رساله الى الجمود الفكري باللغة اليابانية.1-1

اثير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4179 - 2013 / 8 / 9 - 00:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

رســـــــــــاله الى الجمود الفكري
باللغة اليابانية.1-1

اثـــــــــير حـــــــــداد
المقدمـــــــــــه
صدمتني الكارثه السابقه في اليابان، فعدد القتلى قد يتجاوز العشرة الاف قتيل بكثير، من علماء وباحثين واناس عاديين، رجال ونساء واطفال وشيوخ. اما الخسائر الاقتصادية فقد تصل الى الاف المليارات من الدولارات.
وحالما يتلقف سمعي تلك الاخبار، تستعيد ذاكرتي صورتي هيروشيما وناكازاكي بعيد الحرب العالمية الثانية، وما لحق باليابان من دمار الانتقام ودمار الصراع الدولي لاظهار القوه والمقدره، الذي كانت اليابان موقع اظهاره على الصيد العالمي، فكانت اليابان مربع "كش" ملك في رقعة الشطرنج العالمية.
الا ان تلك الصورة تتلاشى مع الصورة البهية لذلك الوطن، ارض الشمس، متجليا في ان ابناءه، يطلق عليهم قانونا مواطنين، لم يقوموا بنهب ثروته بعد ان هزهم توسونامي-الاخير والاسوء منذ مائة سنه. ولم يظهر الاعلام الرسمي الدعوة لابناء الوطن بضرورة حماية الاموال العامة والخاصة فذلك امر يعيه جيدا الياباني ولا فرق لديه بين المال العام والخاص فكل المال هو ياباني، والثروة اليابانيه تراكمت بجهود ابناء هذا الوطن. ولم يُظهر الاعلام يابانيا او يابانيه تندب حضها لفقدان عزيز عليها او خسارتها لاموالها. بل اظهر تضامنا اجتماعيا يؤدي فيه الياباني دوره كانسان ومواطن، يؤدى فيه دوره دون فوضى ولا شعارات براقه، ودون شعارات بالجنة الموعودة. في بلد ينتحر فيه المرتشي، ويستقيل السياسي والاداري الفاشل فاسحا المجال امام المواطن الاخر الياباني ايضا، دون سؤال عن انتماءه العشائري او الدينى او الطائفي او القومي، فالثروة في الانسان ومعرفته، في الانسان المتعلم الواعي، في المواطن الياباني القادر على البناء والتنميه، دون تميز بين انثى وذكر.
صدمتني هذه اللوحة، بعد ان ابهرتني، فارغمتني على ان احاول فهم هذا المجتمع، كما دعتني ان اكتب عنها فيما اعتقده مفاصل نجاح التجربة اليابانية.
اليابان: استعراض مكثف
تتكون اليابان من اكثر من 3000، نعم، ثلاثة الاف جزيره. واليابان بالغه اليابانيه تعنى ارض الشروق او ارض الشمس. فيها خليط من البشر من السكان الاصليين ومن الصين ومن كوريا والفلبين و....اخرى.
وقبل الحرب العالميه الثانيه كان الحكم ملكي-امبراطوري مطلق، ومجموعة من النبلاء كل منهم يحكم منطقة معينة ورثها من اجداده. وتعتبر فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية نقطة التحول او الصعود باليابان نحو مطاف الدول المتقدمة، متجاوزا العديد من الدول التى كانت امامه ليصل الى متحديها الاكبر الولايات المتحده الامريكيه، المتفوقة عليه بالمساحات الشاسعه وعدد سكان يصل الى ضعف عدد سكان اليابان وموارد طبيعيه متنوعه قد تصل الى درجة الشمول. والصين الشاسعة المساحه والسكان والتراث والمجاورة لليابان.
بعد الحرب العالمية الثانية وخروج الحلفاء منتصرين وخسارة اليابان للحرب، وضع لليابان دستور من قبل الولايات المتحده حول اليابان من ملكيه الى ديموقراطيه برلمانيه. وساوى بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات. ونص الدستور الياباني في الفقره 20 منه عن علاقة الدين بالدوله" حرية الدين مضمونه للجميع. لا يجب ان تحصل اي منظمة دينية على اي دعم مالي من الحكومة، او ان تقوم باي نشاط سياسي". كما كفل الدستور الحريات الشخصية والمعتقد والاعلام.
يبلغ عدد سكان اليابان 168 مليون يابانيه وياباني. وقدمت مراكز بحثيه دراسات عن الديانات اظهرت النتائج التاليه:
1- 160 مليون شنتو. ديانه لا يعرف لها مؤسس وليس لها تعاليم واضحه.
2- 96 مليون بوذي
3- 2 مليون مسيحي
4- واحد مليون اخرى
ومن جمع هذه الارقام نجد انها ضعف عدد سكان اليابان. وهناك اسباب لهذا التباين في الارقام:
1- لا تصدر الحكومه في الوثائق الشخصيه( هويه الاحوال المدنيه مثلا) اية معلومات عن حقل الديانه.
2- اعتمدت المراكز البحثية المشار اليها اعلاه كمصدر للحصول على بياناتها على عدد المترددين على المعابد وعدد المشاركين في الاحتفالات مثل اعياد الميلاد وراس السنه، واعياد السنه البوذيه......
3- تظهر المقارنه بين العدد الفعلي للسكان في اليابان ومجموع الديانات ان الياباني واليابانيه لا يمتلك تعصبا نحو دين معين، فهو قد يشترك في مراسيم دينيه معينه في مناسبة ما مع ديانة معينه، ويشارك نفس الياباني في مراسيم دينية اخرى مع ديانة اخرى.
4- لا يميل اليابانيين الى تحديد دين معين لهم يلتزمون به طوال حياتهم. فهم اقرب الى الاادريين او الادينين.
ان هذا المكون الحاضر لليابان ولد نتيجة لتميز عنصرين اساسيين يمكن تسميتهم بالتميز الياباني، ويمكن تحديدهما بـ التعليم والاقتصاد.

[email protected]
يتبــــــــــــــــع

#اثير_حداد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات