أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - على حسن السعدنى - ملامح الدور الجديد لوزارات الخارجية















المزيد.....

ملامح الدور الجديد لوزارات الخارجية


على حسن السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4173 - 2013 / 8 / 3 - 07:00
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


: على العكس من بعض الكتابات التي تركز علي تناقض أهمية الدبلوماسية الرسمية لوزارات الخارجية نتيجة للتطورات التي أحدثتها ثورة المعلواتصالية ، نجد أن الفرص التي أتاحتها والإمكانات التي توافرها تفتح آفاقا جديدة لدور مرموق تقوم به وزارات الخارجية في عملية صنع اتخاذ وتنفيذ قرارات السياسة الخارجية . وهذا بالطبع إذا ما تم تطوير العمل بهذه الوزارات وتكييف هياكلها الإدارية للدور المرموق المتاح
فخلاصة القول انه أمام وزارات الخارجية فرصة لتوفير الوقت والمجهود الموجهين لتجميع البيانات والمعلومات الخام. فالإعلام ومؤسسات المعرفة المختلفة من جامعات ومراكز أبحاث يقومان بهذه المهمة الآن. والإمكانية متاحة لتوجيه الوقت والجهد إلى

مهام أكثر إبداعا تتطلب طبعا نوعا خاصا من العمالة للالتحاق بالعمل الدبلوماسي تتميز بروح المبادرة والقدرة على الإدارة ، التعامل مع التقانية ، والملكات الفكرية والمهارات البحثية العالية ، والقدرة على الاتصال بكفاءة وقيادة الفرق والمجموعات والثقافة المتنوعة الواسعة أي باختصار " عمالة الألفية الثالثة " .
ويستلزم هذا بالطبع إعادة تنظيم داخل الهياكل الإدارية لتأهيلها للقيام بالمهمة الجديدة مثل إمكانية استحداث أو تدعيم إدارات مختصة بمتابعة التطور العلمي والتقاني وإدارات للعلاقات العامة وما إلي ذلك من تطوير إداري .
كما أنه من المحتمل أن تتجه وزارات كثيرة إلى إنشاء مراكز بحثية وبنوك التفكير ملحقة بها يمكن تكليفها ببحث ودراسة الموضوعات المطلوبة وذلك مع تمتعها بمرونة التحرك وحرية في التعبير هي في حاجة إليها للقيام بأبحاث إبداعية .
أما عن كيفية التعامل مع المعلومات والبيانات الخام ، فهناك قابلية لتكييف مناظيم إدارة المعلومات التي طورتها مؤسسات الإعلام الدولية العملاقة . في جملة واحدة ، هناك إمكانية وفرصة لوزارات الخارجية أن تتحول من محصل للبيانات ومجمع للمعلومات ، ومنفذ للسياسات إلي متلق للمعرفة ، ومنسق للمجهودات ، مفكر في البدائل ومخطط للاستراتيجيات .
ثانيا : دور المعلومات في الحياة السياسية علي الصعيد المحلي:
الدعم التوجه نحو الديمقراطية :
لعبت تكنولوجيا الاتصال الحديثة أدوارا سياسية مهمة خلال الثمانينات . ومن تلك الأدوار دورها في تهيئة ودعم الانتفاضة نحو الديمقراطية فى شرق أوروبا والاتحاد السوفيتي ثم تسريع إيقاع حدوثها . ومازلت تلعب هذا الدور في كثيرا من الدول النامية ودفعها نحو الديمقراطية .
اختراق الحصار الإعلامي الداخلي للدول ودعم الأنشطة المعارضة به :
كما أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كان لها دور في تعريف الرأي العام الدولي ببعض الأحداث السياسية في دول العالم الثالث مثل : مذبحة صابر أو شاتيلا والانتفاضة الفلسطينية ( انتفاضة الحجارة ) في الاراضى المحتلة من خلال تهريب الأفلام التي صورها الفلسطنيون بكاميرا الفيديو المحمولة إلى الخارج وتسريبها إلى وكالات الأنباء العالمية التي قامت ببثها تليفزيونيا فاخترقت الحصار الإسرائيلي الإعلامي على أنباء الانتفاضة خلال التسعينات .
وخلال جهود المعارضة الإسلامية الشيعية لتدمير حكم الشاه في إيران خلال نهاية السبعينات والتي قادها الإمام الخميني من باريس استخدمت سريا متسعا سواء أعدت داخل إيران أم هربت إليها من الخارج .

أضف إلي ذلك حرية الرأي والصحافة التي أصبحت مكفولة للجميع فقد أصبحت العديد من الأخبار والأحداث تتناقل بين الدول مباشرة ولم يعد هناك ما يسمي المعلومات السرية إلا في موضوعات نادرة جدا .

التأثير علي البناء السياسي الداخلي للدول :
ويؤكد فاروق أبو زيد علي وجود مظهر آخر لمخاطر الثورة التكنولوجية في مجال المعلومات ، علي البناء السياسي الداخلي للدول المتقدمة نفسها ، ثم علي العلاقة بين هذه الدول ، وغيرها من الدول النامية ، فقد تضخمت إمكانات المؤسسات الخاصة العاملة في مجال إنتاج المعلومات في الدول المتقدمة ، وأصبح لها نفوذ كبير على عملية صنع القرار علي المستوى الوطني ، وغالبا ما يتعدي هذا النفوذ الحدود الوطنية إلى المستوى الدولي وخاصة بالنسبة للمؤسسات ذات النشاطات الدولية ، أو المؤسسات المتعددة الجنسية ، الأمر الذي يهدد ديمقراطية الاتصال والإعلام سواء علي المستوي الوطني أو الدولي .


زيادة كونية العالم:
كان من شأن التطورات الحديثة في نظم المعلومات والاتصال حدوث توحيد متزايد للعالم بوصفه مكانا للاتصال والتبادل بين البشر والثقافات حيث يلتقي الناس بصورة متزايدة في حياتهم اليومية بثقافات أخري ويكتشفون قيما متغايرة ويتعرفون علي إنسانية متعددة الوجوه .
وبالتالي يمكن القول أن التطورات الراهنة في تكنولوجيا الاتصال قد ساهمت في زيادة كونية العالم أو زيادة الترابط والالتحام بين الأجزاء المكونة لكوكب الأرض من النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية بصورة لم تشهدها البشرية من قبل وأصبح اتخاذ قرار سياسي اقتصادي في بلد ما يمكن أن يؤثر فعلا علي حياة ملايين البشر في أماكن بعيدة .
التأثير علي المشاركة السياسية :
ويتوقع أن يكون النظام السياسي في مجتمع المعلومات هو الديمقراطية القائمة علي المشاركة بدلا من الديمقراطية النيابية التقليدية في مجتمع الصناعة ، إلي جانب المزيد من تدخل وسائل الاتصال في الأمور السياسية بدءا من تقديم المرشحين للانتخابات وانتهاء بعمليات الحشد والتعبئة السياسية وتسهيل مهمة الحكومة في الحكم ، مع استمرار توظيف تكنولوجيا الاتصال الحديثة عبر الوسائل المختلفة

المحلية والإقليمية والدولية في معالجة القضايا السياسية - خاصة التليفزيون عبر شبكاته الوطنية والدولية وقنواته الفضائية – التي أدخلت العلاقات الدولية ما أطلق عليه دبلوماسية الإعلام الالكتروني ، ففي النرويج تمت أول تجربة – عام 1993 – انتخابات عامة الكترونية
وهناك مشروعات مستقبلية يخطط لها الآن سوف تمكن المواطن من المشاركة في قياسات الرأي العام ثم في الانتخابات عبر أجهزة التليفزيون التفاعلية التي توظف الحاسبات الالكترونية في تحويل جهاز التليفزيون التقليدي أحادي الاتجاه الهادف إلي التسلية أساسا إلى جهاز تفاعلي ثنائي الاتجاه له دور أساسي فى دعم عملية المشاركة السياسية .
و من الآثار الناجمة عن تكنولوجيا الاتصالات وتأثيرها علي السياسة أنها سهلت على السياسيين معرفة ما يفكر فيه الناخبون، فاستطلاعات الرأي تعد بمثابة تكرار للسياسات المتفاعلة.
زيادة الفجوة الاتصالية بين الدول :
أن الآثار التي نجمت عن تطورات تكنولوجيا المعلومات والاتصال قد خيبت الآمال التي عقدت عليها ، وأسكتت الأصوات المتفائلة ، أدي التطور التكنولوجي إلى زيادة الفجوة بين الدول الصناعية من ناحية والدول النامية من ناحية أخرى حيث وجدت دول تتمتع بوفرة في الإنتاج الإعلامي ، ودول أخري تعاني من مجاعة في هذا الإنتاج .
ويؤدي ذلك إلي مزيد من الاختلال في التدفق الإعلامي وعدم وضع آية قيود علي انتقال المعلومات من الدول الغربية المتقدمة إلى الدول النامية في العالم الثالث ، الأمر الذي يكرس في نظر البعض مبدأ التدفق الحر للمعلومات أو ما يصفه البعض بالغزو الإعلامي مع جوانب الغزو الأخرى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المكمل لها .

زيادة الهيمنة الاتصالية :
والهيمنة الاتصالية وفقا لرؤية بويد باريت – تعني العملية التي يخضع بموجبها نظام أو نظام الاتصال من حيث الملكية والبناء والتوزيع والمضمون لدولة معينة أو مجموعة من الدول لنفوذ وضغط المصالح الاتصالية لدولة أو دول أخرى دون تأثير معاكس أو متوازن من الدول التي خضعت للهيمنة
يري البعض أن تكنولوجيا الاتصال الحديثة تشكل احد المظاهر الرئيسية للهيمنة الاتصالية علي المستوي الدولي إلي جانب التدفق الإخباري الدولي ، البرامج والأفلام المستوردة والإعلان الدولي
وهذه الهيمنة الاتصالية تتم على أكثر من مستوي بعض المؤسسات الإعلامية والتكنولوجية ذات الإمكانات الاقتصادية والتكنولوجية التي تجعلها تتحكم في نسبة كبيرة من الإنتاج الثقافي والإعلامي وبالتالي حركة تدفق المعلومات في المجتمع ، وعلى المستوى الدولي حين يتحقق المزيد من الهيمنة الاتصالية للدول ذات الإمكانات التكنولوجية الاتصالية الأقوى والأكثر انتشارا علي الدول الفقيرة اقتصاديا وإعلاميا
انهيار السيادة الإعلامية للدولة:
ونتيجة للثورة الراهنة في تكنولوجيا الاتصال ، والطابع الدولي لوسائل الاتصال ، وتطور الوظيفة الإخبارية وازدهارها بعد استعانتها بالتغطية الإعلامية التليفزيونية المعتمدة علي الأقمار الصناعية ، والمستفيدة من البث التليفزيوني المباشر عبر الأقمار الصناعية ، واتساقا مع مفهوم الحق في الاتصال ، أصبح من الصعب حاليا إخفاء خبر محلى في دولة ما ، فإذا قررت حكومة في العالم الثالث مثلا ، أن تخفي عن مواطنيها واقعة معينة لأغراض تتعلق بأمنها القومي أو لأغراض تتعلق بهيبة النظام السياسي ، فان تفاصيل هذه الواقعة ستصب حتما إلى مواطنيه عبر وسائل أخري فقد تصل عبر صحف المعارضة ، أو محطات الإذاعة الدولية التي تعتمد على الموجة القصيرة أو محطات التليفزيون الدولية ، التي أصبح من الصعب التشويش علي إرسالها ، لارتفاع التكلفة الآن واستحالة ذلك تكنولوجيا في المستقبل بعد إنتاج أجهزة الاستقبال التليفزيوني المزودة بهوائي استقبال إرسال الأقمار الصناعية داخلها ، وبذلك – لم يعد أمام أية دولة سوى أتباع سياسة إعلامية تقوم على الصدق والواقعية والموضوعية .



#على_حسن_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المعلومات في الحياة السياسية في المجتمعات المعاصرة
- السيسي يعيد صورة عبد الناصر إلى الأذهان.
- مفهوم الاستراتجية
- نمط التفكير الاستراتيجى
- الإدارة الاستراتيجية في الأجهزة الحكومية
- يوم الكرامة 1973
- سيناء قومية وإستراتيجية
- الأمم المتحدة تدعو إلى نبذ العنف فى مصر
- انجازات الأمم المتحدة un
- - إنجازات الأمم المتحدة فى مجال حماية حقوق الإنسان ، والمجال ...
- أنواع المنظمات الدولية
- فكرة عامة عن الأمم المتحدة
- الرؤية الأمريكية للشرق الأوسط
- ا لصراع الدولي دور الرأي العام والعامل النفسي
- الأستراتيجية الأمريكية في إدارة الصراع إدارة الصراع الدولي ت ...
- رؤية جديدة للسياسة الخارجية الأمريكية تعاظم دور الأداة العسك ...
- للأهداف أجنحة المحاضرة السابعة والاخيرة فى ( التنمية البشرية ...
- الصعود للقمة المحاضرة السادسة للنتمية البشرية
- الطريق الى الامل المحاضرة الخامسة تنمية بشرية
- الجيش المصرى خط احمر


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - على حسن السعدنى - ملامح الدور الجديد لوزارات الخارجية