|
سورية بين الحرية و الفتنة
محمود عبد الرحمن حسونة
الحوار المتمدن-العدد: 4173 - 2013 / 8 / 3 - 23:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سورية بين الحرية والفتنة بداية أنا ضد الدكتاتورية بأبسط صورها ، أو بأبشع أشكالها ،فهي قبيحة بكل صورها و أشكالها و لا تبرير لها ،فالظلم هو الظلم والقهر هو القهر و الاستبداد هو الاستبداد، ولا مخرج للدكتاتورية إلا بالبراءة و التوبة منها. وأنا مع شعبي السوري في مطالبه في الحرية و العدل و الكرامة ،ومع كل الشعوب العربية في خليجنا و شامنا ومصرنا و مغربنا في حقها في الحرية والكرامة . إن مطلب الحرية لا يقتصر على شعبي السوري بل يشمل كافة الشعب العربي ، وإلا فأين واحة الحرية و الديمقراطية في منطقتنا العربية أو حتى أشباه الديمقراطية . إن مشروعية المطالبة بالحرية والديمقراطية لا يتم ببث الفتنة ، إن الأيدي الدخيلة المجرمة استغلت الحالة السورية و أخذت تعبث ليس لمصحة شعبنا السوري بل على العكس ، فأخذت تبث بذور الفتنة الطائفية المقيتة و انساق خلفها الكثير من المضللين ونتج ما نتج من جرائم متبادلة بين الفرقاء تبين تدني القيم الانسانية في هذا الصراع المفجع. إن سياسة (فرق تسد) هي سياسة استعمارية قديمة جديدة غرضها واضح في نشر الفتنة بين أبناء الشعب الواحد لاضعافه، ومن ثم السيطرة عليه، إن ما حدث
في العراق لأوضح دليل على هذه الفتنة، فقد أزاحو ما سموها بالدكتاتورية الصدامية وأحلو مكانها الطائفية المقيتة كالمستجير من النار بالرمضاء على قاعدة فرق تسد إنها صورة لهذه السياسة الملعونة ،فانجرفت العراق إلى صراعات طائفية وقتل بالجملة ، جلبت للعراق الويلات والمآسي. والعجيب والمثير للاستغراب أن بعض من ينادون بحرية الشعب السوري و يذرفون الدموع عليه ليس لهم علاقة بتاتا بالديمقراطية ، بل هم نتاج أعفن و أحقر الدكتاتوريات ، يتآمرون يتاجرون يطأطئون ، يتواطؤن مع كل المؤامرات القذرة هدفهم مصالحهم الضيقة الشخصية أو الأسرية أو النظامية يغدقون أموال طائلة على فتنة خبيثة ليس إلا لخدمة عروشهم ... هل ما يحدث في سوريا هو عقاب لها على دعمها لحزب الله ؟؟؟ وهل ما أصاب سوريا هو بسبب تحالفها مع المشروع الايراني؟؟؟ وهل الحرية للشعب السوري تعادل تدمير سورية؟؟ لو أراد المعنيون وضع حد للمذبحة التاريخية في سورية لاستطاعوا فالحرب الأهلية اللبنانية استمرت ستة عشر عاما و بأمر من السيد الأمريكي انتهت في يوم وليلة باتفاق الطائف ، أما في سورية فغرضهم إطالة صراع اللامنتصر لأطول فترة ممكنة لإنهاك الدولة السورية وإيقاع أكبر الأذى بالشعب السوري ، والمستفيد من ذلك هم أعداء سورية وحريتها، كذلك إلهاء ما يسمون برجال القاعدة والتكفيريين في هذا الصراع تحت بريق إمارة الشام الاسلامية لتصبح سورية وللأسف مكب لنفايات الأسلحة والأفكار التدميرية الهدامة ... إن الرهان كل الرهان في هذا الصراع المقيت هو الشعب السوري بوعيه لحجم المؤامرة ضد بلدهم العريق وعدم خلط الأوراق بين مؤامرة قذرة تستهدفهم وبين حقهم في الحرية والديمقراطية فليتذكر جميع السوريين بطوائفهم ونسيجهم الاجتماعي الذي كان مثال للتعايش السلمي قادتهم العظماء أمثال : إبراهيم هنانو ، والجنرال العظيم يوسف العظمة ، والمجاهد الكبير عز الدين القسام ، والقائد الفذ صالح العلي ، وقائد الثورة السورية البطل سلطان باشا الأطرش،هؤلاء لم تفرقهم الطائفية المقيتة ، ولا نظرتها الضيقة المحدودة،بل جمعتهم أخوّة التراب ،كلهم رفضوا تقسيم بلدهم طائفيا رغم الإغراءات و رغم و رغم ... أدركوا بوعيهم الوطني الأصيل النوايا البغيضة للنيل من وحدة وطنهم ، ونادوا جميعا بوحدة التراب السوري ، بسوريا الموحدة بترابها وطوائفها وشعبها وقيمها الإنسانية الأصيلة ، لم يتنازعوا على حدود و لا على منصب أو سلطة ومما قاله القائد صالح العلي في خطاب الجلاء الذي ألقاه في ساحة المرجة بدمشق): بني الغرب لا أبغي من الحرب ثروة و لا أرتجي نيل جاه أو منصب ولكنني أسعى لعزة موطن أبيّ إلى النفوس محبب كفاكم خداعا وافتراء وخسة وكيدا وعدوانا لأبناء يعرب تريدون باسم الدين تفريق أمة تسامى بنوها فوق لون ومذهب وما شرع عيسى غير شرع محمد وما الوطن الغالي إلا الأم و الأب). الرجال تبكي ، وعندما تبكي الرجال فاعلم أن المصاب جلل وعظيم إن المشهد السوري الحالي يدمي القلب و يوجع الروح ،ويستفز المشاعر الإنسانية الرقيقة للإنسان الحقيقي على وجه البسيطة، إن الطريق إلى القدس لا يمر عبر القصير أو بابا عمر أو خان العسل أو حرستا بل هو معروف للصغير والكبير وللقاصي والداني .وإن درب الحرية والكرامة لا يكون بالطائفية و الفتنة وتشريد الشعب السوري والنيل من إنسانيته وشرفه ، إن ما يجري على أرض الشآم جنون ما بعده جنون...
( ولن يغفر الميتون لمن وقفوا مثلنا حائرين على حافة البئر ، هل يوسف الشامي أخونا الجميل لنخطف منه كواكب هذا المساء الجميل وإن كان لا بد من قتله فليكن قيصر هو الشمس فوق الشآم القتيل)
( أعطوني المال الذي تم إنفاقه في كل الحروب المجنونة وسوف أكسو كل أطفال العالم بملابس الملوك التي يفتخرون بها) (تشالزسمنر)
محمود عبد الرحمن حسونة ( أبو فيصل )
#محمود_عبد_الرحمن_حسونة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجامعات العربية بين الخلل والإصلاح
المزيد.....
-
ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا
...
-
السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا
...
-
-صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ
...
-
بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا
...
-
مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع
...
-
إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا
...
-
مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا
...
-
من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
-
غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ
...
-
طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|