أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - التجربة الإسلامية الحاكمة. نماذج ورؤى _ ج1














المزيد.....

التجربة الإسلامية الحاكمة. نماذج ورؤى _ ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4173 - 2013 / 8 / 3 - 21:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التجربة الإسلامية الحاكمة. نماذج ورؤى
بعيدا عن نبش التاريخ والبحث في ملفاته عن تجربة إسلامية ناضجة يمكن الركون إليها وتعميمها على أنها تجربة الإسلام الرسالي في الحكم عدا فترة الخلافة الراشدة التي انتهت فعليا في عام 40 للهجرة , لا نكاد اليوم نجد نموذج حقيقي ولله مشروعية جادة في كل الصور التي نراها في عالمنا المعاصر وخصوصا منذ إن حطت الخلافة العثمانية نهايتها بيد أتاتورك وأعلان ولادة دولة تركيا العلمانية , ليقر الإسلاميون السياسيون أن كل التجارب لم تكن ناضجة ولم تمثل الإسلام بكل جوانبه بل أن معظمها لا يحمل من الإسلام إلا الاسم.
أمامنا اليوم مجموعة أشكال متناقضة من تجارب معاصرة لنا ولا زالت تعيش تجربتها ومنها من تحطمت أركانه المادية ولكن تأثيره الوجودي لا زال قائما وكلها تدعي أحقية تمثيل الخلافة الإسلامية العنوان الذي يمثل صورية الحكم في الإسلام , فالخلافة لا يمكن عدها من جهة ملكية لأنها تأتي وحسب أكثر ما يزعمون عن الشورى , ولا هي جمهورية تأتي بالحاكم من خلال إرادة الشعب , الخلافة في الحكم الإسلامي لم يتفق المسلمون لهذا اليوم على بيان وحدود وأسس مشروعيته الدستورية ولا عن مصدرها الفقهي.
الدولة الإسلامية في الفكر الإسلامي السياسي التقليدي كيان قائم على كون القرآن الكريم هو الدستور العام للمسمين وهذه الحيثية من مجموعة قواعد ارتكازية أخرى ولكن بالمطلق هي الركيزة والدعامة الأولى التي تفترق عنها كل الأوصاف لذا إننا سنركز عليها في هذا البحث المختصر كطريقة للتفريق بين النظام السياسي الإسلامي شكلا ونموذجا عن باقي الأشكال الدستورية واللا دستورية من أنظمة الحكم, وبالتالي فيكون مصدر المشروعية لكل نظام الخلافة وما يتفرع عنه من قواعد حاكمة ومحكمة ومن قوانين وأنظمة ومفاهيم وممارسات لزاما أن تتوافق مع القرآن الكريم في اتجاهاته العامة الكلية والتفصيلية ,وبالتالي لا يمكن الإعتداد بأي ممارسة سياسية أو فكرية تخرج عن اطارية الدستور الكلية , وهذا ما جعله بالحقيقية يشبه إعلان المبادئ العامة التي تحكم نظرية وفلسفة الحكم في مجتمع ما , إلا أنها تمثل أيضا محل تنازع واختلاف عندما تتعدد القراءات والتفسيرات في شأن هذه الكونية , كما حدثت مرارا وتكرا ابتدأ من تولية الخليفة الأول وانتهاء بالمعارك بين العوائل الحاكمة باسم الخلافة على مر التأريخ حول أحقية شخصية ما دون غيرها من نفس العائلة في الحكم والطرفان مسلحان ومدججان بقراءات تساند هذا وتبطل حجج ذاك وكلها من نفس المصدر القرآن الكريم.
إذن أن مفهوم الدولة الإسلامية التي تتخذ من مفهوم الخلافة شكلها العام تواجه من أول يوم اشكالية البحث عن الضابط المحكم الذي بموجبه يتم اختيار الخليفة وينظم ويؤطر ممارسته للسلطة وحدود اختصاصاته وصلاحياته التي هي بموجب القرآن الكريم صلاحيات تشريعية تبعية وليست أصلية كما هو رأس السلطة التنفيذية ويمثل أيضا قمة النظام القضائي باعتباره الحاكم المرشد الذي يجسد سلطة القرآن في المجتمع أي يجسد لدستور واقعا تفصيليا وبينيا في كافة مفاصل الحياة سواء بالمباشر أو بالنيابة.
إذن فالقاسم المشترك بين التجارب القديمة والحديثة كان استغلال هذه التوصيفات الأساسية للخليفة والتمتع بامتيازاتها والتوسع في فهم حدودها دون ربطها بالأصل التكويني وجعل هذا الأصل الذي شرعها حاكما ورقيبا على ممارسة الحاكم الإسلامي , مستغلا أيض نفس المطاطية التي أشاعها الفكر السياديني عن نوعية لنص القرآني وطبيعته القرائية القابلة لكل المتناقضات والمتضادات , وهنا نؤشر إلا أن حقيقة أن القرآن لكريم حمال وجه لا يعني التناقض ولكن يعني تنوع القراءات التي تأتي بنتائج واحدة دوما , فعندما يقرأ النص من قبل لغوي كوجه من أوجه القراءات يصل إلى نفس النتيجة عندما يقرأ مؤرخ ما ذات النص.
هذا الركون إلى جعل الدستور ونعني به القرآن الكريم من غير زوايا حادة جعلت من كل ما يتفرع عنه ويستخرج منه أو يستند عليه من نظريات وأحكام تخص بناء الدولة ومؤسساتها مهلهلا وقابل للنقض واختراع البديل الذي يستند إلى نفس الإنسيابية التي ولدت الحال السابق وهكذا على مر التاريخ لم نجد أتفاق و استقرار جماعي وجمعي على قاعدة قانونية واحدة بين المسلمين , مما أنتج خلل حقيقي في المنظومة الفكرية السياسية لتي لم تنتج أصلا أي نظرية إسلامية حقيقية للحكم.
إذن التنوع والاختلاف والتناقض بين التجارب السياسية الإسلامية هو السبب الرئيس في عدم تبلور رؤية فكرية موحده مؤطرة إسلاميا ,في الوقت التي فيه كل التجارب تدعي الاستناد إلى حكم الإسلام , وهذا ليس خللا بنيويا ولا نتيجة عدم قابلية الإسلام كدين رسالي في أنتاج نظرية قادرة أن تلبي من جهة حاجات المجتمع للتنظيم والضبط وبنفس الوقت توفر أساس إيماني تعبدي يربط الإنسان بالإنسان والإنسان بالرب , ولكن عدم قدرة المسلمين على إيجاد قاعدة كلية مطقة للتفسير والتأويل من نفس روحية القرآن الكريم وتدخل الكم الهائل من ما هو خارج عن الإسلام في المنظومة الفكرية وزجها لأسباب متعددة في هذه المنظومة ولد لكثير من التنافر وعدم القدرة على الإنطلاق من تلك القاعدة الصفرية التي تجمع المسلمين وفق رؤية رسولية واحدة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السرقة الشرعية حلال والسرقة الغير شرعية حرام.
- العقل المصنوع والنفس الإنسانية
- الحرية نظرة الدين الحقيقية
- مستقبل الحرية ومسئولية النخب
- العقل والإيمان
- تحديث الإسلام لا لأسلمته الحداثة
- الإسلام في المواجهة
- مانديلا الرجل الأبيض الجسور
- التدين وصورة الدين
- السياسة والدين ومفهوم السياديني
- قراءة في فكرة التجديد الديني عند سروش ومعطياتها
- فكرة الأمة الواحدة
- ضرورية الدين عند سروش في ضوء بسط التجربة التأريخية
- الإنسان الكوني ومفهومنا للعولمة
- العولمة وصورة الإنسان الكوني ج1
- العولمة والإنسان الكوني _ج2
- العولمة والإنسان الكوني _ج3
- العولمة والإنسان الكوني _ج4
- مصدرية الوعي الفكر اولا
- مقام التسليم


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - التجربة الإسلامية الحاكمة. نماذج ورؤى _ ج1