أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عوني الداوودي - لا تلوموا أحداً من خارج محيطنا














المزيد.....

لا تلوموا أحداً من خارج محيطنا


عوني الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 00:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا بد وأن يكون هناك خلل ما، لا بالتأكيد هناك أكثر من خلل في وعي وتربية الفصائل المتناحرة في ربوع هذا العالم الشرقي الذي تغنى بماضيه الكثير من الفنانين والكتاب الغربيين قبل أهل الدار، ما يصلنا يومياً بفضل الثورة المعلوماتية والإنترنيت من مقاطع فيديو وصور تقشعر لها الأبدان ... التفنن في التعذيب والتنكيل بجثث الضحايا أياً كانوا، قتل بالجملة، أساليب مبتكرة في الإهانة همها الأول والأخير التشفي وإذلال المقابل لدرجة فقدانه الشعور بإنسانيته، أساليب سادية في غاية الضعة والخسة والدناءة للنيل من كرامة الخصم وإذلاله، تفجيرات ومفخخات في كل مكان تحصد أرواح بريئة لا ذنب لها غير حظها العاثر أوصلتها لمكان الجريمة ... الدم في كل مكان، حتى باتت مشاهد الأعضاء البشرية المسلوخة والمحروقة والمتناثرة هنا وهناك من المشاهد العادية للكثير من البشر لكثرة تكرار المشهد والكل يتهم الطرف المقابل .. من هو المقابل ؟!!! لا أحد يعلم... هذا يقول التكفيريين والقاعدة ومن والاهم، وأخر يقول فصائل البعث والشبيحة، وثالث يتبنى نظرية المؤامرة ويعلق غسيله القذر على شماعات الغرب وإسرائيل، ورابع يصب جام غضبه وحقده على إيران أو تركيا... وطبعاً هناك من يقول مشايخ الخليج وأموال النفط، وألخ .... ويمكن أن يكون كل هذا صحيح، وأكيد هناك أيادي خفية تلعب وتدير جوانب من رحى هذه الحرب الطاحنة التي لا تميز بين طفل وإمرأة وشيخ ومقاتل وعاجز، أنها حرب إنتحارية تدميرية لا منتصر فيها، أبطالها كل أؤلئك يؤدون أدوارهم بغير مجد يذكر ... لكن بطل الظل الحقيقي الذي لا يزال متخفي تحت شعاراته الديماغوجية، ولعبه على أوتار الطائفية والقومية والمناطقية، وغيرها، هي الأنظمة القمعية في دول المنطقة على مدى العقود الماضية، سواء كانت تلك التي قُبرت وولت إلى مزابل التاريخ أو التي لا تزال متمسكة بكراسي السلطة، وبعبارة أخرى هي حكومات الدول القومية التي أنشئت بعد الحرب العالمية الأولى، نعم هذه الأنظمة هي التي أوصلت الإنسان العربي وغير العربي القاطن ضمن محيط المنطقة لهذه النتيجة الكارثية من خلال التربية العرجاء، ومناهج الدراسة، وإعلامها الأحادي الجانب، وزرعها الخوف والشك حتى بين أبناء العائلة الواحدة، وبطشها المفرط بمعارضيها، ومن خلال دق الأسفين بين أبناء الشعب الواحد، وأتباع أقذر الأساليب دناءة للبقاء في السلطة والتحكم، ونهب أموال الشعب ... هذه الأنظمة هي المسؤولة بالدرجة الأولى لما آل إليه الحال في المنطقة من دمار وخراب وقتل على الهوية، حيث كانت بعض هذه الأنظمة تقتل على الشُبه فقط، فكيف الحال بأجيال تربت على كذب ودجل وخرافات وحروب حكم أنظمة أقل ما يقال فيها أنها أقرب ما تكون في بنيانها الهرمي إلى نظام وقوانين عصابات المافيا العالمية التي تأخذ قرارها الأول والأخير من العّراب، أي من زعيم العصابة وأوامره لا جدال فيها، وإن كان العرف العسكري يتبنى قول " نفذ ثم ناقش " ففي أعراف هذه الأنظمة لا شئ أسمه نقاش، بل فقط نفذ، ومن ثم نفذ، ولا شئ غير كلمة نفذ، وكأن الحاكم في تلكم البلاد، وفي هذه الرقعة الجغرافية من العالم نُصب بأوامر ألهية، لا بل الحاكم في منطقة الشرق الأوسط هو الأله، وأن تسامح قليلاً وأظهر نوع من التواضع أوحى للشعب بأن الله هو الذي ولاه السلطة، وأنه ليس أكثر من وسيط بينهم وبين الله ...
فالنظرية الفيزيائية أثبتت معادلة منطقية تقول " بأن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار، ومعاكس له في الاتجاه " فلذلك لا عجب مما نحن فيه، وقد أثبتت الأحداث بأن الضحية تقلد الجلاد، وهذا ما يحصل يومياً في ليبيا وتونس والعراق واليمن ومصر، وحالة سوريا متفردة في جميع تفاصيلها الدموية . ... والله يستر من القادم .

عوني الداوودي
غوتبورغ ـ السويد



#عوني_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطباق المزة والفشاقيش
- المطر وشوربة العدس الخرافية
- إفتراءات الدكتور وائل عبد اللطيف
- الشرق الأوسط على كف عفريت
- بلقيس العاشقة
- زهير كاظم عبود يطرق أبواب لم تُطرق من قبل
- التمييز الجنسي كارثة لا نعي أبعادها المدمرة
- عروس الثورات، الثورة السورية
- كحيوان الكسلان مر عام 2010 على أعصابي
- التمدن يكشح التخلف
- إلى جندي مجهول يتربع القمم
- عاللي جرى
- إيران، إيران. أين السعودية ؟؟
- تقييم الحوار المتمدن في سنته السابعة
- أمثل أبا فرات يُقتل ؟
- كركوك وتوابعها حكم التاريخ والضمير ، دراسة وثائقية عن القضية ...
- سيبقى الدكتور سلمان شمسة حياً بيننا
- جريمة التعذيب في العراق
- يقال عن السعودية ، والعهدة على الرواة
- متى ستستريح هذه المعبودة ، الأم العراقية ؟


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عوني الداوودي - لا تلوموا أحداً من خارج محيطنا