطبع: لأن وسائل العمل لا تستطيع العمل من تلقاء نفسها, و الأمر بحاجة الى جهود الإنسان و كدحه حتى يمكن تشغيل و تحريك أدوات العمل.
و نستطيع الان ان نقول بأن وسائل الإنتاج, و الناس الذين يستخدمونها يمثلون القوى الانتاجية للمجتمع.
و كما ذكر كارل ماركس: (فان الناس ليسوا أحرارا في اختيار قواهم الانتاجية, التي تشكل اساس تاريخهم كله, لأن اي قوة انتاجية عبارة عن قوة مكتسبة و ثمرة من ثمار النشاط السابق, و بفضل هذه الحقيقة البسيطة ينشأ تواصل في التاريخ البشري, و ينشأ تاريخ البشرية الذي يتزايد طابعه الانساني بتنامي قوى الناس الانتاجية, و بالتالي علاقاتهم الاجتماعية).
و لقد ذكرنا سالفا ان إنتاج الخيرات المادية في كافة درجات تطور البشرية هو إنتاج اجتماعي نظرا لأن الناس كانوا يجتهدون دائما لتوحيد قواهم للعمل المشترك سويا.
و كما قال كارل ماركس (يقيم الناس في الإنتاج الاجتماعي الخاص بحياتهم علاقات محددة ضرورية خارجة عن ارادتهم هي العلاقات الانتاجية التي تناسب درجة محددة من درجات تطور قواهم الانتاجية المادية)
ما هي اشكال العلاقات الانتاجية؟
العلاقات الانتاجية من نمطين, و هي العلاقات الانتاجية التي تقوم على اساس الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج, و العلاقات الانتاجية القائمة على اساس الملكية العامة لوسائل الإنتاج.
و يتميز كل مجتمع ناجم تاريخيا بقواه الانتاجية و علاقاته الانتاجية, و يمكن القول بأنه توجد في الإنتاج وحدة (قوى الإنتاج و علاقات الإنتاج), و هذه الوحدة تسمى أسلوب الإنتاج و يسميها البعض (نمط الإنتاج), و اسلوب الإنتاج هو اهم توصيف رئيسي للمجتمع, و الذي يحدد شكل المجتمع البشري كله هو كيف ينتج الناس الخيرات المادية, و لذا يمكن القول بأن تاريخ المجتمع البشري كله هو تاريخ تعاقب و استبدال اساليب الإنتاج.
و حتى نتذكر على نحو اسهل الصلة المتبادلة للفئات الاقتصادية و المفاهيم الاقتصادية التي سيتم استخدامها يجب ان نقول ان ان تطور اسلوب الإنتاج يتحدد في المقام الأول بتطور القوى الانتاجية, فالتقنيات و التكنولوجيا و المهارات الانتاجية و الخبرة تتغير و تتحسن على نحو متصل غير منقطع, و من الجدير بالذكر ان القوى الانتاجية تتطور اسرع من تطور العلاقات الانتاجية, فمن الأسهل اقتناء و استيعاب محراث او منجل جديد و تحسين عمل ماكنة عن احداث تغيير جذري في العلاقات الراسخة بين المشتري و البائع مثلا, و بين مالك الأرض و السمسار, و حتى بين مالك الأرض و أرضه.
و عندما تكون العلاقات الانتاجية متمشية مع القوى الانتاجية و هذا يحدث في الطور الأول من تطور التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية الجديدة, فان عملية الإنتاج تسير بنجاح, و لكن ما ان تسبق القوى الانتاجية العلاقات الانتاجية القائمة في تطورها , فان هذه العلاقات تبدأ في كبح تطور الإنتاج و تصبح سلسلة تقيده.
و في ظروف التطور الجبار المعاصر للانتاج, يتم تبذير, و خسارة البشرية كميات هائلة من المواد الغذائية و الكساء و الماكينات, و تفرز ظاهرات البطالة و الفقر و التلوث البيئي, بسبب طابع العلاقات الانتاجية الرأسمالية, فهذه العلاقات تصفد الإنتاج و لا تتيح الفرصة ليس لمجرد التطور الحقيقي, بل حتى لمجرد الاستخدام التام للقوى الإنتاجية المتاحة فعلا.
و هكذا نجد ان المستوى المتنامي لتطور القوى الإنتاجية يتطلب علاقات إنتاجية تناسبه.
يقول لينين: (تطلق كلمة رأسمالية على نمط تنظيم المجتمع تعود فيه ملكية الأرض و المصانع و الأدوات الخ.. لعدد محدود من أصحاب الأراضي و الرأسماليين بينما جماهير الشعب لا تحوز أية ملكية أو لا تحوزها تقريبا فتضطر إلى دخول صفوف العمال الأجراء)
متى تهيأت في التاريخ الظروف التي استولى فيها عدد ضئيل من ملاك الأراضي و الرأسماليين على وسائل الإنتاج, و كيف حدث ذلك؟ هناك شرطان أساسيان لظهور الاسلوب الرأسمالي للإنتاج:
الشرط الأول هو وجود الأشخاص الذين ليست لديهم نقود او أراضي او مواشي او بضاعة او أدوات, أي ليس لديهم أي شيء سوى أيديهم العاملة, إذن من الضروري وجود جماهير محرومة معدمة من الناس, و ليست هناك مدعاة لإرغامهم على العمل بالفابريكات و المصانع: فسوف يطاردهم الى هنا الجوع و الحاجة و الضرورة الملحة لاحناء ظهورهم من اجل اجر زهيد يطعمون به أنفسهم و أسرهم.
من أين جاءت الرأسمالية بهؤلاء الناس؟
حتى يتحقق ذلك, كان من الضروري طرد الفلاحين من الأرض و حرمانهم من الماشية و تلك الأدوات البدائية للكدح التي كانت في حوزتهم.
و الشرط الثاني الضروري لظهور الإنتاج الرأسمالي, هو توفر مبالغ نقدية ووسائل إنتاج ضخمة في أيدي بعض الأشخاص لأنه يستحيل دون ذلك بناء فابريكة أو مصنع.
من أين جاء هؤلاء الناس و كيف كونوا ثروتهم؟
يقولون أحيانا أن هناك أشخاصا متدبرين مقتصدين و أغنياء و نشيطين جمعوا النقود تدريجيا و كونوا الملايين بالطريقة لشريفة, بل توجد في أمريكا أقصوصة متداولة عن الفقير المعدم الذي أصبح مليونيرا, و هذه أقصوصة كاذبة, فالرأسماليين لم يبنوا ثرواتهم على هذا النحو.
ظهرت الثروات النقدية الهائلة اللازمة لعالم المشروعات الرأسمالية عن طريق الكذب و الخداع و الغش و النهب و السلب و القتل و الحروب و المراباة و اللانسانية.
ولكن ها هي الأموال الضخمة في يدي فرد واحد, و هنا نتساءل: هل هذا يكفي لكي يصبح رأسماليا؟ كلا فطالما بقيت هذه الأموال ساكنة دون حركة و لم تستخدم في أي مشروعات يبقى هذا الفرد من جامعي الكنوز, أي مكتنز للثروة ليس إلا, و عندما يقتني هذا الفرد العدد و الماكينات و المباني و يشتري الأدوات الضرورية للإنتاج و يلتحق الفقراء المعدمون للعمل بالأجر في مصنعه, و هم الناس الذين نهبهم في حينه ملاك وسائل الإنتاج, و عندما تبدأ المنشأة في تحقيق الأرباح لصاحبها, يصبح هذا الفرد رأسماليا, و برجوازي يستغل العامل بالأجر.
و ها هي الفابريكات قد أدخلت الخدمة, و البروليتاريون يعملون, و بدأت عملية الإنتاج الرأسمالي, و هنا نتساءل: ما الذي يعود على الرأسمالي من بناء الفابريكة واستئجار العمال؟ لماذا يعود عليه هذا بالنفع؟وما هو هدف الإنتاج الرأسمالي؟
ان الإجابة عن السؤال الخاص بهدف الإنتاج الرأسمالي تساعدنا على فهم كل جوهر الاستغلال الرأسمالي, لكن هذا يتطلب التعرف سلفا بماهية الإنتاج السلعي, و الإنتاج السلعي هو إنتاج السلع للبيع و التبادل و المقايضة في السوق, و لقد ولد الإنتاج السلعي منذ فترة تحلل التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية المشاعية, وما زال موجودا على امتداد التاريخ كله, و السلعة هي نتاج العمل المنتج بهدف التبادل و المقايضة, و نرى في الاقتصاد السلعي ان الحرفي و العامل اليدوي هو منتج سلعة معينة يبيعها في السوق و يحصل على النقود في مقابل هذه السلعة ثم يشتري بهذه النقود سلعة أخرى يكون بحاجة إليها, و إذا رمزنا الى النقود بالحرف ن, و السلعة بالحرف س, لوجدنا لدينا هذه المعادلة البسيطة للإنتاج السلعي البسيط:
س-ن-س
و الرأسمالية هي الشكل الأعلى للإنتاج السلعي, و حتى نكشف اللثام عن الإنتاج السلعي الرأسمالي, و تبيان ان كل جوهر المجتمع الرأسمالي و كل تناقضاته في تبادل السلعة بسلعة أخرى, ينبغي ان نتعرف على مفاهيم مثل (القيمة الاستهلاكية) و (القيمة).
القيمة الاستهلاكية هي قدرة الأشياء (مثل الخبز, المنسوجات, التلفاز) على الوفاء بهذه الاحتياجات الإنسانية, و تتميز السلع عن بعضها البعض من حيث قيمتها الاستهلاكية, و لكن هناك خاصية مشتركة تجمع بين كافة السلع, هي أنها جميعا نتاج كدح الإنسان المدفوع الأجر و المقاس بالنقود, ان عمل الناس المتجسد في السلع يسمى (قيمة) السلعة, و يتحدد حجم القيمة بوقت العمل الضروري اجتماعيا و المتفوق في تجهيزها و إعدادها.
وفي ظروف الرأسمالي فان الإنسان حر شخصيا, فبوسعه الا يعمل في المنشأة الرأسمالية, ولكن كما ذكرنا آنفا فان الضرورة الملحة تجبره على العمل, وهي ضرورة الجوع و الفقر, و ها هو العامل يعمل في المصنع, و في الإدارة يحدث ما يحدث في أي سوق آخر, فهناك شخصان تساومان على عقد صفقة: الأول لديه النقود ووسائل الإنتاج, هو الرأسمالي المشتري, اما الآخر و نعني العامل, فلديه سلعة يبيعها الى الرأسمالي, وهذه السلعة هي قوة العمل, و المشتري الرأسمالي يشتري قوة العمل, فنجد أن الإنتاج الرأسمالي هو نوع من الإنتاج السلعي الخاص, تكون فيه هذه السلعة الخاصة هي (قوة العمل).
لكن الناس يشترون السلعة (أي سلعة) من اجل استخدامها, فكيف يستخدم الرأسمالي قوة العمل؟
يضع الرأسمالي العامل خلف الماكينة او العدة و يجبره على استخدام قوة عمله, لماذا يعمل الرأسمالي ذلك؟ و ما الذي يعود عليه بالنفع؟
يؤكد الرأسماليون الزعم, و ينتشر بين الناس أيضا ان الرأسمالي يقوم بذلك من اجل العمال ومن اجل المجتمع, و لكننا نعلم أنهم يدعون الحمار ليس (الى وليمة لالتهام الكباب, و إنما لكي ينقل الماء على ظهره)*, و كذلك الحال بالنسبة للرأسماليين فهم يشترون او يستأجرون قوة العمل لكي يزيدوا من ثرواتهم هم شخصيا ليس الا, ان البرجوازي يشتري قوة العمل لكي تزيد النقود في نهاية عملية الإنتاج عما كانت عليه في بداية هذه العملية.
و إذا عدنا من جديد الى الرموز الحرفية لاتخذت معادلة الإنتاج السلعي الرأسمالي الشكل التالي: ن-س-ن#.
و نرى هنا ان ن= الرأسمالي الأولي و س هي السلعة التي اقتناها الرأسمالي, أي وسائل الإنتاج و القوة العمالة, اما ن# فهي تساوي ن+ الزيادة في الرأسمال الأولي, و هذه هي الزيادة الفائضة على الرأسمال الأولي التي أطلق عليها كارل ماركس تسمية القيمة الزائدة, او فائض القيمة, ان هدف نشاط الرأسمالي كله هو إنتاج و استحواذ هذه القيمة الإضافية.
فكيف إذن تظهر القيمة الزائدة؟
اشترى الرأسمالي كافة السلع الضرورية للإنتاج: الماكينات, الخامات, الوقود وقوة العمل, فما الذي يجلب الى الرأسمالي القيمة الزائدة؟ هل هي الماكينات؟ ام الوقود؟ كلا!! ان وسائل الإنتاج الثابتة (الأرض, الماكينات, الوقود الخ) لا تعود على الرأسمالي بالقيمة الزائدة, و إنما قوة العمل هي التي تحققها, يلحق الرأسمالي العامل بورشته او في المصنع, حيث يوجد كل ما هو ضروري للعمل من مواد و ماكينات و يبدأ العامل في العمل, ان قيمة العدد و الخامات و الوسائل الأخرى للإنتاج تظل قائمة أثناء عملية عمل العمال و تنتقل الى السلعة الجديدة المنتجة بقدر استهلاك و تقادم هذه الوسائل الإنتاجية, , فإذا رأينا مثلا ان الماكينة تستطيع العمل على امتداد عشرة سنوات, مثلا, فإنها تفقد 10% من قيمتها الاسمية كل سنة, و تنتقل هذه (القيمة المفقودة) الى السلع الجديدة, و الخام, يدخل قيمته في السلعة أيضا بوصفة جزء لا يتجزأ من السلعة, و الوقود تنتقل قيمته الى الآلة بدورها تنقل قيمة عملها الى السلعة, و الرأسمالي لا يفقد شيئا في هذا كله, و لا يربح شيئا.
فمن أين تأتي القيمة الزائدة؟ أي من أين يتحقق الربح؟؟
ان العامل يحققها بعمله, و لنتصور مثلا ان العامل قد اشتغل لمدة 10 ساعات نظير 100 دينار, لكنه خلال هذه الساعات العشر ينتج سلعا تعادل 300 دينار, و هذا معناه انه يمكن ان يعمل 3 ساعات فقط لقاء ما يدفعه له الرأسمالي, و هو 100 دينار, فبانقضاء 3 ساعات من العمل يتحقق التساوي بينهما ولا يكون احدهما ملزما بأي شيء للآخر, لكن العامل لا يعرف شيئا عن ذلك بالطبع, و يتأتى عليه ان ينفذ طوال الساعات السبع الأخرى العقد الذي وقعه طواعية و التزم فيه بالعمل 10 ساعات بأكملها لقاء نتاج العمل الذي يساوي 3 ساعات عمل, و هكذا يظهر من عمل العامل الغير مدفوع الأجر القيمة الزائدة التي يستحوذ عليها الرأسمالي لنفسه.
والقوة المحركة للرأسمالية هي السعي الى الحصول على القيمة الزائدة و التعطش النهم للأرباح.
و هكذا نجد أن الاستغلال رفيق حتمي مصاحب للرأسمالية.
ان نظرية القيمة الزائدة هي حجر الزاوية الأساسي في النظرية الاقتصادية لكارل ماركس, و قد بررت هذه النظرية علميا الدور التاريخي للطبقة العاملة بوصفها المناضل من اجل التنظيم العادل للمجتمع.
#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟