صالح سليمان عبدالعظيم
الحوار المتمدن-العدد: 4173 - 2013 / 8 / 3 - 00:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
1- لأن الغرب الذي يحتمي به الإخوان غرب إنتهازي لا تهمه سوى مصالحه بغض النظر عما يصيب مصر من كوارث المتأسلمين. هذا الغرب الذي دلل الإخوان منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتى عزل السيد مرسي يتحول الآن ويلهث وراء السيسي ومواقفه الوطنية التي تسعى للنجاة بمصر من مستقبل يشابه المستقبل الليبي أو العراقي أو السوري.
2- لأن الإخوان مثلهم مثل الغرب لا يهمهم سوى أنفسهم ولتذهب مصر إلى الجحيم، هؤلاء المتحجرين فكريا والقاصرين عقليا والبعيدين تماما عن الإنتماء للأوطان، ليس لهم من هم سوى مشروعات وهمية تتجاوز فكرة الأوطان لتنتمي في أحضان الخلافة وما يرتبط بها من أمنيات وتمنيات لا تستند لقوى فعلية وحقائق المسار الكوني الراهن.
3- لأن المتسترين بعباءة الإسلام والمتمسحين به لم يقدموا لمصر أي شيئ يذكر، ولم يسعون لرقيها وتنميتها واللحاق بمسار الدول المتقدمة، فمسيرتهم مسيرة الإغلاق والقتل والتحريم والكراهية. يكره الإخوان كل ما يخالفهم ولا يرتبط بهم ويؤيد خطواتهم. بل إن الإخوان يكرهون أكثر ما يكرهون سيرة هؤلاء الذين دافعوا عنهم سواء أكانوا حقوقيين أو كتاب أو مثقفين أو رجال دولة.
4- أتمنى أن يجيب أي شخص عن السؤال التالي: ما هو الشيئ المتميز أو حتى غير المتميز الذي قدمه الإخوان لمصر وللعالم طوال تاريخهم؟ هل أنتجوا ثقافة معينة؟ هل أنتجوا مفكرا واحدا؟ علينا أن نتذكر وزير الثقافة الإخواني في عهد السيد مرسي وضحالته الفكرية غير المسبوقة. علينا أن نتذكر إنتاج سيد قطب الدموي، علينا أن نتذكر كتابه الذي كتبه إبان زيارته لأميركا وهجومه الشرس على المجتمع الأميركي الذي لم يرى فيه سوى البارات والحانات.
5- لا يقبل الإخوان التعامل مع الآخرين والذوبان في كينونة واسعة وشاملة، هى كينونة الوطن وأحضانه الواسعة والدافئة. فهم لا يرون أنفسهم إلا من خلال عقلية الجيتوهات المغلقة الرافضة لكل ما يغايرهم أو يخالفهم الرأى والفكر والأيديولوجيا.
6- يرفض الإخوان التنوع ولا يتعايشون سوى من خلال اللون الواحد واللغة الواحدة والجماعة الواحدة، من هنا فلا نجد أي خلاف بين الرئيس مرسي أو محمد بديع أو الست أم أيمن. هذه الحالة تشبه زواج الأقارب الذي ينتهي بحالة من الإعاقة العقلية التي تنتاب المنتمين والممارسين لها والواقعين في سياق أسرها.
7- في ضوء ماسبق، نحن وبكل تأكيد نواجه جماعة معاقة فكريا وعقليا وإنسانيا؛ فالعالم الجميل الواسع المتنوع والمبدع لا يتسع للمصريين ومعهم هؤلاء؛ فهل هناك من حل؟ بالتأكيد هناك العديد من الحلول، لا يمكن من بينها أن نتجاهل القوة والحزم، ووعى المصريين، هذا الشعب الجميل الذي أفسده الإخوان، وغيرهم من المتأسلمين والمرتزقين من ورائه!!
#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟