أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - إنهم يداعبون الغريزة والشهوة والعنف-لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون.















المزيد.....

إنهم يداعبون الغريزة والشهوة والعنف-لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون.


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4172 - 2013 / 8 / 2 - 20:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون (35).

مازلنا نؤكد أن الدين هوية جماعة بشرية تعبر عن مشروع وحدتها وإنتماءها وتميزها فيكون المعتقد بمثابة بطاقة هوية وميثاق جماعة يحدد ملامح وجودها من خلال مشروع إجتماعى جامع ينصهر داخله وعى الجماعة ,مخزنة حصيلة تجاربها وتاريخها طارحة تبلور لثقافة فكرية تصيغ وعيها وميراثها المعرفى ورؤيتها للحياة والوجود غير غافلة صياغة منظومة سلوكية تنظم العلاقة بين أفرادها ومحددة للعلاقة مع الآخر المختلف عن الجماعة .
الدين فكر بشرى يرمى إلى تسييج الجماعة ووحدتها وتنظيم علاقتها ومصفوفاتها إلا أنه ليس شئ طارئ كمشروع مُستحدث جاء فجأة بل يمكن القول أن التاريخ حبل بمفرداته كثقافة وفكر بشرى ليس وليد اللحظة , وإذا كنا نعتنى بدراسة أى دين فسنجد الهيكل الرئيسى مثل الإيمان بفكرة الإله ليكون شكل هذا الإله وملامحه ونمنماته من إبداع كل جماعة تسقط فيه رؤيتها التى تصبح فيما بعد هويتها الخاصة .

هناك ميديا هائلة تروج أن الأديان سواء وضعية أو منسوبة للسماء جاءت لتهذيب وتقنين غرائز الإنسان وسلوكياته وأعتقد أن هذه المقولة تحمل مغالطة وإلتفافية فصحيح هى وضعت حدود للغرائز ولكن ليس لتهذيبها بل لمداعبتها والتلذذ بإستنفارها وتنشيطها ومنحها المزيد من الحيوية بحيث يصاحب تحقيق الغريزة شئ من النشوة والمتعة .
قد يندهش البعض من تصور الدين كمداعب للغريزة والشهوة الإنسانية ,فالمتعارف لدى الكثيرون أن الدين يٌهذب الغريزة والشهوة ويكبح جماحها بل هناك مبالغات لبعض المعتقدات تتسم بالقسوة الشديدة تجاه الغريزة والشهوة لنجد نُساك وزهاد ولكن عندما ندقق فى تعاطى الدين مع الغريزة والشهوة والعنف وطرق معالجته لها سنتلمس أن هناك رغبة فى تصعيد الغريزة والشهوة والعنف أو قل تزويقها وإثارتها أو قل التعاطى معها بأسلوب يهدف لتجديدها وتنشيطها لتتحقق بمذاق خاص , بالطبع من يداعب الغريزة والشهوة هو فكر الإنسان ليصيغ رؤيته ومراوغاته عبر المنظومة الدينية لتمنحه مظلة فى مداعبة الغريزة – دعونا نرى

- الصوم مداعبة الإنسان لشهوة للطعام .
يعتبرون الصوم فريضة وشعيرة وطقس يتم التعاطى معها وفق هذا المنظور فهو فى الفكر الإسلامى فريضة واجبة للتقرب والتذلل للإله ,ووفق الفكر المسيحى وسيلة للتحصن ضد الخطية والشيطان ونيل البركة , أما قصة الإحساس بالفقير فهى غير واردة فى صلب هذه الشعيرة ليطفى عليها المُحدثون تلك الهالة الرومانسية .
الإنسان إكتشف بالفطرة أن اللذة تتحقق من الحرمان وكلما كان الحرمان شديداً كلما كان نيل اللذة رائعاً فعندما نأكل على الدوام وفى مواعيد منتظمة فلن يكون للطعام نفس الإشتهاء والرغبة واللذة مثلما نأكل بعد حالة جوع .. عندما نتجرع كأس ماء بارد بعد ظمأ شديد لحلق شديد الجفاف سيكون لهذا الكأس متعة رائعة عن تجرع الماء بشكل إعتيادى ..عندما ندخن سيجارة بعد حرمان من التدخين ستمنحنا متعة متميزة عن أى سيجارة أخرى ندخنها فى الأوقات الإعتيادية .
يكون الصوم المتمثل فى الإنقطاع عن الطعام والماء والتدخين أو الصوم الذى يحرم الإنسان من الأكل الحيوانى هو بحث الإنسان عن تنشيط شهوة الإشباع وتحقيق اللذة من خلال المرور داخل نفق الحرمان .. الإنسان هنا يداعب لذته وغرائزه وشهواته قاصداً أن يحقق حالة من التجديد والحيوية للغريزة والشهوة بكسر حاجة معتادة فقدت متعتها من رتابة ممارستها .. إنه يطلب اثارة الشهوة وليس إطفاءها للوصول للحظة من المتعة المتميزة .

- الدين يمارس مداعبة غريزة الجنس ويخلق الشهوة والشبق والهوس ويحلل الشذوذ المرضى.
هناك رؤية راسخة أن الأديان مارست تهذيب الغريزة الجنسية بل يذهب بعض المحللين النفسيين للقول أن الأديان تُمارس كبت شديد للجنس – بالفعل يمكن القول أن الأديان مارست فعل التقنين والكبت ولكن ليس من أرضية تحجيم الغريزة وتهذيبها بل من منطلق مُداعبة الغريزة وتأجيج الشهوة لخلق متعة تبغى التحقق برونقها وتوهجها وهياجها وهوسها. فالجنس إحتياج غريزى والشهوة مُنتج فكرى لتزيين الغريزة لذا نستطيع القول أن الإنسان مارس على ذاته عملية حرمان للغريزة ليحقق متعة تحقيقها .
لا نستطيع أن ننفى رأينا فى أن مؤسسة الزواج وتحريم الممارسات الجنسية الحرة خارجها جاء فى إطار رؤية ورغبة الملاك الحفاظ على أملاكهم فهم يبحثون عن ضمان نقاء الوعاء الجنسى بقدر الإمكان لضمان منتج من هذا الرحم يكون ثمرة انتاجهم الخاص لضمان إستحقاقهم بإنتقال الملكية إليهم .. فرؤية الملكية هى السبب الرئيسى فى إبداع مؤسسة الزواج وتحريم العلاقات الجنسية الحرة وليس لأن هناك إله يجلس على عرشه يراقب هذه الممارسة الجنسية منزعجاً من ممارسات تتم لا يجد لها ورقة زواج مع ممارسيها , فالمُلاك هم من جعلوا فكرة الإله ينتفض من الممارسات الجنسية حتى لا تطال أوانيهم الجنسية .

الإنسان كائن رائع ذكى يخلق من الفسيخ شربات كما يقولون أي أنه يستطيع التأقلم والإبداع من خلال الألم ففى ظل الحالة المحاصرة لتحقيق غريزته وحاجته الجنسية أبدع المتعة من رحم الحصار والحرمان فهو يعيش حلم التحقيق مثل الصائم عن الطعام والماء فيكون حال نيله إياها ذات متعة خاصة بل يتولد شعور بمتعة مستمرة من حالة الإنتظار ونسج الأحلام والشبق ,فالمتعة هنا تولدت من الإنتظار لتحمل الشغف والحلم والتماهى فى الخيال لذا ينتج العقل خيالات ممتعة عن الجنس يقتات منها فلا تقتصر اللذة على التحقيق بل تتولد من استدعاء خيالات والتماهى فيها للحظات كثيرة أى التلذذ بحالة من الهوس تستحوذ تلافيف الدماغ لأوقات أكثر لتتحقق متعة تجد زادها وتأجيجها من الحرمان .. أى أن الإنسان خلق متع مفتوحة بالحلم تمنحه لذة فى الإرتواء بعد ظمأ حيث الإرتواء والظمأ يصبحا ذات معنى ولذة - لقد جعل للجنس معنى هوسى بدلا من كونه حاجة فهو يداعب خيالاته وأحلامه وهوسه من حالة الحرمان بإنتظار اللحظة المناسبة لتحقيق حلم الممارسة الجنسية التى تبنى متعتها على متعة الإنتظار والحلم والشبق لذا يخلق الإنسان الشهوة ويؤججها ويرسمها ويضيف إليها ملامح تمنحه متعة الهوس الجنسى لأوقات كثيرة كما نرى حال شبابنا الذى يعيش فى فضاء حلم الجنس .

الدين إعتنى بأن يكون الجنس داخل مؤسسة الزواج حرصاً على حفظ الأنساب ونقاء الأوانى الجنسية لتنتج إنتاجها فى إطار حفظ الملاك لأملاكهم كما ذكرنا ليخلق الإنسان من هذا الحرمان والقيود الفضاء فى مداعبة أحلامه و شبقه من داخل أتون هذا الألم أى ان المؤمن فى ظل المناخ الدينى المتعنت خلق حالة من المتعة فى استحضار اللذة من الحرمان ولكنه بهذا يبدد الحياة فى هوس الجنس ليستأثر على تلافيف دماغه فيتحول الجنس من حاجة طبيعية إلى هوس وتابو وهذا ما نشهده فى مجتمعاتنا العربية حيث الجنس هوس وهلاوس ومحور الحياة ندور حوله كالفراشات.

ألا نلاحظ هذا المشهد الطريف الذى أخذ العادة والمعتاد ليفقد طرافته ودهشته فنحن نقيم إحتفالية لما يسمى بليلة العرس بل نبالغ فى تكلفة الإحتفاء بتلك الليلة بالرغم أنها تحقق حاجة إنسانية طبيعية فى الداخل الإنسانى فلما لا نحتفى ونحتفل كلما تناولنا الطعام .. نحن نقيم إحتفالية للجنس لتزيينه والإعلان عن تحقيقه.!!

الشهوة منتج فكرى إنساني بخلاف الغريزة أى أن الإنسان يبدع صور تخلق الشهوة ليعطى إشتهاء للأشياء ليست فيها فنحن نبدع فى طهى الطعام لنمنح شهوة للطعام ولكننا يمكن لنا العيش بدون هذا الإبداع , نرى شهوة فى جسد المرأة ولكن نحن من خلقناها وأبدعناها وزيناها من أوهامنا, فالمرأة إنسانة من دم ولحم وأنسجة وعظام فما الذى جعل تضاريس جسدها شهوة سوى الفكر الذكوري الذى مارس إبداعه وألاعيبه ليجعل للجسد الأنثوى شهوة ودليلنا أن الشهوة خيالات وتقييمات إنسانية هو أننا لا نشتهى أمهاتنا وإخوتنا بالرغم أنهم يحملون نفس ملامح الأنوثة كما لا تتحرك شهوتنا على نساء عجائز تحتوى على نفس المفردات الأنثوية .

لا يكون تغطية أجسادنا بالثياب فضيلة أو عفة أوصى بها الإله .. كما هى ليست حاجة لحفظ أجسادنا من حرارة الجو وبرودته فالأجيال الأولى من البشرية كانت عارية وتعرضت لبرودة شديدة ولكن أجسادها تأقلمت مع الطقس ,,كما لدينا قبائل فى أفريقيا وحوض الأمازون مازالت عارية حتى الآن .الإنسان غطى الجسد ليخلق شهوة يأمل في تأجيجها.!
لو تأملنا بعقلية فاحصة معنى الحرص على تغطية أجسادنا سنجد أن هذا الحرص يبغى خلق حالة من الشهوة المتقدة فلو إعتدنا الجسد العارى فسيسقط كل هوسنا وشغفنا فلن يخرج جسد المرأة عن كونه جلد ولحم وعظام لذا تفتق الذهن البشرى لفكرة تغطية الجسد ليخلق حالة من الفضول الشديد لما وراء الغطاء والشغف والشبق بكشف الحجاب عنه .

تكون الحشمة رغبة فى تزويق الجسد وإعطاءه الشهوة من خلال شبق الفضول ,لذا ليس صحيحا أن الإحتشام اعتنى بالعفة ووأد الشهوة بل لتزيينها وتأجيجها وكلما أبدع البعض فى زيادة الغطاء زادت حالة الهوس والهياج وهو ما نراه في شعوبنا العفيفة حيث الهوس والسعار الجنسي تجتاحه لتطفو فضائحه متى تم رفع الغطاء عنه .
الحجاب والنقاب الإسلامى تم تسويقه كعفة للمرأة بينما تاريخ هذا الحجاب جاء كعلامة تمايزية بين المؤمنات والأماء حسب أسباب التنزيل ولكن المسلم حول هذا الملمح التمايزي إلى إعتناء بفكرة تتوهم العفة والفضيلة وهذا لا يعنينا فى الأساس بقدر إعتناءنا أنه يخلق شهواته ويؤججها من خلف الحجاب فيتحول شعر المرأة الذى هو عبارة عن خيوط عضوية إلى ملمح لتأجيج ومداعبة شهوته ويصير النهد كجزء عضوى لخاصية الإرضاع موضع للشهوة والإشتهاء.
لا ننسى أن هناك آخرون يداعبون الشهوة عن طريق خطوط الموضة فهم يدركون جيداً كيف يداعبون الخيال والشبق الذكورى من خلال كشف جزء وتغطية جزء يتحرك نحوه الفضول أو فى خطوط تعتني بإبراز منحنيات معينة لتتركز العيون عليها .

حتى متعة الجنس داخل مؤسسة الزواج يتم مداعبتها فلا تكتفى الأمور بفتح المجال أمام تعدد الأوعية الجنسية ولكن بمداعبة أصحاب الأمزجة الخاصة الشاذة التى تتحقق متعتهم عن طريق ممارسة فعل أحادى أنانى مريض فهناك رخصة واضحة بممارسة الجنس مع المرأة بدون رغبتها " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح"- " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتأته وإن كانت على التنور " فبغض النظر عن طرافة المشهد فى تسخير الميثولوجيا لخدمة الرجل لتجعل وظيفة الملائكة سب ولعن المرأة الممتنعة عن نداء القضيب إلا أننا أمام فعل إغتصاب داخل مؤسسة الزواج يجد المشروعية لتحقق رغبات مرضية فى ممارسة الجنس قهراً أو تحقيق متعة أنانية متفردة فلا تجد الإستنكار بل الدعم الشرعى لتتأصل تشوهات وأمراض نفسية .

هناك البيدوفيليا ( Pedofelia ) وأصحابها الذين يتلذذون بممارسة الجنس مع الصغيرات لتجد حظاً فى إباحة الدين للرجل أن يتزوج طفلة بتحقيق رغبته السادية وإحساس واهم بالفحولة فى اقتحام جسد صغير لا تعطى رد فعل سوى الألم فتزداد النشوة والإحساس بالذكورة القوية .. لقد أصبحت قضية زواج الصغيرات فى عصرنا الحالى قضية القضايا للأئمة والفقهاء والشيوخ لتجد لديهم حماس غريب ,فلا تقل هو حرصهم على بقاء الشريعة فاعلة لا يُحجمها تشريع وضعى بل تحقيق مداعبة الغريزة لمرضى نفسيين تحت مظلة شرعية تمنحهم الإطمئنان والإستحسان .

هناك النيكروفيليا (Necrophilia ) وأصحابها الذين يتلذذون بممارسة جنسية فى منتهى القبح والبشاعة تتمثل فى ممارسة الجنس مع إمرأة ميتة فهم يستمتعون في أحضانها الباردة ‏العفنة يفرغون فيها شهوتهم الحيوانية المريضة فهى الشريك الأمثل بالنسبة لهم فهي لا ‏تتكلم لا تتألم ولا تحدق باشمئزاز إلى وجوههم الكالحة ونفوسهم المريضة .. بالطبع لنا أن نحلل أسباب هذا الفعل المنحرف الشاذ المستهجن من أصحاب النفسية السوية ليخجل ويتوارى فاعلى هذه الممارسة الشاذة بإعتباره عمل يدركون مدى قبحه وشذوذه ولكن عندما نجد من يفتح لهم باب جانبى لممارسة هذا القبح فلا يستهجن ولا يقبح بل يحلل ويمرر كما فى فتوى الشيخ عبد الباري الزمزمي رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث والتى ذكر فيها أن الدين الإسلامي يبيح ممارسة الجنس مع الجثث بشرط إذا كان الطرفان يربطهما عقد القران قبل الموت.!!
بالطبع لا نستطيع القول أن نكاح الوداع ظاهرة فى عالمنا العربى بحكم أننا لم نصل لهذه الحالة من البهيمية , كما يجب عندما نتناول مثل هذه الظواهر أن لا تخرج عن إطار تعاطى الطب النفسى فنحن أمام حالة مرضية تتواجد فى ظل دين أو لادين , ولكن عندما نعرض مثل هذه الفتوى فسنعتنى بالباب الذى يُفتح لممارسة الشذوذ ومداعبة القبح بمنحه مظلة آمنة شرعية بدلا من تقبيح وتعنيف وعلاج هؤلاء المرضى الذين يمارسون هذا الفعل الشاذ لنؤكد أن الدين يداعب غرائز البشر الطبيعية والشاذة .

- مداعبة غريزة العنف
تعرضت فى مقال سابق لمشهد العنف المتمثل فى حد الحرابة وإقدام بعض العامة من المصريين على تطبيقه لنتوقف امام مشهد تعذيب المجرم قبل قتله ثم تعليق جثته وحرقها أو سحلها والتمثيل بها لألقى الضوء على هذا المشهد من ناحية فظاعته ومغزى الرغبة فى التعذيب والسحل والتعليق والحرق والتمثيل بالجثه فهذا لا يخرج بأي حال من الأحوال عن ممارسة فعل سادي همجى يهفو للعنف ومغازلة الوحشية الكامنة فى الداخل الإنسانى.
أقدم فى هذا المقال مشهد جديد يصب فى تأكيد أن الدين يمارس عملية شرعنة ومداعبة العنف والوحشية البدئية بإيجاد مخرج للتحقيق تحت مظلة من الإرتياحية واللذة .. فقد حاصر أكثر من 3000 شخص منازل الشيعة بقرية زاوية أبو مسلم التابعة لمركز أبو النمرس حيث قاموا بضرب المتواجدين بالمنزل مما أدي لمقتل أربعة من بينهم شيخهم الشيخ حسن شحاته الداعية الإسلامى

لو تأملنا هذا المشهد فلن نجد له أى تبرير لهذا القتل المتوحش لمجموعة من المصريين تحتفل بالنصف من شعبان على طريقتها أو يدينون بمذهب إسلامي مختلف , فلن يجدى القول بأنه تعصب اسلامى مقيت وفهم خاطئ للدين وكل تلك المحاولات التبريرية التى تصف الحدث من الخارج ولا تبحث فى جذوره .. لن يُجدى القول انه جاء رفض لإقامة حفل زواج متعة يرفضه أهل السنه فكل هذه الأمور ليست بذات معنى بل تخبئ رغبات وحشية همجية تريد التحقق من خلال مظلة دينية تسمح بالتحقيق لتفتح المجال أمام ممارسة العنف الوحشى وليتبادل أهالى القرية مقاطع سحل الشيعة بفخر وحماس .!
الدين يداعب الرغبات الهمجية المتوحشة داخل الإنسان من خلال مظلة تتيح للمشوشين والمحبطين ذهنياً ونفسياً وإجتماعياً تحقيق العنف والوحشية , فلا تقل أنها غيرة عصبية أو نزعة متعصبة بل رغبات عنيفة يغازلها ويداعبها الدين مانحاً أصحابها الرخصة بمتعة تحقيقها .

الإنسان كائن ذكى يعرف كيف يتكيف مع إحتياجاته .. يعرف كيف يتحايل و يناور ليخلق من الألم اللذة فمن تحت القهر والألم يصنع الحلم والمتعة , ومن هنا نقل كل خبراته وإبداعاته فى المناورة وخلق الشهوة ومداعبتها إلى الدين كتراث مدون يتيح أن يحقق غرائزه وشهواته ونوازعه العنيفة الوحشية السادية من خلال نص أو فتوى سيمنحها القداسة لتحقق رغباته وفق ما يشتهى لذا وجدنا القتل والعنف يُصنف بالبشاعة داخل الجماعة ولكن نفس هذا القتل والدم يكون رائعاً ضد الآخر والذى نريده آخر ليمنحنا النشوة .. الجنس حلال وجميل فى مؤسسة الزواج ولكنه بشع خارج تلك المؤسسة فلنخلق متعة الإنتظار والتشوق وننسج الخيالات التى تمنحنا النشوة والشبق ذات المفعول المستمر .. فلنحجب النساء حتى ينطلق المزيد من الفضول والخيالات والهوس للجسد فلا تكتفي المتعة بالتحقق فى دقائق بل نعيش مغمورين مغموسين فى متعة الإنتظار والأحلام والفضول والهوس ليغطى كل تلافيف الدماغ ولا مانع هنا من نص مقدس يمنح الجسد الذى حجبناه بإرادتنا معنى العفة .

قضية الرخصة أو المظلة التى تمنح الأشياء متعة وراحة التحقيق ,,فالعنف رغبة فى العمق الإنسانى لم تتهذب تجد ممانعة وتحجيم من المجتمع لذا فليكن الدين وسيلة لتنفيس الوحشية والعنف وتحقيقه تحت مظلة شرعية فيكون قتل الشيعة فى مصر مشهد لتحقيق العنف الهمجى ولتكن اقامة الحدود من حرابة وغيرها مشهد آخر وبالطبع يبقى الأعداء والكفار أكبر مستوعب لتحقيق العنف .
مشهد الزواج من الصغيرات أو ممارسة الجنس عنوة مع الزوجة أو ممارسة الجنس مع إمرأة ميتة هى رخصة تُتاح لأصحاب النفوس والرغبات المضطربة الشاذة بمتعة تحقيقها بدون إستهجان أو التصادم مع مفردات وسلوكيات وذوق المجتمع .

أقول أن الإنسان يمارس بتلقائية وعفوية سلوك طريف يتعمد فى بعض الأحيان سواء بوعى أو بدون وعى فقد اللذة حتى يستمتع بالبحث عنها وكذلك نجد من يبحث عن الألم ليدرك قيمة اللذة التى تعتريه أو يخوض مباراة فى تجاوزها أى بالتعبير المصرى الطريف "إن الإنسان يشتغل نفسه" ولكن يبقى خطورة المرضى والمشوهين نفسياً فى أن يشتغلوا أنفسهم .
عملية الإستغماية التى يمارسها الإنسان فى البحث عن الراحة واللذة أو قل مداعبة غرائزه وشهواته للحصول على اللذة فى النهاية بمذاق مُختلف ومُتجدد وحيوى نقلها للأديان لتتبناها وتصيغها فلا نستطيع القول بأن هذه الرؤية الخبيثة فى الوعى الحاضر الإنسانى بل فى أعماق لاوعيه كحصيلة خبرات عميقة فى الحياة ترجمها فى تشريع ونهج من خلال طقس وشريعة ومنهج
الدين هو فكر إنسان يداعب غرائزه وشهواته وعنفه وسط محددات يفرضها المجتمع ومن هنا يجد الدين القبول لدى المؤمنين فهو يقدم لهم حلول إبداعية لمغازلة الشهوة والغريزة والعنف بإرتياحية وبتحقق ذو مذاق خاص .

دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإزدواجية والزيف كنمط حياة –لماذا نحن متخلفون .
- يا مؤمنى العالم كفوا عن الصلاة–الدين عندما ينتهك إنسانيتنا.
- يؤمنون ليجعلوا صلفهم تمايزاً- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون.
- إسلام المعبد سيواكب إنحسار الإسلام السياسى– رؤية مستشرفة.
- هل إنتصر حراك المصريين أم سيعيدون إنتاج مشاهدهم؟
- 30 يونيو وبدايات إنحسار الإسلام السياسى.
- قضية للنقاش عن مجتمع يتوحش–الدين ينتهك إنسانيتنا,(44)
- الإله المتهم البرئ- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون.
- ولكم فى الجهل حياة –الدين عندما ينتهك إنسانيتنا.
- طالما هى فنتازيا فلتكن فنتازيا-خربشة عقل على جدران الخرافة و ...
- عَلل ؟!- الأديان بشرية الهوى والهوية .
- عذراً أنتم لستم مؤمنين-خربشة عقل على جدران الخرافة.
- آلهة فاسدة أخلاقيا– نحن نخلق آلهتنا.
- الإسلام السياسى والغرب-مناطحة أم حب وغرام.
- فكرة تدمر شعوبنا-لماذا نحن متخلفون.
- صور ومعانى- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا.
- فيروس الإسلام السياسى المُدمر-مصر تحترق.
- شعوب لا تعرف معنى الحرية– لماذا نحن متخلفون.
- لا يجرؤون !–الأديان بشرية الهوى والهوية.
- هكذا يسألون وهكذا يجيبون وهكذا هم متخلفون-لماذا يعترينا التخ ...


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - إنهم يداعبون الغريزة والشهوة والعنف-لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون.