أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - كفاية. . .يافيصل القاسم. . .حرام




كفاية. . .يافيصل القاسم. . .حرام


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1196 - 2005 / 5 / 13 - 08:54
المحور: الصحافة والاعلام
    


حفلت اللغة العربية بالكثير من من علم البيان والمؤثرات الصوتية غايتها إقناع المتلقي بكل مايقال,وإضفاء سحر خاص على جو ومناسبة الكلام.وهذا بالطبع سلاح ذو حدين ,وشكل ذو وجهين يمكن أن تستعمل بالخير والشر ,والجمال ونقيضه. فهناك مثلا الاستعارة المكنية والتصريحية والتمثيلية ,والتورية التي لاتحتاج لشرح,والتشبيه البليغ والفردي والصريح ,والكناية ,وهي أن تلف وتدور حول الشيء ولكن يحرم عليك أن تسميه باسمه الصريح .وتحتوي اللغة العربية على كثير من المحسنات البديعية التي غايتها القصوى هي المجاملة والمواربة وتبويس اللحى والشوارب ,وإخفاء العيوب والنواقص والشوائب.وتستعمل الكثير من هذه المهارات والبلاغات والشطارات هذه الأيام في الإعلام والصحافة والنشرات الإليكترونية حتى يخيل للمرء أن هناك شيئا خطيرا يجري تمريره ولا يراد لأحد أن يعلم به,أو يفهم مايجري على الساحةمن تطورات.وحين تسأل أحدهم عن سعر الخيار والفجل سرعان مايربط ذلك ببورصة ناسداك وطوكيو,والإمبريالية ,والعملاء ,ولا ينته إلا بعد أن يفتك بك ويكاد يقتلك الجوع ,وتصبح الفجلة سلعة استراتيجية هامة يتوجب دفع رسم انفاق استهلاكي عليها,وتلعن أبو الفجل والخيار و"ساعتو",منوها –هو بالطبع- في نفس الوقت أن سبب ذلك كله ,وازدهار زراعة الخيار هو كرامات وبركات ورعاية السادة الأخيار.

ومناسبة هذه المقدمة الطويلة هوالمقال الرائع للصديق العزيز الدكتور فيصل القاسم الإعلامي اللامع المرموق, بلبل الجزيرة الصدوح, الذي زلزلت حلقاته العروش ,وتأهبت لنزاله الجيوش ,وتفتقت لغمزاته ,وللمزاته "الماكرة" الجروح والقروح , واهتزت البروج,واستنفرت "الأجهزة" والدروع.وكان عنوان المقال لافتا ومثيرا ,كعادة "أبي أصيل" ,وهو:الانطفاش الإعلاماواتي الحنكليشي,الذي لايمكنك أن تعرف معناه ,ومهما أوتيت من تبحر بعلوم الكلام ,وفصاحة الجهابذة الأفذاذ.وربما سقط سهوا عن الصديق اسم الشنكليشي.وهي مادة مستخرجة من اللبن الرائب التالف ,والقريشة المعفنة وذات الرائحة النفاذة القوية,وهي معروفة تماما للأحبة في الشام ,ولكنها بنفس الوقت لذيذة الطعم ,وخاصة مع فحل بصل بلدي من انتاج السلمية ,مع قليل من زيت الزيتون.وللعلم فقد أصبحت مادة غذائية رئيسة عند عموم المواطنين "الشنكليشاتيين " بعد أن "ملوا " وشبعوا ,وتقرحت أمعاؤهم من القريديس ,والسلطان ابراهيم ,والكافيار "الروسي" الفاخر لاحقا ,والسوفيتي سابقا ,نظرا لما تسببه من ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم ,وحاشا على المواطنين"الكرام"الإصابة بأي من هذه الأمراض.وللحقيقة لم أفهم أولا شيئا من هذا المقال ,وكدت أنعت صديقي فيصل بنفس الصفات التي يأخذها على أولئك "البلبقائيين"و"الانكحاشيين". وتضمن المقال كثيرا من الكلمات والمفردات والمصطلحات التي لاتعني شيئا على الإطلاق من مثل المنطاشاتية, المنسيفيحاتي والمرطنوشة والبربرطورية الشحارية.تماما مثل الكلام الذي يطلقه الفونولوجيون الكبار وعلى عواهنه لإدراكهم التام أن أحدا ما لن يستمع لما يقولونه ,ولذلك لا ضير ,ولا وجل من إطلاق أي كلام.وكان يشير في مقاله إلى تلك "الفقيسات" الإعلامية,والطفرات العبقرية النادرة التي فرختها حقب التعتيم والإغلاق والحصار,والتي كان مجرد الإشارة للخطأ , وتبيان مكامن الخلل فيها يعني الخروج من الملة الثورية,والطرد من الحزب القائد الجماهيري,وإقامة الحد النضالي التكفيري على مرتكبيها الأشرار الذين لاوازع ولا ضمير ثوري,ولا وجدان اشتراكي لديهم,واعتبارهم رسميا خوارج وملاحدة كفار بالأشراف الأبرار.

وللحقيقة في كل يوم تطالعك وسائل الإعلام بكثير مما يكتب ويقال, حتى تظن أنه أحد فروع اللغة السنسكريتية,أو الهيروغليفية ,والمسمارية التي تحمل الكثير من الطلاسم التي تتابعها وأنت مشدوها ,ومذهولا وفاغرالفاه ,والمسكينة رفيقة دربك تجلس بجوارك تتابع هذا السيرك ,وهذا المخاض العسير,وحين تسأل المنكوبة بك وبتخرصاتك واهتماماتك البلهاء , هل فهمت شيئا من هذا الهراء؟تتذرع أدبا وخجلا بالنعاس والرغبة بالذهاب للفراش ووتتحجج تهربا "بدوشة العيال" يارجال,وتعتقد نفسك انك أصبت بنوبة من السكروالدوخان ,رغم أنك لاتسكر,ولا تعاقر الخمر والمنكرات المحرمات والعياذ بالله, وكنت دائما من الأنصار المتحمسين لامبراطورية الملا عمر والطالبان.لابل إنك تندب حظك لأن الله لم يخصك بقليل من الفهم والحصافة والتبصر والذكاء مثل "الشباب" الفطاحل الأبرار. وللحقيقة يعمد بعض الموسوعاتيين العظام, للتدليل على سعة علمه ومعرفته ,واطلاعه الواسع على خبايا,وبواطن العلوم والمعارف على حشر مفردات ومصطلحات توحي للمرء –المتلقي- بأنه جاهل أمي ,ومتخرج من إحدى جامعات الصداقة للشعوب المنكوبة بالفونولوجيين الكبار من أمثال هؤلاء.ويأسف المرء ويتحسر على الوقت ,والجهد ,والعرق ,وربما المال المهدور على هكذا إسفاف وبيان, يحمل فكرة قد لاتصل طول عمرها للمتلقي ,في عصر السرعة ,والكلمة والعبارة الخاطفة"الساوند بايت"التي أشار إليها الصديق فيصل وأهميتها في الإعلام.فحين سئل شيخ الأدباء الإنجليز وفيلسوفهم الساخر جورج برنارد شو عن أعظم الأدب ,أجاب:أبسطه.وهكذا كانت اللغة والكلمة على الدوام وسيلة من وسائل التواصلcommunication ومد الجسور بين الناس,لا إلقاء الأحاجي والخرابيط والسير في الدهاليز والممرات التي تضيع العقل ,وتذهب الحكمة من الرأس.والطامة العظمى أن البعض يعتقد أنه يحتكر العلم والمعرفة وعلوم الحياة,وما على الجميع سوى التمترس والتأهب دوما لسماعه وهو يطلق حممه الصماء.

وقد أصاب الدكتور فيصل كبد الحقيقة ,برغم اللغة التهكمية القصوى,والنبرة النقدية اللاذعة والمرة ,في جانب هام مما يعانيه الإعلام اليوم بمختلف فروعه المسموع,والمقروء,والإليكتروني من آفات وأوبئة وأمراض.فقد خاض الإعلام الطوباوي-وأرجو أن تفهموا هذه الكلمة أيضا ,وهي ليست من عند فيصل القاسم ,ولكن يستخدمها "الشباب"كثيرا في تصريحاتهم للصحافة والأعلام ,وأرجو أيضا ألا تسألوني عن معناها لأني لا أعرفه- معارك دونكيشوتية كبرى "وهذه أيضا إحدى النهفات", وعلى أكثرمن صعيد ,خرج فيها في النهاية خاسرا ملوما مدحورا,وفاقد المصداقية بحيث هجره معظم أبنائه .والمأساة اليوم أن أحدا ما لا يستمع له ,لا يستطيع إرسال رسالة صباح الخير للمتلقي الذي أعرض عنه تماما,وأصبحت حتى لازمة السلام عليكم يقابلها المواطن بمزيد من الريبة والشك والاستغراب,كون أحد ما لم يلق عليه السلام في أي صباح, هكذا لله بالله.

لقد عمل الإعلام كمرشد ودليل وبوصلة للكثير من الدول والحكومات خلال مسيرتها الإنسانية ,وفي منع استشراء سرطان الفساد وكشف المنحوفين والمتورطين والشذاذ, وكان سلاحا بيدها تستشعر من خلاله مدى نجاحها وفشلها وتحقيقها للخطط الموضوعة,لا المواربة والتستر على الأخطاء ,والتدليس والتهرب من الشفافية والجواب البصريح ,وإخفاء الأسرار والأرقام والإحصاءات الحقيقية عن واقع الحال,وفي النهاية يتنطح بعض لتفسير تلك الظواهر التي أصبحت من ألغاز الزمان وعصية على الفهم والتفسير والبيان ,ولذا يصبح المسكين نفسه عاجزا أيضاعن الشرح والإيضاح .
الفونولوجيا هي علم الأصوات,والفونولوجي هو الممارس لهذه الظاهرة ,والذي يصدر "مختلف" الأصوات.

وأنت ياصديقي فيصل كفاية ...والله حرام عليك هـ"الشباب".



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا. . . نظـرة من الداخـل
- سفــراء فوق العــادة
- حكــي إنتـرنت
- كم من العرفاء سيصبح لدينا؟
- أهم الأسباب في لبس البراقع واللثام
- ياليتهم علمانيـون
- متى تكسر جميع الخوابي والجرار؟
- فيـلم عربي طويـل
- محاكمـة البعـــث
- من يجرؤ على محاكمة أكثم نعيسة؟
- عِشْ ودعْ الآخـرين يمـوتون
- ثقافـة التسـامح
- في زيارة خاصة لأكثم نعيسة
- ما ليس عرضـيًا
- العجـوزالشمطـاء
- أمـن الأمريــكان
- على من تقرأ مزاميرك ياشالوم؟
- صبـرًا آل دليـلــة
- تكريساَ لمبدأ المواطنـة
- المرحـلة التاريخيـة


المزيد.....






- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - كفاية. . .يافيصل القاسم. . .حرام