أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال صالح - التوجه الديمقراطي, الواقع والآفاق















المزيد.....



التوجه الديمقراطي, الواقع والآفاق


جمال صالح

الحوار المتمدن-العدد: 296 - 2002 / 11 / 3 - 05:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


     منتدى اليسار للحوار  - 12 -  

            _   التوجه الديمقراطي, الواقع والآفاق _

     ((إن قولك لا تصدق يعاني نفس الخطأ المعرفي الذي يعانيه قولك صدق))

                                                             

 

  إن مسألة الديمقراطية هي مسألة سياسية بالدرجة الأولى وليست قضية نظرية أو فلسفية وقد بينت التجربة التاريخية أن الديمقراطية هي غاية بحد ذاتها وليست وسيلة فحسب. وأن المقابلة الممجوجة بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية لم يفقدنا الاثنتين معا بل جعلنا أشبه بديدان تزحف على بطونها ..!

وبقدر ما تبدو الديمقراطية مسألة راهنة بقدر ما تتعقد الرهانات السياسية والاجتماعية المحلية والدولية حولها سيما في تعقد العلاقة بين المحلي والإقليمي والعالمي . ففي سياق نظام العولمة الذي وسمته حرب الخليج الثانية بالعدوانية الأمريكية وتوجتها قوة دولية وحيدة وشرطيا عالميا أوحد يسحق بلا رحمة أية خيارات سياسية أو اجتماعية أو ثقافية محلية أو إقليمية إلا تلك التي يتبناها ويقبلها والتي تكرس مصلحتها ودورها المذكور . فإذا كانت العولمة هي تلك الحركة النشيطة والفعالة للتبادل العالمي المالي السلعي والتجاري الحر وإلغاء جميع الحدود والحواجز التشريعية والجمركية أمام تدفق السلع ورؤوس الأموال والقيم فإنها موضوعيا تعمل على خلخلة مفهوم السيادة الوطنية وبالتالي الإضعاف من دور الدولة السياسي والاقتصادي والاجتماعي ويتم نقل جزءا من هذا الدور إلى مؤسسات المجتمع المدني والتي لايمكن لها  بحالة من الأحوال أن تنجز مهاما أكثر من مهام إنسانية جانبية وفردية وباللغة المجازية الأدبية التلطيف من بؤس قدر الإنسان الرأسمالي . فإن مهام / الوطني_ القومي _الاجتماعي/ ليست ملقاة على كاهل منظمات المجتمع المدني وإن كانت تلعب دورا فيها . إن مجتمعا ينمو بإطراد ويحقق دخولا معقولا لأبنائه ويكون مردود وفائض العمل الاجتماعي فيه مقبولا وفي ظل تحقق كيانيته الوطنية والقومية تكون الديمقراطية والمجتمع المدني وجهان لعملة واحدة. فما بالكم بمجتمعات مهزومة … بنا نحن حيث المسألة الوطنية والقومية قد منيت بنكسات وهزائم مريعة ففي حالة كهذه تغدو آليات التماسك الاجتماعي المتنوعة عرضة للانفجار مما يجعل مفهوم المواطنة هلاميا غير متعينا ولا سيما في ظل ضعف الاندماج الوطني وعليه إن القول بأن العولمة تعمل على تحطيم الهويات المثمرة تاريخيا وفي حالتنا يصبح مقبولا جدا .

إذن هناك سياق دولي عولمي ديمقراطي موضوعي موصوف كما أسلفنا سابقا .

ولكن هذا السياق وللأسف يخرق عكسيا بفعل إرادوي ذاتي بمجموعة المصالح المتشابكة والمتداخلة للرأسمال العالمي عامة والأمريكي خاصة في منطقتنا العربية والوجود الواقعي للرأسمال الصهيوني المندمج بالأيديولوجية العنصرية  المتحقق على أرض فلسطين . هذان العاملان المتناقضان ربما سيجعلاننا ونحن الخاسرين للديمقراطية سلفا نخسر السيادة والسيطرة على حاضرنا ومستقبلنا وعلى حد قول محمود درويش : أنا آدم الجنتين خسرتهما مرتين .

سورية بين الأمس واليوم:

_من عبد الناصر إلى البعث النظام التسلطي هو شكل تجلي الدولة الوطنية في إطار صراع الجبارين :

لعل أبرز ما يميز وجهات نظر الديمقراطية هي محاولة قراءة تاريخنا المعاصر قراءة غير تاريخية وذلك بنزع تجربتنا التاريخية المعاصرة على علاتها من سياقها التاريخي ومحاكمتها بنفس مفاهيمنا اليوم وإسقاط رغباتنا وأحلامنا المنكسرة على مرحلة تاريخية مرت وقد أثبت التاريخ فشلها.

أقول محاكمتها ثانية لأن الغاية الأساسية هي اعتبارها مرحلة سرطانية نمت في غفلة منا وكأننا أخذنا على حين غرة /تأسيس الديمقراطية على مرحلة الخمسينات_تاريخ العقد من الديمقراطية / وعلى الرغم من الانقسام الحاصل بين السلطة والمعارضة في قراءة المرحلة وإن بدا حادا إلا أنهما وجهان لعملة واحدة: فالمعارضة ترى الأزمة الشاملة التي نعانيها/ وطنية _قومية _تنموية / هي ثمرة هذه المرحلة وقيادتها وإن محاولة نكران أي إنجاز وتسويد كل شيء هي لتأكيد أن المسؤولية تقع على الطرف الآخر وصك براءة لها . بينما ترى السلطة وجبهتها الانتصارات والإنجازات العظيمة المتتالية والتي أنجزت بالقيادة التاريخية لفرد واحد . أية مغالاة هذه وأية حقائق أيضا ؟! . لكم يشعر كلا الطرفين بعميق الاحتقار لمجمل الشعب ! .

وأنا أقول باختصار شديد أن تجربتنا المعاصرة والمرحلة الممتدة رجوعا حتى عبد الناصر لا بل الاستقلال هي ثمرة عقلنا الاجتماعي في كافة المناحي السياسية والاجتماعية والحضارية وأن سلطاتنا لم تهبط علينا من المريخ وبجردة حساب بسيطة نقول أن المرحلة الديمقراطية تلك قد سقطت في أحضان عبد الناصر كخوخة ناضجة ولم يكن بالإمكان الوقوف بوجه ذلك التيار الجارف الذي اكتسح كل شيء ففي مصر فشلت محاولة إقامة الحكم الدستوري الديمقراطي لأنها كانت تحمل في داخلها عوامل موتها وكانت مشوهة في حقول /الديمقراطي _ الوطني_الاجتماعي / لذلك لم تجد هذه التجربة من يبكي على موتها أو من يدافع عنها من أبناء الشعب بالرغم من وجود زعامة سياسية تمتعت بتأييد جماهيري كالنحاس باشا مثلا . وفي سورية أيضا كان مصيرها محتوما بالفشل بالرغم من أنها كانت أكثر رقيا من جارتها وإذا أردنا الاعتراف بالتاريخ نقول : إن النظام التسلطي هو شكل تجلي الدولة الوطنية لعدم وجود حالة متحققة مناقضة تثبت العكس . إن هذه الدولة الوطنية قد تطورت بفعل صراعاتها الداخلية والخارجية إلى دولة أمنية لعبت فيها المؤسسة العسكرية وجهازها الأمني الدور الرئيس في مصادرة المجتمع والسياسة وحتى الصراع الطبقي نفسه . ويبدو أن هذه الأنظمة قدرت على الاستمرار والتضخم للأسباب التالية :

1_ الصراع العربي الإسرائيلي فقد استطاعت هذه تبرير ممارستها القمعية المعممة بالمواجهة مع إسرائيل وبناء مجتمع تنامت فيه العسكرة إذ لا صوت يعلو فوق صوت المعركة .وبهما قامت باحتكار المجتمع وإلغائه .

2_ الاستقطابية الدولية في ظل صراع الجبارين : إن المصالح الحيوية الهائلة لأي نظام دولي في المنطقة جعل الجبارين في سياق صراعهما يعملان على تعزيز مواقعهما في المنطقة وتعزيز الخندقة ليس فقط بين العرب وإسرائيل بل ضمن العرب أنفسهم وضمن المجتمع الواحد مما شكل الغطاء المناسب والتعمية  اللازمة  لفئات الشعب جميعها في أن تمارس دورها المستقل لمصلحتها بالضبط فسورية مثلا كانت بيدق متقدم في الصراع الدولي مما أوقع الكثير من المثقفين والقوى السياسية والوطنية في مطبات مختلفة وبالنتيجة كان الاختراق الغربي للنظام السياسي العربي بحيث أنه ما إن انحسم الصراع حتى تم الانخراط في الحلف الأميركي مع بقاء مسافة خاصة للنظام السوري  .

3_ السياسات التدخلية الإيجابية حتى وقت متأخر للدولة وإعادة توزيع الثروة الإجتماعية بطريقة جديدة من الإصلاح الزراعي إلى قطاع الدولة إلى زيادة محاصصة الريف للمدينة  بالرغم من أنه بقي مختلا .

4 _ الحقبة النفطية ظاهرة البتر ودولار :

لقد ساهمت أموال النفط في إشباع الكثير من حاجات الشعب الاستهلاكية وتحولت الدولة على حد قول أحدهم إلى مرضعة للمجتمع وبالرغم من تضخم نهب البرجوازية البيروقراطية وتحول قسم منها إلى نادي القطط السمان والتهريب الفظيع للأموال إلى الخارج إلا أن الدولة لم تعجز عن تحقيق متطلبات الاستهلاك حتى وقت متأخر مما أعفى غالبية الشعب على المطالبة بحقوقها السياسية والديمقراطية ودعم الشرعية الداخلية للأنظمة فسورية مثلا كانت تتلقى مقدار/ 2882/ مليون دولار حتى عام 1984 وهذا الرقم قرأناه في حوار بين عبد القادر قدوره ويوسف فيصل منشورا على صفحات جرائد النظام .

وسورية اليوم برئيسها الجديد الذي يطرح برنامج إصلاحيا  وتحديثيا  قد أفسح المجال لتنامي حراك سياسي ومجتمعي على قدر كبير من الأهمية بالرغم من البطئ الشديد المميز لتقدم برنامجه ومن التعثرات هنا وهناك والتي سماها البعض الانقلابين الأبيضين والبعض الآخر ربيع دمشق في حين وصفه آخرون بأنه برنامج محدود يمس السطح فقط ولم يدخل عمق العملية الاجتماعية والسياسية ولكن هذا البرنامج يبقى مستمدا لشرعيته من شرعية الرئيس نفسه وبالعكس .

نقول إن عمق البرنامج الإصلاحي للرئيس يتحدد بمقدرته على إدخال قوى جديدة ودماء جديدة في صلب العملية الإصلاحية والشأن العام أي بالحدود التي رسمها للاعتراف بالآخر وأقول أن حساسية السلطة تجاه الديمقراطية السياسية يقابله حساسية أخلاقية للقوى المعارضة . إن انغلاق هذا البرنامج على نخب اقتصادية وكوادر تكنوقراطية في مفاصل  هذه العملية يفقدها بعدها الاجتماعي . وبالرغم من إيماني العميق بأن الإصلاح لا يكون إ لا من فوق وضمن هذا البرنامج الإصلاحي إلا أنه كيلا نعول كثيرا على الأشخاص والأعطيات لابد من ملاقاة ذلك البرنامج بعمل على مستوى القاعدة كيف يكون ذلك وما هي قواه ؟.

وقبل الإجابة على هذا السؤال المحوري لا بد من تقديم فكرة مكثفة عن حال المجتمع السوري والتي أظن أنكم تعلمونها جيدا:

1_ تعيش غالبية الشعب السوري في وضع اقتصادي ومعاشي بائس بحيث أنها لا تملك أية فرصة للتفكير  أبعد من لقمة الخبز ولقمة الخبز هذه ليست بالضرورة نتاجا للعمل بل أنها مغموسة بالفساد والانحلال القيمي والخلقي  فجميع القطاعات الأساسية للإنتاج خاسرة بحكم الفساد والرشاوى والبيروقراطية  لذلك يجد المواطن انقسام حاد بين وجدانه وبين آلية حصوله للقمة عيشه والتفكير في الشأن العام . وأن الشباب بالتحديد يعيش عاطلا محبطا فاقدا الثقة بمستقبله الذي يبنى في كل بقاع الأرض بالعمل المتراكم إلا عندنا وهذا الشباب غير واع لحاضره ومقطوعا عن جذوره وفاقدا الثقة بالنخب السياسية الحاكمة أو المعارضة وحتى بمثقفيه وبقايا الضمير الاجتماعي لذلك لا بد من رأب هذا الصدع بعمل ملموس تكون جدواه ممكنة.

2- إن القوى السياسية المعارضة في حال تشر ذم وخندقة أسيرة ماضيها في علائقها مع بعضها ومع المجتمع والسلطة وبحاجة إلى مراجعة وتغير كبيرين . ويبدو أن الذاكرة والتسوية على حد قول صديقي دانيال هما عدوان أو بمعنى لو خرجت من جلدك فإنني لا أعرفك وبالتالي  لا يمكن لها أن تشكل مركزا استقطابيا يلاقي عملية التغيير ويعمقها وبدلا من

أن تتفق على عمل محدد وملموس خرجت لنبش الماضي ورميه في وجه الحاضر لتتغنى بماسوشية  بآلامها وماضيها .

3_ وعلى صعيد السلطة فإن تيار الإصلاح الذي يتزعمه الرئيس / ذو اليد النظيفة وغير الملوثة بصراعات الأمس _والنية الصادقة / لم يزل يحبو للآن فاقدا القدرة التنفيذية لمجمل قراراته وما يزال مشدودا بحكم علائق الأمس والمهام الصعبة التي تواجهه إلى الوراء وأن الحلول التي يجريها هي حلول  فوقية تكنوقراطية وأن الآخر الذي اعترف به  الرئيس ما يزال مغيبا حتى الآن . أما القسم النامي من البرجوازية البيروقراطية والتي أسميتها سابقا بالقطط السمان المنداحة  على كامل مفاصل السلطة العسكرية  والسياسية والإدارية وحتى مجلس الشعب نفسه بما تمتلكه من علائق معقدة مالية وسياسية وإدارية وبالرغم من أنها لا تستطيع مواجهة برنامج الرئيس ولكنها تعطله وتلتف عليه وربما قد تستطيع احتوائه ويشكل الجهاز البيروقراطي المتضخم بحكم عامل مرونته الضعيفة بل كتامته  يشكل ممانعة حقيقية للبرنامج المذكور ويصبح نجاح البرنامج قضية صراعية لسنا بعيدين عنها .

4- أما تلك الشرائح البرجوازية التي تحاصت مع قمم البيروقراطية فإنها متضررة مرحليا من برنامج الإصلاح ولأنها بالأصل منغمسة بالفساد القائم والرشاوى بل كانت محرضة عليه وهي الآن لضيق أفقها لا ترى إلا مصلحتها الآنية .

في إطار اللوحة السابقة ومالم يتم حل المشكلات المستعصية على الأقل تقديم بدائل ملموسة
يصبح التنبؤ بمسيرة التحول الديمقراطي مستحيلا وتكون أمانينا الطيبة والديمقراطية جدا والتي ألغت الواقع السياسي والاجتماعي والقوى الفاعلة فيه بما هي /علاقات قوة_ معيقات _دينامية اجتماعية / بحيث أن الدعوة إلى الديمقراطية غير المحدودة بثوابت الوحدة الوطنية والمواطنة  تصبح وكأنما هي دعوة إلى الانفجار أو الحرب الأهلية أو الفوضى الشاملة والتي ستسبب المزيد ممن الإحباطات والآلام والدوران في الحلقة المفرغة التي لن تكون نهايتها إلا شمولية جديدة حتما .

وفي الإطار السابق يبدو برنامج الإصلاح الذي يقوده الرئيس يمتلك الكثير من العقلانية وينقل المجتمع من الاحتقان إلى الانفراج ويجعل حركة المجتمع وقواه أكثر انسيابية ويفتح مجالا سياسيا للعمل يدفعنا للقول بأن القوى الوطنية مع بقايا الضمير الاجتماعي / مثقفون_ محامون _ صحفيون_ نقابيون _ مهتمون بالشأن العام / يمكن أن تحدد برنامج ملموسا أو ملفات محددة/ الفساد _ تفعيل القضاء وإصلاحه … الخ / في إطار مذكرات تفاهم تدفعها في كافة الهوامش الضيقة المتاحة وتخوضها حرب مواقع  وأن الانتصار في أية قضية يشكل مكسبا للحركة الديمقراطية وإزاحة للتسلطية ويعطي لبرنامج الإصلاح عمقه المطلوب .

               ((    الذاكرة والتسوية _ ذاكرة العجز _  ))

إن أزمة الثمانينات التي انفجرت في ظروف دولية وإقليمية معقدة جدا والعمليات الإرهابية التي فجرتها جماعة الإخوان والدعوة التكفيرية التي تبنتها والتي حولت السياسة إلى حرب مسلحة حرب الجميع ضد الجميع قد ألغت الحقل السياسي السلمي وقطعت الصراع السياسي الذي كان ينمو بإطراد قد صبغت حركة المجتمع والسلطة والمعارضة بطابع الخندقة الحربية التي لاتزال آثارها باقية حتى الآن .

_ إن القول الاستنكاري عن علاقة اليمين باليسار أو العكس التي يعلو الصراخ بها وإطلاق ألقاب اليسار المذعور … الخ كان الأجدر تفسيرها وتحديد المسؤوليات عنها . جميع القطط في الليل تبدو سوداء ! وما هذه المشابهة النكراء  بين عدم وضوح الرؤية الديمقراطية لقوى المعارضة بحركة تتحدد هويتها وتاريخها بالإرهاب والدم  والطائفية !؟ وهل يتشابه من كان يدفع حياته للم أشلاء الوطن الجريح بمن كان يحمل سكينا تقطر دما لتمزيق الوطن ؟!

ولا يكون هذا دفاعا عن سلطة واجهت الحركة بمثل أساليبها بل يجب الإقرار بأن الدولة /السلطة هي الاحتكار الشرعي الوحيد لوسائل العنف في المجتمع /حسب ماكس فيبر / وأن هذا الاحتكار الشرعي لوسائل العنف هو الأساس المادي لمفهوم السيادة والسلطة

وبقراءة سريعة لبيان الإخوان بالرغم من أنه يحمل لغة جديدة إلا أن المشكلة الجوهرية لم يتم بحثها:

_ إن جماعة الإخوان تملك تاريخا موسوما بالإرهاب والعنف والطائفية وهذا لايمكن إلغائه بجرة قلم أن القول بأن لدينا :تداول سلطة _حقوق إنسان _حريات ..الخ كما جاء في البيان نقول : إن إعلان الإنسان عن نفسه لا يحدد هويته كما أنه يتكرم علينا بالأساس بما لا يملكه .ولو أن تيارا إسلاميا جديدا عقلانيا طرح نقدا للإرهابية والتكفيرية الإسلاموية لأمكننا الوثوق به بالرغم من أنه يثير التباسا هو الآخر سنعرضه لاحقا ويبدو أن الذين وجدوا الصدقية وصفقوا للتحول الديمقراطي في بيان بينما لا يزالون في غاية الشك من برنامج الإصلاح نقول : عندما تقول سلطة أن هناك اعترفا بالآخر وأن هناك ضرورة  للإصلاح وهي المالكة لوسائل القوة فإن ذلك يملك مصداقية أكبر لأنه بالأصل يتنازل عما يملكه سيما أن خطوات الإصلاح قد بدأت .

أظن أن هذا الوضع المتناقض ينشأ عن أن الذاكرة والتسوية عدوان من جهة أولى وأن ذاكرة العجز تفترض الوضع الصفري للقوى الوطنية  والديمقراطية بعد أن تم إخراج البعث والجبهة والمواقع الوطنية المنبثة في جسد السلطة ووضعها في الطرف النقيض للمجتمع مما يبرر فعلا جبهة عريضة موضوعية أو تنظيمية من المتضررين من النظام .

إن الإشكاليات  التي تثيرها التيارات الإسلامية تقع في حقل العلاقة مع  مكونات    المجتمع الأهلي وكذلك في حقل العلاقة مع المجتمع السياسي / السلطة /  الدولة ،  فالهوية الإسلامية ليست كلا موحدا  عبر التاريخ القديم والمعاصر بل أنها متناقضة أحيان لحد العداء. ولا أدري بالضبط كيف يمكن تعريف الإسلامية على المستوى الوطني الذي هو الشرط لشرعية كل وجود سياسي وتنظيمي . أقول أخيرا أن الوهم باستعادة الإخوان من حاكمية الله إلى حاكمية الأرض إنما سيدفع إلى تشظي الهوية الوطنية وانبثاق هويات متخلفة ومتصارعة مما يدفع بنا للوراء وليس خطوة على طريق الديمقراطية والمجتمع الحديث .

إن المضمون المشترك للديمقراطية يدرج في إطار المشاركة السياسية والتعددية وتداول السلطة بحرية نسبية والتي لا تعني بالضرورة تغير السلطة السياسية . وإن أكثر المخاطر على مستقبل التوجه الديمقراطي هو التعامل مع الديمقراطية كشعار أيدلوجي لذلك لا بد من تحديد بعض الاشتراطات التي نراها ضرورية للتوجه الديمقراطي :

1_ الاعتراف  بوجود المعارضة من حيث المبدأ والاستعداد لإعطائها قدرا من الشرعية المقوننة , ما نقصده بالمعارضة السلمية المنضبطة بحدود وسيادة للقانون والنظام والدستور المتبع والمتواضع عليه .

2_ تداول السلطة التنفيذية بشكل سلمي وقانوني وبحرية نسبية عبر إعادة توزيع السلطة على مواقع النفوذ والسيطرة الفعلية في المجتمع في ظل ثبات الرمز الدستوري الممثل للسيادة العليا.

3. الديمقراطية مسؤولية كل القوى السياسية والمدنية كما هي مسؤولية السلطة إضافة إلى وجود مؤسسات مؤهلة لتنظيم المشاركة السياسية  ويجب أن لا تعني فقط حق المعارضة في   انتقاد السلطة والحط من هيبتها فلا ديمقراطية في ظل دولة ضعيفة .

4_ وجود دستور يضمن المشاركة السياسية ويحميها , وعبر إيمان النظام السياسي بالمشاركة السياسية وبحقوق الإنسان وحرياته .

5_ مراعاة السلطة السياسية لرأي وإرادة الجماهير وتعبيراتها السياسية والمدنية والاحتكام إليها عند المواقف المصيرية وذلك عبر استشارة قطاعات حقيقية وفاعلة حتى في المعارضة .

إن هذه الاشتراطات المتواضعة وهي سياسية وقانونية ويؤمل أن تكون مادة للحوار الواسع بين مختلف أطراف السلطة والمعارضة .

وأخيرا نقول إن مسألة التحول الديمقراطي المجتمعي هي مسألة طويلة الأمد وتقتضي أجيالا من التحول الاجتماعي والتنموي والثقافي والانتقادي وإن نظرية حرق المراحل باتجاه الاشتراكية التي فشلت بسقوط الاتحاد السوفيتي المأساوي تكون مهزلة عند إطلاقها في التحول الديمقراطي .

الديمقراطية مشروطة باستقرار سياسي واجتماعي وتقتضي البطء والتدرج وتكون محصلة نهائية لتطورات وإصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية  بعيدة المدى {فلا ديمقراطية راسخة قبل دولة راسخة مكتملة النمو } ويكمل عبد الله العروي : إن الحرية خارج الدولة طوبى خادعة

 

 

_ أي حركة سياسية نريد؟ أي حزب نريد _

_ كيف نبدأ؟ _

 

_ في بداية نقاشي لهذا المحور أود الإشارة إلى أن بوابة الولوج(المدخل) للإجابة على السؤال المطروح بغض النظر عن صحته ومع احترامي الكامل لجديته ولأهمية السجال الذي ولده طارحوه. أقول أن المدخل سيحدد معالم الطريق الذي ستتخذه إجابة السؤال وبدرجة أكثر وضوحا مقدار التغير الحاصل في المنظومة الفكرية والسياسية للذين أدلوا بدلوهم في هذا الموضوع  فمن البدهي لدى الجميع أن التغيرات العالمية التي حصلت في العقدين الأخيرين من القرن العشرين إلى درجة من القوة بحيث أن أي فلاح أو بدوي منعزل في خيمته قد أدرك بحسه العفوي إلى أي مدى أصبح كيانه الخاص مغزيا وإلى أية درجة لم يعد يستطيع فرض سيادته على هذا الكيان الصغير  وهاهو يصرخ : يا ويلي لقد تغير العالم وحضر إلى عتبة بيتي ماذا أفعل ؟! فهل يا ترى وقعنا في مصيدة كتلك ؟ . فإذا كانت الماركسية هي فلسفة نقد وتغير العالم الرأسمالي في طوري الرأسمالية / التنافسي _ الإمبريالي / قد نشأت على الاقتصاد الإنكليزي  والفلسفة الألمانية والاشتراكية الطوباوية الفرنسية منذ أكثر من مائة وخمسون عاما تلك الذرا الثلاث  التي تشكل أعظم ما أبدعه الإنسان في تجربته المجنونة في الحقول الاجتماعية والسياسية والمادية والروحية . والسؤال الأساسي يكمن في هل التغير الحاصل في الحقول المذكورة على هذا القدر من البساطة بحيث لو نفضنا عن الماركسية غبار السنين والذي سماه البعض /ماركسية مبتذلة – سوفيتية _ ستالينية …….. الخ / لنعود إلى الجوهر النقي للماركسية سيجعلها قادرة على أن تكون فلسفة نقد وتغير العالم اليوم ؟ من باب الدعابة لقد تناسى الجميع ما سمي  بالشيوعية الأوروبية ؟!. فإذا كان تطور الواقع يفضي إلى تطور الفكر فإن التطور الحاصل ليس موعيا / مدركا فلسفيا واجتماعيا وسياسيا / لنجب عن هذا السؤال ولذلك لإنتاج وعي للتطور الحاصل لا بد من جهد عالمي دؤوب وطويل المدى وإن كان ثمة من يحاول إنتاج وعي للواقع العالمي المعاصر وفي منطقتنا مثلا حاول العظم بالتشارك مع حسن حنفي في كتابه / ما العولمة ؟/ إنتاج تحديد للظاهرة سماها الرأسمالية في المرحلة الثالثة وبحذر شديد هرب من السؤال هل ستوجد مراحل جديدة للرأسمالية مستقبلا؟ وسمير أمين يرى أن الرأسمالية قد جددت نفسها . فهؤلاء بدؤوا من الواقع الجديد إلى إعادة إنتاج فكر ماركسي جديد وليس من الفكر القديم إلى الواقع الجديد فأغلب وجهات النظر كان مدخلها أزمة الماركسية / الماركسية السوفيتية  …..الخ / إلى أزمة الحزب الشيوعي السوري فمشكلة الحركة السياسية التي يريدونها .

وعليه فثمة أفكار رئيسية لا بد من تثبيتها :

_ إن منهج ماركس كان يحمل طاقة انتقادية جبارة بالنسبة لأسلوب الإنتاج الرأسمالي في مرحلتيه التنافسية والإمبريالية وأنه محدود ومشروط بهاتين المرحلتين وأن طاقته الانتقادية قد تغلغلت وتم استيعابها في مختلف مناحي الحياة / مناهج العلوم الاجتماعية _ التيارات الفلسفية _ مؤسسات المجتمع السياسية / وأن التيار الماركسي بكافة تلا وينه قد أكسب النظم الرأسمالية والديمقراطية البرجوازية بعدا اجتماعيا إنسانيا .

_إن عمارة ماركس الاجتماعية السياسية كلا متكاملا  لا يمكن أقول لا يمكن وليس لا يجوز إسقاط جزءا منها وإبقاء جزءا آخر فمثلا يشكل مفهوم دكتاتورية البروليتارية مفصلا أساسيا في مرحلة الانتقال إلى الشيوعية وإن رفضها لا يمكن أن يكون شكلا نيا لأنها لا تلائم السياق الديمقراطي العالمي أو لأنها منافية للذوق المعاصر بل لا بد من تحديد ماهية البروليتارية اليوم ومعنى المرحلة الانتقالية وفضل القيمة الاجتماعي ومعنى الثورة الاجتماعية .

_ إن الماركسية هي فلسفة العصر الذهبي الموعود لم تستطع التحقق عمليا / لا يعني أن هذا التحقق مثاليا / إلا لدى تلك الشعوب التي يشكل مفهوم الجنة السماوية حضورا في موروثها الثقافي وبالتالي خرج الملايين بطاقة إيمانية جبارة للموت دونها وهذه وللحق نقطة عملية .

وإن  عصر الاستهلاك العالمي يرفض بقوة الجنة الموعودة أرضية كانت أو سماوية لذلك لن تجد لها حاملا بشريا يعتد به    وأظن أن عصر الاستهلاك قد يولد نزوعا صوفيا .

_ إن موقع منهج ماركس كموقع مكانيك نيوتن بالنسبة إلى الميكانبك الكوانتي ففي عالم الماكرو والانفصال والتي يمكن أن نعطي شروطا مثالية يكون مكانيك نيوتن صحيحا بينما تصبح اللغة المعروفة النيتونية / الرياضية _الفيزيائية / غير قادرة على التعبير عن العالم الكمومي ( الدقائق ) الذي لا يعرف الانفصال وبالتالي لا بد من ابتداع لغة غير ماركسية ولكنها محملة بكل الطاقة الانتقادية لعلاقات الملكية الرأسمالية وأن منهج نيوتن كمنهج ماركس تماما وكلا في حقله كانا مخيمان في مرحلة ما مانعين الرؤية سيغدوان وبعد ابتعادنا عنهما كذروتين في السهل المعرفي الواسع للبشرية .

_ أخيرا إن التاريخ قد نطق وإن حكمه لا راد له  فلو كانت الماركسية الثورية أو الأصلية أو الصحيحة قابلة للوجود المتحقق  العياني لوجدت فعلا.

_ قلنا أن الماركسية قد طرحت نفسها كمنهج متكامل لنقد وتغير الرأسمالية وبالتالي فإن هذا البديل يشكل النقيض في كافة المناحي /علاقات ملكية_ أسلوب إنتاج _ أخلاق _ ممارسة سياسية / وبما أن هذا التغير يتم عبر مفهوم الثورة الاجتماعي التي تعرف بأنها التغير الشامل في علاقات الملكية وأسلوب الإنتاج والممارسة السياسية والأخلاق وهذا التغير يطال أنظمة الحكم السياسية وبالقوة وإذا كانت القوة الدافعة لتوليد الثورات عبر التاريخ كان الانتقال من نمط إنتاج إلى آخر بفعل التناقض الحاصل بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج وأن هذه الثورات عبرت عن نفسها بمجموعة كبيرة من الثورات السياسية وأنظمة الحكم نتيجة الخلل البين في التوازنات الاجتماعية . ولكنه بالرغم من تزايد التفاوت في امتلاك الثروة الاجتماعية إلا أن عوامل جديدة ظهرت منذ منتصف القرن العشرين لتزيد التجانس في المجتمع وتعمل على إضعاف الخلل بفعل / الثورات العلمية التكنولوجية _ تحسين حقوق الإنسان والديمقراطية / وبما أن علاقات الإنتاج المتناقضة مع قوى الإنتاج ما تزال تستوعبها وأن قضية تحويل نمط الإنتاج الرأسمالي بفعل الثورة الاجتماعية مؤجلة الآن على الأقل فإن هناك أمرين في غاية الأهمية تحددان شكل أحزابنا ومهامها :

1_ اليسار مهام جديدة وقوى جديدة : إن موقع اليسار كان في ما مضى كلا مصمتا لأن العملية الاجتماعية كانت متمحورة حول نقطة  رئيسية هي تحويل نمط الإنتاج الرأسمالي ويمكن اعتبار أنه في واقع كهذا تشكل الماركسية وقواها قوام هذا اليسار ولكن في ظل ابتعاد مفهوم الثورة الاجتماعية يصبح اليسار مجموعة مواقع متناثرة ومنبثة في كافة نواحي العملية الاجتماعية يجمعها كل شامل هو المصلحة العامة للإنسان لذلك لا يمكن تعريف اليسار إلا بالنسبة لكل عملية اجتماعية محددة ويمكن القول عند ذلك بأن اليسار هو القوى الأكثر حسما التي تدفع بعملية اجتماعية إلى نهاياتها . / قضية المرأة مثلا _ قضية الإيدز _ قضية التلوث /  وبالتالي لابد من دراسة مهام اليسار  الجديدة وقواه ومواقعية هذه القوى .

2 _ من حزب سلطة إلى حزب مجتمع : تشكل السلطة بؤرة التوتر المركزية في نظرية الممارسة السياسية لمجمل التيارات السياسية اليسارية / الماركسي _ الوطني _ القومي / وذلك لرأب الصدع القائم في التوازن الاجتماعي الداخلي والخارجي بالنسبة للتيارات الوطنية والقومية ومفصلا هاما لتحويل النمط الرأسمالي لدى التيار الماركسي لذلك رافق عمل اليسار القديم خطاب سياسي تحريضي يضع السلطة في محرق العملية الاجتماعية فلينين مثلا كان مولعا بالتشهير السياسي وتشكل السلطة السياسية القسم الأعظم من نتاجه الفكري السياسي وهذا ما يفسر ذلك الميل إلى الانقلاب السياسي لدى جميع هذه القوى . بينما يبدأ العمل الآن من المجتمع أساسا ورب قائل يقول أن هذا ناتج عن دمقرطة العلاقات الاجتماعية والسياسية والتطور المادي الحاصل نقول : حتى لو أدخلنا ذلك في حسابنا فإن النقطة هذه تبقى

صحيحة .

_نحو حزب عمل اجتماعي _ديمقراطي:

سئل الشاعر الكبير لويس أراغون : ما علاقتك بالحزب الشيوعي الفرنسي ؟ فأجاب : أستقيل منه كل مساء لأعود إليه كل صباح .

في ضوء ما سبق لقد آن الأوان ليتقدم فريق من حزب العمل / سيما أن حزب العمل لم يعد كلا متجانسا / أو عدة فرقاء منه ومن أطراف خارجه لاتخاذ القرار المسؤول والهادئ بإجراء التحول نحو حزب عمل اجتماعي ديمقراطي علني . يستمد شرعية وجوده من اللوحة السياسية المبرقشة والمتكلسة لأحزاب المعارضة أولا ومن تاريخه المجيد بخرق المحرمات وعدم الاعتراف بالتا بوات ثانيا ومما راكمته هذه التجربة في الساحة السورية من رصيد نضالي وقيم رمزية ثالثا ومن الأطروحات الجديدة التي يمكن أن يولدها حوار تداولي يرسم حركة سياسية تنتمي بمشروعها إلى الواقع والمستقبل تتبنى المعرفة العلمية والعقلانية النقدية والعلانية وترفض المطلقات المسيطرة على الفكر السياسي العربي مؤمنة بالمستقبل الذي يترتب عليه أن نصحح باستمرار ما نعرفه وما نملكه وأن نخضع كل حقيقة وتجربة بشرية للنقد والفحص والاختبار  وتعمل على نقل السياسية التي هي وظيفة جوهرية بذاتها حقلها الرئيس المصالح المتناقضة والمرسلة بين الناس بعيدا عن حقل القداسة والمؤامرة والتي قد تشكل مركزا استقطابيا في المرحلة القادمة وعنوانها : من حزب سلطة إلى حزب مجتمع .

 

_وأخيرا سأختم محاضرتي هذه بمشهد سينمائي بعد أن سقط إلينا عصر الكيمياء الحيوية  والهندسة الوراثية لتخرج دولي  وبعد الموافقة المشروطة لاستنساخ الإنسان : أوليست السينما أداة معرفية يا ترى ؟!…

_ يضع أديسون / وأديسون هذا اسم افتراضي كزيد مثلا/ في بيته برادا عملاقا يعمل على الطاقة الذرية ذي واجهة شفافة من الرصاص الرقيق تقبع فيه النسخة الثانية لأديسون هذا وفي الصباح يرتشف أديسون القهوة وهو ينظر إلى نفسه المحنطة حوار صامت وحوار مباشر يتكرر المشهد مساء مع كأس من الخمر ماذا يرتسم في عقل أديسون ووجدانه ؟ يخرج أديسون في نزهة وهو يقود سيارته في ما سبق كان أديسون الطفل يبكي لسقوط أسنانه ولكن الأم الحنون كانت  تضحك وتعده بأسنان جديدة … الآن اختفت الأم الحنون والفأرة وبقي أديسون المحنط ليعطيه أسنانه الجديدة … ماذا بقي من أديسون الإنسان وكيف ينظر إلى نفسه ؟! نعم لقد مات الإنسان وإعلان موته يجب أن يصدق … !! أليس إدخال ماركس والرسول العربي الكريم محمد في علائق أديسون بنفسه المجزئة ظلم سافر لكلا الرجلين أعتقد ذلك .

وشكرا…

 

 

 



#جمال_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال صالح - التوجه الديمقراطي, الواقع والآفاق