أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد عقل - هل إنتهت مأساة العمال في فلسطين ؟؟؟















المزيد.....

هل إنتهت مأساة العمال في فلسطين ؟؟؟


جهاد عقل
(Jhad Akel)


الحوار المتمدن-العدد: 1196 - 2005 / 5 / 13 - 10:43
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


الفقر .. الإهانة والإستغلال!
" نحن نعاني يومياً من ممارسات الاحتلال ، سياسة العقاب الجماعي متواصلة ضدنا كعمال ، نعم تتم عملية تجويع منهجي ضدنا ... " هذا ما قاله لي أحد العمال الفلسطينين مطلع هذا الاسبوع على حاجز قلندية ، رام الله . وإندفع آخر قائلاً :" أعمل هنا على الحاجز كسائق أجير كي أرد الرمق لاولادي ، 15 ساعة عمل مقابل 30-40 شيكل ...(7-9دولار)" ولم يتوقف لا هو ولا غيره من العمال عن سرد آلامهم اليومية ... آلام البطالة والفقر والتنكيل . وما تمارسه قوات الاحتلال من عنف وارهاب يومي ضدهم . والادعاء لدى هذه القوات هو " المحافظة على الامن ".
" حضروا متسللين ..بزحفون على بطونهم وكأنهم يخوضون معركة عسكرية ... وصرخوا شاهرين السلاح علينا ..إرفعوا أيديكم وقمصانكم الى أعلى ... خفنا أن يطلقوا النار علينا ... نحن الذين نعمل في إحدى ورشات العمار ...باحثين عن مصدر دخل لاولادنا الجياع جراء سياسة الحصار التي يفرضونها علينا ..." بهذه الكلمات المؤثرة اندفع أحد العمال الذين تعرضوا لملاحقة قوات وحدة" حرس الحدود " الاسرائيلية ... المكلفة باعتقال العمال الفلسطينيين الذين يدخلون اسرائيل بدون تصاريح عمل بحثاً عن فرصة عمل ودخل ما لعائلاتهم ... تنهد وهو ينظر الى الافق البعيد وكأني به يبحث عن حل لطلاسم المرحلة التي يعيشها مع بقية أبناء الطبقة العاملة الفلسطينية الرازحة تحت نير الاحتلال الاسرائيلي ، وقال :" كبّلونا بالأغلال والسلاسل وكأننا مجرمين .. وألقوا بنا في السيارة العسكرية وأفواه بنادقهم موجهّه الى رؤوسنا ... ولا تسأل عن الشتائم البذيئة ... والرفس المتواصل لنا ... لم يتركوا عضواً من أعضاء حريمنا الا ووجهوا له الشتائم ... رمونا في مدخل مركز البوليس .. تجمهر عدد من الضباط والمسؤولين حولنا ... أمطرونا بالاسئلة برفقة الشتائم ... البعض منهم عرب من أبناء شعبنا ..لكنهم في التصرفات جنود احتلال اسرائيلي .. بل حثالة قوات الاحتلال ... بعد فحص ملفنا اتضح لهم أنها المرة الاولى التي ندخل فيها اسرائيل بدون تصريح عمل .. فقرروا اطلاق سراحنا ... نقلونا الى نقطة الحدود ...لاطلاق سراحنا .. لكنهم واصلوا الشتم والاهانة ..بل قام أحدهم وهو جندي عربي بتناول الهراوة وانهال علينا بالضرب المبرح ... وانطلقنا راكضين باتجاه منطقتنا للإفلات من عنف هراوته وقساوة شتائمه ...والخوف من قيامه بإطلاق النار علينا وبعدها الإدعاء باننا حاولنا الهرب كما فعلوا مع عمال آخرين ..." . صمت ...لم ينطق بكلمة واحدة بعدها ... غاص في عالمه الخاص .. عالم الإهانة الفظيع .. بعدها قال مجدداً :" هذه حالة واحدة من حالات كثيرة يمرها العمال يومياً ... هناك آلاف في السجون ..منهم المصاب جسدياً ومنهم من أصيب نفسياً .. والإصابة الاخيرة أشد خطراً ومن الصعب الشفاء منها ."




" أين المجتمع الدولي ؟؟"


هذا السؤال طرحة أحد العمال بصوت عال ... وأضاف :" لو حدث هذا التنكيل اليومي ضد عمال في دولة أخرى ، كنا سمعنا عندها الاحتجاج الدولي والامريكي خاصة ، لكنهم يصمتون ...على هذه الفظائع ..." . نعم إنهم يصمتون على هذه الممارسات القمعية المنافية لكافة التشريعات والمواثيق الدولية . بل هناك من يحاول وبصمت عربي ودولي أيضا (موافقة) التعتيم على هذا الجانب الظالم ... من خلال تركيز الاضواء الإعلامية على بعض الاحداث ، مثل الانتخابات ، و"الديمقراطية " للمجتمع الفلسطيني التي تتم في ظل حراب الاحتلال وقمعه هذا .
لذلك لا بد لنا أن نشير هنا الى الملاحظة التي صدرت عن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، الذي حذّر من أية محاولة تهدف الى الغاء الجلسة السنوية الخاصة للنظر في أوضاع العمال العرب تحت الاحتلال الاسرائيلي ، بل طالب برفع " مستواها على غرار لجنة الابرتهايد في جنوب أفريقيا سابقاً ..." . مع إلغاء الشروط التي فرضت لذلك ، التي تشكل :".. عقبة أمام عدالة القضية الفلسطينية وتهاون بحق العمال العرب تحت الإحتلال الإسرائيلي الذي يواصل التمييز واهدار كرامة المواطن العربي في الاراضي العربية المحتلة ..".

ظاهرة الاعتداء اليومي على العمال ، هي امر مناف للشريعة الدولية ، والمواثيق الصادرة عن الامم المتحدة ومنظمة العمل الدولية ايضاً. واعلان فيلادلفيا القائل :" ان لجميع البشر بغض النظر عن فوارق الجنس او العقيدة او النوع الحق في متابعة السعي وراء رفاهيتهم المادية وتقدمهم الروحي في ظل ظروف قوامها الحرية والكرامة والاستقرار الاقتصادي وتكافؤ الفرص ." ممارسات الاحتلال الاسرائيلي ضد العمال الفلسطينيين منافية لما جاء في هذا الاعلان الدولي ، حيث تعرض هؤلاء العمال الى القمع اليومي ، الحصار والتجويع ، منع حوالي 23% من اجمالي القوى العاملة الفلسطينية من العمل داخل اسرائبل منذ اندلاع انتفاضة الاقصى في ايلول العام 2000 .بالاضافة الى تعرض آخرين الى عمليات الاعتداء والاعتقال وفقاً لتقديرات رسمية يعتمدها الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين والهيئات العربية والدولية تصل قيمة خسائر العمالة الفلسطينية في اسرائيل مبلغ يزيد عن 3 مليار دولار منذ تشرين اول 2000وحتى نهاية 2004 . حتى العمال الذين يعملون في مصانع وورشات محلية لم يتمكنوا من الوصول الى أماكن عملهم بسبب فرض الحصار ومنع التجول وفرض الحواجز العسكرية وتقطيع اواصر الاتصال للاراضي الفلسطينية المحتلة ، مما أدى الى منع العمال من الوصول الى اماكن عملهم وبالمقابل تحطيم الصناعة والورشات الفلسطينية ، بل تحطيم الاقتصاد الفلسطيني . هذا الوضع ادى الى خسائر في الدخل والانتاج المحليين للفترة نفسها مبلغ يصل حوالي 10 مليار دولار . كل ذلك والمجتمع الدولي صامت .

في ظل هذه الاوضاع ، بل هذا القهر اليومي اصبحت ظاهرة العمال الفقراء في فلسطين ، من سمات المرحلة الراهنة ، كما لاحظنا ذلك في الاقوال التي صدرت عن بعض العمال في صدر هذا المقال ، وارتفعت نسبة العمال المستخدمين بأجر الذين أجورهم أقل من خط الفقر من 43.5% في الربع الثالث 2000 الى 56.2% في الربع الثاني 2004 بمعدل ارتفاع 29.2% . اضافة الى الارتفاع المستمر في نسبة البطالة التي تصل الى حوالي 40% وفقاً للإحصاء الرسمي الفلسطيني لكنها اعلى من ذلك بكثير وفقاً لما يجري فعلياً على أرض الواقع .هذا التدهور الفظيع في مستوى دخل العمال له تاثير كبير وسيء على مستوى حياة واوضاع الأٌَُسر الفلسطينية ، بل والاطفال ايضاً مما سيكون له ابعاد خطيرة على مستقبل المجتمع الفلسطيني عامة .


المأساة مستمرة !
في ظل هذه الاوضاع القاسية ، وممارسات القمع الاحتلالي ، تتواصل مأساة ابناء الطبقة العاملة الفلسطينية ، هذه الطبقة التي تدفع الثمن الباهظ في معركة التحرر والاستقلال الفلسطيني ، سياسة الاحتلال ’تنظم عمليات تدمير منهجي للمجتمع الفلسطيني ، لإقتصاده لنسيجه الاجتماعي ، للصناعة ، للتجارة، للزراعة ، للسياحة لكافة القطاعات الانتاجية والتشغيلية للتعليم للأسرة الفلسطينية .وتضرب مستقبل تطوير الثروة الإنسانية وملائمة مهاراتها مع متطلبات سوق العمل الحديث . لذلك علينا بذل جلّ جهدنا جميعاً من أجل وقف هذه المأساة وتغيير هذا الواقع ...من أجل أن تشرق شمس الحرية والاستقلال ووقف هذا الاستغلال للطبقة العاملة الفلسطينية وكسر الطوق عنها .




#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمال فلسطين يحيون الاول من أيار
- بمناسبة اليوم العالمي للصحة والسلامة في العمل .2,2مليون عامل ...
- مهمات الطبقة العاملة في ظل العولمة الغير سعيدة - يا عمال الع ...
- يا أمريكا بّرة ..برّة الأرض العربية حُرة-
- يا عمال العالم إتحدوا-2- إنتصار عمال فندق -بلازا- في نيويورك
- يا عمال العالم إتحدوا - حملة عالمية ضد الفقر
- عيون ساهرة
- إنتفاضة الطلاب
- -الرأسمالية الخنزيرية -
- حملة تضامن دولية مع نقابات وعمال نيبال
- من أخبار الحركة النقابية
- لا للأستغلال والعبودية للعمال
- سياسة التصفية والقتل
- وقف نزيف العمال العرب
- حوادث العمل مأساة للعمال وعائلاتهم
- هل ولادة العرب كارثة للحكومة الاسرائيلية؟
- الفاشية على الأبواب...فهل من يستعد لمواجهتها ؟؟؟
- 610
- لماذا إمتعض رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر؟
- المؤتمر الحادي عشر للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب -تحدي ...


المزيد.....




- حصيلة بقتلى العاملين في المجال الإنساني خلال 2024
- 4th World Working Youth Congress
- وزارة المالية العراقية تُعلن.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر ...
- بيسكوف: روسيا بحاجة للعمالة الأجنبية وترحب بالمهاجرين
- النسخة الألكترونية من العدد 1824 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- تاريخ صرف رواتب المتقاعدين في العراق لشهر ديسمبر 2024 .. ما ...
- وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر ...
- يوم دراسي لفريق الاتحاد المغربي للشغل حول: تجارة القرب الإكر ...
- وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر ...
- الهيئة العليا للتعداد العام للسكان تقرر تمديد ساعات العمل لل ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد عقل - هل إنتهت مأساة العمال في فلسطين ؟؟؟