أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نسيم عبيد عوض - بشارة الممتلئة نعمة














المزيد.....

بشارة الممتلئة نعمة


نسيم عبيد عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 09:05
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



لقد أفرد القديس لوقا البشير بشارة السيدة العذراء مريم أكثر تفصيلا من غيره , فى الإصحاح الأول من إنجيله والأعداد من 26الى38 , وجاءت البشارة الإلهية على ثلاثة أجزاء ولنا تأمل فيها:
أولا: رسالة من الله : حيث يبدأ الوحى الإلهى يعرفنا "26"وفى الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة."", وهذه بداية تحقيق تدبير الله بالتجسد الإلهى فى ملء الزمان , أو البشارة السماوية بميلاد السيد المسيح ‘ وهانحن أمام بشارة سمائية يبدأ معها البشارة بخلاص البشرية , تدابير إلهية تفوق العقل البشرى, بدأها الله مباشرة بعد سقوط آدم وحواء فى معصيته والتعدى على وصاياه , فالعدل الإلهى ينفذ قراره بأنه(آدم) يوم أن يأكل من شجرة الخير والشر موتا يموت, ومات روحيا وماتت معه كل البشر ودخلت الخطية الإنسان وأورثها لكل الأجيال , ومباشرة جاء الوعد الإلهى للخلاص "نسل المرأة يسحق رأس الحية .تك3: 15"وهاهى أنوار الخلاص بالبشارة المجيدة.
كانت هذه بداية إنفتاح معاملات الله الفائقة مع البشر الساقط وبعد دهور طويلة أعد لها الله زمنا , ليبدأ تحقيق مواعيد الله الصادقة والأمينة. طوال عصور العهد القديم والله يمهد لهذا اليوم , ويبدأها بهذه العذراء التى قالت عنها النبوة " إش 7: 14"يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا. وتدعو اسمه عمانوئيل.". ويقول الملاك جبرائيل للقديسة العذراء مريم "سلام لك أيتها الممتلئة نعمة ..لا تخافى لأنك وجدت نعمةعند الله."
سبق الله وأعطى لإبراهيم اسما لولده اسحق قبل أن يحبل به فى البطن, وهو الذى سيأتى منه النسل الموعود لبركة جميع الأمم وخلاصهم , وهاهو جبرائيل الملاك يخبر العذراء مريم بالأسم الموعود, وتسمينه (يسوع) ‘والذى فى معناه خلاص العالم ,وهذا الأمر لم يخفيه الله عن نبيه إشعياء قبل 750 سنة من ميلاد المخلص ,حيث قال بروح النبوة"إش49: 1"اسمعى أيتها الجزائر ,وأصغوا أيها الأمم من بعيد .. الرب من البطن دعانى .من أحشاء أمى ذكر اسمى ."فكانت هذه البشارة انفتاحا للسموات عرضا وعمقا على بشر العالم كله.
كانت العذراء لله التى اختارها له وقدسها لنفسه وسبق وأنبأ بها , فهذه العذراء الطاهرة أفخر من خرج من صلب آدم وحواء لتحمل فى أحشائها إبنا موطنه السماء ,من جنس الله عرفه الملاك الواقف امام الله أنه " ابن العلى يدعى". ولأن العظمة الحقيقية لله وحده فقد أقر الملاك "بأنه يكون عظيما". وهذا الحدث المهيب السماوى والذى تردده السماء ومن سماء السموات قادم, وهو الأبن الذى يملك علينا الى الأبد ولا يكون لملكه نهاية , ولأننا نملك معه ونرث فيه الى كل ميراث الله , لذلك هذا الجزء من البشارة يحق ان يطلق علية تذكار البشارة والميلاد والقيامة.
حياها الملاك بتحية فائقة, سلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك , ونحن معه نحييها أعظم تحية:
سلام لك يامريم ياجبل الخلاص الذى رآه دانيال وقد قطع منه حجر بغير يدين.
(دا2: 34) , "الله العظيم " دا 2: 45"
سلام للتى شبهت بتابوت العهد المصنوع من خشب السنط كباقى البشر, والرب طلاها بالذهب النقى , وهو البر الذى ميزها وقدسها عن باقى نساء العالمين , مباركة أنت فى النساء أكثر من جميع نساء الأرض .
ثانيا : كيف يكون هذا؟: استدركت القديسة مريم الفتاه الصغيرة الملاك ليكمل بشارته بسؤالها , كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا , وأنها بتولة وقد نذرت نفسها ان تعيش فى بتولية , قال لها الملاك " الروح القدس يحل عليك " وقد إحتوى روح القدوس الرحم وصاحبته فكان بمثابة البذرة الإلهية التى سكنت كيانها الأنثوى. "وقوة العلى تظللك" بمثابة الحضن الأبوى للإبن الوحيد فى أحشائها. "لذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله" وهذا ليس مجرد اسم أو لقب بل كيان إلهى من كيان إلهى, خرج من الحضن الإلهى .(أنا والآب واحد)يو10: 30.ومازال يحتويه.
عظيمة أنت القديسة مريم لأنك أكملت قصة أبونا إبراهيم مع الله , فقد جسدت إيمان ابراهيم بالله فحسبه له الله برا ‘ آمنت وحل باحشائها ذاك الذى به تتبارك كل أمم الأرض وبه وحده تتبرر.
ثالثا:هوذا انا أمة الرب: كانت الفتاة الشابة الصغيرة فى لحظات البشارة فى حاجة ماسة لمن يسند ايمانها , فجاءها ملاك الرب بقوله "هوذا اليصابات نسيبتك هى أيضا حبلى ..لأنه ليس شيئ غير ممكن لدى الله" , وكان إذعانها لمشيئة الله هو بدء دخول الوعد الإلهى حيز التنفيذ فور أن قالت "هوذا أنا أمة الرب .ليكن لى كقولك."
بهذه الكلمات البسيطة أعطت السيدة العذراء درسا للبشرية كلها , ولا عجب وهى أيقونة السماء والأرض , وهى التى انفردت بدعوتها الممتلئة نعمة, الرب معك , المولود منك يدعى ابن الله , أى أم الله , وكل هذه النعم وتقول للملاك هوذا انا أمة الرب. وكلها دروس تعطيها لنا العذراء:
1- الإيمان والثقة والإيقان: كقول الرسول " ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم.أف3: 17, فاليوم ان سمعتم صوته لا تقسوا قلوبكم ‘ يدعونا الرسول العظيم بولس " جربوا أنفسكم هل انتم فى الإيمان؟ ..إمتحنوا أنفسكم.. هل إيمانى يتجسد فى صلاتى الدائمة لله؟ , فى حفظ وصاياه وكلمته المقدسة , هل انا متغرب عن عالم الماديات والشهوات وأعيش حياة روحية صادقة ممسكا بيد الله فى تسليم كامل؟.
2- كانت السيدة العذراء مثال الوداعة والتواضع (أمة الرب) ومن أجل فضيلة تواضعها إختارها الله مسكنا له , لهذا سبحت الرب قائلة" تعظم نفسى الرب . وتبتهج روحى بالله مخلصى.لأنه نظر الى إتضاع أمته."
3- يقول يشوع بن سيراخ 26: 28" المرأة المحبة للصمت عطية من الرب والنفس المتأدبة لا تستبدل بها." وأجمل ماقيل عن العذراء فى الكتاب المقدس "وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به فى قلبها" .لو2: 19
فلنتمثل بها فى سلوكنا وحياتنا على الأرض ونتعلم فضائلها ونتمسك بها فى هذا الزمان.
بركة وشفاعة وصلوات القديسة مريم تديم علينا وعلى شعب مصر جميعا وعلى كل المحبين لها. أمين.



#نسيم_عبيد_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم سأذهب وأقول -لا -
- لن يسحق الأقباط بوقاحة دستورية
- إنتفاضة مصر
- ياوطنى الذى ينزف دما
- أين ذهبت مصر؟
- مملكة النوبة المسيحية
- بطريرك مصر
- السلفيين يدمرون مصر
- مجتمع تايه يااولاد الحلال
- -الضرب فى الميت حرام-
- الصعود إلى القاع
- البعض يحب العبودية
- لن يخرج الأقباط من أرضهم
- الفيلم أساء للأقباط قبل المسلمين
- لمن تضعون الدستور ؟
- عيد النيروز رأس السنة القبطية
- آه يا شعبى مصر !!
- الأقباط والإخوان
- الصفقة الدموية
- غزوة الإخوان لمصر


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نسيم عبيد عوض - بشارة الممتلئة نعمة