أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - دمُ المصريّ، الرخيص!!














المزيد.....

دمُ المصريّ، الرخيص!!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 07:24
المحور: حقوق الانسان
    


على مدى عهود الانحدار، تكوّن لدينا، نحن المصريين، ما يشبه الميثاق غير المكتوب يشرحُ قائمة أسعار "دمائنا"، تبعًا للمكان والزمان و"المُسعِّر"، أي الجهة التي تضع "تيكيت" السعر.
نسافر إلى دول أوروبية أو جنوب شرق آسيوية أو أمريكيا أو كندا، فيصبح سعر دمائنا مرتفعًا، مساويًا لسعر دم أي مواطن في تلك الدول. فقيمة "الإنسان" هناك هي الأغلى. ولو سافرنا للعمل في دولة خليجية، نكتشف أننا إنسان من مرتبة متدنية، سعر دمائنا رخيص، حسبما يقرره السيد الكفيل. ربما الإمارات فقط بين الدول العربية، وحدها نجحت في توحيد سعر الدماء بين مواطنيها ووافديها، إذ اتبعت نظرة الغرب الثابتة للإنسان، بصرف النظر عن جنسه وعرقه وعقيدته. هو ببساطة، إنسان، أي أرقى ما خلق الله، وكرّم. فدماءُ المصريين، مثل سائر دماء البشر، منذ أزل الخلق، وحتى الأبد، غاليةٌ لدى خالقنا الرءوف الرحيم.
أما داخل وطننا مصر، فالأمر يختلف. فدماؤنا، الغالية في الغرب، بحكم القانون وحكم الإنسانية، رخيصةٌ لدى حكّامنا وحكوماتنا، على مرّ تبدُّل الحكام وتعاقُب الحكومات. وكان كفاحنا الدائم، طوال التاريخ، هو محاولات لتعديل ذك الميثاق المجتمعيّ المغلوط، وتعديل شروط المواطَنة العرجاء، من أجل كتابة، وتفعيل، دستور آدمي كريم يُعلي من شأن المواطن أمام حكومته، وحاكمه، ثم يساوي بين المواطنين كافة، دون النظر إلى نوعه أو طبقته الاجتماعية أو لونه أو عقيدته. وما كانت ثورات 1881، 1919، 1952، 1977، 2011، إلا فصولا من سلسال معارك طوال بين المحكوم والحاكم من أجل انتزاع الكرامة والعدالة والحرية التي يتفنن حكامُنا في حرماننا منها عهدًا بعد عهد، وعقدًا في إثر عقد.
ولم تنجح ثورة 2011 في ضبط الميزان المعوجّ بين الحاكم والمحكوم، لأنها، لسوء الحظ، جلبت لنا حاكمًا أكثر فاشية وعنصرية من سابقه الذي أسقطناه. فكان لابد من موجة ثورية جديدة، أرجو أن تكون أخيرة، لكي تضعنا على بداية طريق الحرية والكرامة والعدالة. وكانت ثورة 30 يونيو 2013، التي أعادتنا إلى المربع رقم "صفر"، الذي كنا وصلنا إليه يوم 12 فبراير 2011، وكأننا كافحنا عامين ونصف العام لكي نعود إلى المربع الأول، بعدما جرفنا بعيدًا عنه الإخوان بفاشيتهم وطمعهم ودمويتهم.
وضعتنا، إذن، ثورة 30 يونيو على "بداية" الطريق الصحيح، وهو أن يقف "النظام"، متمثلا في الحاكم والحكومة والجيش والشرطة، في خانة واحدة مع "الشعب". وهو منطق الأمور البسيط. بعدما ظلّا كلاهما: النظام والشعب، طوال العصور المنصرمة، على طرفي النقيض، كخصمين عنيدين! يجهد الأول في قمع الثاني، ويكافح الثاني من أجل انتزاع حقوقه وكرامته من قبضة الأول.
لكن ما يحدث الآن غريبٌ وشاذٌّ على "كتالوج" المواطن المصري الذي فتحنا عيوننا عليه! بعدما بدأنا في تصحيح مسارنا، ولأول مرة في تاريخنا تختفي من ثوراتنا ووقفاتنا الاحتجاجية قنابل الغاز المسيّل للدموع وعُصيّ الأمن المركزي، وبدأ دمُنا المصري يستعيد غلاءه وكرامته لدى حكومتنا ونظامنا الشرطي الذي أخذ صفّنا، نحن الشعب، لا صفّ الحاكم الغاشم، في هذه اللحظة التاريخية المشهودة، ظهر في الأفق نذيرٌ جديد مخيف لم نعتده. أصبح دمُ المصريّ رخيصًا على المصري! لأول مرة نجد المواطن المصريّ يقتل أخاه المواطن المصريّ! من يُقتلون كل يوم منذ عزل مرسي، يسقطون على يد مواطنين مصريين، بصرف النظر عن انتماءاتهم الحزبية والسياسية والفكرية. أصبح دم المصري رخيصًا لدى أخيه المصري! وهو مؤشر شديد الخطورة، أراه أسوأ ألف مرة من كتالوجنا القديم الذي كافحنا طويلا حتى أصلحنا عوراه. أرجو ألا نكون على أبواب حرب أهلية، لا قدرها الله!



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبّة تمر، وصليب أزرق
- مقال الذي مُنع من النشر في عهد مرسي
- عصام العريان، وحكايا عالم سمسم
- الفريق السيسي، صانع الفرح
- عزيزي مقهى إيليت
- يعقوب، وطفل يحمل الكفن
- مفتاح الحياة، يا مصرييييييين!
- إيد واحدة
- الشاهدُ على لحظة الفرح: المقدم حسين شريف
- حلمُ العودة إلى 1954
- مادةٌ -فوق- دستورية!
- -نريدْ/ إسقاط/ ْأبواقِ النظام -
- يومٌ آخر من ميدان التحرير، قلب مصر النابض
- لليوم الخامس عشر على التوالي، يحدث في مصر
- نحتاجُ رئيسًا بحجم تحضّرنا
- رسالة إلى كل أسرة مصرية، أرجوكم، لا تكونوا طابورًا خامسًا
- أكتب إليكم من ميدان التحرير
- احذرْ كتابَ التاريخ
- جمعةُ الغضب الساطع
- أشرف ثورة في تاريخ مصر


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - دمُ المصريّ، الرخيص!!