أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عقبة بن سعد - المنتهكون لحرمة شهر رمضان, المشكلة ليست في الفاعلين بل في المنظرين.














المزيد.....

المنتهكون لحرمة شهر رمضان, المشكلة ليست في الفاعلين بل في المنظرين.


عقبة بن سعد

الحوار المتمدن-العدد: 4178 - 2013 / 8 / 8 - 15:47
المحور: المجتمع المدني
    


ضمت البشرية أعراق كثيرة و أمم متعددة و تفرعت هذه الأخيرة إلى شعوب كثيرة, لكن النواة الأكثر لا تناهيتا في الصغر هو الفرد البشري أو الإنسان, هذا الكائن الذي لم يعش في يوم من الأيام بمعزل عما هو محيط به, فهو يؤثر و يتأثر, و يتجلى هذا في أمثلة عديدة حيث يحضرني مثال يتعلق بحدث أسال الكثير من الحبر و نحن في الأيام الأخيرة من شهر رمضان سنة 1434 هجرية, الموافقة لسنة 2013 ميلادية.

هذا الحدث المتمثل في مجموعة من سكان القبائل الذين أقدموا على تناول بعض من الماء و المشروبات و الخمر و الطعام, وكان ذلك في يوم 25 من شهر رمضان سنة 1434 هجرية, في وضح النهار و بالضبط في ساحة الزيتونة في مدينة تيزي وزو الجزائرية, كما أنه و على ما يبدوا أنهم في الأغلب من فئة الشباب ذوي الاديولوجيات المنادية بحرية المعتقد.
نتج عن هذا الفعل ردات فعل كثيرة من طرف المجتمع الجزائري, حيث كانت صفحات الانترنت أكثر تفاعلا, البعض يؤيد هذا الفعل و البعض يكتفي بالدعاء بالهداية لهؤلاء, في حين أجمع الكثيرون على الاستنكار و دعوا إلى إفطار جماعي في نفس المكان تعبيرا عن الانتماء الإسلامي لمنطقة القبائل وحدث هذا في اليوم الموالي بعد أداء صلاة المغرب و في جو إيماني مهيب.

لا شك أن هذا الفعل و المتمثل في انتهاك حرمة رمضان لا يمت بأية صلة للحريات لأن هذه الأخيرة تبطل عند بداية حرية الآخرين.
لا شك أن هذا الفعل أصحابه لا يمثلون عموم منطقة القبائل لأنها بلاد مسلمة.
لا شك أن هؤلاء يشوهون و يسيئون لأهل المنطقة و الجزائر عامتا لأنهم أصلا منبوذون و مرفوضون ولا يشكلون إلا أقلية.
و آخرا لا شك أن الناس الذين ساهموا في رفض هذا الفعل هم مشكورون.
لكن هل قام المجتمع الجزائري بتشخيص جاد لهذه الظاهرة !!؟ هل كلفت النخبة الجزائرية نفسها عناء البحث عن أسباب هذه الظاهرة!!؟ هل قرأنا في صفحات الجرائد دراسة ولو مختصرة لهذه الظاهرة يختمها هذا الصحفي أو ذاك بحلول و لو على سبيل الرأي!!؟
إذن ماذا فعلت النخبة الجزائرية يا ترى؟ إكتفت بالمدح و الثناء على سكان المنطقة الذين غسلوا و مسحوا وجوهنا حينما ردوا على هذا الفعل بطريقة حضارية, إكتفت بمقالات صحفية تمدح أهل المنطقة و كأن هذا كل ما في الأمر!!, السؤال المطروح متى كانت ردات الفعل طريقة مثلى في معالجة المشاكل (و إن كانت هذه الردات نبيلة و شريفة)!!؟ إلى متى نواجه الظواهر الغريبة بالارتجالية!!؟

الحقيقة أن هذه القضية ليست قضية منطقة تنصرت ولا قضية عيب و عار ألحق بهذه المنطقة, القضية هي اكبر و أوسع, لأن هؤلاء المنتهكين لحرمة رمضان لهم فكر يتبعونه و لهم رموز فكرية يقتدون بها, هذه الظاهرة ما هي إلا نتيجة لأسباب كثيرة, أسباب لها بعد تاريخي و بعد سياسي و بعد ديني , تتعلق بتوجه فكري قادته نخب كثيرة من منطقة القبائل, هذه النخب تشبعت بكره الأمة العربية لأن هذه الأمة هي التي أضاعت لهم فرصة الانفراد بالسلطة و جعلتها في يد من هو مسلم مطيع لله عز و جل, و ذلك منذ القرن الأول الهجري, وما كان أبناء الكاهنة و طارق بن زياد إلا أمثلة على ذلك , حيث إختارهم الفاتحون (رض) لقيادة البلاد, و من كثرة بغض هذه النخب للعرب أشربوا في قلوبهم كتابات تاريخية شاذة و مشوهة للعرب, و تجاهلوا كافة المراجع التي أشادت بالدور الحضاري الذي لعبه العرب حتى و إن كانت هذه المراجع كتبها مؤرخون علماء مثل الإمام الذهبي أو الإمام بن كثير, و تعلقت قلوبهم بكل ما هو منتقص و مهين للعرب, سواء في حق الرجال أو النظم السياسية, إقرأ عن إساءاتهم للفاتحين العرب (رض) الذين تركوا رغد العيش في أوطانهم و جاؤوا لكي يعلمونا الإسلام, نعم يا أخي أبحر في صفحات الانترنت ستجد نخبهم تطعن في كل ما هو عربي من إنسان و جماد, من أنظمة و سياسات, ذنبها أنها من صنع العرب, فأدى هذا الفكر العنصري بهذه النخب القبائلية إلى الإساءة للإسلام, فانقسمت هذه النخب إلى فريقين الأول نبذ الإسلام كليتا و لعل هؤلاء المنتهكين لحرمة رمضان هم من أتباعهم و الفريق الثاني هو معترف بالإسلام لكن إسلام على مقاسهم, إسلام معدل و منحرف حيث يسمح لهم بالطعن و الإساءة للصحابة و للفاتحين رضوان الله تعالى عنهم.

يجب علينا أن نضع الحقائق على الطاولة كما هي, القضية ليست قضية مجاملة أو رد إعتبار لمنطقة شوهت من طرف بعض الأشخاص, القضية هي اكبر و أوسع.



#عقبة_بن_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادعوا إدارة الحوار المتمدن إلى تثبيت وعدم التخلي عن مصطلح ال ...
- السنة الامازيغية أكذوبة العصر
- كسيلة بن لمزم بين الشخصية المذكورة والشخصية المصنوعة
- تساؤلات حول آراء الأستاذ محمد ارزقي فراد
- تحية صادقة لبلدان الخليج العربي
- الخلافة الأموية ضحية النفاق الفكري.
- اللغة العربية، ألم نعيشه و أمل نتطلع إليه
- تخريب بني هلال و تخريب الكاهنة..... هل هناك تخريب سيئ و تخري ...
- الفتوح الاسلامية لشمال افريقيا بين دراسة الباحثين و تشويه ال ...


المزيد.....




- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عقبة بن سعد - المنتهكون لحرمة شهر رمضان, المشكلة ليست في الفاعلين بل في المنظرين.