|
دعوة علمانية خالصة لإفشاء إطلاق اللحية بين الجميع !!!
توماس برنابا
الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 20:52
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ربما يُصاب البعض بالدهشة كيف تنطلق مني دعوة مثل هذه؛ ولكنكم ربما تُلبوا الدعوة والنداء حينما تنتهون من قراءة هذا المقال عن إقتناع !!
هل تسائل البعض لماذا يتم حظر ومنع المدنيين من لبس ملابس تشبه ملابس الجيش والشرطة؟ هل تسائل البعض لماذا تحرص بعض المؤسسات والشركات والمدارس على إختيار لوجو و يونيفورم ( زي موحد رسمي) فريد كل الفرادة والتميز عن غيرهم بل ربما يسجلوا اللوجو بأسمهم كماركة مسجلة يحظر إستخدامها عن طريق الغير؟! هل سأل البعض أنفسهم ما السر في سعي الأنسان بصورة عامة للتميز عمن حوله بطريقة ما أيّ كانت ومهما كلفهم الأمر؟!
منذ فجر التاريخ ونجد عناصر الجيوش والشرطة ترتدي زي موحد فريد ويُحظر على العامة المدنيين إرتداء هذه الملابس أو حتى ملابس تشبهها حتى في اللون والخامة! هذا لأن في إفشاء إرتداء هذه الملابس بين الجميع إفقاد لهيبة جهازي الجيش والشرطة لتميزهم وهيبتهم أمام الناس. فيكفي أن ترى البدلة العسكرية فوق أي إنسان لتعطي له الأحترام والتمييز الذي يستحقه. ومما لا شك فيه أن تميز وقيمة الأشياء تنبع من ندرتها؛ فكلما كثر الشئ وأُشيع بين الناس فقد قيمته وتميزه ورخص بين الناس. فعندك الماس والذهب ذوات القيمة العالية على سبيل المثال؛ إذا كثروا بين الناس بطريقة مبالغ فيها، سيفقدوا قيمتهم ويرخصون بطريقة بشعة تنفر الناس من إمتلاكهم. لأن السر في حب النساء للذهب والماس لا لسمة يحملونها ولكن لقيمتهم المكتسبة من ندرتهم في الطبيعة وبالتالي ندرتهم بين الناس؛ ومن يحصل عليهم دلالة على أن هذا الأنسان غني ومميز في المجتمع بطريقة ما!!! فكيف تسعد المرأة في إرتداء حًلي معينة يرتديها كل أقاربها ومعارفها في حفل ما؟ إن هذا الأمر لمثير لمشاعر سلبية منفرة داخل النساء، فهم يريدون التميز في إرتداء فستان جديد لا يلبسه أحد سواها في الحفل وكذلك المجوهرات وغيرها من الإكسسورات!
يتكون هرم ماسلو من خمس مستويات للاحتياجات, من الاسفل الى الاعلى
1. الحاجات الفيسيولوجيه (العضويه( 2. السلامة والأمان 3. الحب والانتماء ( الاجتماعية( 4. الاحترام والتقدير 5. إدراك وتحقيق الذات. (الاحتياج الخامس: يسمى باحتياجات النمو)
والانسان التي تحققت لديه الحياة الاجتماعية السليمة وتوفرت لديه وسائل الراحة الجسدية، فسعادته وأماله تنصب بعد ذلك لمستوى أعلى وهو نوال تقدير وأحترام الذات من قبل الذات والاخرين. فيحاول الانسان أن يحصل على مكانة أجتماعية محترمة بين الناس حتى يفوز بإحترامهم وتقديرهم فيشعر بالقوة والثقة بالنفس لينتقل لمرحلة ومستوى أعلى! ولكن هناك من لا يبرح هذا المستوى لان هدف حياته هو ارضاء الاخرين لوجود نقص في الثقة بالنفس لديه، وهذا الانسان ربما ينضم لجماعات هو متأكد أن تضر الصالح العام ولكنه يصر أن ينضم اليها ويحصل على مكانة فيها ليسلب من الناس أحترامهم له... مثل الانضمام الى الفتوات والبلطجية أو حزب يضر بالمجتمع حتى يخاف الناس منه، لان الناس نبذته ولم تحترمه لأنه فشل في دراسته أو عمله أو أنه بلا عمل وأراد أن يثبت ذاته؛ فأراد بذلك أن يرغمهم على أحترامه وما أكثر هؤلاء في مجتمعنا الشرق أوسطي!!
فدائماً وأبداً من مظاهر الاحساس بالتدين ؛ التقدير الذي يناله الفرد من نفسه أو الاخرين حيث أن ماسلو يضع تقدير الذات الحاجة الرابعة في هرم ماســـلو للحاجات الأساسية للإنسان. فالإنسان يحتاج لتقدير الذات سواء من نفسه أو من الآخرين و هذا ليس بعيب و لكن هل يصح أن نتخذ من الدين وسـيلة لتقدير الذات و القبول و الإعجاب و يكون ذلك الهدف الأساسي من الدين و ممارساته و طقوسه؟!!
فالكثير من البسطاء والمحدودي التفكير الذين ينضمون للجماعات المتطرفة لا يعلمون من دواعي التدين سوى تقصير الجلباب وإطلاق اللحية وحف الشارب للرجال؛ والحجاب أو النقاب للنساء!! وإذا فعلوا مجرد هذه الأمور صاروا متدينين في أعين أنفسهم وأعين من حولهم ، ويزداد إحترام المجتمع لهم فهذا يناديه بلقب شيخ وأخر يناديه بلقب الحاج وتنتفخ أوداجه وصورته الذهنيه عن نفسه بعدما كان فاشل لا يحترمه أحد، فالأن أصبح محترماً ومُهاباً من أهل الحي لإنضمامه لجماعة تسانده بالمال والعتداد والعزوة حتى يُرهب الجميع وكل من تسول له نفسه في التعرض إليه كما كان يحدث سابقاً!!!
ومع إنخفاض المستوى التعليمي لشريحة عريضة من المجتمع بالإضافة الى إنخفاض المستوى الإقتصادي لهم ، لن يجدوا أمامهم لتحقيق ذواتهم سوى الإنضمام لهذه الجماعات والأمر في منتهى السهولة وكل ما عليه فعله هو إطلاق اللحية أو لبس الحجاب والنقاب، مع إلتزام السمع والطاعة!! وبذلك أصبح ما يميز عناصر هذه الجماعات في مجتمعنا العربي هو إطالة اللحية. ونفر الكثيرون من إطلاق لحاهم خوفاً من إتهامهم أنهم ينتمون لهذه الجماعات!
وأحتكرت هذه الجماعات بعض المظاهر الخارجية التي تميزهم عن غيرهم. وأنا أرى لتفريغ هذه المظاهر الخارجية الخالية من الجوهر من معناها لدى هذه الفئة من الناس يجب أن نتشبه بهم ونتخذ الأمر ليس كمزحة بل بجدية ولنبدأ من إطلاق اللحية وإطالتها وتشذيبها بشكل جمالي. هذا سيجعل المجتمع كله بلحى وذقون ولن يجد المتطرفون ما يميزهم في المجتمع لذا سيفقدون التميز الذين يبحثون عنه. و بذلك سيكونون هم أول الناس في حلق ذقونهم فيما بعد، وسيحاولون البحث في جوانب أخرى للتميز في التعلم الأكاديمي أو حرفة أو مهنة ما! فالتميز لا يمكن أن يكون بالمظهر بل بالجوهر من قدرات ومواهب فريدة عند بعض الناس!
أنا أقترح وأقدم هذه الدعوة لكافة أطياف مجتمعنا العربي من مسلمين ومسيحيين ولا دينيين، وأنا لا أمزح أبداً! فصدقوني هذه وسيلة فعالة جداً! فما الخوف يا صديقي المسيحي في إطالة وتشذيب لحيتك بشكل جمالي تتفنن كل يوم في تشذيبها بشكل جديد! هذا الأمر سيجعل جارك وزميلك وصديقك المتطرف يفقد تميزه الذي يعرف به حينما يرى المسيحيون والعلمانيون يتخذون نفس المظهر الخارجي الذي يميز جماعته مظهرا لهم؛ بل بشكل أجمل وأكسر تناسقاً وإتساقاً! وأنتي يا أختى المسيحية ألم تعلمي أن الحجاب أو التحجيبة كانت سمة جداتنا الأقباط حتى قبل الغزو العربي؛ وما زال القبطيات في الصعيد وخاصة كبار السن يرتدون التحجيبة والتي تتماثل بشكل كبير يقارب التطابق مع الحجاب الأسلامي! فلا تخافي وأرتدي يوماً إيشارب ثم لفيه كحجاب وفي نفس اليوم أنزعيه وتصرفي بحرية مطلقة؛ وهذه الطريقة ستثير حفيظة المتشددات المتطرفات ولكن هذه الدعوة أخواني وأخواتي ستفقد الزي الأسلامي المتطرف فحواه ومعناه، حتى يستفيق المجتمع بأن التميز ليس بالشكل ولكن بالعقل والتفكير!
وياليتكم يا رجال ونساء العلمانية أن تبدأوا في هذه الحملة في إطلاقنا للحية ولبس الحجاب ولتكن موضة السنة الجديدة ولكن لن نترك هذا المظهر يتحكم فينا فتارة تكون لحيتنا طويلة وتارة نقصرها وتارة نحلقها تماما وهكذا؛ أما النساء فتارة تلبسين طرحة وتارة إيشارب وتارة حجاب وبذلك يفقد الزي المتطرف تميزه ومعناه، وصدقوني هذه الطريقة لن تفرحهم بل ستفقدهم صوابهم وسيبحثون عن وسائل أخرى للتميز! ولكننا دائما نسعى بكافة الطرق والوسائل لإذابة الفوارق الطائفية في مجتمعنا المصري وهذا مجرد وسيلة للوصول الى هذا الهدف!!
#توماس_برنابا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 2 – الإيمان
...
-
إستراتيجية التفريغ النفسي كعلاج نفسي ومعرفي لادوائي للكثير م
...
-
سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 1 – الإيمان
...
-
خسئ كل من قال أن أجدادي الفراعنة كانوا من عابدي الحجر والشجر
...
-
حورس ( المعبود المصري الفرعوني) متخفياً في عقيدة وعبادة المس
...
-
هل يوجد فعلاً إله يتحكم في مصائر ومقادير البشر ؟!!
-
كتابات أرسطو هي مصدر محمد لقضية مراحل تكون الجنين ونوع الجني
...
-
هل هناك علاقة دالة إحصائياً بين الضعف الجنسي والتدين ؟!!
-
تقويض تاريخية قصة يونان النبي ( يونس) وبقائه حياً في جوف الح
...
-
هل هناك علاقة دالة إحصائياً بين التدين والفصام العقلي Schizo
...
-
العلاقة بين الفول المدمس والإسلام في الساحة السياسية في مصر
...
-
وأد الابداع... حينما يكون الأختلاف إقتراف لجريمة !!!
-
هل من فائدة تُذكر للتبشير ( أو التبليغ) !!!
-
الإختراق الصهيوني للمسيحية !!!
-
الطرب المقدس !!!
-
أليست س – س = صفر ؟!...وأليس الجمع بين الأخلاق ونقيضها في آن
...
-
لماذا القولبة والإستنساخ الفكري ... يا أهل الخير؟!!
-
هل الشعور بالراحة والطمأنينة داخل الكنيسة مصدره إلهي ؟!!
-
أيها الخراف المسيحيون... لماذا تلوموا الذئاب على إفتراسكم ؟!
...
-
ما تفسير مشاعرالتعزية والرهبة التي تنتاب المسيحي ؟
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|