|
المرأة وخيوط ارديان!/المتاهة والوعي...(2)
ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 19:15
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ان وضع المرأة في مجتمعاتنا التقليدية بائس ومظلم،فهي تعاني اضطهادا مضاعفا لامثيل له،وهناك تفاوت واضح بين المرأة عندنا وفي المجتمعات الصناعية المتقدمة الذي-رغم ان المرأة لازالت غير مساوية للرجل-تحررت فيه المرأة جزئيا من سيطرته ومن التفاليد الاستعبادية المجحفة بحقها.فحتى المرأة التي دخلت مجال العمل،وتحررت اقتصاديا!!"مازالت عبدة المطبخ وشؤون البيت المضجرة،ومازال مردود عملها وجسدها ملكا نهائيا لبعلها الذي اعطاه المجتمع التقليدي حق ضربها وهجرها وتطليقها"،وحق الزواج عليها بثانية وثالثة ورابعة!فضلا عن ما ملكت ايمانه من اماء وحريم العصور القديمة والحديثة،وما نسمع عنه ونشاهده وما استحدث من نماذج وانماط للزواج مبتكرة هي والدعارة سواء ولكنها مشرعنة وبغطاء ديني مثل:المتعة..المسيار..العرفي..المسفار..المصياف..وغيرها الكثير!!ان تسليع المرأة بين الاب البائع والزوج المشتري،لم يتغير بل انه يزداد سوءا كفضيحة تعري مجتمعاتنا المنافقة والمرائية،ولازال مستمرا منذ آلالاف السنين،حيث لاتساوي المرأة اكثر من ثمن ناقة او بقرة،ولم تختلف حتى المرأة الحديثة الا بملابسها اخر الموديلات،وتكلمها لغة اجنبية،واستخدامها للحاسوب،ولكنها من الداخل،داخل بنيتها السايكولوجية القارة لازالت جارية او قينة او اقل من ذلك!!..لاشك ان الايديولوجيا الدينية والاعراف الابوية التقليدية المسيطرة على المجتمع والذي يعيد انتاجها وتربية الاجيال الناشئة عليها،لها الدور الاكبر في تبرير وادامة هذه الدونية والاهانة لكيان المرأة،وتضفي عليها صفة الطبيعة الثابتة كمسلمات،هذه الايديولوجيا المرتبطة بسلسلة تاريخية متشابكة من سيطرة الذكورة وفقه الحلال والحرام الفضائي(السماوي)!!وتدخل التعاليم والوصايا الثيولوجية حتى في الشأن الشخصي والخاص،تقود الى اعتبار المرأة كائنا ضعيفا وهشا قابلا للكسر(قوارير)!!جسما وعقلا،وانها قاصرة جوهريا وليس عرضيا!!..ان المشكلة التي تعاني منها المرأة في المنطقة العربية عامة وفي العراق خاصة،وتمنعها من ان تكون انسانة قادرة على العمل والابداع ومشاركة الرجال في كل الحقول والمجالات،يعود بالدرجة الاساس لتبعيتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية والفكرية للرجل،وتلعب الايديولوجيا الدينية المحافظة والمتشددة الدور الاخطر في تكريس هذا الوضع،وادخاله عنوة في عقل وضمير ولاشعور المرأة والرجل على السواء،بحيث يبدو الامر وكأنه نواميس كونية ثابتة وابدية لاتحتاج مراجعة او نظر او نقد تحت طائلة اغضاب الالهة!!!..ان تحليل مسألة المرأة،والتي هي انعكاس مرآوي لمشاكل المجتمع البرجوازي التابع وبقاياانماط شبه الاقطاع والقبلية،والامر ليس بالهين او البسيط في مجتمع تقليدي بعيد عن الحداثة والتصنيع وان اخذ بتكنولوجيتها دون اسسها العلمية والمعرفية الاساسية،وذلك لتداخل التقاليد والعادات والاعتقادات الراسخة اجتماعيا وثقافيا،والتي تشكل قيودا ثقيلة تكبل حرية المرأة والرجل معا-وان بدرجة اقل بالنسبة للرجل-رغم بعض المظاهر الشكلية للتحرر والتي نراها ماثلة في المدن العربية وبدرجات متفاوتة،فهم يستخدمون ارقى واحدث وسائل التكنولوجيا العولمية المتطورة،ولكنهم قابعون في كهوف القرون الوسطى المظلمة ايديولوجيا وثقافيا!!!ويبقى السؤال:الى اي مدى تحررت المرأة،والى اي مدى تغلغل هذا التحرر الظاهري في نفسية المرأة والرجل؟؟!!لقد اجبنا قبل قليل على هذا السؤال المتأخر!!لا زالت قضية المرأة من القرن الماضي،وبداية الالفية تراوح وتتقدم كالسلحفاة،ما دامت تقودها كحركة البرجوازية حاليا والارستقراطية سابقا،فقد دعت النسوة البرجوازيات لتحرير جنسهن،وبعزل عن الحركات الاجتماعية الطبقية،وهذا ليس غريبا داخل طبقتهن،وايضا للفرص التي اتيحت لهن:التعليم،وغياب العبء الاقتصادي،او التحرر الاقتصادي،والتطلع لتقليد نساء الغرب،اما نساء الطبقات الاخرى:البرجوازية الصغيرة،والبروليتاريا،والفلاحون،سواء في المينة او الريف،فان حياتهن بالكاد تأثرت بهذه الدعوات للتحرير،نظرا للجهل الواسع والفقر المدقع السائدين،ولقشرية تلك الدعوات لنساء البرجوازية،فهناك المئات من المنظمات والجمعيات النسوية في المنطقة العربية والعراق،ولانحدار كوادر تلك المنظمات من الطبقة البرجوازية،فأن ارتباطهن بمشاكل النساء الفعلية،كان واهنا وهزيلا وفوقيا،ولم يحقق اي تغيير في واقع المرأة الكادحة او الارملة او البائسة المعدمة،فهو مجرد نشاط فقاعي صاخب لم يحقق شيئا سوى الندوات والمؤتمرات والاضواء لتلك النسوة المناضلات زيفاّ!!فهو مجرد بروز اعلامي وقتلا للفراغ الممل والذي تعاني منه النسوة البرجوازيات حبيسات البيوت!!...تعيش المرأة في مجتمعاتنا وضعا خانقا في اطار ثنائية متنافرة وازدواجية،ففي الوقت الذي تحذر فيه من الرجال،وتخوف من الجنس،وتفرض عليها العفة والبتولية،وكبت الاحاسيس،يجري تشجيعها من الطرف المقابل:على ان تكون وعاءا جنسيا جاهزا لاغير،ويتم تدريبها على ان تكون جسدا(اداة) وسحق طبيعتها كأنسانه!تلك الثنائية بين رغبات الفتاة الغريزية الطبيعية المقموعة،وبيت تلك المحددات المكبلة والكابتة للايديولوجيا السائدة.فهي كأنثى عذراء في مجتمع ابوي تقليدي عليها ان تكون بدون اعضاء جنسية قبل الزواج،ان تكون طاهرة الجسد-وليس مهما نفسيتها-،عذراء راهبة لا وظيفة لها سوى حراسة بكارتها والحفاظ عليها،وكأنها جوهر وجودها!،ويشاركها الحراسة عسس وعيون الاسرة من ذكور واناث!،حراسة هذا الغشاء الرقيق الذي هو اثمن ما لدى المرأة فهو الرمز الاكبر للشرف وقيم الذكورة!!،وتعلب انوثتها كبضاعة جديدة وغير مستعملة بأنتظار البعل السعيد!!ولكي تصبح زوجة عليها ان تفعل العكس:تستنفر مفاتنها الطبيعية والصناعية،كي تكون فخا جنسيا للرجل ،لتغريه وتستهويه وتغويه،اي ان تتحول بالكامل الى عضو جنسي يعوي لايقاع الرجل في شباكها،واذا حصلت عليه يجب ان تعمل جهدها في المحافظة عليه،ان تتقمص كينونة جنسية لاوظيفة لها ولا غاية سوى الاستلقاء على الفراش وانتاج الاطفال،ليكون الرجل ربها الارضي وكل حياتها..التناقض الذي يحكمها هو:ان تكون بلا جنس قبل الزواج،وان تكون جنسا محضا بعده،وان تكون فتاة ملتصقة الساقين ابدا،وزوجة مفتوحة الساقين دوما،ان تكون انثى ولا انثى معا،ان تكون موضوعا للجنس لاذاته،ان تكون ثلجا لتبقى عذراء،وان تصير تنورا ملتهبا لتكون زوجة،ان تكون مقولبة كما يريد لها الاخرون،لا ما تريده لنفسها ككيان حر،ان تكون موضوعا للرغبة لاذاتا للرغبة!!................. ........................................................................................................................................... يتبع.. وعلى الاخاء نلتقي....
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرأة وخيوط ادريان!/المتاهة والوعي...
-
الدوغما القهري/صورة دوريان جراي السياسية!!!
-
تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(الاخير)
-
البروليتاريا..الحاضرة في الاذهان والغائبة عن الاعيان!!!
-
تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(2)
-
تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(1)
-
بورتريه ميكروسكوبي لوطن مابين القهرين!!!
-
عذراء الكومون الحمراء/لويز ميشال..ضمير الذاكرة
-
ثورة 14 تموز1958 الخالدة/تحت مشرط الهذيان والتزييف المثلوم!!
...
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(الاخير)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(7)
-
فهود3تموز/المجد لانتفاضه عصية على النسيان!!
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(6)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(5)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(4)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(3)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(2)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(1)
-
ورأيت الناس يخرجون من التاريخ افواجا!!!
-
شرعنة وقداسة القتل!/رجم ثريا..طقوس بربرية!!!
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|