فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 4174 - 2013 / 8 / 4 - 09:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الحكاية باختصار أن فارسًا محترمًا جاء لمصر وقال: "مصر أمّ الدنيا، وهاتبقى أد الدنيا"، ثم أنقذ مصرَ من براثن رجل قال عرّابوه: "طز في مصر". فعادت مصرُ إلى شعبها، المالك الوحيد. إنه منطق الأمور الصحيح، وتطبيق نظرية العدل والجمال في الأرض. بعدما أُنقذَت مصرُ، فرح شعبٌ عريق، وغضبت جماعة من أعداء الجمال، وقالوا سنحرق الأخضر واليابس، ونقتل الأبرياء ونروّع الآمنين ونفجّر كل المؤسسات إن لم تعيدوا المعزولَ الذي أسقطتموه بثورتكم الهائلة التي قوامُها ثلاثون مليون مصري قالوا: "يسقط حكم المرشد". فخرج ذلك الفارس وأصدر بيانًا للشعب يقول: "فوضوني، ومُروني، لكي أتعامل مع الإرهاب الذي يقوّض دولة مصر، ويهدد أمن شعبها". فقوبل البيانُ بعاصفة من الفرح والتأييد من جموع المصريين. وانزعجت الجماعة ذاتُها! أمر مدهش! لماذا وكيف، وبأي مبرر ينزعج "مصريّ"، أي مصري" من بيان يهدد الإرهاب؟ لماذا انزعج الإخوان؟ هل هم إرهابيون؟ هل نعتبر انزعاجهم اعترافًا علنيًّا بأنهم وراء قتل جنودنا في سيناء وتفجير أنابيب الغاز وقتل الآمنين وترويعهم؟ الحق أنه: "لا ينزعج من مواجهة الإرهاب إلا الإرهابيون"، استلهامًا من نهج مرسي في خطبه.
والآن أوجه لمعتصمي رابعة بعض التساؤلات التي يجب أن يواجهوا بها أنفسهم إن كانوا مازالوا يعتصمون حتى نشر المقال:
هل مازلتم تظنون أن الإخوان حُماةُ الإسلام في مصر، بعد كل ما تبين من كذبهم وخداعهم وتجارتهم باسم الله؟ أم فطنتم أخيرًا إلى أنهم فصيلٌ دمويّ متعطش للسلطة والقتل وتمزيق الأوطان؟
لماذا لا يتقدم قادةُ الإخوان صفوفَكم شأنَ الفرسان؟ هل يجعلون منكم حطبًا لوقودهم، يضحون بكم كما يُضحى بالبيادق في الشطرنج؟
هل تعلمون أن المرشد يفرح بكل قتيل جديد فيكم لأنه سيتاجر بجثامينكم مثلما تاجر بالدين وبالشرعية من قبل؟
هل تعلمون أن أوروبا انفقت عشرة قرون للتخلص من تجار الدين الذين تخلصت منهم مصرُ في عام واحد؟
هل تعلمون أن الحسن بن عليّ، حفيدَ الرسول، تنازل عن الحكم لمن هو أقل كفاءة وشرعية ليحقن دماء شعبه، بينما يستموت المعزول على الكرسي وإن مات شعب مصر كاملا؟
هل تعلمون أن قيادات الإخوان قرروا تحويل مصر إلى ساحة إرهاب، باستخدام ميليشيات حماس وكتائب القسّام الذين ينتشرون في أرجاء مصر مزودين بالأسلحة الثقيلة والمواد المفجرة؟ هل تقبلون أن يُقتل أبناء شعبكم على يد مرتزقة من أجل إعادة رجل وعد بمنحهم أراض مصرية، بلدكم وبلد المصريين؟
أجيبوا لأنفسكم عن تلك التساؤلات، ثم اختاروا أن تكونوا في صف الله والوطن والشعب، أو في خانة طريدي العدالة: المرشد، والعياط.
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟