|
لماذا نتبنى مفهوم الإدارة الديمقراطية ؟
سيهانوك ديبو
الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 12:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعكس مفهوم الإدارة الذاتية كمدلول تاريخي جوانب متعددة لحياة بعض المجتمعات الإنسانية – القوميات و المجتمعات العرقية. و هو المدلول نفسه الذي من أجله تحاول الإدارة الذاتية الديمقراطية أن تخلق حالة مجتمعية تضمن وضعا و نظرة و فعلا مستقراً ثابتاً في نظام قانوني واحد و موحد . وتعتبر الإدارة الذاتية و دلالاتها ذي تاريخ طويل في التفكير الإنساني والفلسفي، لا سيما في المجتمعات التي سبقت وجود الدولة القومية أو الدول ذات الصبغة الدينية ، وما نقصده تحديدا المجتمعات و الحضارات التي قامت على أسس تبتعد عن كل ظهور فرداني أو فئوي أو قومي أو ديني أو أي مظهر سلطوي يعمد على طمس معالم التكوين المجتمعي. هذا الأمر يكسبه شيئاً من السهولة و الوضوح و البساطة نتيجة للمعاني والأدوار التاريخية التي مر بها ، وللازدواج في مدلولها بين الجانب السياسي كجانب أساسي والجانب القانوني كجانب مبهم، أي ليس حتى اللحظة مدلول قانوني في القانون الدولي و دساتيرها يستفرد على هذا المفهوم الجامع و الذي سيحدث لحظة الأخذ به عن طريق إداراته الذاتية الديمقراطية إلى المجتمع الديمقراطي ؛ قطيعة ابستيمية عن الغرب و تقديم قيوده بعد تحطيمها إليه مرة أخرى .. يعتبر مفهوم الإدارة الذاتية الديمقراطية كمفهوم سياسي - فلسفي مُحَددٌ بمنطلقات نظرية أهمها : 1- تمكين نظرية العقد الاجتماعي السوري في أن الإنسان السوري بحاجة مستديمة إلى تفعيل السمة " القوية " و التي يتمتع المجتمع السوري به و بالتحديد التنوع القومي و المذهبي و الإثني ، مرجع قوي و نمطية أقوى تجعله بحاجة مستمرة أن الإنسان بحاجة قصوى إلى نظيره و بغض النظر عن اللون و اللغة و الانتماء ، فالانتماء هنا مرتبط بالمرجعية العامة للانتماء و هو الوطن و الأمة ، فيتخلى الفرد السوري وفق نظرية العقد الاجتماعي السوري عن اللون الواحد و اللغة الواحدة .يتخلى لإدارته المتشكلة المعبرة عن كل الألوان . 2- المنطلق النظري الآخر في مفهوم الإدارة الذاتية الديمقراطية هي إعادة التوازن بين عناصر المعادلة السورية ( القومية - الوطنية - العالمية ) ، و التوازن المتحقق في المجتمع الديمقراطي الأعلى يسبب ضبطا مجتمعيا في الانسياب اليومي و المحقق للذات المتوحدة و المدموجة مع الكل مما يسبب و بشكل أُنسي عدم الانزياح و التفرد و القوقعة 3- المنطلق النظري الآخر و هو مأسسة المجتمع الاقتصادي الديمقراطي ، بتحويل الفرد المنتمي إلى منتج ضمن تشاركيات اقتصادية من خلال المجتمع الزراعي العضوي ، و تحويل ال " GOND" إلى أول خلية فاعلة تحقق للقرية الشرقية " السورية أنموذجا " استقلالية اقتصادية بوجود المزارعين المثاليين و المتخصصين أو من هم بحاجة إلى تخصص ، تحقق هذه الخطوة توازنا ايكولوجيا مرتين : مرة بين المدينة و الريف و مرة أخرى الحفاظ على الأيكولوجيا ، فالبيئة و الطبيعة حتى تكون في خدمة الفرد الذي يعيشها أن يكون خادما للطبيعة و حاميا بإرادة لهذه الطبيعة . و المدينة باقتصادها المتكون و التي تمتلئ بشركات مجتمعية تشاركية أيضا : من غير المعقول أن لا تكون في كل محافظة شركات لتصنيع السكر أو تكرير الزيت أو للرز طالما هناك الإرادة النوعية المستوجبة في إدارة مجتمعية برؤى الاقتصاد التشاركي و خلق الكادر المتخصص و في كل المجالات . 4- المرأة و هي العنصر الأكثر فعالية في مجتمع الإدارة الذاتية ، فحالات القمع المستديمة بحقها ستخلق لها ردة الفعل الأبرز في تولي مهامها ، و الدفاع عن حريتها و فاعليتها في المجتمع 5- الشباب و هم الحاملون الأساسيين للتغيير ، و على عواتقهم يتم التغيير المنشود و هم كفئة يكون لهم الاهتمام الأكبر لأنفسهم و للمجتمع الذي يتطلع إليهم كقدرة نوعية و متمتعة لهذه المهمة أساسا . 6- المنطلق النظري الآخر هو حق الحماية الذاتية و حق الدفاع المشروع ، لن يكون لأي مجتمع قائمة متغيرة و تطور حتى يؤمن جميع أفراده أن الإنسان و منذ تشكل المجتمع الزراعي الأول أي قبل أكثر من 13000 سنة ، كان أبرز عوامل استمراريتها هو الحاجة و الاقتناع أن الإنسان و في كل المراحل كفرد و جزء مجتمعي يتوجب عليه ممارسة الحماية الذاتية الطبيعية و حق الدفاع المشروع الوطني . المجتمع الديمقراطي المتشكل من خلال مفهوم و نظرية الإدارة الذاتية الديمقراطية تعتبر حلا ناجعا للكرد كمكون أساسي في المجتمع السوري ، و كحل لكل سوريا ، و من غير أن نكون مجحفين أن فاعلية " الإدارة الذاتية الديمقراطية تعيد للشرق كله جهته التي افتقدها ، و تُبْعِد عنه تبعيته للجهة التي تقابله .
#سيهانوك_ديبو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا قتل الشيخ معشوق الخزنوي ؟
-
في التناحر و التنافر الكردي - الكردي أسباب التناحر وعلتها
-
كيف نفهم انتفاضة قامشلو 2004 ؟
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|