خطة لتحديد الأولويات وتقديم الحلول العملية

لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ليس هو الوقت الأنسب لتحديد أولويات الشعب السوري، والعمل على تحقيقها من قبل النخب الثورية والفكرية لديه .. وهي مهمة علينا الاضطلاع بها بكل إقدام ومروءة .

أقول هذا لأن ما حدث من فواجع آلمت كل السوريين وسببت جروحاً نازفة، لا بد من إيقافها . وكان لزاماً علينا الالتفات عليها بكل أمكاناتنا، لتداركها قبل حصولها .

كثيرة هي المشاريع التي اقيمت لأجل إعانة وإغائة المتضررين، لكنها تبقى مشاريع قليلة بحاجة إلى تشجيع ومساهمة من قطاعات واسعة من الشعب السوري .

فالشعب اليوم يعاني من القلة والفقر، وهو بالتالي بأمس الحاجة إلى مصادر للرزق، تقيه الاانجراف بأعداد متزايدة للعمل في التهريب وارتكاب كل أنواع الخروقات والمخالفات، وحتى الجرائم.. تحجمهم عن المساهمة في صنع الاحتكارات لأجل تأمين القوت وضرورات الحياة، وواجبنا أن نعمل إلى حضهم لأعمال الانتاج والدعم المدنية والاغاثية لقاء بدلات نقدية تقيهم مرارة العوز والحاجة .

إن الاقتصار اليوم على وصف جنوح بعض السوريين إلى الاضرار بالشعب لقاء المال القذر، أي الاكتفاء بوصف الظاهرة دون العمل على إيجاد حل وبدائل لها، يبقى تغنياً بما أصابنا وما سيصيبنا. مع مراوحة في المكان . وهو أمر محبط وغير مفيد !!

بل هو بعيد عن الهدف من عملنا وحراكنا في كل مكان، هدف ينصب في منع تفشي هذه الظواهر التي تفتك بالأخلاق والتضامن الاجتماعي، وكذلك تقضي على ثقتنا بأنفسنا وبالوطن الذي يجمعنا .

لذلك لا بد من العمل لأجل أهداف استراتيجية تقي شعبنا ووطننا من حالة التشظي والتقسيم والانهيار .

عمل يستدرك ما تسبب به فتك النظام..

إن إيجاد الحلول لكل هذا يحتاج منا إلى مجهود جماعي كبير وخلاق، وتعاون السوريين في الخارج لأهالبهم الذين فقدوا معيليهم، وأبنائهم ، وموارد رزقهم، ودورهم ، ونزحوا بمئات الألوف.

هؤلاء في مرحلة قريبة سيعودون مطالبين بمنازل عوض عن تلك التي تهدمت، سيطالبون بذلك بإلحاح وهذا حقهم علينا، علينا أن نجد أماكن تستوعبهم وأعمال تدر عليهم دخلاً.

إن المال الناجم عن إنتاجهم يعني إعادة الكرامة لهم بعد أن شعروا بذل وإرهاق التشرد لسنين صعبة وطويلة .

هناك الكثير من المشاريع التي علينا ابتكارها للحد من المأساة المتجددة لهم.


وهو ما يدفعنا اليوم وبكل إصرار إلى الابتكار، والاختراع لصيغة جامعة للعقد الاجتماعي السوري الذي اصيب بضرر فادح، ناتج عن مئات الألوف من الجرائم والكوارث، وخلق نزيفاً موجعاً وفتاكاً فيما لو بقي يسيل دون إيقافه .

لا شك أن ما ينتظرنا من عمل مرهق جداً، وهو يحتاجنا إلى تحديد الأولويات، وإيجاد الحلول للتحديات التي تواجهنا، وكذلك تأمين حلول مرضية في قادم الأيام.



إننا كأي شعب حي نابض بالأمل والعمل، سننجح فقد سبقنا بعض الأفاضل في العمل الجاد، ونحن سنكمل الطريق ونتفوق على ذاتنا، وسنصنع المجد لوطن الحرية القادم، وسيكون ذلك حتماً .

قادمون

لينا موللا

صوت من أصوات الثورة السورية

#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات