|
الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك .......... الجزءالسابع عشر .. ((17)) الاخوان والدعوة على الطريقة الوهابية
محمود جابر
الحوار المتمدن-العدد: 4179 - 2013 / 8 / 9 - 22:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حسن البنا والدعوة على الطريقة الوهابية
مر علينا كيف أن ابن بشر وغيره من المؤرخين الموالين للوهابية وهم بصدد تسجيل أحداث عدوان عبد العزيز بن سعود بميليشياته على أهل الجزيرة العربية في نجد وحائل والإحساء وغيرها كيف كان ينعت هذه الميليشيا بقوله "غزا المسلمون " و " وغنم المسلمون " إلى غيره وكأنهم كانوا هم وحدهم المسلمون وغيرهم مشركون كفار، وكيف لا أليس الاعتقاد الأولى للوهابية أنه لم يعد من مسلمين غيرهم، هذا الكلام ينطبق هنا على هذه الجماعة ولكن بشكل أقل حدة وأهدأ نبرة على لسان مرشد جماعة الإخوان المسلمين الأول إذ يقول: "أيها الإخوان بل أيها الناس أجمعون لسنا حزبا سياسيا وإن كانت السياسة على قواعد الإسلام من صميم فكرتنا ولسنا جمعية خيرية إصلاحية ولسنا فرقة رياضية ولكننا أيها الناس فكرة وعقيدة..نظام ومنهاج لا يحده موضع ولا يقيده جنس ولا يقف دونها حاجز جغرافي نحن أيها الناس ولا فخر أصحاب رسول الله وحملة رايته من بعده ورافعو لوائه كما رفعوه وناشرو لوائه كما نشروه وحافظو قرآنه كما حفظوه ورحمة الله للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين". فالبنا يقرر في براءة تامة أنه هو وجماعته هم ورثة النبوة ورافعوا لوائه وناشروه ، ثم هو يبشرهم بذلك بقوله " ولتعلمن نبأه بعد حين " ونتابع " أيها الأخوة إنكم الغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس وإنكم العقل الجديد الذي يريد الله أن يفرق به للإنسانية بين الحق والباطل وإنكم دعاة الإسلام وحملة القرآن وصلة الأرض بالسماء وورثة محمد صلى الله عليه وسلم وخلفاء صحابته من بعده وبهذا فضلت دعوتكم الدعوات وسمت غايتكم على كل الغايات" هذا الرجل القرآني والنوراني ومجدد القرن العشرين يجعل من نفسه وجماعته العقل الجديد وأي عقل هو الذي يريد الله أن يفرق به للإنسانية بين الحق والباطل، وكأنه يقول بين كلماته إن الناس كانوا في ضلال حتى كنتم أنتم وعليكم أن تقوموا برسالة الإسلام وتفرقوا بين الحق والباطل الذي كان الناس خاصتهم وعامتهم يجهلونه، وإذا كانت هذه هي رؤية إمام الإخوان لأتباعه أو لصحابته فمن يكون خصومهم السياسيون سوى أبي جهل وأبي لهب وأبي سفيان. هذه الرؤية التي ترى أن الناس كانوا على نجسهم وشرهم حتى جاء صاحب هذا الفهم، من هنا أراد البنا أن ينسف كل قواعد المجتمع ويشيع كل آماله لا أن يصلحها فالأحزاب بكل تأكيد كانت تمثل حالة من حالات الفساد، بيد أن الخلاف بينهم كان خلافا في الإجراءات والسياسات لا خلافا بين ماهية عقيدتهم فجاء البنا ليدخل التكفير الديني لأول مرة في مصر عن طريق ادعائه – كذبا – لأنه هو وجماعته ورثة النبوة وحملة النور للعالم وهم بقية الله التي اختارها على عينه فيلقى بدلوه في كل الأمور وكأنه نبي جديد فيتكلم في الحزبية السياسية الإجرائية بفتيا دينية فيقول: "ويعتقد الإخوان أن الحزبية قد أفسدت على الناس حياتهم وعطلت مصالحهم وأتلفت أخلاقهم (؟؟!!) ومزقت روابطهم وكان لهم في حياتهم العامة والخاصة أسوأ الأثر ويعتقدون كذلك أن النظام البرلماني في غنى عن نظام الأحزاب بصورته الحاضرة في مصر وإلا لما قامت الحكومات الائتلافية في البلاد الديمقراطية فالحجة القائلة بأن النظام البرلماني لا يتصور إلا بوجود الأحزاب حجة واهية وكثير من البلاد الدستورية البرلمانية تسير على نظام الحزب الواحد وذلك في الإمكان(...). "كما يعتقد الإخوان أن هناك فارقا بين حرية الرأي والتفكير والإبانة والإفصاح والشورى والنصيحة وهو ما يوجبه الإسلام وبين التعصب للرأي والخروج على الجماعة والعمل الدائب على توسيع هذا الانقسام في الأمة وزعزعة سلطان الحكام وهو ما تستلزمه الحزبية ويأباه الإسلام ويحرمه أشد التحريم" فالأحزاب مهما بلغ فسادها غير أن هذا المناخ هو الذي سمح لهم فى الظهور وكان ظهورهم على حد اعتقادهم يكفى لأن يصمت الجميع لأنهم هم يتكلمون، وإذا ما رفضوا الطاعة والانصياع فإن خطط "البنا" جاهزة والعنف لديه تحت الإعداد فيقول: يتساءل كثير من الناس هل في عزم الإخوان المسلمين أن يستخدموا القوة و الوصول إلى غايتهم و هل يفكر الأخوان في إعداد ثورة عامة على النظام الاجتماعي و السياسي في مصر؟؟) ثم أجاب في حسم (إن الإخوان سيستخدمون القوة العملية حين لا يجدي غيرها و حيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان و الوحدة و هم حين يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء و سينذرون أولاً و ينتظرون بعد ذلك ثم يقدمون في كرامة و عزة و يحتملون كل نتائج موقفهم هذا بكل رضاء و ارتياح). (إن الإخوان أعمق فكراً و أبعد نظراً من أن تستهويهم سطحية الأعمال و الفكر و هم يعلمون أن أول درجة من درجات القوة قوة العقيدة و الإيمان و يلي ذلك قوة الوحدة و الارتباط ثم بعدهما قوة الساعد و السلاح . هذا وليعلم القارىء الكريم أن هذه الخطبة كانت في عام 1936م، أي قبل أن ينفجر الصراع العربي الصهيوني، وذلك حتى لا يدعى أحد أن قول "البنا" كان في إبان الصراع، بيد أن هذا الحديث جاء بعد أن امتلك "البنا" جيشا من التنظيم السري أو الخاص أو ما أطلقوا عليه "الجيش الاسلامى"، وكان هذا ردا على تساؤل متى تقام الدولة الإخوانية والتي قيل إنه بشر بها فى عام 2014، غير أن الرجل كان يعجل أحداث الصدمة تلو الصدمة للنظام فالحاكم الذي بدا له أنه ضعيف لا يحرك ساكنا ورغم قوة التنظيم الخاص وازدياد إعداد وتسليحه، وكل هذا ونكرر قبل أن ينفجر الصراع فى فلسطين الذين يعلقون عليه سبب تكوين هذه الميليشيات غير أن "البنا" لا يعجل أمر الدولة الإخوانية ويجيب عليهم بقوله: و في الوقت الذي يكون فيه منكم معشر الإخوان ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسها روحيا بالإيمان و العقيدة و فكريا بالعلم و الثقافة و جسميا بالتدريب و الرياضة في هذا الوقت طالبوني أن أخوض بكم لجج البحار و أقتحم بكم عنان السماء و أغزو بكم كل جبار عنيد فإني فاعل إن شاء الله و صدق رسول الله القائل و لن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة و إني أقدر لذلك وقتا ليس طويلا بعد توفيق الله و استمداد معونته و تقديم إذنه و مشيئته. ، الجدير بالذكر أن جماعة الأخوان المسلمين التى تقتدى بحسن البنا الذى يحرم العمل الحزبى والدخول فى الأحزاب هى اليوم تؤسس حزباً فى مصر، وقد تم تعيين رئيس الحزب بناء على قرار مكتب الإرشاد !!!
ونعود إلى مفتتح العنوان وهو كيف كان "البنا" داعية وهابياً ؟ والإجابة هنا تأتى في عدة نقاط الأولى : اسم الجماعة يقول "البنا" ووفق لما ورد فى كتاب "مذكرات الدعوة والداعية" أنه فى مارس عام 1928 زاره ستة من أصدقائه حيث تمت بينهم بيعة للعمل على الإسلام ، وعندما أرادوا أن يطلقوا على أنفسهم اسم جمعية أو نقابة أو ناد أو طريقة ، رفض "البنا" كل هذه الأشياء الرسمية وقال لهم : نحن "الإخوان المسلمون" . إذا الاسم كان حاضر فى ذهن المرشد بناء على الاتفاق والمهمة التي كلف بها من قبل حافظ وهبة مستشار الملك عبد العزيز بن سعود.
رابط الجزء السادس عشر : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=371389
#محمود_جابر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-..... خد منه قالب -....
-
الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك .......... الجزء الساد
...
-
السلفية الشيعية
-
لعنة مصر (2)
-
لعنة مصر
-
الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك .......... الجزء الخام
...
-
حزب الله ...... سبع سنوات من كسر عدوان تموز
-
مصر ... والاقليم بين محورين
-
... الشيخ حسن شحاته ... -دروس من رحم الأزمة- ...
-
متى تعتذر إيران ولماذا ؟!!
-
الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك .......... الجزء الراب
...
-
الوهابية تدق طبول الحرب الصهيونية المقدسة .. ضد الاسلام
-
حتى لا نحترف البكاء ....
-
شعب النهضة وسدها .... وقبقاب عم سعد
-
ماذا يعنى حبكم للصحابة ..... وبغضكم للبشر ؟!!
-
الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك..... الجزء الثالث عشر
...
-
الى فضيلة شيخ الأزهر - عفوا- ...الى متى تخون شيعة مصر ؟!!
-
الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك ...... الجزء الثانى عش
...
-
الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك ...... الجزء الثانى عش
...
-
-الاعدقاء- ومبادرة -وطن واحد-..
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|