أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسعد الامارة - اضواء على فيدرالية الجنوب في العراق الجديد!!















المزيد.....

اضواء على فيدرالية الجنوب في العراق الجديد!!


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1196 - 2005 / 5 / 13 - 08:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا اعتقد ان من يبحث عن المساواة والحرية والعدل سيجد الطريق سهلا ويسيرا امامه ويجد الاذن الصاغية لدى البعض من الذين تعودوا ان يفرضوا اراءهم وقوانينهم بالدبلوماسية تارة وبالقوة والتسلط تارة اخرى ، وبنفس التساؤل نقول ان فاقد الشئ لا يعطيه فمن يتمسك بالسلطة يعتقد انه الاوحد والاصلح لهذا الحكم مهما طالت مدة حكمه او قصرت وكأن ما يراه هو ، هو الاصلح وان ما يطرحه الاخرين يأتي دوره ولو بعد سنوات ، فالاخوة الاكراد في شمال العراق طالبوا بحقوقهم المشروعة التي يتفق معها كل من عاش وترعرع في العراق واحس بنبض الحرية عقب سنوات القهر والدكتاتورية ومصادرة الرأي وتشريد اصحاب المعتقد الصادق والمعتدل ،نحن نتفق في العراق الجديد مع كل جهد يحافظ على هوية العراق وخصوصيته في الاختلاف وفي الاتفاق ،ولا نتفق مع من يريد ان يجزأ العراق لا من حيث الجغرافية فحسب ،بل من حيث التاريخ والاجتماع والنفوس ،وهذا ما فعله وحاول ان يغرس بذوره في الوطن الواحد النظام الدكتاتوري المقبور في عراق الامس،فقد خلق الغصة في النفوس وقسم الشعب العراقي الى مذاهب واديان وانتماءات عرقية حتى خلط الحابل بالنابل ومسخ الهوية العراقية المميزة عبر الازمان ، خلق الغصة في نفوس شعب شمال العراق ،وخلق الآهات في نفوس جنوب العراق ،وخلق المحنة في شعب شرق العراق بين هوية الانتماء للوطن عبر التاريخ والتشكيك فيها وبين سياسة التعنصر القومي لدى حكومة البعث المقبور وخصوصا ابان حكم الطاغية الارعن (صدام)،خلق ضياع الهوية وعدم الاعتراف في المدن الدينية مثل كربلاء والنجف وسامراء حتى انه اراد ان يسبغ على اهل هذه المدن بتبعات لا مثيل لها ، تارة يصفها بالانحدارات المختلفة من التاريخ وتارة اخرى يصفها بالطائفية وشمل هذا التقسيم حتى داخل بغداد .. قلب العراق منذ الزمن الذهبي للدولة العباسية ، فقسمها بين رصافة المراقد الدينية المقدسة ومدافن الصالحين فيها ، وتاريخها العريق ، الى كرخ الامتدادات نحو الصحراء ، ففي بغداد عاصمة العراق المركزية واكبر فدرالية ستنشأ لتشمل الدين والسياسة والتاريخ والجغرافية والتنوع في التجارة والمراكز الدينية والتحضر مستقبلا حتى لتصبح باجنحة العراق الاخرى في فيدرالية شمال العراق وفدرالية جنوبه وفدرالية المدن الدينية "كربلاء والنجف"وفدرالية شرق العراق وفدرالية غرب العراق باصالته وقيمه ، اعظم ديمقراطية في العالم الجديد واول تنظيم ضم الاعراق والانساب والملل والطوائف والاديان والمذاهب والقوميات المختلفة في طيف جديد يقوم على الترابط الوطني.
في فدرالية الجنوب التي تضم محافظات البصرة والناصرية والعمارة ،لديها ولدينا نحن شعب العراق ما يدل على ان الوعي القومي قد ادُرك منذ قرون بعيدة ،وان الوعي الثقافي الفكري الاممي تجسد بنشوء اول بوادر الفكر اليساري في بدايات القرن الماضي في ناصرية الادباء والمثقفين ومبدعو الفن والغناء الريفي والحديث ، وبالجنوب من الوعي الفائق عبر التاريخ في معرفة العلم والادب والفكر واللغة بما لا يدانيه من الشك اية ريبة حتى كانت الاهوار في العمارة والصحراء في الناصرية ونخيل البصرة مرتعا خصباً لاقدم حضارة عرفتها الانسانية ، لا نقولها مبالغة او تبجحا ، وانما نقولها بالتدوين الموثق عبر صفحات التاريخ الناصعة والمظلمة،اليست اور هي مهد اقدم الحضارات ، اليست الاهوار في العمارة مرتع حرية الطيور قبل البشر في هجرتها السنوية المنتظمة عبر الازمان والعهود من شمال الكرة الارضية الى الجنوب الامن لديها ، اليس الجنوب سلة الغذاء الدائم زمن الخير والرفاهية والانتعاش الاقتصادي وزمن القحط (الصدامي) وما جاء به من افكار تليق به وباهله فقط ولا تليق بتاريخ العراق الذي اراد له ان يصبح مثل صحراء العوجة اعوجا في الرؤية والتفكير والعوز والقحط على مر العصور والازمان ، ولم يكن كما كان يبتغي الدكتاتور المهزوم ، اليست البصرة مهبط وعي الشعراء ورجال الفكر وعظماء التاريخ ، وتشهد اقدم مقابرها التي ضمت رفاة الحسن البصري وغيره من رواد الفكر القديم والوسيط والحديث ، اليست هي ملتقى النهرين واهلها عطشى ، وبها من النخيل تجاوز عدد اصابع اليدين والقدمين من الملايين واهلها جياع.. انها الحقيقة التي يدين بها القاصي والداني ،الا ساسة العراق عبر التاريخ القديم والحديث.
اليوم ونحن نؤمن بفدرالية جديدة تولد من رحم العراق الجديد في جنوبه ، انما هو اعتراف بالقادم الذي سيحمل نظاماً ديمقراطياً لا مثيل له في عالم اليوم ،عالم سوف يضم الكل في واحد حتى ليغدو في التنوع وكأنه الاجزاء كالكل لا توابع للمركزية ، تلك هي الفدراليات التي تملئ الحياة بالحيوية وفيها من الانفاس والرونق الذي يميزها عن الانظمة الاخرى التقليدية في السيطرة والسطوة والانقياد الاعمى كنظام الولايات العثمانية البالية ولكن تحت مسميات حديثة ، ويظل الآمر الناهي هو الخليفة حتى وان اصبح اسمه رئيس الجمهورية ، هذه الفدراليات الجديدة يديرها ابناؤها ويستثمر اموالها ابناءها وتشارك الدولة ببعض يسير من ادارتها الخارجية وجيشها ، علينا اذن ان نتجمل بكثير من الشجاعة،بل علينا ان نفتح اعيننا جيداً بان فدرالية الجنوب هي اولى بوادر الالتحام الحقيقي للطاقات البشرية الوطنية والاقتصادية والسياسية مع سلطة العراق الجديد الخالي من المركزية وفيروس الدكتاتورية،ولكي يتفق معنا الاخرين علينا ان لا نصدر في ما نقرر الا عن الحقيقة وحدها،هذه الحقيقة التي غابت عن اذهان اهل العراق جميعهم وهي ان جنوب العراق ، رئة العراق ومنبع خيره ومصادر رخاءه في الثروة الاقتصادية والمياه والاهوار والتاريخ والجغرافية ،ظل طاقة معطلة مسلوباً عبر التاريخ والازمان، انه البقرة الحلوب ولكن بلا ادنى رعاية او اهتمام بالطاقة البشرية والتراث والاقتصاد والامتدادات نحو الجزيرة العربية جنوباً ونحو اسيا شرقاً حتى غدا مستنكراً مستهجناً من ساسة العراق في السلطة المركزية لما يطالب به ابناءه ولو بجرة ماء حلو خالي من الجراثيم ،يصلح للبناء ويتجرعه اهل الجنوب وبامكانهم شربه مهما كانت النتائج ، وكم كانت الدهشة عظيمة حينما يطرح اهل الجنوب ابسط احتياجاتهم على قادة العراق في العصور الغابرة والحديثة وهم عطشى ،جوعى ،لم يجدوا التأهيل اللائق بهم في العلم والدراسة والادارة والوظائف التي احتكرت على نفر ربما ولدوا وهم يأكلون بمعالق من ذهب وبسطت لهم كل مستلزمات الحياة وربما اكثر من متطلباتهم ،كأن ابن الجنوب تائهاً في العاصمة ، لا يجد غير ان يعمل اجير في امانة العاصمة او في احقر المهن، او فراشا في اصغر مؤسسة ، يجب ان تمحى هذه الصورة من ذاكرة العراق ويتساوى مثقف الجنوب مع اقرانه من ابناء العراق في الحقوق والواجبات وفي الوظائف والمهام الخارجية وادارة الدولة المركزية بحسب الاستحقاق وربما الاكثر من الاخرين ، اذا اخذنا بنظر الاعتبار الحيف الذي تعرض له ابن الجنوب خلال عهود الانظمة السابقة وخلال الحروب مع ايران والكويت وحروب البدوي المتخلف الدكتاتور السابق وهزائمه الدائمة . فليرى معنا كل من ينصف الشعب العراقي لماذا اهمل الجنوب على مدى العهود ؟ الجنوب الذي كلما غار في التاريخ عمقاً ،تألم شعبه اكثر،وكلما تعلم ابناءه اكثر،عانوا من اشكال التفرقة والعزلة من سلطة بغداد المركزية وكأن هناك خطوط حمراء وضعت ضد اهل الجنوب لا يمكن تجاوزها الا بموافقة الفرعون القابع في بغداد .. لأجل كل تلك العوامل ولدت الفدرالية لتصبح حقيقة في العراق الجديد،وازاء ذلك فأننا نقرر ويقرر معنا العقلاء،ان ولادة الفدرالية في الجنوب قد يكون رد فعل لرغبة عنيفة في تقوية عراق ديمقراطي خالي من المركزية والتعصب الاداري ونبذ الدكتاتورية وتسلطها،وبناء نظام ديمقراطي يعم العراق الجديد بفدرالياته الجديدة التي تمنحه احترام العالم المتحضر،ففدرالية الجنوب هي المفتاح الحقيقي لتغيير كل هيكلية العراق ادارياً ووظيفياً ودولياً سمعة ونظاماً.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسقاط المشاعر..هل يعيد الاتزان ام يكشفها؟
- الشخصية الانطوائية
- العقدة النفسية.. حقيقة ام وهم
- الالتزام الديني ..بين الطاعة والطاعة العمياء
- الدافعية واستجابة الانجاز
- !!نحن .. بين السواء والسواء النسبي
- الشخصية ..ما هي؟
- الطبقة العاملة وهوية المجتمع الانساني
- الدين ..عامل حسم ام صراع في النفس!!
- العنف ...سرطان الحضارة المعاصرة
- السلوك غير الاجتماعي لدى الاطفال
- الشخصية الاعتمادية Dependent Personlity
- التدين الجديد..التدين الوسواسي
- العلاقة الزوجية ..اللذة وعبث الخلاص
- الشخصية الهستيرية
- الشخصية الانبساطية
- الدماغ وسيكولوجية الادراك والتفكير
- الاطفال والتشتت الذهني
- الشخصية الناقصة -الضئيلة-
- خطوات نحو التوافق النفسي


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسعد الامارة - اضواء على فيدرالية الجنوب في العراق الجديد!!