أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولاي محمد اسماعيلي - الحوار من أجل حرية الدين والمعتقد















المزيد.....

الحوار من أجل حرية الدين والمعتقد


مولاي محمد اسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1194 - 2005 / 5 / 11 - 11:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


غالبا ما نجد بعض الناس المتبجحين بأنهم ديموقراطيون، ويسعون إلى دمقرطة المجتمع، نجدهم أول من يخرق هذه المبادئ، فيسعون بكل ما يملكون من قوة للإطاحة بمخالفيهم وإقصائهم من الكلام وحتى إذا دعت الضرورة، حرمانهم من حق الحياة التي منحها لهم الله تعالى.

إن سياسة الإقصاء بأي دعوة كانت لاتمثل إلا روح قانون الغاب الدي يأكل فيه القوي الضعيف، هذا القانون الشرس يتجسد في زماننا هذا بامتلاك وسائل الإعلام وترويج الأفكار فيها، والسعي إلى رسم صورة عن الآخر تؤدي إلى إقصائه، مما يؤدي به إذا توفرت له الظروف والإمكانيات أن يرد الصاع صاعين، ويكون إقصاؤه رد فعل أشد وأكثر من الذي مورس عليه، ومن ثم يخسر الطرفان وتخسر معهم الإنسانية.
وإن الديموقراطية تقتضي أن تترك الناس يعبرون عن ما يخالجهم وبكل حرية، وليحتفظ كل واحد برأيه وأفكاره لتكون مادة للنقاش الهادئ والحوار البناء الذي يكون فيه الاحترام سائدا، والسلم هو لغة الأطراف المتحاورة، بعيدا عن أي شكل من العنف والإقصاء الذي يعكر الأجواء ويجعلها مسمومة.

ومن ثم فالحوار هو الأصل، مادام أن الله تعالى خلقنا مختلفين منذ البداية ﴿ولذلك خلقهم﴾. والنظريات العلمية تقول لنا بأن كل إنسان له مميزاته وخاصياته التي تجعله مختلفا عن جميع الناس على وجه الكرة الأرضية ﴿فلو شاء الله لجعلكم أمة واحدة، ولكن ليبلوكم في ما أتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون﴾. المائدة 48.

إذن الاختلاف مسلم به، وقضاء من الله، لا يجد الإنسان منه مهربا، ومادام الأمر كذلك فإن الحوار، ولاشيء غير الحوار هو المنهج السليم، والمبدأ القويم، ليتقبل بعضنا بعضا، ويقبل بعضنا آراء بعض، بل ويسعى إلى إيجاده إذا لم يكن؛ كما يقول الأستاذ جودت سعيد.

فأعظم الديموقراطيات هي التي تسعى إلى إيجاد المخالف ومنحه كل حقوقه ليعبر عن نفسه وأفكاره، وذلك بالحوار والجدال بالتي هي أحسن، من أجل الوصول إلى توافق واقتناع أو أي شيء يجعل المتحاورين متراضين متحابين رغم الاختلاف في الآراء والمواقف.

وإن الإسلام اعتبر الحوار من أكبر قواعده التي لا يمكن إغفالها وتجاهلها وتغييرها بالعنف والإقصاء، فدعوات كل الأنبياء كان أساسها الحوار مع المخالفين، والدخول معهم في سجالات وحوارات بالتي هي أحسن. فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في حواره مع قريش، اعتبر أن طرفي الحوار أحدهم على ضلال مع علمه اليقين أنه على الحق، ولكن ضرورة الحوار تستدعي أن تتنازل عن بعض الأفكار، من أجل أن يحاورك الآخر ويستمع إلى ما تقول، وهو ما يثبته الله تعالى في سورة سبأ : ﴿قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أوإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين﴾. سبأ الآية (24).

ويصل الإيمان بالحوار أجل صوره عندما يتنازل النبي عليه السلام في صلح الحديبية عن لفطتي : بسم الله الرحمان الرحيمّ و محمد رسول الله ، اللتان استبدلتا بـ " باسمك اللهم" و " محمد بن عبد الله" فتنازل النبي عن مسمى النبوة من أجل أن يسود السلم وتنبذ الحرب، وهو ماكان بالفعل عندما فتح المسلمون مكة دون قتال.

فإذا أردنا أن تتجلى نتائج الحوار الحسنة في واقعنا، فلا بد أن نسلم بقاعدة أساسية ورئيسة، ألا وهي أن يومن الجميع أن الآخر يمكن أن يكون لديه نصيب كثير أو قليل من الصواب، لأنه لا أحد في هذا العالم يمتلك الحقيقة المطلقة سوى الله تعالى، فالإيمان بأن المخالف قد يكون لديه نصيب من الخطأ ونصيب من الصواب، يعتبر اللبنة الأساس لانطلاق حوار هادئ وبناء. والإمام الشافعي يقول " رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيري خطأ يحتمل الصوابّ"، بل نجد أن القرآن هو الذي يجسد هذه القاعدة عندما يورد كلام بعض المشركين الذين لا يؤمنون بالله ويشركون به، فيخلده بين دفتي المصحف، حيث يقول جل وعلا: ﴿قالت اليهود عزير بن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله﴾. فرغم الحمولة القوية التي يحملها هذا النص في الإشراك بالله تعالى، فالله أنزلها قرآنا يتلى إلى يوم الدين.

وفي القرآن أيضا يورد الله تعالى قصة عصيان إبليس لأمره بالسجود لأدام، فالله جل شأنه لم يقص إبليس ولم يمنعه من الكلام. فحاوره جل شأنه حوارا مطولا انتهى بتأكيد إبليس الاستمرار في المعصية، بل واستجاب جل شأنه لطلبه بأن ينظره إلى يوم الدين فقال له ﴿إنك من المنظرين﴾.

إن هذا الحوار المذكور في القرآن في مواقع كثيرة له دلالات ومعاني وعبارات، يجب أن تكون قاعدة لنا ونسير عليها في الحوارات التي نجريها مع الآخر، وباعتبارنا مسلمين فالأولى أن تتجسد هده القيم في حياتنا ونسير وفقها لنصل إلى الغاية الأسمى للاختلاف، التي هي الحوار أولا وأخيرا، ونعيش في مجتمع يسوده قبول الآخر.

ولعل من المفاهيم التي نعتبرها خاطئة، الاستمرار في تقسيم العالم إلى ديار للكفر وديار للإسلام. فإذا اعتبرنا أمريكا مثلا دار كفر، فأين سنضع الملايين السبعة من المسلمين التي تتمتع بكل حقوق المواطنة داخل هذا البلد. فهل هي دار كفر أم دار إيمان تلك التي يعيش فيها ذلك الكم الهائل من المسلمين. وإذا كانت مثلا سوريا دولة إيمان وإسلام فما هو موقع الفئات الأخرى غير المسلمة والتي عاشت في هذه البلاد أبا عن جد.

فمن منظورنا الخاص يجب أن نزيل هذا المفهوم في عالم أصبح فيه المسلمون وغير المسلمين، يتعايشون في أماكن العمل، وفي المدن وفي دول يسيرها قانون يسري على الجميع دون تفريق بين الناس بسبب دينهم وانتمائهم. وبهذا يمكن أن نحاورهم، وان نبلغهم أفكارنا، ونبلغهم ديننا وقيمنا، في يسر وبطريقة تحفظ على الاخر كرامته، فنصل غلى ما هو ممكن أن نسميه أن العالم كله دار دعوة، بدل التقسيم الفقهي دار إسلام ودار حرب، لأن هذا التقسيم الفقهي لا يستقيم في عالم اختلط فيه المسلمون بغيرهم، وقل أن نجد بلدا لا يقطنه مسلمون، أو نجد بلدا لا يقطنه كفار.

ولذلك فإننا بتجاوزنا لبعض المفاهيم الضيقة أو الظرفية يمكن أن نؤسس لحوار حقيقي. ولهذا فإن المطلوب من الجميع هو التأسيس لعالم يسوده الحوار، وقبول الآخر، بعيدا عن أي شكل من أشكال العنف و الإقصاء، لأي كان. ومهما كانت أفكاره وتوجهاته ليسود السلم والآمان والطمأنينة. "فالإنسان إما نظير لك في الخلق أو أخ لك في الإسلام" كما يقول الإمام علي رضي الله عنه وكرم وجهه



#مولاي_محمد_اسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشكلة في الاسلام أم في المسلمين


المزيد.....




- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولاي محمد اسماعيلي - الحوار من أجل حرية الدين والمعتقد