|
الاختلاط واللبس بين الخطاب الأخواني، والإسلامي الليبرالي في سوريا !!
عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4174 - 2013 / 8 / 4 - 21:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن الأمور في تداخلاتها السوسيو- ثقافية المعقدة ، بسبب أزمة التداخل والاختلاط بين المجتمع المدني، والمجتمع الأهلي ، والمجتمع السياسي، وانعدام الدور المركزي في الحراك الاجتمكاعي للطبقة الوسطى، وعيشنا مكانيا في العض ، وزمانيا في الماضي ، كل ذلك يؤدي إلى ضياع الحدود بين الإسلام الأخواني التقليدي، والإسلام الأصولي الجهادي (القاعدي) والإسلام الليبرالي المفترض !!
وهذا مما يعقد الأمر علينا ليس كوطنيين سوريين فحسب ، بل وكمجتمع سوري ودولي، نريد أن نوضح له من موقعنا المدني الديموقراطي الليبرالي أو اليساري في الثورة السورية ، هذه الحدود والفواصل ، فتجدها ملتبسة عليك قبل أن تكون ملتبسة على المجتمع الدولي ، الذي طالما يكرر لك أنه بسبب هذه الالتباسات اضطر أن يحارب بعد عدد من الثورات ضد السلاح الذي أعطاه لبعض الفئات الإسلامية الصديقة المعتدلة ....طبعا كنا نماحك في القول ، ونعتبرهم يعممون أمثلة جزئية، حتى أن أحد الأصدقاء الفرنسيين المؤيدين لثورتنا ، طالبني مرة بما يشبه أن أحلف إن كنت أصدقه القول، بأن سلاحهم لن يذهب إلى أحد ممن سيقاتلهم به لاحقا من السلفية الجهادية الإسلاموية... بغض النظر عن أزمة الثقة القائمة بيننا كثورة شعب والغرب الأوربي والأمريكي ...لكني في هذا اليوم بالذات وجدت نموذجين مفاجئين لما هو مألوف لنا عن المعتدل الليبرالي الإسلامي ، وعن الحزبي الأصولي الأخواني العريق ,,,وكلاهما من الأصدقاء الشخصيين لي ...الأول أخواني غدا في الآونة الأخيرة المتحدث الرسمي باسم الأخوان المسلمين ، وهو الأستاذ محمد زهير الخطيب ، ويبدو أن الأخوان موفقون بناطقيهم الرسميين ، حيث سبق الأستاذ الخطيب صاحب الأفق العقلاني الرحب ، الأخ الصديق العزيز الأستاذ زهير سالم من قبل الذي كان يعطي وجها مدنيا حضاريا حواريا للأخوان ...
حديثنا اليوم عن المفاجأة، وهي بين الناطق الرسمي للأخوان ، الذي يفترض أنه يمثل المؤسسة الحزبية البيروقراطية الأخوانية الإرشادية الدولية التقليدية ، وهو الأستاذ محمد زهير مصطفى ، وبين مهندس معتقل صديق محسوب على (الإسلام الليبرالي المستنير ) وعلى لجان إحياء المجتمع المدني وهو الأخ المهندس الأستاذ (فواز التلو ) الذي قضى أكثر من سنتين في السجن بين السجناء الليبراليين للجان إحياء المجتمع المدني دمشق ... فكانت المفاجأة المذهلة بين الأخوين الصديقين ( الإسلامي الأخواني والإسلامي الليبرالي ) ....لن أطيل عليكم ، بل سأترك لكما نصيهما للمقارنة :
فالأول الأستاذ الخطيب (الأخواني ) يرتكز على التحليل السياسي الاجتماعي للأزمة المصرية، فيرى الظاهرة بشتى وجوهها وتجلياته بوصفها أزمة سياسية –اجتماعية موضوعية ، ومن ثم يدعو لإستئناف التجربة ، بتجاوز أخطائها وعيوبها ليعيد د.مرسي المعركة بين (الاستبداد والحرية ) أخذا بعين الاعتيار الكتلة الشعبية المتحركة التي تتغير مواقفها بناء على مصالحها الحيوية والديناميكية المتحركة وليس على معتقداتها الدينية ...ولذا يدعو بعقلانية رفيعة لقبول أدوار مفكرين (إسلاميين كبار معتدلين ...ليبراليين ) للوساطة ، أمثال الدكتور سليم العوا والدكتور طارق البشري، وفهمي هويدي بغض النظر عن اختلافنا معه حول تقويم فهمي هويدي ...فهذه ليست المشكلة ...ب ينما أخونا المهندس الليبرالي الإسلامي المدني (تللو) ...فهو يدعو إلى حرب (صليبية ضروس ضد العلمانية ....إذ يعلن أن العلمانيين :
هؤلاء أعداء يتربصون بنا وبثورتنا وجاهزون لتأييد أي ديكتاتور ومستعدون لصفقة مع النظام تطعن الثورة من الخلف فقط كي لا يصل إسلامي للسلطة. مع الأسف هؤلاء موجودون في كل تنظيمات المعارضة دون استثناء بل قد نراهم ضمن من سيفاوض النظام في جنيف ...مع العلم أنه حتى الآن لم يظهر أحد قابل للتفاوض مع النظام بل وفاوض ...إلا من حزبهم : (الإسلامي الليبرالي ...أمثال معاذ الخطيب ورياض سيف ..... لن تتوقف طويلا عند أرائنا الشخصية ....فسنترك لكم التعليقين ...فهما يعلنان صراحة عن أنفسهما ....
1 - التنعليق الأخواني : ولقد تركناه بكامله نظرا لأهميته العقلانية والعلمية في التحليل السسيولوجي السياسي النبيه :
الدرس المصري جدير بالتأمل واستخلاص العبر والعظات، في 11 فبراير 2011م وأمام المظاهرات العارمة، تخلت دولة الاستبداد والفساد العميقة في مصر عن الرأس (مبارك) لتبقى الدولة العميقة للعسكرالتي تتصرف كدولة داخل دولة بما تملكه من امتيازات ومصادر مالية دون محاسبة. والمهمة المعلنة للعسكر هي الدفاع عن مصر! ولكن بعد معاهدة السلام مع اسرائيل أصبح الدفاع أمراً ثانويا وتحول الجيش إلى حامي للدولة العميقة (السلطة) من أي خطر يتهددها! ووضعت لهذا الجيش قوانين وتشريعات خاصة به ولا مثيل لها في أي دولة أخرى! وكأنه دولة داخل دولة، فلا تُعرف ميزانيته، وله مصارف وشركات تأمين وخطوط شحن وملاحة ومصانع وشركات، ويتسوق رجاله في متاجر خاصة، ولهم مستشفيات ونوادي مرفهة خاصة أيضاً، ويعيش كبار ضباطه وكأنهم ملوك! ولتتصوروا حجم استثمارات هذا الجيش فإنه يقرض الدولةَ الملايين! وله مساعدات أمريكية خاصة لا يستطيع الشعب أن يطلع عليها أو يعرف مصارفها! في 24 يونيو 2012م تم الاعلان عن فوز مرسي بمنصب الرئاسة بنسبة 51.73 % من أصوات الناخبين المشاركين وتولى منصب رئيس الجمهورية رسميا في 30 يونيو 2012 بعد أداء اليمين الجمهوري. كان مرسي في وضع صعب أمام عدة تحديات: 1- في عدم قدرته السيطرة على الجيش 2- وعدم تعاون الكتل السياسية الاخرى معه 3- وعدم تعاون الدول المؤثرة في مصر كامريكا والسعودية والامارات 4- وعدم قدرته على الحفاظ على تأييد (الكتلة المتحركة)، الشريحة الفقيرة المهملة العاطفية التي يتجاوز عددها ثلث المجتمع المصري.
بادر الرئيس إلى إقالة الطنطاوي وعنان في محاولة لتقليص دور العسكر، ولكن يبدو أن هذه الخطوة كانت (ديكور) ولم تشكل أي تغيير حقيقي على هيمنة الجيش. حاول خرق العزلة الخانقة بالتقرب من إيران ودول البريكس، ولكنه صار كمن ذهب ليشرب من البحر ورجع عطشانا. حاول إستمالة وإشارك قوى سياسية اخرى، لكنه لم ينجح بالقدر الكافي لفك الاستقطاب الشديد في المجتمع، لقد عول مرسي كثيرا على الشرعية وكأنه في دولة راسخة في الديمقراطية، وما قدَرَ (الكتلة المتحركة) حق قدرها، حتى أن السياسي الراسخ الدكتور رفيق حبيب ذكر بانه كان يلاحظ اللعبة السياسية الانقلابية التي يحيكها العسكر، ولكنه لم يتوقع حجم المظاهرات التي خرجت تطالب بعزل مرسي...
كتل المجتمع المصري بالتقريب: 10% إخوان و 20% إسلاميين. 40% (كتلة متحركة) فقراء ومهملون ذووا ولاء عاطفي متحرك يدور غالبا مع الاقتصاد والخدمات وفرص العمل، و تتلاعب بهم لقمة العيش ووسائل الاعلام. 20% ليبراليين وعلمانيين، 10% فلول وعسكر. نجح مرسي باصوات الاخوان والاسلاميين ونصف أصوات (الكتلة المتحركة)، وقد أدركت الفلول ذلك مبكرا فاستعدت للجولة الثانية، وحاولت كسب (الكتلة المتحركة) وعملت جهدها لافشال مخططات الازدهار والتنمية التي سعى لها مرسي، ونجحت في مسعاها لحد كبير، تجلى ذلك في خلق أزمات الكهرباء والبترول والغاز وتقليل فرص العمل... وضخمت الماكينة الاعلامية هذا الفشل، ونجحت دولارات الفلول والخليج في إخراج ملايين المتظاهرين إلى الميادين لتعطي مسوغاً ثوريا للعسكر بتنفيذ انقلابهم الفاقع بحجة حقن الدماء مما أدى إلى إراقة كثير من الدماء!!! (الكتلة المتحركة) مع الثورة ومع الرغيف، ، ولما كان مرسي قبل الرئاسة جزءً من الثورة فقد وقفت هذه الكتلة مع مرسي الثوري ضد النظام والفلول، الآن يتراءى (للكتلة المتحركة) أن المعادلة أصبحت الخيار بين السلطة الفاشلة أو (المُفشلة) متمثلة في مرسي وبين الثورة، فاختارت الثورة... لتقع في حضن العسكر والفلول من جديد.
على مرسي أن يعيد المعادلة الآن من جديد لتصبح بين الثورة والفلول، بين الحرية والاستبداد بين الديمقراطية والعسكر... ولو بقيت بين مرسي وخصومه فقط فلن ينجح مرسي. ومن الصعوبة بمكان أن يتكئ مرسي على الشرعية الانتخابية أمام ما يبدو أو يُصوّر وكأنه شرعية ثورية. ولكن جهة حيادية تتصف بالثورية يمكن أن تطرح خارطة طريق حيادية تنتهي بالعودة إلى الديمقراطية وصناديق الاقتتراع من جديد، وهذا ما يحاول أن يفعله ثوريون أفاضل كسليم العوا وفهمي هويدي وطارق البشري... فعسى أن تتكلل جهودهم بالنجاح. لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب...
2 -التعليق الإسلامي الليبرالي : وأيضا نقلناه بكامله كما هو لننقل روح الحرب السجالية في الانحياز الايديولوجي الحزبوي المتعارض مع أية نفحة ليبرالية ...سيما عندما يتم الحديث الحربوي عن ( التربص –الطعن _الصفقة مع انظام - ـ تاييد الديكتاتور ) ...مما يجعلنا مفاجئين بين درجت التمايز في التوازن خطاب الأخ الخطيب المعتدل العقلاني ...وخطاب التشنج (الليبرالي) المتماهي مع خطاب القاعدة ... العلمانية تعني لبعض العلمانيين أن الدين شأن شخصي لا يجوز أن يتدخل فيه أحد ومن حق الناس أن يترجموا معتقداتهم بقوانين حياتهم دون ان يفرضوا معتقداتهم على الاخرين، هؤلاء متصالحون مع أنفسهم ومجتمعهم ولا مشكلة معهم بل إن كثيرا من المسلمين المتدينين هم علمانيين بهذا المعنى. أما عند البعض الآخر ممن أسميهم العلمانيين الأصوليين فالدين عدو يجب مكافحته، والإسلاميون ممنوعون من الوصول إلى السلطة ولو حصلوا على غالبية ساحقة في أي انتخابات ديموقراطية، هؤلاء أعداء يتربصون بنا وبثورتنا وجاهزون لتأييد أي ديكتاتور ومستعدون لصفقة مع النظام تطعن الثورة من الخلف فقط كي لا يصل إسلامي للسلطة. مع الأسف هؤلاء موجودون في كل تنظيمات المعارضة دون استثناء بل قد نراهم ضمن من سيفاوض النظام في جنيف ... أيها القاريء الكريم هل :أيهما الخطاب الأصولي التقليدي الأخواني ...وأيهما الليبرالي الإسلامي الحداثي المدني .....!!؟
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إلى صناع السياسة الأمريكية ..كفانا تلاعبا !! شبع شعبنا تمثيل
...
-
يسألونك: حول مصداقية المرصد السوري لحقوق الإنسان !!
-
وأخيرا تم (الثأر للحسين) من أطفال ونساء (القصير) !!
-
مشكلة الغرب مع الثورة السورية، إهي في إجباره على تغيير عملائ
...
-
أردوغان و -الرعاعية- الأسدية !
-
يسألونك عن أحول الثورة السورية !!
-
أخي الأكاديمي في بريطانيا المعادي للعلمانية، كيف سيكون الغرب
...
-
الدكتور (عيد) يعقب على تحذير (هادي العبد الله) لسمير نشار ..
...
-
هل تدمير الجوامع فعل تقدمي عصري وفق المفهوم الأسدي والطائفي
...
-
صديقنا (الموارض : الموالي والمعارض) الذي لا نعرف حتى اليوم .
...
-
ويسألونك : هل يمكن للثورة السورية أن تكون صفقة أو سلعة للبيع
...
-
ويسألونك عن الملتقى الفكري في باريس و حقيقة ( مديح جيش العصا
...
-
الأخوان المسلمون السوريون لا يملكون فرض مهابتهم المصطنعة إلا
...
-
أية خيبة للشعب السوري ولثورته العظيمة، بل وللعرب بهذا المرسي
...
-
تسبب الأخوان المسلمين بأزمة الثقة في الأوساط المعارضة !!!
-
أبو هريرة الجد المؤسس للفقه السلطاني، والبوطي حفيد جدير بجده
...
-
تحية باسم الشعب السوري لفضيلة إمام الأزهر الشريف : الدكتور أ
...
-
الموجة البيضاء لأجل سوريا
-
نرفض صداقة أي فصيل أو أية دولة (متواطئة سرا أو علنا ) مع نظا
...
-
إلى الأخوة الشيعة -العلمانيين- اللبنانيين !!!
المزيد.....
-
لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور
...
-
-لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا
...
-
-بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا
...
-
متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
-
العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
-
مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
-
وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما
...
-
لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
-
ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|