إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1194 - 2005 / 5 / 11 - 11:21
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
حدث للذكرى
نهاية سنة 1955 عقد اجتماع بدار زازة الجزائرية الخياطة الكائن بديور صنياك بمدينة القنيطرة، وهي من النساء المقاومات، ساهمت بامتياز في انتفاضة القنيطرة لشهر غشت 1954 واهتمت عن قرب وبحماس كبير بالثورة الجزائرية. وقد حضر هذا الاجتماع ثلة من شبان ديور صنياك آنذاك: عبد الجليل البوصيري وموسى احماو (وهما من المؤسسين لخلية ناصح) وعبد القادر مجاهد بجبهة التحرير الجزائرية واحميدة، وكان الغرض من هذا الاجتماع هو البحث عن مختلف السبل من أجل دعم ومساندة الثورة الجزائرية. وقد انتهى اللقاء بأداء القسم من طرف الحاضرين على دعم الثوار الجزائريين.
وفعلا بدأ التفكير في ترجمة الفكرة على أرض الواقع دون انتظار. وبعد تمحيص ودراسة تم الاتفاق على العمل على استقطاب المجندين الجزائريين في صفوف القوات الفرنسية والمتواجدين بالقنيطرة، وذلك قصد تأطيرهم لحثهم على قبول الفرار من الثكنة والالتحاق بصفوف الثورة الجزائرية ومساعدتهم على ذلك.
وبعد النقاش والتباحث وتبادل الآراء تبلورت الخطة، وتحدد الهدف الواجب بلوغه في تهريب أكبر عدد ممكن من الجنود الجزائريين المقيمين بثكنة "رماة القبايل" (ثكنة الهندسة والمسبح حالياً المجاورة للسجن المدني).
وقد تم وضع اللمسات الأخيرة لحظة التنفيذ بمنزل زازة الجزائرية بديور صنياك بحضور كل من احميدة وبربر وعبد القادر أحد ضباط جبهة التحرير.
وقبل القيام بعملية التهريب والفرار، تمت الاتصالات بالمجندين وتم تهييء أماكن لإيوائهم قبل ترحيلهم وإعداد الملابس المدنية. وقد اتخذت كل الاحتياطات العملية والمادية لاستضافة ما يناهز 300 جندي.
وقد تكلف كل من عبد الجليل البوصيري وموسى احماو بتكوين لجنة لتنفيذ الخطة وللدعم والمساعدة وفعلاً قاما بتكوين لجنة ضمت بوشتى الشياطمي وحمدي البيضاوي وصالح رحال.
وحل اليوم المحدد وكان أحد أيام أواخر سنة 1955، بعد الاتفاق مع ضابط المداومة بالثكنة. وفي كبد الليل كانت المجموعة بعين المكان، وضمت عبد الجليل البوصيري وموسى احماو وحوري وادريس وزازة الجزائرية بحضور الكولونيل بلميلودي والعربي بلعربي وسائقي الشاحنات. اقتحمت المجموعة الثكنة من الجهة الشمالية (خلف السجن المدني) والتحقت بالجنود الجزائريين الذين كانوا على استعداد في الموعد المحدد، تم اقتحام مخزن الذخيرة والاستيلاء على بعض الأسلحة. وتوجهت الشاحنات الثلاثة صوب دار أحد قياد الاستعمار. ومن ثمة تمكن الجنود الجزائريون الفارون من الالتحاق بالجزائر عبر ميدلت والراشيدية وعين شعير و من تمة إلى الجزائر، وبذلك كلّلت هذه العملية الجريئة بالنجاح.
المرجع: شهادة شاهد عيّان ساهم في بلورة الخطة وإعدادها وتنفيذها وهو عبد الجليل البوصيري وبتأكيد من طرف رفيقه في الدرب موسى احماو.
إدريس ولد القابلة
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟